تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

إلي متي ستظل كردفان مجرد جسر لعبور المواشي والغلال والتوابل من الهند إلي عاصمة الحناكيش ؟ بقلم مبارك ابرهيم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/29/2005 9:33 م

بسم الله الرحمن الرحيم

إلي متي ستظل كردفان مجرد جسر لعبور المواشي والغلال والتوابل من الهند إلي عاصمة الحناكيش ؟

قبل أن أخوض في تفاصيل هذه القصص التراجيدية والمشاهد المساوية أود أن أثير عدة تساؤلات موضوعية : إلي متي ستظل كردفان مجرد جسر لعبور المواشي والغلال والتوابل من الهند إلي عاصمة الحناكيش؟ هل شاء القدر أن تولد كردفان لتكون مجرد جسر ومستودع لتفريخ وقود الحرب؟ والي متي ستظل هذه البقعة العزيزة مجرد حقل لإنتاج الصمغ العربي؟ هل استفادت كردفان من هذه السلعة النقدية ؟ أين كانت تذهب عائدات الصمغ العربي ؟ هل أبناء كردفان استفادوا من عائدات هذه السعلة ؟ هل يوجد في الكردفان مصنع لصناعات الصمغية أم أنها مجرد حقل للمواد الخام ويجب أن تكون هكذا إلي الأبد؟ والي متي ستظل كردفان مجرد رقم هلامي يعبث به الشياطين والعفاريت؟ أين كردفان الآن من التحولات الكبرى التي تشهدها السودان؟ كم نصيبها من السلطة والثروة ؟

ما سقف طموحات وتطلعات أبناء كردفان ؟ هل طموحات أبناء كردفان لا يتعدى مداها تلك المسرحيات الهزلية التي تقوم بها إمبراطورية الخرافية في الكردفان لتخدير المواطنين ..هل طموحاتنا لا تتعدي بناء خلوة في قرية نائية أو حفر بئر بجوار شجرة التبلدي عاشت هذه الشجرة العتيقة.... لماذا بدأت الحكومة تتحرك في اتجاه الكردفان وفي هذا الوقت بالذات ؟ أين كانت الحكومة ولماذا لم تتحرك وتهتم بتنمية الكردفان قبل قيام الثورة في إقليم دارفور ؟ أليس هذا نفاق ودجل وشعوذة وتلاعب بعواطف الناس واستخفاف بعقولهم ؟ لماذا لم تتحرك قبل قيام حركة الكفاح من اجل التنمية وإزالة التهميش؟ إلي متي سنظل مغلفين وسذج؟ من الذي يقدم لنا السلطة والثروة علي طبق من الذهب ومتي يتم تقسيم تلك الكعكة ؟ بتأكيد بعد خراب السوبة وعندئذ ربما لا يبقي شيئا قابل لتقسيم ....

لعقود من الزمن ظلت كل من دار فور وكر دفان مجرد مستودعان كبيران لتفريخ وقود حرب داحس وغبراء التي أشعلها( وهم الجهاد) المقتبس من مرجع الخرافة النيلية التي هيأت نفوس الشباب وممهد لهم طريق الهلاك في أدغال وأحراش الجنوب لعقدين من الزمان وكانت النتيجة الدموع والحسرة والندم.

ولكن برغم هذا الدرس القاسي ما زال هناك قطاعات كبيرة من أبناء كردفان ودار فور لم يتعلموا من تلك التجارب المؤلمة التي استخفت بعقولهم وحولهم إلي دمي في أيدي عفاريت وشياطين يتلاعبون بهم بصورة مهينة وعبثية لمدة طويلة تجاوزت نصف قرن ومع هذا نحن الآن في نفس المربع الأول ولا نحرك ساكنا وهذا أمر مؤسف ومخجل

عفي الله عما سلف ولكن من الآن فصاعدا فنحن لا نريد أن يكون دار فور مستودع للوقود الحرب ولا يشرفنا أن يكون حقلا لإنتاج الغلال والمواشي ..فما الفائدة من الغلال والمواشي إذا كان أمهاتنا وأخواتنا وآباءنا يمشون حفاة وعراة ويموتون من العطش والجوع ؟

وبنفس المقدار من الآن فصاعدا نحن لا يشرفنا أن تكون كردفان مجرد جسر أو كبري لعبور الوقود والمواشي والغلال إلي عاصمة الخرافة النيلية الغارقة في الرفاهية والسعادة ونحن هنا نفترش الأرض ونلتحف الأرض ونعانق الجوع والعطش ونشرب مياه ملوثا ببول الحمير والكلاب وهل هذا يعقل ؟!

