تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مقال رقم (1) مهام الثوريين في المرحلة الإنتقالية بقلم الأستاذ/ عبدالله صول كابوس-جبال النوبة – كاودا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/26/2005 8:09 م


مقال رقم (1)

مهام الثوريين في المرحلة الإنتقالية

بقلم الأستاذ/ عبدالله صول كابوس

جبال النوبة – كاودا

الي روح الشهيد – الدكتور جون قرنق دي مابيور

الي كل الرفاق الثوريين في السودان الجديد

الي كل من يسعي الي بناء السودان الجديد

إيماناً مني بضرورة التغيير الحتمي لبناء السودان الجديد – وإنطلاقاً من فهمي بحتمية التغيير من خلال رؤية السودان الجديد – اسطر بعض هذه المقالات عساها ان ننير لنا الطريق . وتشد همم الثوريين في عملية التحول الديمقراطي نحو غد مشرق للسودان الجديد. وفق وضعية جديدة – ونقلة نوعية. من السودان القديم الي السودان الجديد وفقاً لقراءة حقيقية عبر التنوع التاريخي القديم والتنوع التاريخي المعاصر.

عندما نلقي نظرة الي السودان القديم. نجده قد مر عبر مراحل تاريخية عديدة. فقد حكم السودانيون القدماء

( النوبة) المصريون الفراعنة – وحكم الفراعنة السودان. ودخلت المسيحية السودان. وتعرض السودان للغزوا العربي- في عهد عمرو بن العاص بقيادة عبدالله بن ابي السرح .وتعرض السودان للغزو التركي في عهد محمد علي باشا ، الذي انهت دولة الفونج وقامت دولة المهدية بعد إنتصارها علي الأتراك .وتعرض السودان بعد ذلك الي الغزوا الإنجليزي المصري – حتي إستقلال السودان المزعوم.

من خلال هذا التحليل الدقيق – لهذا الواقع التاريخي. نجد ان السودان تعرض لنظم حكم مختلفة. ولهجرات مختلفة ولم تكن هنالك حدود سياسية للسودان في ذلك الزمان.

فالسودان القديم – ممتد من جنوب مصر الي جنوب السودان ومن شرق السودان ( إثيوبيا) الي السودان الغربي حتي غرب إفريقيا. فدخول الإنجليز والقوي الإستعمارية هي التي سعت الي رسم الحدود الجغرافية لكل إفريقيا – ومن ضمنها السودان الحالي – وبالتالي لم يتفق السودانيين لا في شكل إتفاق او استفتاء ان نكون في هذه الدولة المعروفة الآن بالسودان – وبإلقائنا نظرة لهذا السودان – نجد فيه شتي من انواع القوميات فاقت 150 قومية. واكثر من خمسمائه لغة – تدين بأكثر من معتقد اوديانة.

فالسؤال – كيف نعيش نحن كسودانيين في ظل هذه الرقعة الجغرافية الشاسعة ( التنوع المعاصر).

إن هذا الواقع الموضوعي لهذا البلد – يتطلب إلقاء نظرة موضوعية لهذاا الوجود

( الإجتماعي). وإنطلاقاً من هذا الواقع وإيماناً مني برؤية السودان الجديد. فاننا كسودانيين يجب ان نعيش طوعاً في السودان – وإلا علي السودان السلام. وان نكون سودانيين في الهوية. وان نطبق قيم العدل والمساواة والحرية والديمقراطية. ولا يتم ذلك إلا بوضعية جديدة ونقلة نوعية في الفكر والفهم – ويجب ان نحطم السودان القديم( المركز) جهاز الدولة الذي صنعه لنا الإستعمار الإنجليزي . والذي كان همه الأول – هو تحويل ثروات السودان الي إنجلترا – لخدمة أهداف المستعمر.

ويجب علينا ان نؤمن بان السودان منذ عام 1956 لتلك الفترة المعروفة بالإستقلال . ما هي إلا أداة من أدوات الحكم الإستعماري . حيث حلت نخب من أنظمة الحكم . صاروا وكلاء للإستعمار الجديد.. وصاروا هم المستعمرون الجدد – ( حكم مدينة كانت او عسكرية). كان همها الأول هو إستنزاف موارد الشعب دون تقديم حلول جزرية لمشاكل السودان – من الناحية الإقتصادية او الإجتماعية.

حاول هؤلاء المستعمرون الجدد إستخدام سياسة فرق تسد لتاجيج الصراع الديني والقبلي لأجل إطالة أمد النظام وصرف نظر الجماهير عن قضاياه الأساسية من مأكل ومشرب وصحة وتعليم – وتوفير حياة رغدة . حتي يتفرق الشعب عن قضاياه الأساسية.

