![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رجحت تقارير دبلوماسية من عواصم بوسط وشرق أفريقيا أن يكون هناك العديد من علامات الاستفهام وراء مصرع الدكتور جون قرنق النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس الحركة الشعبية ، الذي كان في زيارة غير رسمية ليوغندا للإلتقاء بالرئيس يوري موسفيني صديقه وزميل دراسته واحد أهم رموز ما يسمى الآن في الأوساط الأمريكية والغربية بـ ( قادة أفريقيا الجديدة ) وهو مصطلح سياسي أمريكي وجد مكانة في استراتيجية واشنطون لإعادة ترتيب وتركيب الأوضاع في القارة الأفريقية وفق منظور جديد .
وتقول التقارير التي ركزت عليها أوساط دبلوماسية أن العلاقة الشخصية بين موسيفيني وقرنق لا يمكن اعتبارها بشكل مطلق علاقة جيدة ، فهناك تقاطعات مهمة وتباينات بين الرجلين ، فموسيفيني رغم المساندة والمؤازرة الكبير التي قدمها لقرنق وحركته إبان فترات الحرب ، إلا أنه ينظر بصورة مختلفة للدور اليوغندي في جنوب السودان بعد مرحلة السلام وأنه بات في الفترة الأخيرة يعيد تقييم جون قرنق ووجوده في المرحلة المقبلة .
وتذكر التقارير أن سفير لدولة مهمة في المنطقة ذكر في تقاريره من العاصمة اليوغندية مؤخراً أن كمبالا أعدت تصوراً لجنوب السودان في ظل حكومة قرنق ، وتحدث التصور اليوغندي عن ضرورة قطف ثمار السلام الاقتصادية بعد أن فقدت كمبالا حظها بتضخيم دورها السياسي خلال المفاوضات وهي فرصة ذهبت لكينيا ، وذكر التصور أن يوغندا لديها ما يقارب (300 ألف عامل مدرب ) تم تجهيزهم ليكونوا هم اليد العاملة في مشاريع إعمار جنوب السودان ، لامتصاص الميزانيات الضخمة المرصودة لهذه المشروعات ، وقامت الحكومة الأوغندية بتعبيد طريق أسفلت حتى الحدود مع السودان لتسهيل عمليات التبادل التجاري وحركة النقل من جنوب السودان إلى أوغندا وعبرها لموانئ المحيط الهندي .
ويمضي تقرير السفير المعتمد في كمبالا إلى أن العقبات أمام هذه الطموحات الأوغندية ، تكمن في اعتقاد بعض الأجهزة ذات الصلة بأن جون قرنق يتخذ أعلى درجات الحذر ويتعامل بحصافة وتوازن مع فرص الاستثمار وعمليات التنمية ولن يضع البيض كله في سلة واحدة ، وبدأت هذه الأجهزة تشير إلى مستقبل العلاقات مع قرنق والجنوب ، وبدأت هذه الأجهزة اليوغندية تبحث عن صلات جديدة مع بعض مكونات العمل المسلح في جنوب السودان واتصلت ببعض الاستوائيين المناوئين لقرنق ، للإمساك بكروت اللعبة في جنوب السودان ، فضلاً عن حديث نسب لشخصية مهمة في هرم السلطة اليوغندية مفاده ( أن قرنق دوره أنتهى ) ووجهت هذه الشخصية بعمل عاجل للنظر في كيفيات أخرى للتعامل مع الأوضاع الجديدة في السودان وجنوبه ، ولا يسقط الحديث هنا أن قرنق إلتقى في منتجع الرئيس اليوغندي ، أو أقيم له حفل وداع حضره سفراء الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وهولندا وجنوب أفريقيا .
وعلى هذه الخلفية قام خبراء في مجال الطيران وخاصة طيارون عملوا على قيادات الهيلكوبتر ، تعليقاً على حادث سقوط طائرة قرنق ، أن الغموض يكتنف هذه الحادثة وتساءلوا كيف سمحت الرئاسة اليوغندية لقرنق بالمغادرة في تلك الساعة ( الثالثة بعد الظهر ) وهي أسوأ ساعات الطيران . . . ؟ ويقول الخبراء أن السماح لطائرة قرنق بالمغادرة في هذا التوقيت في إقليم استوائي شديد السحب والمطر ليصل بعد ثلاث أو أربع ساعات مع حلول الظلام لمناطق جبال الاماتونج يعد مخاطرة كبيرة من الحكومة اليوغندية وما كان أن تسمح لقرنق بالمغادرة ، وتمضي التساؤلات حول الطائرة نفسها وطياريها خاصة أنها طائرة رئاسية هل تأكد من تقارير هيئة الأرصاد الجوي الأوغندي لمعرفة الأحوال الجوية التي تطير فيها الطائرة .
ويزعم خبير آخر في حوادث الطيران أن الطريقة التي تحطمت بها الطائرة وتناثرها في مساحة كبير قد يقود للاعتقاد بأن فريضة الأحوال الجوية قد لا تكون دقيقة .
ومن جملة هذه التقارير فإن التساؤلات المشروعة حول الحادث تحتمل كل شي على الرغم من أن سوء الأحوال الجوية هو الذي أدى إلى هذا الحادث المأساوي المفجع .
لكن السر الأكبر في هذا الحادث هو ما الذي جرى بين موسيفيني وقرنق . . ؟ وحول ماذا كانت تدور محادثات اليومين التي حرص قرنق أن لا يحضرها غيره من قيادات الحركة الشعبية وكاتمي أسراره . . . !!!! .
مدير تحرير صحيفة الوان السودانية.