بقلم : ذينب محممود الضي / كاودا
هذه هي الدولة السودانية التي عهدناها منذ خروج المستعمر ، دولة فئة معينة هي التي تسيطر علي اقتصادها وتستفيد من مواردها ومجموعات معينة هي التي يعبر عن ثقافاتها وصفوة معينة هي التي يحق لها ان تنظر وتخطط لهذه الدولة وحتي ان كان هذا التخطيط ضاراً باغلبية الشعب السوداني.
وعندما ظهر نظرية من قلب الشعب ولبي طموحات وآمال الشعب السوداني كان هذا من نصيب الحركة الشعبية وكانت النظرية هي برنامج السودان الجديد
الذي دافعت عنه الحركة الشعبية بالسلاح وبالفكر وقدمت من أجلها ملاليين من الشهداء حتي اقتنع به الشعب السوداني .
وعندما عرفت الفئات التي ذكرتها سابقاً بانها هزمت من خلال برامجها وانها ستفقد كل الشعب حاولت ان تنهي الحركة الشعبية ، فنجد المؤتمر الوطني بإعتباره خلاصة هذ الأزمات لطول الفترة الزمنية التي قضاها في السلطة وبرنامجه المشاتر لواقع الدولة السودانية ، حاول جاهداً شل الحركة الشعبية والإنتهاء بها الي مذبلة التاريخ ولكنها لم تستطيع فحاولت شق صف الحركة الشعبية بإضعافها فنجح نسبياً لكنها لم تستطيع الوصول الي غايتها لأن الحركة بقيادة الشهيد الدكتور جون قرنق وابناء الجيش الشعبي من جبال النوبة بقيادة الشهيد يوسف كوة مكي استطاعت ان تعيد الي الحركة مجدها وتعززها وصارت اقوي من ما كانت وعندها لم يستطيع المؤتمر الوطني إضعاف جيش الحركة الشعبية ، فحاول ان يفككها بواسطة السياسات فكان الإعلام الموجهة علي الحركة بغرض تشويهها والتنكيل بكوادر الحركة والتقليل من شأنهم الا ان جاءت اللحظة التي اعترف فيها المؤتمر الوطني بضرورة التفاوض مع الحركة بإعتبارها قد تفقد ماهي عليها وفاوضتها الحركة بنفس الضرورة لكنها تختلف في الأهداف.
عند التفاوض عقلية المؤتمر الوطني نفس العقلية القديمة وكانت غايتها إضعاف الحركة الشعبية وإفراغها من برنامجها ضمنياً وفي تقديري الخاص انه نجح بعض الشئ لانه تعامل مع الحركة كحركة جنوبية والحركة برنامجها السودان الجديد ، وفاوضت هي ( الحكومة) باسم شمال السودان إلا ان الحركة استطاعت ان تدخل المناطق الثلاث الي طاولة المفاوضات ، هنا كانت دقسة المؤتمر الوطني إلا انه رجع وتعامل بعنصريته مرة اخري فظهر اسماء لقبائل في المفاوضات مثل الدينكا والمسيرية .
وبعد ان دخل الحركة الخرطوم ايضاً الإعلام هو إعلام المؤتمر الوطني مع انه تغير إلا ان الهدف مازال موجوداً يوجه الحركة الشعبية ويحاول ان يختزلها في جنوب السودان حتي احداث الشغب الأخيرة التي صاحبت موت الدكتور الإشارة لها بان هؤلاء هم الجنوبيون مع انهم جماهير الشعب المهمش .
هذا كله جانب والوزارات التي يريد ان يسيطر عليها المؤتمر الوطني جانب آخر . فنجد الصراع علي نوع الوزارة يعني ان المؤتمر الوطني يريد وزارات بعينها ليخلق منها هيكلة إقتصادية لتنظيمه كل هذا في الماضي كان يتم علي حساب اموال وعرق الشعب السوداني إلا انه في هذه المرة سيشارك جماهير المهمشين مع المؤتمر الوطني في السلطة وهذا اخطر رقيب بإعتباره صاحب الحق .
السؤال الذي نوجهه الي جماهير الشعب السوداني هل المؤتمر الوطني برغم نسبته 52% وعدد الكراسي في السلطة وفراغه من الجماهير وبعد صمود الحركة الشعبية طول هذه المدة وبكل هذه التكتيكات من المؤتمر الوطني استطاعت الحركة ان تصل الي الخرطوم بالرغم من انها فقدت رأسها وهو الدكتور جون واثبتت ان لها اكثر من رأس . من الذي سينجح ؟؟؟؟؟؟