ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
جثة أجمل رجل أزرق: قرنق محارب حتى السلام و مسالم حد الموت. بقلم جمال الماحي سعيد-صنعاء2
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/3/2005 2:15 ص
بسم الله الرحمن الرحيم وهل ان مات قرن او قتل انقلبتم غابيين غالبتني الدموع وانا في بلاد الغربة ارى واسمع بام عيني الجرحى والقتلى على طرقات عاصمتنا الحبيبة ،،،وانهمرت تلك الدموع حينما اتصلت على اسرتي اسئلهم اين اواب الصغير وعساه بخير؟؟ وتجينئ حشرجة صوت امة والتي غالبتها الدموع وغاصت بحلقها غصة اضاعت رنته التي كانت تاخذ مني كل مأخذ ،، ان أوابنا بكسر الباء (هكذا نناديه) قد ذهب الروضة بالترحيل ،،،،وانهم اي ادارة الروضة قد دعونا لاخذه والان الكلاكلة كلها ملىء في الطرقات بالجنوبيين المحتجين او الرافضين لقبول ان قرنق قد توفى،،، وقد كسروا سور المدرسة التي بجانبنا وضربوا الطالبات ،،، ولانستطيع الذهاب لاخذه ،،، تخيل معي وانت في غـربة توقفك عاجزاً عن ان تمد يدك لتنقذ فلذة كبدك من براثن هؤلاء المتربصين والحاقدين ،،،،، تمالكت نفسي واغلقت الخط وبحث عن مسبحتي علي اجد فيها راحــةً لتلك النفس التي لم تريحها تلك المناظر ولا الاخبار من كل القنوات الفضائية والتي وقف بجانبها صامتاً ،، تلفزيوننا السوداني كانه لا يعنيه في الامر شيئاً والذي كنا نظنة سيخرج في الطرقات ويطوف بالمؤسسات ليطمئن الناس ويؤكد للامة جمعاء بأن الامر لايتجاوز ان يكون ازمة وستعدي ،،،،ولكن هيهات ،، وقد جذبتنا عنه القنوات الاخرى والتي ووبرغم انها قد ارهقتنا بسبقها الصحفي والتي بثت لنا سماء الدخان والخرطوم تكاد تغوص في داخله ،،،الا اننا نشكرها لذلك. تواصلت الاتصالات في تلك الساعات العصيبة بكل الاصدقاء ان ادعوا لاواب ،، ان ادركوا الصغير وخذوه من الروضه ،،ان ابحثوا عن وسيلة لاستلامه وادخاله اي دار قريبة ،،وجاءت الاخبار انه قد تحرك بالترحيل،،،ولكن كيف واين ساروا والطرقات ملىء بالمتظاهرين والمخربين ، والذين لايفرقون بين طفل وشاب ،،،،وبين هذا وذاك وقلب الوالد يأخذني بعيداً بعيداً ،،،،،،التجأت بقلب الوالد الصادق الى الله ربي ورب كل شيء ان انقذ اواب ،،وبعد ساعات عصيبة والقنوات الفضائية ترهقني بما تبث والتلفزيون السوداني لايحرك ساكنا غير لقطات من العزاء وجلسات مجلس الوزراء ،،،وصل اواب الى الشجرة ومازال الطريق الى الكلاكة طويلاً عصيباً على طفلاً صغيراً لايحتمل الشوك ،،،وصارت الدقائق تمر والقلب ينفطر واللسان يدعو الله ان يحفظك ياواب ،،وبعد ساعات كانها ايام طوال ،،، وصل مع المشرفة لمنزلها وجاءت امه لاستلامه ،،،فحمدت الله كثيراً . ولكن يبقى السؤال هل يتطلب منا ان نضحي بابنائنا ليكون هنالك سلام بهذه الصورة ،،،وهــل يجب علينا احتمال كل الذين يحملون الحقد والحسد وكل متردية ونطيحة لان ينجح السلام ،،،وهل ان مات قرن في حادثة او قتل بفعل فاعل تحتمل الاف الاسر نتائج ذلك ؟؟؟ تبقى الاسئلة الصعبة وتبقى التحديات و تبقت المسافات الصعاب والطريق ينتظر ان يعبره اطفال لايحتملون الشوك واسرهم ترقبهم بقلوب راجفة فهل يحتملها اسرهم وهل ستاتي الطامة الكبرى وتتغير تسميات كثيراً من المناطق كقسم ذاك الجعلي الذي همس في اذني ...اننا فقد قسمنا ان اصاب اواب مكـروه( لنصبحها دمها احمر ) ،،،وكنا سنطلق على الكلاكلة والحاج يوسف شلعوها الجعليين ،، فهل سيكون هذا مصيرنا وسننهزم ونفشل من اول امتحان ؟ ونقول الحمد لله على أن تجاوزنا هذا اليوم بشهداء نا،، شهداء السلام الاربع وعشرون ،،، والا لكانت ضاعت الاف الخطوات التي خطاها الاخرون نحــوالسلام ،،، ولكان قد ضاع مشوار السنين نحو الجنوب الحبيب والذي ننتظر ان يكون الآتين منه احباء لنا.
