آه يا سـودانُ كم ذقتَ محن
قد تلظت نارُها عـَبر الزمن
غير أنَّا مثلما شـاء القضاء
ندفعُ الأرواحَ للسـلمِ ثمن
****
قد شجـاني ذرفُها تلك المقل
يوم قالوا قد ثوى جون البطل
من أتانا بتباشـير السـلام
ثم ولى وأنطفى فينا الأمـل
****
آه يا جـونُ أتمضي هكذا
تترك السـودان في همِّ إذا
لم تكمل أسس السـلم به
لا يقمْ والكلُّ يرجوك لذا
****
عـاد للخرطوم عودَ الظافرين
حيث حفته جمـوعُ البائسين
كـلهم قـد بُددت آمـالُه
في العذابات وفي ظلم السنين
****
كان أَمـلاً لمــلايين الجــياع
من ضحايا الظلم ضنكى الالتياع
في بلادٍ أرضــُهـا كنزٌ ثـمين
صـار بالإهمـالِ نَهباً للضـباع
****
يا شقيقَ الروحِ يا بطل الكفاح
كنتَ أمــلاً لمداواةِ الجـراح
غير أن الشـعبَ ما أتعســه
كلُّ ما شـاد من الآمـالِ راح
****
فُجـع السـودانُ في أبطاله
لا أرى في القطرِ من أمثالـه
عندما جاء برايات السـلام
ليقي السودانَ شرَّ الانقسام
****
كان من أخطاِئه حمل السلاح
غير أن العذر بادٍ كالصـباح
حـيث لا يفهم من جابههم
لغـةً غير إثارات الجـراح
****
غدرهُ الأشرارُ في أرضِ الجنوب
قائمــا في ظنهم أن لن يئوب
غــير أن الظن ظن كـاذب
فهو في السودان في كل القلوب
......
إبراهيم سليمان الجعلي
[email protected]
الأربعاء 3/8/2005م
القصيم

للمزيد من االمقالات