تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الطالع نازل في العلاقات الأمريكية السودانية بقلم طه يوسف حسن – جنيف - سويسرا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/29/2005 6:19 م


هل تريد واشنطن السودان نموذجاً للمنطقة الإفريقية برمّـتها. أم تريد من السودان أن يعتنق الديمقراطية المفتوحة على العلمانية والإسلام ، أم كونفدرالية الدويلات الطائفية الإثنية التي تخرج من تحت رماد الحروب الأهلية و المستندة إلى التعصّـب "؟ أم تريد للشركات الأمريكية السكموقراطية التي تثير شهوتها رائحة البترول أن تزاحم شركات التنين الصينية في السودان ؟

أسئلة يطرحها واقع العلاقات السودانية الأمريكية التي وصفها حاطب اللليل د- عبد اللطيف البوني بأنها علاقة على طريقة ود الرضي (أعاين فيهو وأضحك وأجري واجيهو راجع) علاقة أشبه بما صنع الحداد أو لعبة الحصيلة صفر . لدى أمريكا قناعة أن السودان بلد غني بالموارد وقد قالها من قبل ريغان وقبله دعا الرئيس الأمريكي كنيدي الرئيس عبود لفتح السودان للشركات الأمريكية ليصبح مثل كوريا الجنوبية ولكن أحمد خير وزير الخارجية آنذاك رفض بحجة أن السودان عضو في نادي دول عدم الانحياز . في فترة التسعينات مرت العلاقات السودانية الأمريكية بمرحلة عاصفة وحرجة وصل فيها مؤشر الدفء إلى أدنى المستويات، حيث أن التواصل بين البلدين أصبح مقتصرا على الاتصال عن طريق السفارات، وأصبح السودان مضطر في تعامله مع القوة العظمى الوحيدة في العالم بمنطق سد الذرائع، ورزق اليوم باليوم آخذ في الاعتبار تجارب دول عربية أخرى مدرجة على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية راعية للإرهاب وقد قدمت تلك الدول كل المطلوب منها أمريكيا ولم تتمتع بالرضا من إدارة الرئيس بوش حتى الآن ، ولم يتم رفع أسمها من القائمة السوداء والسودان واحد من تلك الدول المغضوب عليها أمريكياً ، رغم ما فعله من تجفيف مستنقع الإرهاب في المنطقة وتقديم كل ما في وسعه لأمريكا بعد عالم الحادي عشر من سبتمبر حفاظاً على "شعرة معاوية مع القوة العظمى الوحيدة في عالم اليوم، ولو على طريقة روايات الكاتب التشيكي كافكا التي تدور في حيز اللامعقول.

رغم أن رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في زيارتها الأخيرة للسودان وعدت بترفيع التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في الخرطوم إلى درجة سفير ووعدت برفع تدريجي للعقوبات في ملف دار فور إلا انه بعد مغادرتها الخرطوم بوقت قليل تفاجأ الجميع بوضع قانون عقوبات جديد ضد الحكومة السودانية وصف بأنه تم بإيعاز من روجر ونتر الذي تم اختياره ممثلاً خاصاً لشؤون السودان ومكلفاً بمتابعة الوضع في دار فور باعتباره هو عين ولسان صقور الكونغرس الأمريكي.. ويقال انه هو الذي بادر بإثارة قضية دار فور واعطائها زخماً داخل أمريكا كما يجئ اختياره انصياعاً لضغوط الكونغرس الذي هاجم تعامل رو برت زواليك نائب وزيرة الخارجية الأمريكية و المسؤول عن ملف دار فور لأن معالجته اتسمت بقدر كبير من المرونة والانفعالات العاطفية غير المطلوبة. وقد اسهم روجر بفعالية في صناعة القرار «1593» و يرى بعض المراقبين انه في إطار سعي الإدارة الأمريكية لارضاء اللوبي الأمريكي اليميني المتطرف والذي يريد أن يجبر الإدارة الأمريكية على فرض أقصى العقوبات على السودان جاء تعيين روجر ونتر ممثل للإدارة الأمريكية في السودان بتأثير من جماعات الضغط الأمريكي و القانون الأمريكي يسمح لجماعات الضغط بممارسة التأثير على صناعة القرار، بحيث لا يؤدي القرار إلى إلحاق الضرر بمصالح الولايات المتحدة لمجرد إرضاء طرف خارجي كما جاء في وثيقةclean break الشهيرة، التي وقع عليها غلاة دعاة مخطط اليمين المحافظ الجديد في أمريكا - من أمثال دوجلاس فايث، الذي تقلد في فترة بوش الأولى منصب وكيل وزارة الدفاع، وريتشارد بيرل، الذي قاد حملة الترويج لشن الحرب على العراق وهذه الوثيقة شاهد على العصر و دليل على انصياع إدارة بوش الابن لرغبات اللوبي الصهيوني الذي يطمع في تحقيق أهداف رئيسية للولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي . في زيارة زواليك نائب وزير الخارجية الأمريكي للسودان الذي قال كلاماً أطرب الحكومة ,طلبت حكومة بوش( اليمين الجديد ) من الكونغرس عدم مناقشة قانون ( محاسبة دار فور) مما أطرب الحكومة وجعلها ترقص على أنغام تلك الزيارة ولكن عند زيارة وفد الكونغرس الأمريكي برئاسة نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية ورئيس اللجنة الفرعية للشؤون الإفريقية وعضو الكونغرس كريستوفر سميث ، الذي زار السودان مؤخراً أعرب قادة الحكم في الخرطوم عن قلقهم إزاء التحركات التي تجرى في الكونغرس الأميركي بشأن السودان ، واعتبروها معوقا لعملية السلام التي تابعها من قبل باهتمام الرئيس الأمريكي بوش الابن وبذل جهداً مقدراً عبر الهاتف في تشجيع طرفي السلام من أجل الوصول إلى نهائيات سليمة ، وطالبت الحكومة السودانية واشنطن أكثر من مرة بعلاقات متوازنة ولكن يبدو أن أمريكا أدمنت هذه الحالة حالة اللاحرب ولا سلام مع حكومة السودان .

السؤال الذي يتمدد بصمت محير في تلك العلاقة ( علاقة اللاحرب واللاسلم ) بين واشنطن والخرطوم, لماذا تخاصم واشنطن الخرطوم بفتور و تصادقها بفتور رغم أن الخرطوم أدت كل واجباتها تجاه إدارة بوش الابن بدرجة امتياز؟ حين تكون هناك إجابة على هذا السؤال المطروح، فهو يتدثر بالشعارات الأيديولوجية البلاغية الطنانة للمحافظين الجُدد، الذين انتقلوا خلال عقدين من الزمن من كونهم ألد أنصار الديكتاتوريات في العالم إلى اعتي أبطال الديمقراطية والحريات بعد الصفعة الإرهابية التي ذاقتها أمريكا في عقر دارها ( أحداث 11 سبتمبر 2001 ) مما شكل مزاج معادي لكل ما هو إسلامي أو من هو إسلامي و نظام الحكم في السودان على حسب معاييرISO الأمريكية هو نظام إسلامي ليس على الطريقة العثمانية التي تتبعها تركيا أو الإسلام الليبرالي الذي تنتهجه مصر وبعض دويلات الخليج العربي و إنما على الطريقة الراديكالية و الإسلام عند جماعات الضغط الأمريكية هو لوثة أيدلوجية عندما تزداد جرعاتها يصبح نزعة إرهابية. فلذا ليس من الصعوبة بمكان أن يقتنع (اليمين الجديد) في إدارة بوش بعلاقات حميمة في الوقت الراهن مع حكومة الخرطوم وربما يكتفي بعلاقات تسير على استحياء لسد الرمق بين الطرفين رغم الحاجة الأمريكية للنفط على حسب نظرية الجيوفيزيائي الأمريكي م. كينغ هابرت حول إنحدار النفط بعد وصوله الذروة.



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved