عم الفرح الخرطوم الذي اختفى عن سماؤه و لم يشهد رؤسائه من قبل المرح الذي كان يمتاز به القائد العملاق الزعيم الذي لم يطلب الزعامة لنفسه بل للسودان أولاً قرنق الذي توغل بحبه إلى قلوب السودانيين كافة و إلى قلوب المهمشين بصفة اخص و إلى كل من أراد للسودان الوصول إلى نقطة التحول الكبرى و التغير الذي سيشهده السودان في الأعوام المقبلة و كل شخص طموح يطمح إلى سودان يسع الجميع و الحلم الكبير و الإيمان القاطع بمشروع السودان الجديد الذي حلم به الزعيم الخالد في قلوب الشعب السوداني.
لم يدم هذا الحالة طويلا فإذ بنبأ اختفاءه عن أنظار شعبه الذي كان يكن له الحب و الولاء باعتباره الكرت الوحيد الذي كان بيد السودانيين و الأمل الوحيد الذي كان يؤمله كافة الشعب السوداني في الخروج من دائرة الاعتقالات و الجوع و سياسة القمع الذي عاهدها السودانيين في فترة الحكومات التي تعاقبت عليها . فعادت السودان إلى تلك الدائرة المفرغة ليبدأ فترة عصيبة جدا و تحولا خطيرا بالتسرب إلى قلوب السودانيين و عدم مبالاة الحكومة الحاكمة في الخرطوم بالأحداث المتوقعة فور نشر هذا النبأ و لم تتخذ خطوة حازمة لاستئصال هذا الداء الذي يمكن أن يتسرب إلى الجسم السوداني الذي بداء يتعافى من سم الذل الذي ذاقه في أيامه.
كنت أرى انه من الحكمة العمياء أن تضع حكومة البشير التي لا أود أن اسميها حكومة الإنقاذ لأنها لم تنقذ هذا الشعب بل غاص به إلى أعماق بعيدة فتذوقت قهر الظروف و الحياة التي ملاءها الألم و المرارة و براكين الغضب التي تراكمت في قلوب السودانيين سرعان ما انفجرت و تحولت إلى خراب و زهق في الأرواح البريئة التي لم تكن تعرف حتى الكثير عن حكومة البشير .
الإحداث التي نشبت اثر سماع نبا مقتل قرنق و التي تجاهلتها حكومة الإنقاذ تماما و كأنها تقول ما الحصل حصل حنعمل احنا شنو لا الحماية ممكن تنفع و لا اى حاجة تانية ممكن نعملها تدينا الأمان خلينا نستهبل إن جاز التعبير بأننا قد سمعنا الخبر متأخر و لما وصلنا و عرفناه كنا برضك دايرين نتأكد فتركت حكومة الإنقاذ الحبل و بنصب أعينهم المصير المحتوم للكتمان هو دفع ثمن باهظ والحقيقة تأكدت بعد ذلك والأمور تزداد سؤ فاندلعت أحداث الشغب و ليس بوقت كبير بل وصل الحال إلى تلك النقطة المرعبة التي لم نريد الرجوع إليه مرة أخرى و هي صنع حرب داخلي و منبعه قلب العاصمة المثلثة .ففي اليوم الأول من الأحداث لم تكن الحكومة مبالية بالحدث كما سبق و قلت بل أهملت القضية و لم يتذكروا تلك الحادثة عندما تم تعين أول قائد جنوبي في حكومة الشمال بعد الاستعمار وذلك بتأخر الطائرة التي كانت تقله بزمن طويل من الموعد المحدد ليتحول المطار في اقل من خمسة دقائق إلى نقطة حرب داخلية . لكن هناك مجموعة من التساؤلات التي دارت بالذهن ولم أجد لها الإجابة الواضحة التي تكفى و تشفى.لماذا تهاونت حكومة الإنقاذ بالحدث و ما المقصود من وراء ذلك الإخفاء الذي دام قرابة اليوم و هم يعلمون جيدا أن الكتمان ليس من صالحهم و كأنهم يقولون لهذا الشعب الكادح انه لن يفيدكم اى شئ فقرنق قد قتل و ما زلنا على سدة الحكم والأمور بيدنا .موضوع يحير العقل و لكن للحديث بقية في المقال القادم و التي سأتحدث عنها في المقال القادم عن تلك المجازر و الإبادة الجماعية التي قام بها الحكومة المتمثلة في جيش الحكومة و الأمن الذي يعرف بالأمن الوطني كيف يمكن أن يكون هناك امن لشعب و أفراد الأمن أنفسهم يقومون بتلك الاعتقالات التي تشوه صورة الوطن و الوطنية للكثيرين.لن اسكت إلا بالوصول إلى تلك النقطة المريرة قتل الأبرياء من جماهير شعبنا العزيز و المهم في عيني و مهم جدا في نظر الله سبحانه و تعالى و للحديث بقية.
دانيال ريالكوى
الخرطوم اغسطس 2005م