السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

قرنق ... الحزن النبيل بقلم طه يوسف حسن – جنيف – سويسرا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/4/2005 10:53 ص


نامت مدن الجنوب على صدى أقاصيص السلام و ترانيم الوحدة التي كان يرددها فارس الأحلام وبطل السلام بعد أن مارست الحزن النبيل على فقيد الأمة بكت مدن الجنوب الدكتور جون قرنق وفقاً لنصوص اتفاقية نيفاشا استمتعت بالحزن النبيل و بلحظات التأمل والترحم على أفضل رجل عرفه التاريخ بكته نيو سايت ورمبيك وجوبا على طريقة نيفاشا تقديراً لعظمة الرجل واحتراماً لعهوده ومواثيقه ولكن للأسف الشديد فوت المتربصون وأعداء السلام الفرصة على الخرطوم لتبكي هذا الرجل بأسلوب حضاري يرتقي إلى عظمة الفقيد بكته الخرطوم بإشعال النيران والهرجلة و الغوغاء و أعمال الشغب بكته بطريقة لا تشبه فكره ومنهجه ومدرسته التي تدعو للسلام. اتركونا نحزن أيها المشاغبون في شوارع الخرطوم اتركونا نسترجع شريط الذكريات ونتأمل في مسيرة بطل بقامة القارة الإفريقية .بطل يهوى قمم الجبال لا يقنع بسواقط السفح بطل لا يمارس كرة القدم لأنها على المنبسطة يهوى التسلق على جبال الأماتونج ومن سخريات القدر أن تسرق إحدى هذه الجبال روحه الطاهرة من جسده الطاهر هكذا الموت قاتله الله فلسفة حار في كنهها العلماء وعجز في أمرها الفلاسفة يأتي ليسرق البسمة من شفاه البسطاء والأبرياء .

دخل قرنق الخرطوم وأعاد إلى وجوه الشعب السوداني نصيبها المفقود من الأمل وارتسمت الفرحة العريضة على ماسحي الأحذية الذين تشع من أعينهم مادة الذكاء فرحت أطراف الخرطوم و اطمأن قلبها انشرحت صدور المثقفين و أهل السياسة بوجود قرنق في القصر الرئاسي خرج منها فأشعلت نيرانها وثار غضبها نعم فلتثور الخرطوم ولتنتحب ولكنها لا تنسى أنها تبكى بطل السلام بطل المبادئ ولا تنسى هوامش الخرطوم أن قرنق رجل الحواشي و المتون ليس وقفاً على قبيلة الدينكا أو أبناء الجنوب فقط و إنما لعموم السودان فمن كان يؤمن بمبادئه و مقتنع بفكره فليبكي وليحزن على طريق ربيكا التي قالت : لا نريد لأي أحد أن يموت بسبب جون قرنق ، ونريد أن نحتفل بالسلام، وسندعم سلفا كير». وفي أدب البكاء رأينا من خلال قراءتنا للأدب الجاهلي كيف بكت الخنساء أخاها صخر بكته بالوعة والأسى وزرف الدموع ليس بالعويل وزر الرماد وحلق الرأس كما كانت تفعل النساء والأرامل في الزمن الماضي .

أعيني جودا ولا تجمدا ألا تبكيان لصخر الندا

ألا تبكيان الجرئ الشجاع ألا تبكيان الفتى السيدا

القربان الذي نقدمه لروح الفقيد الطاهرة هو السلام والتعايش ليس ذبح الآخرين على خلفية اللون والعرق لم تكن تلك هي المبادئ التي ناضل من أجلها جون قرنق الذي جاء إلى الخرطوم ليؤسس فكرة التعايش و ليحطم أسطورة الشمال والجنوب دخل القصر الجمهوري من أجل كافة أبناء السودان وعلقت عليه آمال من مختلف شرائح الشعب السوداني سوى أن كانت أحزاب أو مؤسسات. لم ينعم قرنق بثمرة مجهود نضاله ولكن هذا ليس هو غايته وإنما غايته هو المحافظة على تلك المبادئ التي توصل إليها و تنزيل اتفاقية السلام من الورق إلى أرض الواقع وغياب قرنق من الساحة بلا رجعة هو أول امتحان عملي لاتفاقية نيفاشا. فمن كان يؤمن بمبادئ قرنق فليعمل وفقاً لخططه الرامية لسلام السودان ووحدة السودان وليكن أكبر من هرطقيات المتربصين بتفتيت السودان وتقسيمه إلى شيع وطوائف وأسر وقبائل.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved