الأجانق هي مجموعة سكانية تقطن المنطقة الشمالية و الشمالية الشرقية و الشمالية الغربية من جبال النوبة والتي تمتد من الحجيرات (شرق رجل الفولة بمسافة 24 كلم) غرباً الي منطقة الضباب بجوار جبل الداير شرقاً , ومن منطقة الكدر (شمال الدلنج) شمالاً الي مناطق الونشو (الغلفان ) جنوباً.
وتضم العشائر التالية:
1- الدلنج 2- الانشو ( الغلفان) 3- الكدر 4- الكاركو 5- الفندا 6- كجورية 7 - كاشا 8 - شفر 9- والي 10- تمنق (طبق) 11- إلاكي (ابوجنوك) 12- الحجيرات 13 - ملي (الصبي) 14- بيركو (هبيلا) 15 – الضباب 16- مجموعة عشائر الجبال الستة وتضم: كدرو كرورو, كرتالا , كافير , كلدجي , دباتنا
ينظر الي هذه العشائربحسبانها قبائل بذاتها, الا إنها تؤمن بوجود روابط مشتركة بينها تجعلها أشبه ببطون أو عشائر لوحدة كبرى متمثلة في الأجانق. ولديها ما يؤكد هذه الوحدة وذلك من خلال الأغاني و التراث واللغة , اذ تتحدث هذه المجموعة لهجات متقاربة بعضها مع بعض. وحسب الدراسات التي اللغوية التي اجريت علي لغة هذه المجموعة تتراوح نسبة التفاهم المتبادل بينها ما بين 93% الي 96% مما يضعها في مصاف لهجات اللغة الواحدة اكثر من كونها لغات مستقلة.
وحسب التصنفات الحديثة لعلماء اللغات تنتمي قبيلة الأجانق الي اسرة اللغات النيلية الصحراوية المنتمية الي فصيلة اللغات السودانية الشرقية – المجموعة النوبية والتي تضم:
1.المحس والفدجا ويقطنون في أقصي شمال السودان حتي حدود مصر الجنوبية.
2. الكنوز : يقطن الكنوز بين مصر و السودان في منطقة كوم امبو.
3- الدنقلة: في شمال السودان في وحول مدينة دنقلا
4 . الميدوب : يقطنون حول منطقة المالحة في دار فور الكبرى.
5. البرقد : يعيشون في شمال نيالا حول منواشي
6. لغة الحرازة : وهي لغة منقرضة كان يتكلم بها اهل كاجا كتول في شمال كردفان وفي منطقة حديد وجبل عبد الهادى شمال بارا.
7. اللغة النوبية القديمة: وقد تركت العديد من المخطوطات ذات الطابع المسيحي بحكم وضعها. وبالرغم انها قد انقرضت الا انها بمثابة الجد للغات النوبية الحديثة.
2-أصل النوبة:
يرى الكثير من العلماء أن كلمة نوبة تعود الي القرن الثالث قبل الميلاد, أن النوبة قبيلة تسكن غرب النيل من شمال مروى حتي أنحاء النيل وينقسمون الي عدة ممالك ولا يخضعون لملك مروى, وعلي ذلك دار جدال طويل بين العلماء خلص الي:
الرأى الأول
يقول ان الوطن الأصلي للنوبة هو النيل , وأن اللغة النوبية المتحدثة في كردفان مصدرها النيل يرى أن العلاقة اللغوية التي تربط بين سكان الجبال و النيل إلي التأثيرات الخارجية التي تعرضت لها هذه اللغات الكردفانية من قبل اللغات الوافدة من النيل. وقد اعترض كل من اركل والبروفسر وسترمان علي هذا الرأى.
رأى اخر يقول:
أن مجموعات نوبية هاجرت الي المناطق الجبلية في كردفان وأخذت معها لغتها واسمها الذى توسع فيما بعد وشمل منطقة جبال النوبة ومن بعد ذلك .
الرأى الرأى الثالث يقو ل:
أن النوبة النيليون قد وفدوا من منطقة ما غرب النيل , فقد ذكر اركل أن الارتباط بالشاطئ الغربي هو إشارة الي أن كردفان تعتبر وطن النوبة . وقد ذكر ادمز الي انه ورد في مخطوطات الملك عيزانا (ملك اكسوم الحبشية) أن النوبة شعب هاجر من منطقة ما غرب النيل الي النيل . ويرى شيني أن ماتؤكده الأدلة الأثرية انه خلال القرن الرابع أو الخامس الميلادى وفدت مجموعات من الغرب قامت بالقضاء علي المملكة المروية وأن المملكة النوبية هي التي حلت محل المملكة المروية كما يرى أن التوزيع الجغرافي للغة النوبية يعتبر مؤشراً منطقياً لذلك. وذكر الادريسي في نزهة المشتاق في اختراق الافاق مدينة نوابة التي تقع غرب النيل بخمسة مراحل وهكذا رأى العلماء تحديد موقعها في جبل حرازة وهي نفس المدينة التي يدعوها بعض الجغرافيون "كوشة" , حيث لاتزال الاثار القديمة ظاهرة. وذكر رتشارد كني ان لغة الحرازة كانت مسموعة في الجبل حتي عام 1857و أن البرقد قبل هجرتهم الي دارفور كانوا يسكنون الحرازة. و ما يؤكد هذا الرأى أن د.نيو بولد قد جمع ستة وثلاثون كلمة من لغة الحرازة عام 1923 . ويقول نيوبولد ان اهالي الحرازة يزعمون بانهم العنج, و المعروف أن العنج هم حكام ووزراء الفونج. وقدذكر روبل في كتابه (رحلات لاكتشاف منابع النيل عام 1763 ) علاقة النوبة بسنار كما أكد سليقمان أن أهالي جبل موية كانوا يتكلمون بلغة الأجانق.
وقد ارتبط الفونج في كردفان بالغديات الذين كان يلقب ملكهم بمانجل وهو اللقب الذى اطلق علي ملوك سنار و التي تعني بلغة الأجانق الحاكم الذى يحكم عدة شعوب. وذكر عالم الاجناس نادل أن الغديات يرتبطون عرقيا بالدلنج الذين اجبرتهم الغارات الي الهجرة الي الجبال بينما بقي الغديات الذين استعربوا فيما بعد. والملاحظ ان الدلنج والكدرو و الصبي "ملَي" كانوا ينصبون مكوكهم عند الغديات حتي نهاية الاربعينيات من القرن الماضي في منطقة كردفان الأصلية والتي تمتد من الأبيض حتي جبل الداير "حسب رأى كل من بالم و ماكمايكل" , وتبدأ عملية التنصيب في منطقة كازقيل ثم علوبة وام بشاير وتتنتهي في عاصمة الغديات التي كانوا يسمونها اتنككا و التي تعني (نبع الماء) ثم عربت فأصبحت ود البغا ويذهب ماكمايكل أكثر من ذلك ويقول أن مدينة الأبيض أسست ابَان حكم الغديات.
ونــــــــــــــواصل
خليفة جبرالدار خليفة
الناطق الرسمي لإتحاد الأجانق بالخرطوم
سكرتير الإعلام و التراث
[email protected]