تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

وما أنا بكاهن – الفتنة أشد من القتل بقلم علم الهدى أحمد عثمان / القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/8/2005 6:03 ص

وما أنا بكاهن – الفتنة أشد من القتل
علم الهدى أحمد عثمان / القاهرة

[email protected]

دعونا نتأمل ما يجرى فى الساحة السياسية السودانية وعلى ضوء ماتفضلنا به فى وقت قد سبق من تكهنا ت بأحداث نراها أضحت واقعا نعيشه الآن فى السودان فبحكم تحليلنا وقراءتنا الدقيقة الفاحصة لتلك الأحداث كانت التوقعات على نحو ما تصورناه تماما وإليك عزيزى القارئ بعض ما كتبناه فى هذا الشأن فى بعض الصحف السودانية والعربية فإلى هناك :
هذا المقال كان لنا و نشر ( بتأريخ 13 يناير 2005بجريدة أخبار اليوم السودانية ومجلة سودانايل الإلكترونية)
تحت عنوان : نيفاشا وعدد سنين ما مصير هذا البلد الأمين ؟! وكان صدر المقال على نحو ما يلى :
تلك الوجناء (نيفاشا ) التى تربعت على عرش الساحة السودانية السياسية على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية .. وعلقت بأذهان الكافة مهتمين ، الحادبين على مصالحهم إبتداء والسودان انتهاء وذوى الشأن الميامين والأجلاء..وأيما أناس! فيها أى نيفاشا حيث تمددت آجال وتبددت آمال بعد تداع فمآل ولم يتسنى من حلقة وصل بين التمدد والتبدد المشار إليهما إلا كرنفال فرح والدعوة عامة من أستطاب إليه سبيلا والعقبة عندكم فى المسرات أو كيفما شئتم ستجدونا رهن الإشار .
أيتها الوجناء وما حويتى ومن دياجى الليل عليه ما إنطويتى من أحداث ومآلات مهيبة ..
أمن الليل ما يغطى على الجبال؟ صحت الطبيعة مكتسية حياءا بثوب الضباب ؟ أم صعب الإبحار على الآخرين فى يمك إلا على البعض بسبب المد والجذر الكثيف العباب ؟ قالت : عنى وحدى لا تسألونى وسلوا فراديسى أيضا عما حارنى فى هذا الشأن من كيفية سبر الأوجاع وياللهول من كيد اللوبى الضالع !!....
وفى عجز هذا المقال جاء :
على كف القدر نمشى ولا ندرى بالمكتوب ..أو بسم الله مجراها ومرساها بصرف النظر عن النتيجة .. حتى ولو علينا وعلى أعدائنا .. ولا أحد يستطيع أن يتكهن بمآلات هذه الأمور على وجه الدقة وما نقدر أن نتكهن به فى هذا الشأن .. مع التأكيد على وجه الدقة ..وهذا ليس تشاؤم مع حرصنا الشديد على أن يعم السلام كافة أرجاء السودان ..مع التأكيد على أن هذا الذى تم ووفقا لما عرضناه من أحاسيس ومشاعر ورؤى أطراف النزاع المعارضين لا يمكن اعتباره حلا شاملا إلا من قبيل حاكمية الأمر الواقع الأمر الذى يحتم استيعاب هذه القوى المقصية بعملية السلام برؤية مرضية لكافة الأطراف و إلا فإن كافة المؤشرات تقول بأن هناك إنفلات وشيك سيقع ولو بعد حين وساعتها سيقط ضحية هذا الإنفلات [.............] ويكون عندها بمثابة كبش فداء السلام الشامل المنشود .. هذا مجرد تكهن وما أنا بكاهن ولا عراف .فما قمت به إلا من قبيل غيرتى المفرطة تجاه هذا الوطن الحبيب فإن أصبت فلى أجر وإلا كان لى أجر المجتهد ..