من الآن فصاعدا يجب ألا تكون كردفان مجرد حقل لإنتاج الصمغ العربي والسمسم والإبل ولا يجب أن تكون مجرد حلقة بلهاء تتوسط الغرب والشرق ولا ينبغي أن تكون جسرا لعبور التوابل والغلال والمواشي القادمة من هنا وهناك بل يجب أن تكون رقما صعبا لا يستهان به من قبل الدجالين والمنافقين وقارئي الفناجين وغيرهم من العفاريت الذين يتلاعبون بعواطف الناس مستغلين جهلهم وسذاجتهم وظروف معيشتهم الصعبة فيخدرونهم بالشعارات البراقة والخطب الرنانة

وطالما أن أبناء كردفان قهروا الخرافة وفجروا الثورة وهذا شيء مبشر ويعد بتأكيد خطوة مهمة وسوف تليها خطوات أخري من هنا وهناك وكلها بتأكيد تساهم في قهر الأسطورة الحناكيشية التي عبثت بنا جمعيا وعبثت بالوطن وجعله ذيلا ذليلا في مؤخرة الأمم والشعوب وأصبح المواطن السوداني في بعض البلدان المجاورة مهانا بسبب تلك الأسطورة النيلية التي زيفت وعي المواطن السوداني وحوله إلي كتلة لحمية فاقدة للوعي والإحساس يعبث به العفاريت وهذا أمر مؤلم ومخجل!!

انهض يا كردفان أنت عزيزة علينا...انهض واقهر الخرافة وعدل الموازيين المقوسة وفوت الفرصة للذين يتوهمون بان كردفان ما زالت حائرة مع نفسها ولا تدري ما ماذا تفعل...... انهض وفوت الفرصة للواهمين !

والله حبنا وعشقنا لا شقاءنا في الكردفان ليس وليدة لحظة تتسم بالانفعال والتهور ولكنه اكبر من هذا التخمين الساذج بكثير .

والله حبنا وعشقنا لهم نابع من حبنا لأنفسنا وعشقنا لدار فور الامتداد الطبيعي لكردفان بالتالي تصرفاتنا ومواقفنا اتجاه أي بؤرة بائسة تتماشى مع هذا المفهوم الذي قد يستهجنه بعض الناس ولاسيما الذين لم يتحرروا بعد من خرافات ثقافة القبيلة والطائفة والحزب التي دائما تكرس روح الأنانية وحب النفس ولكننا وبحمدنا الله تحررنا من قيود هذه الخرافة التي تسلب إرادة الإنسان ويجعله أسيرا أبديا للقبيلة والمنطقة الجغرافية التي شاء القدر أن يولد فيها فينسي معاناة الأخريين ويتجاهل همومهم وهذا أمر مؤسف جدا ويعد استخفافا سافرا لوحدة روح الإنسانية وبنفس المقدار يعد خرقا وانحرافا لقوانين الطبيعة ونواميس الكون .

نحن بالفطرة نكره التملق والكذب والنفاق والظلم وهكذا أبناء كردفان يكرهون التملق والكذب ولا يحبذون التملق والانبطاح وهكذا نحن وإياهم نميل لبعضنا البعض مع المسارات الطبيعية التي تستهجن هذه الإمراض التي استشرت في السودان كنتيجة حتمية لاستشراء ثقافة الخرافية التي تستخف بعقول الناس سواء كانوا في دار فور أو كردفان أو في أي بؤرة أخرى بائسة ومنسية من هذا الوطن الكبير الجميل الذي ابتلي بفئة منافقة حشرت الوطن في متاهات وأنفاق مظلمة وما زال الشعب السودان يتخبط ويترنح في هذه الدهاليز الشيطانية حزينا كئيبا محبطا يائسا من قدره الذي حرمه من ابسط مقومات الحياة وجعله قعيدا في مؤخرة الأمم والشعوب وهذا أمر مؤسف في بلد يقال بأنه سلة الغذاء العالمي ..عفوا ممكن أن يكون كذلك بشرط أن يتوفر شرط واحد ألا وهو قهر الخرافة النيلية حتى يتمكن العقل من الإبداع والتألق.

قد يستغرب البعض من هذه النبرة التي توحي بالتمرد والانفلات علي الذات الأناني الذي ينصب جلّ همه وتفكيره في إشباع رغباته النفسية وتلبية احتياجاته الشخصية ولا يعير اهتماما بإشباع احتياجات الأخريين الذين يقاسمون معه المعاناة والقسوة والظلم والتهميش فضلا عن تشابه الكبير بينهم في الهموم والشجون والأحزان ....

فتحية لثوار حركة الكفاح ....وتحية لأبناء كردفان في الداخل والخارج ...وتحية وكل التحية لشجرة التبلدي العتيقة التي ستظل مهيبا شامخا إلي الأبد ..

ولشجون بقية فقط ترقبوا.....

مبارك ابرهيم

[email protected]



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved