ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
رحيل مرجع ودستور السودان الجديد (الدكتور قرنق )يعتبر خسارة كبيرة لكل دعاة السلام في السودان ,عبدالرازق ابراهيم ادم بقلم عبدالرازق ابراهيم ادم
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/5/2005 11:09 ص
اولا خالص العزاء لجماهير الحركة الشعبية لتحرير السودان وكل الشعب السوداني في فقيد قائد ركب السلام وقائد سفينة المهمشين ,الدكتور جون قرنق ديمبيور ونسال العلي القدير له الرحمة . رغم انني من المرددين الدائمين علي كتابة المقالات علي صفحة الانترنت ومن السباقين ايضا في تناول القضايا التي تسطو علي الساحة العالمية من احداث ورغم ان مصرع الدكتور قرنق من الحوادث الغريبة والمدهشة والجديرة بالاهتمام الا انني لم اتمكن طول الزمن التي مضت علي مصرعه ان اكتب شيئا لانني كنتت في غاية الصدمة بين مصدق ومكذب لعدد من الايام وليس القصد من ذلك عدم الايمان بالقضاء والقدر او عدم الايمان بحق الموت ,ولكن استغرابا واندهاشا علي تلك الحادثة المشئومة ولماذا في هذه التوقيت الحساس من الزمن ؟؟ولماذا تلك الحادثة تمت علي متن الطيارة في ظل وجود سوابق سيئة للطيران في تاريخ المجتمع السوداني المليئ بالمؤامرات والدسائس والخيانة والقلوب السوداء 0 لقد فقد السودان واحدا من اندر رجاله علي مر العصور التي عشناه وعاشته اجدادنا ,رجل يحمل فكر فريد استطاع من خلالها وبصبره ومثابرته ولمدد من الازمان ان يحوي في فكره معظم الاجناس الموجودة في السودان حيث استطاع الرجل وبحنكته وايدولوجيته الوحدوية ان يصل الي السلام العالمي مع النظام الجائر المشهور بالمؤامرات ,فكل هذه المزايا جعل من الدكتور ان ينظر اليه اي سوداني بانه حقا وفعلا رجل الوحدة ورجل السلام ورجل العدل والمساواة ,وبعد وضوح رؤيته البناءة اصبح محبوب كل السودانيين الذين يتطلعون الي تغيير حقيقي لشكل السودان التي تاسست علي خطا فادح ,ان كل الشعب السوداني والعالمالخارجي اجمع اصبحوا يراهنون علي ان اي تغيير في شكلية السودان يكون علي يد هذا الرجل وتبرهنت ذلك في الحشد الكبيرالتي جمعتها الساحة الخضراء من الشعب السوداني يوم استقباله هناك ,ثم الوجود العالمي الكثيف من المستويات العلياء التي شهدتها يوم تنصيبه النائب الثاني لرئيس الجمهورية ولكن كل هذه الاماني والامال العريضة المرجوة من الدكتور قد ماتت بموته وهذا لا يعني ان الفكرة ايضا ذهبت بذهابه لان مؤسسة الحركة الشعبية موجودة وبدون شك تستطيع تلك المؤسسة وبرجاله ان تكمل ما بداه الرجل ولكن الاكمال والسير قدما في هذا الطريق لم يكن كما قرنق موجودا وهذا حسب تقديري , المهم كل املنا وامنياتنا الا تتوقف مسيرة السلام برحيل قائدها الدكتور جون قرنق ,ولكن التساؤل التي يطرح نفسه هل هذا الموت طبيعي قضاء وقدر كما اجمع عليه الكثيرين ام تدبير من جهة ما حتي ولو علي المدي البعيد ؟؟؟ ان كل تاريخ السودان الطويل انبت علي التعالي والاسنعلاء من اجناس معينة الذين يسمون انفسهم بابناء النيل الشمالي والذين يرون يرون في انفسهم بانهم هم اسياد السودان وحراسه الاول والاخير وكل افكارهم ومعتقداتهم نمت علي عدم الاعتراف بالاخر ولذلك كل تاريخهم الطويل احتفلت بالاغتيالات والمؤامرات ضد غيرة ابناء الوطن وعلي ضو ذلك اصبح عامل الثقة مفقودة تماما من هؤلاء وهذا رسخت في ذهن كل سوداني وصلت لدرجة ان موت ومقتل الدكتور قرنق اصبحت متوقعة حتي من اشد المتفاعلين به بمجرد دخوله الخرطوم فكل تلك التوقعات اثبتتها الايام المشئومة من تاريخ اختفاء طائرته حتي يوم معرفة موته 0 فكل الدلائل والبراهين تشير الي ان هذه الحادثة تمت عن طريق القضاء والقدر وحتي ان كان هناك مؤامرة يد الحكومة فيها ربما تكون بعيدة لابعد الحدود لمببرات كثيرة 0ولكن ما اغضبنا في تلك الحادثة .