التحليل :
إذا تمعنا فى هذه التكهنات نجدها تعطينا التفسير المناسب لمآلات إتفاق نيفاشا الغنى عن التعريف لا سيما المأساوية ..وإنه لبالغ الحزن الذى غمر وفجع قلوب جميع السودانين الرحيمة.. إنها وفاة ابن الوطن المناضل الشهيد الدكتور جون جارنغ ديمابيور ألا رحمه الله وسائر إخواننا المؤمنين إنه بحق كان مستحقا للقب زعيم المهمشين وإنه لفقد عظيم ..لمريديه منا السلوان وآلهم ذويه الصبر وحسن العزاء .. وكانت وفاته بأن أحدثت الإنفلات الذى أشرنا إليه بأنه بات وشيك وبعدها تبدأ الخطوات فى العد التنازلى صوب الهدف ..[ كبش فداء السلام ] الذى أشرنا إليه من ذى قبل أيضا .. ولكل إنفلات ضحية .. أيما ضحية هذه المرة ؟!! إذ نحن مجرد محللين ليس إلا لكن والوضعية الماثلة هذه ..سيعانى الشعب السودانى جراءها أكثر من أى وقت قد مضى وسيظل بلغة العسكر : مستخدما الساتر.. معاناة .. الى حين أن تأخذ الصاعقة فريستها المتشبثة بزمام الأمور وتأبى إلا أخذها هى الوحيدة كى توهب الحياة لسائر الشعب لينهض من ربقة العناء الذى أحاق به جراء ذاك التشبث وتكون حينها هذه الفريسة المأخوذة بمثابة كبش فذاء السلام إن رضا البعض أم رفضوا .. ولئن كانت تلك الفريسة فى بروج مشيدة . ولئن تابعتم الأحداث الأخيرة المثيرة للغاية والتى طالت الساحة السودانية ما هى إلا دليل على صحة قراءتنا للأحداث ومآلاتها على نحو دقيق ... ولك عزيزى القارئ بعد هذا التقديم أن تتصور معنا : هل الفريسة قد وقعت بالفعل وبهذا سنشهد عهد جديد فى السودان ؟!! أم ما ذالت الصاعقة تترصد وتترقب الفرصة لنيل فريستها ؟!! وأن الذى تم من أحداث بعد إعلان مصرع الدكتور جارنغ ما هى إلا مقدمات لسيناريوهات أخرى قادمة حبلى بالكثير المذهل والمثير ؟!! .
أيضا فى إحدى مقالاتنا [مجلة سودانايل ] فى اليوم السابق لمصرع الدكتور جارنغ بسويعات وعبرنا فيه عن مجريات الأحداث فى السودان.. بميلودراما عكسية .. وإليك نص صدر هذا المقال : إتفاق نيفاشا كسيح لكنه يرى فيصلح دليلا فحسب للعمى الذين يحملونه على أكتافهم كى يتبصروابه مصالحهم أما مصالح سائر الشعب فالتذهب أدراج الرياح هكذا عدت الساحة السياسية فى السودان ودوران رحاها فى ميلودراما عكسية (Inverted melodrama) هذاهو ما آلت الأوضاع فى بلادنا إن رضينا أم أبينا والمذهل فى الأمر أن كل المؤشرات تشير إلى أن .. نهايات هذه الميلودراما .. التى تعيشها بلادنا اليوم .. غير سعيدة ..على أدنى تقدير وبحسب الظروف والمتناقضات الملابسة لفصولها لا سيما المثيرة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وسائر معنيها يتصدى لها التجريد لإحتوائها عن سعة ورحابة صدر تحت تأثير الضغط الإسموزى " خاصة أن خاصية التشرب متوافرة بقدر أفضل والحال هذه " علما بأن الوسط الداخلى "داخل أروقة السلطة الحاكمةالمشار إليها " أقل تركيز ما معناه يجئ الضغط من الخارج إلى الداخل بحسب هذه الخاصية الإسموزية فى الظروف المعتادة .. أيما خاصية ؟!!
فى مثل الأوضاع الأكثر مأساوية تشئ الأقدار فيها بفعل فاعل وضع مصير بلد " السودان " برمته قيد الأخطار وأضحت إثرها تطلعات بأسره بأسره محطا للأنظار .. وضعية معيبة ألقت بظلال مثالبها على.. الصغار.. والكبار .. والأشجار .. أفرزتها قلوب أشد قسوة .. بل كالأحجار .. ومن الحجر ما تتفجر منه الأنهار .
التحليل :
بالفعل لم تتسنى بضعة سويعات من الزمن على كتابة سطور هذا المقال المشار إليه إلا أن إستأنفت الميلودراما المعنية فى عرض فصولها ومآلاتها الغير سعيدة كما توقعناها تماما قبل وقوعها بهنيهة كما تم من ذى قبل فى الوضعية السابقة ..[ سيناريو كبش فداء السلام ] بيد أننا لم نكن نعلم على وجه الدقة من هو هذا الذى يكون بمثابة كبش فداء السلام .. ولا حتى القدر وقضائه لم يكن يدرك كنه ذلك .. مما ينفى ثمة شبهة مؤامرة وراء ذلك ولا من قريب ولا من بعيد ..وما ذلك إلا من تقدير رب العالمين ..
فى هذا الشأن دعونا من كيل الإتهامات نحو بعضنا البعض لأن ذلك ليس فى مصلة الوطن المتربص به أصلا ..كما تعلمون .. وربنا يهدى قادتنا وولاة أمورنا جميعا وبعد هذه الأحداث خاصة بأن يفطنوا إلى مصلة الوطن والمواطن الكادح الذى ظل يدفع فاتورة الحرب وتبعاتها المؤلمة ..وخاصة الحكومة الحالية التى يقع على عاتقها مهام جسام بأن تكفل لكافة جموع الشعب السودانى حياة كريمة على أساس .. المواطنة .. دونما تمييز على أية أسس كانت .. والإصغاء بإهتمام .. لدعاوى ومطالب الذين تحت وطأة عناء التهميش منا والعمل بجدية لإنصافهم جميعا : فى دارفور .. فى كردفان .. فى الشرق .. فى الشمال .. فى الوسط .. فى الجنوب .. وذلك بوضع حد نهائى لمجرد الشعور بالظلم .. حتى تنصلح هذه الأعطاب وتصحح تلك الأوضاع .. حتى يتجه الجميع فى جو معافى تحدوه الوطنية الحقة .. ونتجه فيه جميعا صوب بناء الوطن وإعادة إعماره ..أن ندع جانبا كافة التراسبات التى حفلت بها سنى الماضى الأليمة .. ونحن أدرى بالطيبة الماثلة على شعبنا السودانى العبقرى العظيم .. وهذا صدقونى لا يتسنى إعماله إلا إذا إرتقينا جميعا .. قادة وقواعد شعبية .. إلى مستوى الحدث وإستيعاب المرحلة المقبلة عن : وعى .. وحكمة .. وسماحة .. وسعة أفق .. لأن هذه المرحلة تكاد تكون دقيقة للغاية .. ونحن نريد وطن واحد ومستقر .. وأعتقد أن .. إرادة الله .. ومبتغاها تسير على هذا النحو كما تتابعون
ومجريات الأحداث على طول هذا الوطن وعرضه تؤكد ذلك .. إذن ما علينا إلا أن نأخذ بإرادة الله وهى إرادتنا على نحو أكيد ..
أيضا ورد فى إحدى حيثيات كتاباتنا المنشورة على موقع [سودانايل ] الالكترونى بتأريخ 30/4/ 2005
وكان عنوان هذا الموضوع .. من بعيد لبعيد كردفان وفقا لآخر التقديرات السياسية .. وتصدر هذا الموضوع : فى هذا الشأن كردفان تنأى بنفسها عن أية صراعات محتملة ؛ بشأن الحراك السياسى "بالمركز"حول السلطة والثروة وتحتفظ لنفسها فى هذا الصدد بالقدر المناسب واللازم من الرقابة المتزنة وبما يحفظ الأمن والسلام وحماية حقوق إنسان المنطقة – كردفان – خاصة ولإنسان السودان كافة ........ إلى هنا .
التحليل :
فلأجل ذا فلما تطورت الأحداث على نحو ماشهدناه مؤخرا فى السودان كنا على أهبة الإستعداد لتدارك الموقف وكان ذلك ماثل للعيان بحكم أنه لم تشهد الأحداث تطورا فى كردفان وشعبها الواعى بمختلف تركيباته الإجتماعية فقد قمنا بدور كبير مهم هناك تحوطا لمثل هذه الأحداث بما جعل النسيج الإجتماعى لمنطقة كردفان أكثر تماسك ووعى وتحضر وتسامح بإرساء دعائم التعايش السلمى بين القوميات المختلفة .. وبحكم وسطية موقع كردفان سنعمل على نشر إشعاعات ذلك إلى سائر أنحاء السودان .
إن السودان يحتاج إلى كافة أبنائه بدون تمييز فى إطار مجتمع صالح خالى من الفتنة لأن الفتنة أشد من القتل وما تلك التحركات وهذه السيناريوهات التى تكمن فى طيها مأساة دراماتيكية ليس لها مبرر سوى الفتنة .. ما الذى يدفع الإنسان لإقتراف الفتنة ؟ هل هى الغريزة ؟! أم الفشل ؟! أم البحث عن دور ؟! أم العبقرية ؟! لا بد أن هناك ثمة سبب .. يقول أبو علم الاستراتيجى .. كلوزفيتش : " إن فائض العبقرية يتحول إلى دم " والتعبير واضح أن الفتنة أشد من القتل .. سيما وأن صورها كثيرة ونتائجها مدمرة .. " إذا خسرت البشرية فسيخر مفكروها وإذا نجحت سينجح الجميع وهنا يكمن المرادف الحقيقى لشيوع الفتنة .. ولك عزيزى القارئ .. أخص بنى وطنى الكريم .. مراجعة مبسطة للذاكرة المزدحمة بالفتن المتنوعة الأشكال ستؤدى إلى الفاجعة والصدمة ..فمثلا عندما كان [إرخميدس] ليبحث عن نقطة ارتكاز كى يحرك العالم !!وتحقق المصالح العليا .. ففتنوا عليو فطعنوه الجنود الرومان وغادر الحياة [ وربما غادر السلطة هنا ] وهو يصرخ أى إرخميدس.. لا تلمسوا رسوماتى أو [لاتلمسوا الديموقراطية هنا ] .. وبينما كان أتباع أو أنصار المسيح وحواريوه يتحدثون عن الفضيلة كان [بيلاطلسى النيطى ] يزج بهم فى السجون .. وبينما " الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم " يشع نور الهدى فى صحراء العرب كان أبو جهل يثير الفتنة والظلام .. كذلك هو حال الفتنة المزمومة المشئومة العواقب وكذلك الفتنة التى صفعت وجه فيلسوف .. يعقوب الكندى .. بيد المتوكل وهى التى قطعت رأس [ الحلاج ] وطعنت قلب يوشكى [ شاعر روسيا وروحها ] على يد ضابط فرنسى بائس [ جورج دانتس ] فى فتنة رخيصة وهى ذاتها التى قتلت [ بلزاك ] أديب فرنسا حين مات كمدا بسبب الفتنة وهناك الكثير ممن فعلت بهم الفتنة سواة العاصفة بساق الشتيل النى وحال السيل وقت يتحدر يجرف ما يفضل شئ .. وهى نفسها التى غدرت ب: [ فريدريك لوركا ] شاعر الحرية وأعدمته بالرصاص .. ولنا فى هذا الشأن كم قتيل فتنة بالرصاص .

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved