![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
ان رحيل د. جون قرنق يعتبر بمثابة صدمة حقيقية بل هو تسونامى سودانية اصابت السودانيين في مقتل
بعد ان تعلقت آمال وطموحات السودانيين به من اجل حل قضاياهم ورد مظالمهم التى تعرضوا
لها من نظام حكومة الجبهة الاسلامية منذ فجر يونيو 89 الذى انتهك الحقوق وسلب الارادة وقهر
الشعب واوصله الدرك الاسفل من ويلات الحرب والفقر والفاقة وكان بمثابة القشة التى قصمت
ظهر بعير السلام المرتقب الذى لم ير النور بعد.
ان الحديث عن رحيل هذا الرجل القامة الذى لا اخال ان مواطناً سودانيا شماليا كان ام جنوبيا لم
يتأثر لرحيل هذا الرجل الذى طبع اسمه في قلوب السودانيين بحبه للسودان وتمسكه بقضيته
وهى وحدة السودان والسودانيين والتعايش السلمى في ظل حكم ديمقراطى عادل ينبنى على
العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجميع امام القانون. لكن ها هو الموت يغيب الرمز الذى
استطاع بصبره وتحمله للصعاب وقهره لجميع الازمات التى لازمت مسيرة نضاله طوال الاحدى
وعشرين عاما التى توجها بهذا السلام الذى تفاءلنا به خيرا لكن هل من مرد الى ذلك سبيلا ..؟
لقد كتب على السودان ان يعيش في هكذا حال فكلما لاحت بارقة امل بعهد جديد قتلت الفرحة في
مهدها من قبل ان تر النور ومن قبل ان تثمر بل قبل ان تنمو وتترعرع وتتفرع وتزهر وتثمر
!؟؟ لقد كتب علينا ان نعيش هكذا في هذه الدائرة الشريرة حكومة ديمقرطية لا تتجاز الاربع
سنوات تليها حكومة شمولية او عسكرية تتفاوت في امدها بين 10 سنوات و16 ونحن امام عهد
ظلامى لا نعرف بعد نهاية صلاحيته ؟؟
لقد رحل قائد السلام وحادى ركب الوحدة بين ابناء الوطن الذى ظل ينادى به منذ تكوينه الحركة
الشعبية لتحرير السودان عبر نضال وكفاح كلنا يعلم به، لكن ما لم يتوقعه السودانيون هو رد
الفصل الذى صدر من الاخوة الجنوبيين بعد رحيل المناضل د. قرنق ضد الشماليين وما اعتقده
الجنوبيين ان (المندوكرو) الشماليين هم من قتل د. جون قرنق فسادوا في الارض فسادا وعبثوا
بكل ما هو ملك عام للشعب وملك خاص وظهرت شلليات تنهب وتسرق واخرى تحرق في ابشع
صورة تشهدها العاصمة وعدد من المدن الاخرى.
لكن في ظل الاحداث الدامية التى تعيشها الخرطوم وعدد من المدن الاخرى في الشمال والجنوب
يلوح مؤشر خطير يهدد السلام الوليد وينشر مزيدا من عدم الثقة بين الشمال والجنوب وبالفعل
فقد لاحت للعيان ظهور فصائل تدعو للانفصال بسبب تقاعس السلطات في عدم توفير الحماية
والامن للمواطنين في ظل الانتهاكات وعمليات النهب والسرقة التى لازمت موت د. قرنق.
كلنا امل في ان يندمل الجرح النازف في السودان ويفضى الى سلام يخرج بالشعب السودانى من
دائرة المرارات والحرب الاهلية التى ظل يرتع فيها لما لا يقل عن قرنين من الزمان كان
حصادها اكثر من مليونى سودانى.
اننا نرجو ان يصل سلام السودان لبر الامان وتعود الاحوال لطبيعتها بعد هذه البلبلة الصاخبة
وظهور نعرات القبلية والجهوية بين ابناء الوطن الواحد
لكن الاهم في الامر هو مصير سلام السودان الوليد ؟ هل سينفض سامر الائتلاف مع حكومة
الخرطوم ؟ ام سيتواصل قطار السلام بخطى لا تعرف الطريق الذى رسمه القائد والمحنك
السياسى د. جون قرنق ...
هذا ما ستفصح عنه الايام القادمة ....
سليمان حسن ـ الخرطو