ولنبلونكم بشئ من من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون*
تلقت جماهير حركة العدل والمساواة السودانية ببالغ الحزن و الأسي خبر رحيل الدكتور القائد جون قرنق دي مابيور . و تعزي الحركة بقلوب تملئها الأسي والحزن جموع المهمشين في ربوع السودان كله وجماهير الحركة الشعبية برحيل رائد المهمشين وحادي ركبهم و تحثها علي الصبر والثبات والمضي قدما نحو الغايات السامية والأهداف النبيلة التي بشر بها .
لقد رحل ذلك الرجل الذي أوقد جذوة الوعي في روع المهمشين وأثار القلق الخلاق وروح المبادرة والأمل في نفوس المحرومين . نعم! لقد رحل الدكتور قرنق من دنيا العيان وعالم الفناء و مضي سراعا كلمحة البرق الي عالم الخلود.
لقد كان الدكتور جون قرنق دي مبيور قامة فكرية سامقة ، ونسيج فكري وثاب وروح إنساني خفاق يرفرف بحب عارم لأرض السودان وأهله. كان مثالا صادقا لنكران الذات والتضحية قضي أكثر من عشرين سنة أي أكثر من ثلث عمره في محراب الثورة في الغابات والوهاد يناطح الظلم وينازل الطغيان، يحرض المحرومين ويستنهض طاقات المهمشين مبشرا ببزوغ فجر جديد تلتقي فيه مختلف مكونات السودان المتباينة من أعراق وأقاليم و ثقافات في تنوع وانسجام .
لقد كان الدكتور جون قرنق في هبته ووثبته النادرة وفي رفضه للظلم و توقه للتحرر والانعتاق أنموذجا سودانيا فريدا يذكرنا بصناع مجدنا الأوائل في غابر الأزمان بعانخي وتهراقا.
إن الدكتور جون قرنق كان أمة وشاهدا ثوريا علي العصر الحديث ، يتوق الي خلق عالم جديد و يصبو الي صياغة أفق جديد . كان يرنو دائما الي المستقبل ولكنه في ذات الوقت كان مشبوبا بماضي السودان ، كان مسكونا بتاريخه وسجل مجده العريق الذي الهمه ثقة بأهل السودان و قدرتهم علي خلق غد مشرق وايلاد فجر جديد علي منوال ذاك الماضي العريق .
لقد مضي الدكتور قرنق بجسده ولكن أفكاره تظل حية تنبض في قلوب الملايين وسيظل وعيه بواقع السودان ماضيه وحاضره نبراسا للاجيال القادمة.

إدريس إبراهيم إزرق
أمين دائرة الإعلام والناطق الرسمي

للمزيد من االمقالات