فإستخدم هذه النظم نفس سياسات الإستعمار الجديد ( إعادة إنتاج البشر عبر الإقتصاد والأيديولوجيا. وإستخدموا النظام البرلماني الإنجليزي للوصول الي السلطة – الذي في جوهره نظام حكم الأقلية علي الأكثرية – مثالاً لذلك دائرة بها(30000) يفوز صاحب (10000) صوت ويبقي العشرون الفاً هم الخاسرون. هل هذه ديمقراطية حقيقية . هذه حكم الأقلية علي الأكثرية. هذا هو نظام الوست منستر ( نظام الحكم الإنجليزي) الذي نعمل به حتي اليوم – يجب ان يعرف الشعب ان هذا النظام – ليس هو النظام الامثل لحكم السودان. يجب ان نهتدي الي الديمقراطية المباشرة. الذي دعت له الحركة الشعبية الذي أراه النظام الأمثل لحكم الشعب والسودان. حيث يبدأ نظام الحكم من القاعدة الي القمة. وذلك يتناسب مع أعراف المجتمع السوداني حتي اليوم.

سارت نظم الحكم في نفس سياسة الاقتصاد الإستعماري فلم تأتي بالجديد. فصارت مشاريع النظام الإستعماري – هي نفس مشاريع السودان بعد الإستقلال. ( مشروع الجزيرة، هبيلا- طوكر.) فلم تأتي النظم الإستعمارية .( السودانية) بخلق مشاريع جديدة او تطوير بنية إقتصادية . تساهم في دعم الإقتصاد القومي – وبالتالي إعادة الإنتاج وتوزيعها الي الشعب كافة بفئاته الإجتماعية فصاروا هم الحراس علي هذه البنية الإقتصادية – وتحويلها الي مصالحهم الشخصية. عبر ديمقراطية نيابة كانت او عبر إنقلابات عسكرية وبالتالي لم تساهم هذه النخب العسكرية. او المدنية في توفير فرص العدالة او المساواة بين ابناء الشعب . وبالأخص جماهير الريف المهمشة.

وفرضت هذه النخب ايديولوجياتها الفكرية. من دين او عرق علي جماهير المنتجين في الريف او المدن ( المهمشين) فعملت علي إنتاج هؤلاء المهمشين وفقاً لنظام الأيديولوجيا تارة باستخدام الدين او العرق. متجاوزين بان هذا السودان فيه أعراق مختلفة . في شكل القوميات الذي ذكرته سابقاً او في شكل الديانات عبر التنوع التاريخي القديم والتنوع التاريخي المعاصر. فلم تسعي هذه النخب في تطبيق العدالة من توفير فرص التنمية المتوازنة . في خلق مشاريع جديدة وتوفير فرص العمل بالعدل والمساواة. واستخدم معيار الكفاءة وتوسيع التنمية الإجتماعية في التعليم والصحة والعمل ...) .. بل حاولت هذه النظم في تمركز التعليم في المدن دون الريف – وفرض الضرائب علي المهمشين دون تقديم ما يطفي ظمأهم من جوع او رمق.فصارت تلك انظمة الحكم من المستعمرون الجدد.فكان لزاماً حمل السلاح، عندما لم يجدي منطق الحوار . فكانت وسيلة من وسائل ادب الثوريين الواعيين وفق المنهج الفكري الواعي – الذين لهم القدرة الثورية علي التحليل ودراسة الواقع.

والآن حان علي الثوريين العمل من الداخل وفق طريق بيني واضح وهو الطريق الديمقراطي . عبر صندوق إنتخابي حر وديمقراطي وماهو السبيل الي ذلك هذا ما نجيب عليه في بداية المقال.

وإنطلاقاً من هذه المقدمة التاريخية وإيماناً في بناء السودان الجديد وبالتحول الديمقراطي في هذه المرحلة الإنتقالية . يتطلب من الثوريين مهام محددة – ونظرة مستقبلية صائبة ، وقراءة حقيقية لهذا الواقع وتحليل دقيق وعميق لمهام الإنتقال من الكفاح المسلح الي العمل الديمقراطي الواعي – بحتمية التعبير الجذري فالتحول والتغيير ليست عملية عفوية وليست صدفة تاريخية وإنما ضرورة إجتماعية يجب علي الثوريين التخطيط لها بوعي عميق وفهم واعي لمهام الإنتقال السلمي.

فرؤية الحركة الشعبية في بناء السودان الجديد هي قراءة موضوعية لهذا الواقع السوداني – فهي نظرية إجتماعية نابعة من خلال حركة سير تنوع التاريخ القديم والتنوع التاريخي المعاصر. فهي نظرية نابعة من واقع السودان القديم والمعاصر.

فالسؤال. كيف تحقق السودان الجديد خلال عملية التحول الديمقراطي ؟ هذا السؤال صعب . قد نختلف رؤية الثوريين لأن فهمنا يختلف من فرد الي آخر، حسب واقع كل منا( لظروف الإقتصادية او بيئته الإجتماعية).

اتناول الإجابة علي هذا السؤال الصعب واتمني ان تفتح من خلاله نافذه للحوار الديمقراطي واتمني ان يستفيد منه الثوريين الجدد. فمن هم الثوريين الذين يتحملون عبئ الثورة ؟

إن الثوريين الحقيقيين هم من يتصفون بصفات الثورة. فلو قلنا ان الثورة هي تغيير جزري في بنية المجتمع.( من ناحية إقتصادية او إجتماعية او سياسية او فكرية. ) فهؤلاء الثوريين هم الشمعة التي تضئ لنا الطريق في سبيل عملية التغيير في درب الثورة.

فيجب ان يتصف الثوري بالشجاعة والأمانة والثورة علي التضحية ونكران الذات والقدرة علي تحليل الواقع الموضوعي والإتيان بنتائج موضوعية لأسباب الصراع في السودان. والقدرة علي إيجاد الحلول الناجحة لأمراض السودان القديم. ومن هذا المنطلق فإن الثوريين هم الذين يسعون الي تغيير المجتمع وتوجيه وعي وفهم الجماهير الي الأهداف الحقيقية في عملية التغيير الإجتماعي . الذي هو ضرورة إجتماعية. ووفقاً لهذا الواقع المعاش ( اي سودان الأمس واليوم). يتم عملية التحول (نقلة نوعية) وفقاً لأوضاع جديدة . فهذه مهمة الثوريين في السودان الجديد.

كيف يتم عملية التغيير؟

إن المهام الملقاة علي عاتق الثوريين كثيرة جداً . تتغير وفق تغيير المجتمع . ففي مرحلة الإنتقال يجب علي الثوريين تنظيم الجماهير في برنامج السودان الجديد عبر التنظيم السياسي للحركة الشعبية او توعيتهم بالوقوف مع الحركة الشعبية او التبصير بمشاكل السودان القديم وكسبهم لصالح السودان الجديد. عبر التنظيم او الحياد او بالوقوف معاً لصالح عملية التحول الديمقراطي الإجتماعي – هذا هو الطريق الوحيد للتخلص من جهاز الدولة ( المركز ) الإستعماري بالطريق الديمقراطي عبر إنتخابات حرة نزيهة.وبه يتم هدم جهاز الدولة البرجوازي المتسلط علي رقاب جماهير شعبنا منذ عام 1956م حتي الآن وبه يتم الحصول علي توفير فرص العدل والمساواة والديمقراطية الحقيقية. وتحويل موارد الشعب لصالح الجماهير المهمشة والكادحة في المدن والريف ويجب علي الثوريين في الحركة عدم الحياد عن رؤية الحركة الشعبية لأنها النظرية الإجتماعية الصائبة النابعة من فكر واقعنا المعاش عبر التنوع التاريخي القديم والمعاصر. وعلي الثوريين التحلي بأخلاق الثورة . حيث الإنضباط بالسلوك الثوري الواعي – في القيم والأخلاق الثورية. وقدرتنا علي قراءة الواقع قراءة حقيقية.

ويجب علي الثوريين في كل الجبهات التضامن والتنظيم من أجل القضاء علي المركز ، جهاز الدولة القاهرة لجماهير شعبنا في الريف والمدن.( الفلاحون والطلاب والعمال والشباب والنساء والمهمشون والباعة المتجولون والرعاة).

إن توسيع الجماهير في إمتلاك الوعي الثوري والنضالي من أجل السودان الجديد – يعتبر من القواعد الأساسية لبلوغ هدفنا النبيل وهو السودان العدل والمساواة والحرية والديمقراطية والتنمية المتوازنة وفصل الدين عن الدولة.( العلمانية).

ويجب علي الثوريين محاربة القبلية بكل أشكالها ومحاربة التطرف الديني لأن القوي الرجعية تحاول دائماً إستخدام سياسة فرق تسد لإطالة أمد نظامها في الحكم وبالتالي تأخير الثورة. والإستفادة من ذلك في نهب ثروات جماهيرنا المهمشة في المدن والأرياف.

ويجب علي الثوريين تنظيم الجماهير والنضال معاً من أجل الحصول علي الاغلبية المطلقة في البرلمان. وتحويل الدولة لخدمة قضايا الشعب. وبه يتم الإستيلاء علي جهاز الدولة( المركز) وسن التشريعات لصالح جماهير الشعب .ويجب ان لا ننسي ان الحصول علي هذه الأغلبية ليست سهلة المنال . مادام هناك أعداء الثورة الحقيقيون الذين يسعون الي إستغلال الشعب ونهب ثرواته وقدراته .

ويجب علي الثوريين العمل من أجل تفكيك تنظيمات السودان القديم .( الأحزاب السياسية) عن طريق الحوار وتوجيه هؤلاء نحو الفهم السليم والواقعي لمشاكل السودان الحقيقية وتنظيم جماهير هذه الأحزاب تحت برنامج السودان الجديد او إستخدام الحياد او التنظيم الفعال.

ويجب علي الثوريين الإستعداد التام – لإرادة الصراع السلمي والغير سلمي علي الدوام. ولابد ان تستعيد للدفاع عن السودان الجديد وعن برنامج الحركة بكل قوة. وان نكون يقظين إتجاه أعداء السلام والديمقراطية في السودان الجديد.


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved