ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
فقدان قرنق يعنى فقدان الثقة بين الشمال والجنوب من غير رجعة حتى وان كان حادث عرضى بقلم ادم عبدالكريم ادم
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/3/2005 3:11 م
تحية الى روح المناضل القائد المفكر د/جون قرنق دى مبيور اتيم
رحلت عنا بجسمانك لكنك لاتزال باقي فى قلوبنا الى الابد نام ايها القامة بطول الابنوس الشامخ استرح ربما تجد فى الراحة سكينة وسلام استرح ايها الاب واطمئن للسلام فاليرحمك الله ياقائد قطار سلام السودان .
مهما كان نوعية الحادث فان الثقة التى بناها القائد قرنق مع اعوان النظام فى المفاوضات المارثونية التى عقدت فى كينيا قد سحبت بطريقة ربما لاتعود مرة اخرى لان الرقم الذى فقد هو قامة بطول د/ جون بمثابة كارثة حلت على ابناء القارة الافريقية على العموم السودانين المهمشين على وجه الخصوص ان رحيل هذا الرجل الشامخ ربما يجعل السودان فى دوامة الدوران فى المربع الاول اذا لم يتصرف الجميع بطريقة العقل بعيداً عن امور الزعامات لاننا نعلم ان هناك فئة لاتريد ان تستمر الوضع هكذا اى صعود الاحرار الى الامام يمكن ان تحدث كل شىء نتوقع له او لانتوقع لان فى البلاد انا س لاترى الزعامة فى الاخرين مادام هم الحاضرين فى صف المناصب ان هذا المنظور الضيق من الصعب ان يتم تركه من جانب الشمالين دعونى اتحدث من دون قيود لكى ننبشع الماضى ونضعه فى طاولة النقاش حتى نرى ان مثل هذه الامور ربما لها العامل النفسى اكثر منه جدى .
ان التاريخ السودان ملىء بامؤامرات والدسائس السياسية منذ ان عرفت السودان كدولة او فى عهد المهدية بالتحديد كانت بداية المؤامرات بدات من هناك ولكى ناخذ الامور بشكل نقاط اريد ان اشير الى انصار المهدى عندما توفى المهدى وكانت الخلافة لعبدالله التعايشى راينا كيف تم اضعاف موقف الخليفة التعايشى وتم تحميله مسؤلية سقوط المهدية والمعلوم هو ان عبدالله التعايشى تم اضعاف موقفه من قبل عائلة المهدى ولكن قميص عثمان جاهز لمثل هذا الامورللابرياء .
ثم نعرج فى الحادث الثانى التى كان بطلها سلطان دارفور القائد / على دينار الذى اصبح فى تلك الفترة الزعيم الاوحد فى السودان وربما افريقيا متحررا من دون اى انواع من الاستعمار فى داره وهذا ربما كان يقلق اولئك الذين يطمحون الى الزعامة ففعلوا كل انواع الخبائث لاطاحة بتلك السلطنة عبر ارسال رسائل الى على دينار والغريب ان فى ذلك الرسائل كانوا يقولون له كالاتى :ـ
من السيدين / الميرغنى / المهدى الى سلطان الفور/ على دينار ندعوك لكى تستسلم الى الجيش الانجليزى لاننا استسلملنا كما ترى ولم يلحق بنا اى ضرر انتهى...؟ نعم انكم استسلمتم ولكنكم نسيتم ان لهذا السلطان سلطنة وان السلطنة ليس ملكه بل ملك الشعب علينا ان ننظر الى تلكم الرسائل التى كانت تقسيم ظهر البعير ربما حاولا الزعيمين ان يحطما معنويات السلطان لكن هيهات هيهات ان السلطان يدافع عن مبادى اورثوه من اجداده منذ القدم اننى تعمدت ان ابدا هكذا حتى يعلم الاخوة ان لمثل هذا الامور لها تاثيرات جوهرية ومن الصعب ان يتم اختزالها فى ظرف عقد او عقدين من الزمان .
