كفر حلفاء قرنق وإيمان حلفاء الصليبي كتشنر من المسلمين
بادئ ذي بدء لا أريد السبر في غور الموضوع تاريخاً وإنما أمر مروراً عابراً على الوقائع التاريخية – التي هي معلوم بالضرورة لكل المطلعين - وصولاً إلى غايات المقال وأهدافه .
إنه من المعلوم في التاريخ بالضرورة , أنّ الثورة المهدية في السودان ذات صبغة وأهداف دينية 100% . استنهض فيها الإمام المهدي وخليفته عبد الله ألتعايشي الهمة الإيمانية لأهل الهامش ضد تسلط المركز وسدنته من أبناء السودان. استلهاما وإستدعاءً لقيم الجهاد الكامن.ولمّا كان الدين هو الموجه الأساسي لهذه الثورة كان من البديهي ان ترتكز على مبادئ مأخوذة من روح الدين الحنيف , فبلورت أدبياتها على أسس من مفهوم قادة الثورة لمبادئ الدين الحنيف . ثم انطلقوا بسم الله والله أكبر ولله الحمد شعارا لانطلاق الجهاد , لإعلاء كلمة لاإله إلا الله واسترداد الحق المسلوب وملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وفساداً, حيث استشراء الفساد بلغت مبلغاً عظيماً في كافة نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية , ففي المنحى الاقتصادي أثقلت الحكومة كاهل أهل الهامش بالضرائب الباهظة من أجل إطعام الحثالة في المركز وفي المسار الاجتماعي والأخلاقي بلغ الانحطاط هو الأخر الدرك الأسفل , حيث بلغ الأمر حد زف رجل لرجل في وضح النهار بمدينة الأبيض .كل هذه العوامل مجتمعة كفيلة بقيام الثورة لوضع حد لهذا التدهور المريع في كافة الأصعدة الحياتية .انطلقت الثورة المؤمنة بنصر ربها بعد أن أخذت بالأسباب واعدت من القوة ما استطاعت ونازلت حكومة البغي والفساد القابعة تحت الوصاية البريطانية وفي وفترة تعد وحيزه أجهزت الثورة المؤمنة على عصابات الضرائب والفساد بعد معارك ضارية أثبت فيها المجاهدون صدق إيمانهم بعدالة قضيتهم وجلدهم وصبرهم على حمم الوغى وثباتهم عند النزال فألحقوا شر الهزائم بزبانية الفساد وأربابها . ودخلوا الخرطوم فاتحين ومحررين الناس من ربق العبودية والانحطاط الخلقي المريع و من دنس العمالة والارتزاق وفي تلك اللحظات العصيبة لحق قائد الثورة بربه. قاد الخليفة الجيوش بثبات ورباطة جأش وهو يواجه المؤامرات والدسائس من بقايا أذيال المستعمر كانت أولاها تمرد مايسمون بالأشراف علية , مرورا بتمرد أحفاد الهارب المك نمر وتعاونهم الصريح مع العدو الغازي أرض المسلمين والمستبيح أرضهم وعرضهم وأموالهم وعقيدتهم . وبعد تأكد الخليفة من موالاة هؤلاء الكافر وخيانتهم العظمى لأخوتهم المسلمين قرر إنزال العقوبة الشرعية اللائقة بهم فكان أحداث المتمة الشهيرة التي مازالت غصة في حلقوم أحفاد المك يأخذون به على الخليفة أخذا عظيما على فعلته التي رد بها كثيرا من الناس إلى صوابهم وإن كانوا سبايا وعبيد – فعلى أن يرعوا غنم الخليفة بذل خيرا لهم من أن يرعوا خنازير كتنشر بعز- ولكن ثمة مقارنة بسيطة بين فتوى مجلس الخليفة وبين فتوى أحفاد المك بكفر من عاون أو تحالف أو إنضم إلى حزب الفريق قرنق. ما الذي يجعل حلفاء كتشنر الغازي والذين قاموا بدفن ابار المياه في وجه المجاهدين وجيش الخليفة مسلمين وحلفاء الفريق جون قرنق كافرين , قليل من العدل يامحسنين فالأخير يقاسمنا المواطنة عهدا فله مالنا وعليه ما علينا قياسا على أول دستور وضع بالعالم على يد خاتم الأنبياء والمرسلين (ص) وبموجبة أعطى أهل الكتاب حقوقهم كاملة غير منقوص . ما الذى يجعل الخليفة مذنبا وأهل الفتوى من أحفاد المك حارسين وقيمين على مصالح المؤمنين؟؟ , ولو أعطينا أهل فتوى الألفية الثالثة سلطات الخليفة ياترى ماهم فاعلون مع الكفرة من حلفاء قرنق . هل هناك وجه شبه بين الفريق قرنق وأصحابه والغازي كتشنر ؟؟؟؟؟؟ وحلفائه ؟؟؟؟ ثم هل يترحمون على أجداهم الذين قضوا في المتمة على أنهم مسلمين غدر بهم الخليفة ؟؟؟؟ وما الفرق بين حلف المسلمين مع قرنق وحلفهم مع كشنر ؟؟؟؟ أليس البون شاسعا ؟ ثم أليس ثمرات حلف أحفاد المك مع الحبيب كتشنر مايتمعون به من إنفراد بحكم البلاد ( دون غيرهم من أبناء السودان لا لشئ إلا لإستشهاد أجداهم في كرري وأم دبيكرات والقلابات ذودا عن تراب الوطن ؟؟؟؟ أغاظوا بها المستعمر؟؟؟ ) أجيبونا يا راعاكم الله هل كان الخليفة محقاَ أم لا.
ادم عبد الرحمن الصبي
المملكة العربية السعوية - الريااض
--------------------------------------------------------------------------------