![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
يوهانس موسى فوك
لم يكن رحيل القائد الملهم دكتور جون قرنق دي مبيور، نائب الرئيس السودانى، ورئيس حكومة جنوب السودان، ورئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان، مجرد فاجأة اثار مشاعر الحذن والغضب معا لدى الكثير من قطاعات الشعب السودانى بقدر ما كان رحيله ـ حدث روحى ـ لرجل فنى شبابه فى ثورة لم يكن يدرك مداها، وخدمها بكل صدق واخلاص حتى بلغت المرحلة التى نستطيع ان نسميها الان مرحلة (اكل ثمار الثورة)، فالقائد عرف منذ توليه لمهام رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان عام 1983 بمواقفه الوطنية الداعمة لوحدة التراب السودانى على اسس جديد وبمفاهم جديدة، وكان يرى: ان احداث اى تغيرات للخارطة السياسية السودانية لا يمكن ان يتحقق الا فى ظل "سودان جديد" مبنى على قيم جديدة، دون تهميش اى دور لاى مجموعة، عرقية كانت ام دينية ام ثقافية.
هناك شائعات تسيطر على عقول الكثير من المشككين على المعلومات التى صرح به المسؤليين سوا كان على صعيد الحركة الشعبية بلسان القائد نيال دينق نيال او الحكومة السودانية فى حديث الرئيس السودانى عمر حسن البشير امام الجلسة الطارئة لمجلس الوزراء، والتى اكدت حتى الان ان موت الدكتور جون قرنق كان من حادث طبيعى، بعد ارتطام طائرته (الهيلكوبتر) التى اقلعت به من مطار عسكرى فى اوغندا يوم السبت 29 يوليو، بجبال اماتونج فى جنوب السودان لاسباب سؤ الاحوال الجوية، ورغم الغموض التى تكتنف جوانح موت الدكتور قرنق الا اننا لا نستطيع الربط بين هذه الشكوك من جهة، والاحداث الدموية التى حدثت اعقاب اعلان الخبر رسمياً فى الخرطوم من جهة اخرى، لان تفسيرى على تلك الاحداث مختلف، حيث يراودنى الاعتقاد ان تلك الاعمال هى مجرد ـ ردة فعل شعبى ـ على فقدان رجل علقوا فى ـ شخصيته القيادية ـ كل امالهم وتطلعاتهم للمرحلة المقبلة، وان الصدمة والذهول وراء تلك الاحداث العنيفة، بيد ان الدكتور جون قرنق دي مبيور لم يكن شخصاً طبيعياً، لقد مات وهو مستريح على شعبه، فقد قدم حياته "ثمناً باهظاً" على السلام فى السودان، ليكون بذلك باكورة هذا السلام.
ايها الرفاق! اعضاء الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان، فى جميع ارجاع السودان، ان الدكتور قرنق قد مات فى مسقط راسه، ولكنه لم ولن يمت فى قلوبنا، فان الفكره اوالعقيدة التى ذرعها القائد فى عقولنا ستبقى "ذخيرتنا الحية" التى نحمى بها انفسنا من الشائعات والفتن، الى ان تتحقق السودان الجديد الذى ظللنا نحلم بها، وان العنف لم يكن يوماً من ادبياتنا كحركة ثورية انسانية، لذا نرجؤ من جماهير شعبنا التحلى بروح المسئولية، والالتزام والامتثال لتوجيهات القيادة، والعمل على دعمها من اجل وحدة شعب السودانى الجديد، اكراماً لقائدنا وفقيدنا الراحل الدكتور جون قرنق دي مبيور، ولا يسعنى الا ان اقول "الرب اعطى والرب اخذ فليكن اسم الرب مبارك".
ميلاد قرنق جديد! بانتخاب القائد سلفا كير ميارديت، نائباً اول للرئيس السودانى، ورئيساً لحكومة جنوب السوان، اشارة واضحة على ان الحركة الشعبية لتحرير السودان ملتزمة بتعهداتها التى قطعتها امام جماهيرها بتحقيق السلام الشامل فى السودان، وكما قاله الدكتور بصريح العبارة ان السودان لن يعود الى الحرب مرة اخرى!. فلم يبقى لنا الا استقبال قرنق2 الذى سيعود اليكم فى الخرطوم لتسليم مهامه، مبروك للشعب السودانى قاطبة، والتحية حينما كنتم.