سبق وان اشرنا مرارا الي انه يجب اعادة تعريف السوداني من حيث الاخلاق والشهامة وهلم جرا من الصفات النبيلة التي ليست اصلا موجودة الا في القليل جدا جدا من السودانيين اهل الريف الدارفوري والكردفاني وشيئ من الشمالي والشرقي والجنوبي .
اما الغالبية العظمي من اهل السودان وبخاصة الذين نزحوا من الاقاليم وبالذات الاقليم الشمالي (( شمال الجيلي تحديدا) وكل من ينتمي الي قبيلة ما في السودان فهو ليس من اهل الخرطوم وهو نازح حتي ولو ولد جد جده العاشر في الخرطوم وكما قال مرة وزير الاسكان بولاية الخرطوم السيد بانقا) .اقول هؤلاء النازحين والذين يسمون انفسهم اولاد الخرطوم وبخاصة الذين امتهنوا الصحافة والذين صاروا ائمة مساجد ووزراء ارشاد في غفلة من الزمن, هؤلاء هم سبب كوارث هذا السودان , وهم الذين امتحنهم الزمن فكشف عوراتهم الاخلاقية وظهروا علي حقيقتهم لا يملكون ايا من الصفات السمحة والنبيلة التي ظللنا ردحا من الزمان نظنها صفات السوداني.
فلماذا انكار ما يحدث من ويلات في دارفور وتكذيب اقوال الضحايا منهم رغم امتلاء شاشات الفضائيات والصحف العالمية بكل ما هو بشع مما يحدث في دارفور وينكرها هذا الوزير اوذاك الامام او الرئيس نفسه, وينبري صحافيون منافقون ( في الواجهة) وينكرون ويستقبحون مجرد ان يتحدث انسان عن شيئ من الذي يجري في دارفور, حتي اذا ما حدث ما حدث في الخرطوم من قتل وحرق, اصاب الهلع كل ارباب النعم والقصور التي شيدوها من مال السحت , وفجاة امتلات صفحات الجرائد بالمنادين الي التسامح والمستنكرين حدوث مثل هذا الذي حدث, بل وذكر البعض منهم بانه لا يصدق ان مثل هذا يحدث في السودان؟‼اين انتم يا حثالة البشر مما يحدث لاهلنا في دارفور؟ ام انتم كما قال رئيسكم تظنون اهل دارفور ليسوا شبه السلطة ولكن شبه كل ما هو بشع وشنيع.؟
اما ائمة المساجد , فكانما هبط عليهم الوحي وامروا ليعبدوا الله الان , فسمعنا العجب, خاصة وزير الارشاد الذي رغم انه زار دارفور مكرها ولاول مرة في حياته مع القرضاوي , لم نسمع يوما انه استنكر ما يحدث بدارفور , ولطن الجمعة الماضية, وبامر من ولي نعمته وسيده, صعد منبر مسجد الشهيد وتحدث وكانما هو رسول السلام , ومن فرط نفاقه قال : ) ... من الحكمة اختلاف الالوان والالسن والاديان) ثم مضي قائلا ومحاولا الاستشهاد بالقران الكريم: ( , ومن اياته اختلاف ا ا الوانكم والسنتكم) وارتج عليه عندما لم يجد اختلاف اديانكم في الاية, وصار منظره مثيرا للشفقة والاحتقار معا؟؟ انظر الي هذا. الم يدر ان هناك اية تقول ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) صدق الله العظيم. ولكنه النفاق وحب السلطة.
ثم انظر الي ازدواجية المعايير في تصرف الحكومة بخصوص التحقيق والتعويضات. في دارفور لم تشا الحكومة الظالمة هذه عمل اي تحقيق الا بعد ان ذهب الملف الي المحكمة الدولية, اما امس ففورا تم تكوين لجنة للتحقيق ووجه الرئيس بتعويض المتضررين( وكلهم من اثرياء البلد ذوي معارض السيارات الفارهة) , ولكن اهلنا في دارفور الذين تم حرق قراهم ودمرت مزارعهم وشرد ابناؤهم , فلم يجدوا غير الامم الاوربية وامريكا لاعمار ديارهم ؟ عجبا.
ختاما لسنا مسرورون لاصابة كائن من كان , ولسنا اهل شماتة, ولكن عندما تختل الموازين وتري بام عينيك اهل السودان يتركونك نهما لبطش حكومة ظالمة ويصمتون عن جرائم هي واضحة كعين الشمس , ثم تري نفس الاشخاص في موقف معاكس تماما عندما يصيبهم قليل جدا مما اصابك, عندئذ لا تملك الا ان تقول هي عدالة السماء بدات ولم تنته بعد. ولا يحيق المكر السيئ الا باهله.
محمد احمد معاذ
المنامة , البحرين
__________________________________________________