هو عدم الاهتمام الحكومي المرجوة قد تجعل من الناس ان يرموا بكامل شكوكهم واتهاماتهم للحكومة لان منذ اختفاء الرجل كان اعلام الحكومة فاترة كانها تريد ذلك وحتي الاعلام البيسط التي حصلت كانت مخلوطة مما يشير الي عدم الاهتمام بهذا الاختفاء الغريب للرجل الذي يمثل دستور السودان الجديد ,المفروض ان يحصل من الحكومة الاستعداد والتاهب لاي احداث شغب يسببها فقدان هذا الرجل وهي تدري تماما , فالرجل اختفي وتاكد حدوث مصرعه ولكن الحكومة لم تقوم بواجبها من التحوطات الامنية اللازمة والاستعداد الامني فهذا الاهمال المقصود كان نتيجتها الاحداث الدامية التي وقعت في الخرطوم وبقية المدن فكل الخسائر التي حصلت هي مسئولية الحكومة ,كنا نعلم في جميع الدول اذا هناك فقط اشارة تشير الي ان البلاد تتعرض لمصيبة فكل اجهزة الدولة تكون علي اهبة الاستعداد لتفادي اي كارثة متوقعة ناهيك من ان يكون الكارثة قد وقعت اصلا كما في حالة الدكتور قرنق ففي هذه الدول ان الااستعداد الامني تتميز بالالوان يمكن ان ترتفع درجة اللون الامني الي اعلي مستوياتها فقط في حالة التنتبيه بان هناك كارثة متوقعة ,وكل هذا ممكن ان يقوم به الامن السوداني ويمكن تفادي كل الخسائر التي وقعت في الخرطوم من موت عشوائي وخسائر في الممتلكات , فالواضح ان الحكومة هي تريد ذلك تماما فاحداث الاموات استمرت لثلاثة ايام متتالية مع وجود الكثافة العددية للامن والشرطة وحتي الجيش ولكن هؤلاء صبوا جل اهتمامهم في وسط العاصمة وباوامر من السلطات العليا حيث دواوين الحكومة ومكاتب الوزارات ومكلتب المؤتمر الوطني الحزب الحاكم وتركو الهامش مسرح للقتل والموت , الجدير بالزكر كل مناطق الهامش يقطنه اناس نازحين مضطهدين جاءوا من الاقاليم النائية كدارفور والاقاليم الجنوبية ,تلك المعارك تحولت الي معارك عنصرية جهوية وامتلكت بعض الفئات الاسلحة النارية في الهجوم ,فنحن نتساءل من اين تحصلت هؤلاء علي تلك السلاح ؟؟ ومن الذي سمح لهم بذلك ؟؟ مع العلم ان كل الاحداث التي وقعت في الخرطوم لم يكن فيها استعمال الاسلحة النارية 0 المهم نحن كشعب سوداني ندين تلك الاحداث وان كانت حدوثها رد فعل لفعل معين وذلك عبارة عن تعبير عن الغضب للفقد المهمل للدكتور قرنق فكل هذه الاحداث من صنع الحكومة , المهم نحن نعتبر هذا احد مخططات النظام الجائر لاشعال نيران الفتنة بين ابناء الشعب الواحد وهي عبارة عن مواصلة لسلسلة ابادتها الجماعية التي استهلها بدارفور والغرض منها التخلص من العنصر الافريقي الزاحف بقوة لحكم بلاده بنفسه , وكل امنياتنا ان يتجاوز الشعب السوداني تلك الحادثة بكل صبر وعزيمة الي ان تعود الامور الي نصابها ,ولكن التحدي الذي امام الشعب السوداني تحدي ابدي هو كيف يتم اعادة الثقة المفقودة بين الشعوب حتي يمكن للسودان ان يكمل مشوار مسيرة السلام التي قد تصبح هشة برحيل الدكتور جون قرنق لان الجانب الحكومي جانب غير جاد كل هدفه البقاء في السلطة لمواصلة اساليبها الخداعية التامرية ضد الشعب المقهور 0 عبدالرازق ابراهيم ادم رابطة ابناء المساليت بالخارج , مصر