ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
كتفية قرية في ديار الحلاوين بقلم حمزة عثمان عمر-الخرطوم
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/31/2005 1:32 م
كتفية قرية في ديار الحلاوين (1) بيوت التُرُك تحتفل قرية كتفية بعد عامين وأربعة اشهر بمرور مئة عام علي استشهاد المجاهد البطل عبد القادر ود حبوبة ومعركة كتفية ، وتقف( بيوت التُرُك) شاهدة علي اكبر معركة ضد المستعمر الإنجليزي وحكمه الثنائي في وسط السودان بعد انهيار الدولة المهدية واستشهاد الخليفة المجاهد عبد الله التعايشي في أم دبيكرات لقد دفن المستعمر شهداء الحلاوين في كتفية في مقبرة جماعية واحدة في حالة يمكن وصفها بمصطلحات اليوم بمقابر الابادة الجماعية بينما خلد لثلاثة قتلي هالكين من ضباطه وجنوده بحوشين صغيرين عرفا في واقع الناس وحياتهم خلال مائة عام باسم بيوت التُرُك ، كنا ونحن أطفال نلعب بهذه الحجارة الرخامية المستطيلة الجميلة التي نُحِت علي كل واحد منها الاسم وتاريخ المعركة وتوجت الحجارة الثلاثة بطاقية من الرخام، كنا نضعها أحيانا بعضها فوق بعض وطاقية الرخام من فوقها ، وكانت تشكل منظرا رخاميا بهيا وجميلا ومضيئا ، وكنا نتوقع ونحن صغار أن يأتي السياح من دول الحكم الثنائي( عجما وعربا ) لتفقد هذه الآثار التاريخية وزيارة ضحاياهم أو يأتي أحفادهم أو بقية من أهلهم ليلقوا عليهم نظرة من نظرات التعاطف الإنساني التاريخي ولكن خفتت الرغبة وتراجعت عندما مرت السنين ومن بعدها سنين ولم يأتي من يتفقد أو يزور، ثم تلاشت هذه الحجارة بعد ذلك وتوزعت علي بعض منازل وزرائب القرية واستخدمت (لمتاكاة ) أبواب الخوص التي تغلق الزرائب وأبواب الحديد في بعض حيشان الأبقار _ كان الناس في ظاهرهم يحترمونها وفي واقعهم يهينونها_ ربما كان يمثل الظاهر صناعة هذه الحجارة من الرخام الأبيض الناصع وربما كان واقع هذه الحجارة وهي (تغوص ) في الزبالة التي تراكمت حولها يذكر أهالي القرية بأجداهم الذين استشهدوا في هذه الواقعة التي عرفت في التاريخ السوداني بأسم معركة ( كتفية ) ، ثم انبري بعد ذلك وفي أواخر السبعينيات بعض شباب القرية المستنيرين فقاموا بجمع ما تبقي منها وأودعوها مخزن نادي قريتي ( صافية وكتفية ) واظنها باقية هناك حتى اليوم وقاموا أيضا بحماية المقبرتين ، لقد طمع بعض أهلنا حتى في المقابر بحيشانها الأسمنتية المتينة ليضموها إلي منازلهم عندما اتسعت القرية وامتدت منازلها غربا حتى وصلت بيوت التُرُك .