اما على الصعيد التاريخ السياسى فى اوساط القرن الماضى ونهايته وبداية القرن الحالى كا ن ملىء بالمؤامرات اخذت النظام الحالى اكبر نصيب اذ لايخلواى اسرة فى السودان الا فيه فقيد من ضحايا النظام الحالى اذ اتى بمفهوم غريب لسلطة الاستبدادية وهو ماخوذ من الشيوعيين الاوائل لكن ربما تم تطبيقه ادق من الشيوعيين انفسهم .
الشماليون وضعوا انفسهم غير صادقيين اى عديمى المصداقية دوليا ًقبل ان يكون جنوبياً
ان اتفاقية اديس ابابا بالرغم من ان الضمانات الدولية كانت غائبة الا ان الاتفاقية اعادت الحياة الى وضعها الطبيعى بل ظن الكل بان هذه الاتفاقية هى المخرج للسودان من دوامة الحرب والجفاف الى مراحل ارفع فى التنمية والترفيه لكن الشماليين قالوا كلمتهم ونقضوا العهود الذى هو حرام شرعاً فى الاسلام و من المعروف من نقض العهد فهو منافق لكنهم اتوا بعدد من الحجج الواهية لكى يقنعوا بها الشعب ولكن الشعب لم تقتنع بهذه الحجج وكان القرار دكتاتورياً كما عرفنا نظام مايو طيلة عهده فى السلطة فكان وضع النعش فى مقبرة الاخفاقات الانظمة الحاكمة على مدار ستة عقود مضت .
ان الحسنة الوحيدة التى فعلها رجل من الشمال هو المشير سوار الذهب التى وفى بعهده وكان رجل يستحق منا كل التحية والتقدير لكن ماذا لو كان هذه خطة مدبرة وربما لم نكون نعلم عنها شىء .
ونلج الى المدخل الاخير للموضوع فى اوساط التسعينيات وعندما كان النظام فى اشد حماسه حاول نائب الاول لرئيس المرحوم زبير ان يشق صف الحركة وقام باستمالة كلا من د / ريك مشار والجنرال /كاربنو كونين واخرين كان ظن الاخوة الجنوبين بان النظام ربما اخذ الامر بالجدية المطلوبة وما كان الا اوقات حتى تبين ان كل هذا الامور كانت اوهام رسمه نظام متمرس على الخدعة وفى نهاية الطريق قتل الجنرال كاربنيو كونين وتم ذلك عن طريق الاستخبارات النظام كما عاد د/ ريك مشار الى منزله من دون ان يرفض د/ جون ذلك الامر . كما ان فترة التسعينات كانت هى الفترة الاكثردمويةً من كل الفترات التى مضت وكان سقوط الطائرات ربما اصبحت شىء عادى وسمعت ذات مرة ان طائرة سقطت فى منطقة من مناطق اطراف الخرطوم وفى حى شعبى جداً اخذ المواطنين يرشون الطائرة بالماء لكى يطفوا النيران لان الشرطة لاتريد ان تجد الطائرة وبداخلها احياء حسب الخطة الموضوعة. اريد ان اقول ان التاريخ السياسى السودانى اصبح ملىء بمثل هذه الاشياء التى يعد دخيلة على المجتمع السودانى لذا فان الثقة التى فقدت او سحبت من الصعب ان تعود مرة اخرى لان المسألة فى النهاية هى كيف اضع ثقتى بهذا الشخص الذى امامى وان كان جوابى بلا اثق فيه فان الله يرحم من يحلم بالوحدة فى السودان ومن دون قول ليس له مضمون اقول اذا كان هناك تقرير المصير اليوم لقرر الاخوة الجنوبيون الانفصال لكنى اخشى ان يكون هناك انفصال مبكر نظراً لتطورات فى الساحة السياسية السودانية.