**************

كان جون قرنق دي مبيور سرَ شعلةِ دنيانا الساطعة و لهيبَها المشرق .. و برحيله رحلت دنيانا و إنطفأ الوهجُ الحي .. ما رثيـته بقدر ما رثيـت دنيانا التي رحلت معه ..

أُغَالِبُ دَمعَةً في مَنبَــعِ الأحدَاقِ ..

أُفَتِّشُ في كُؤوسِ الفَرَحِ عن تِرياقِ ..

أُقَلِّبُ في دَفَاتِرِ حُزنِي عن إشـرَاقِ ..

فَكُنُوزُ إبدَاعِ الحيــاةِ ..

مَعرُوضَــةٌ في أبخَسِ الأسوَاقِ ..

و لَهِيــبُ دُنيـَانا المُقَدَّسُ قَد خَبَا ..

و تَلاشَى في الآفَاقِ ..

قَدْ عَاشَ في الدُنيا سَـلِيـلَ مَشَـاعِرٍ ..

من أطْيَبِ الأعـرَاقِ ..

إبَدَاعُ رُوحٍ تَفتَدِي شَرفَ الحَزَانَى ..

تَروِي حُقُولَ الصِدقِ مِن لحَنِ الوجُودِ ..

و مِن دَمٍ مِهرَاقِ ..

لم تَرخِي للأيامِ أَشْرِعةِ الوَلاءِ ..

أو تَنحَني للنَفخِ في الأبْواقِ ..

وا لَهَـفَ نَفسِي مِن صَدَى نَفسِي ..

بِصَوتِ أنِيــنِهَا المُشــتَاقِ ..

وا وَيحَ نَفسِي مِن لَظَى نَفسِي ..

بِجَمْــرِ نَحِيبِــهَا الحَــرَّاقِ ..

وا خَوفَ نَفسِي مِن أسَى نَفسِي ..

بِظُلْمِ زَمَانِهَا الفَرَّاقِ ..

ما لي أرَى القَمَرَ الجَمِيلَ يَسِيلُ دَمعَاً بَاكِياً ..

و الشَــمْسَ في إطْــرَاقِ ..

ما لي أرَى الدُنيَــا و قَدْ حُمِلَتْ عَلى الأعنَاقِ ..

يَبكِي الوُجُودُ رَحِــيلَها ..

و يَنُـوحُ في السَــردَاقِ ..

ما لي أرَى الزَمَنَ العَنِيدَ و قَدْ بَدَا ..

لا يَـدنُو بِالإشــفَاقِ ..

يُخْفِــي الخُطَـى مُتَرَبِّصَــاً ..

بِالحُــبِّ و الآمَالِ و الأشــواقِ ..

ذَبَحَ الهَــوى و أقَامَ مَجزَرَةً ..

حَصَــدَتْ مُنَى العُشَّــاقِ ..

فَتَنَــاثَرَتْ أشـلاءُ مِحْرَابِ العَشَمْ ..

كَتَسَــاقُطِ الأورَاقِ ..

و أختَبَــأَ في وَطَنِ النُجُــومِ مُؤَمِّلاً ..

غَسْــلَ الخَطَــايَا بِالسَــنَا البَرَّاقِ ..

مَا كَانَ يُدْرِكُ أنَّهــا ..

فَقَــدَتْ شُـعَاعَ الكَونِ بِالإرهَـاقِ ..

مَا كَانَ يَدْرِي أَنَّهــا ..

صَـارَتْ عَـذَابَاً سَــكَنَ في الأعمَــاقِ ..

الـوليـد مبــارك إبراهــيم

أغسطس 2005

BROOKLYN

NEW YORK