لعلها فرصة طيبة أن تضع صحيفة ايلاف بين يدي القراء الكرام تحليل البروفيسور حسن مكي مؤرخ الحركة الإسلامية حول ( مقتل قرنق ) . والدكتور حسن مكي الذي تجد آراؤه رواجا وقبولا كبيرا عند عامة الإسلاميين وأهل العاطفة خصوصا , وذلك لاعتماده ( نظرية المؤامرة ) في كل رؤاه ونظرته إلى الحياة ( وأخشى أن تمتد نظرية المؤامرة عند أمثال حسن مكي إلى الآخرة نفسها .. فيظهر من يقول إنها مجرد أسطورة أو محض مؤامرة من دعاة التلمود القديم ؟!)
أرجو من الاخوة القراء أن لا يظنوا قولي هذا من باب السخرية والمزاح .. لكنني أعنيه بكل حروفه فقد أنكر الدكتور حسن الترابي من قبل القيامة الجامعة بشهادة العدول ؟!!
وأما حسن مكي في تقديري تكمن إشكاليته في أنه رجل أكاديمي مؤدلج ؟! والأكاديمية والبحثية كما هو معلوم شأن معملي بحت .. تتطلب أول ما تتطلب ترك المعتقد والتنظيم والرؤية الفكرية والسياسية للأحداث عند النظر ..!! وهذا ما عبر عنه أبي الحسن النسابوري بـ ( الاعتقاد يبنى على الأدلة ولا تبنى الأدلة على الاعتقاد ) فالدكتور كما ذكرنا تقوده نظرية المؤامرة بشكل تلقائي وعفوي وساذج أحيانا . فإن كانت هنالك مؤامرة كما يزعمون فيجب التعامل معها بحنكة ووعي لا بمسألة التنويم التي يمارسونها !! وإن كنت لا أستبعد مثل هذه الدسائس للتخلص من شخصية بقامة الزعيم جون قرنق ..!! ولكن لماذا يتوقف حسن مكي عند صديق وزميل الدراسة والمناصر لقرنق في كل فترة نضاله المسلح الرئيس اليوغندي موسفيني ويترك أعداءه التقليديين من أصولي الحركة الإسلامية من أمثال مستشار رئيس الجمهورية قطبي المهدي الذي يقول عن المصالحة مع قرنق قبل أن يجف مداد الاتفاقية .. ( إن قرنق يأتي إلى الخرطوم بمساعدة المشروع الصهيوني الإسرائيلي !! ) ثم يواصل في هذيانه قائلا : ( أخشى أن نفقد الخرطوم كما فقدنا الأندلس ؟! ) وينسى أن العرب غزاة مستعمرين للأندلس وما هم بسكان أصليين . وقبله قد تنحى الدكتور غازي صلاح الدين ذاكرا أن محادثات السلام تجاوزت الخطوط الحمراء ؟!!
كما يعتبر التحالف الذي أقيم بقيادة ( وزير المالية الأسبق عبد الوهاب عثمان ومدير التلفزيون القومي الأسبق الطيب مصطفى ) انشقاقا للحركة الإسلامية ( المؤتمر الوطني ) في العلن !! بدعوة فضلت صراحة الانفصال وتمزيق السودان على أن يدخل الزعيم جون قرنق الخرطوم !!
فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يقض د.حسن مكي الطرف عن أعداء قرنق الحقيقيين ؟!! وهم أكبر المتآمرين في المنطقة بشهادة العالم , وبشهادة بعضهم على بعض .. أنظر الوثائق الخطيرة التي تكلم عنها المحبوب عبد السلام في فضح محاولة اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا .. وأنظر الاجتماع الذي هو أحد أعضاءه والمفاجأة المدوية عندما قال لهم علي عثمان محمد طه : ( إنه يملك الأدلة الشرعية والسياسية لقتل الرئيس حسني مبارك ؟!!!!!!!!!!! )
راجع المحبوب عبد السلام رسائله المفتوحة للدكتور نافع على نافع لعلك تجد بها شيء نافع بهذا الخصوص ( مقالات وتحليلات ـ سودانيز اون لاين )
وأنظر بعد ذلك لعقلية مفكر الحركة الإسلامية ( الاستراتيجي ) الاقصائية والمتحجرة على قاعدة ( يا أبيض .. يا أسود ) حين قال عند حديثه عن شماليّ الحركة : ( ولهذا فإن الشماليين المتحالفين مع الحركة الشعبية ليس أمامهم سوى أن يأتوا إلى حيث بيت الطاعة في المؤتمر الوطني ) هذا النص هو من أكثر الحروف التي تبين وتكشف زيف وضحالة عقلية الإسلاميين .. فكلمات د. حسن مكي الاقصائية تقول لا مكان لشماليّ الحركة الشعبية إلا بيت الطاعة في المؤتمر الوطني ؟!! كأنه لا مكان في الشمال لغير المؤتمر الوطني .. ( عند قراءة حسن مكي المغلوطة لمصير شماليّ الحركة الشعبية )
فالويل .. الويل .. الويل لأهل الشمال ان يتحقق الانفصال وهؤلاء القتلة هم من يمسكون بزمام الأمور !!!
أبوبكر حسن خليفة
السعودية/ القصيم
صباح الاثنين 8/8/2005م