تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أحلام انفصالية..فوق عراق مذبوح ..!! بقلم توفيق الحاج

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/26/2005 7:59 م

أحلام انفصالية..فوق عراق مذبوح ..!!
توفيق الحاج

شاء حظ الشعب الكردي العاثر ان يعيش مأساة التمزق بين دول وممالك ويعيش وضعا نفسيا مشابها لما يجري للشعب الفلسطيني من حيث رحلة الاغتراب وتجسيد الهوية.
ولا انسى كفلسطيني بكائي الصامت يوم شاهدت صور أطفال ونساء حلبتشة في نومهم الابدي بفعلة وحشية..!! والتي لاتختلف كثيرا عن صور الاطفال والنساء الفلسطينيين بعد غارات الاباتشي على غزة وجنين .
وعندما أنظر للشعب الكردي كقومية مسلمة عبر التاريخ الاسلامي فاني اتذكر أول ما أتذكر القائد الفذ صلاح الدين الايوبي ودوره العظيم في تحرير فلسطين والعرب من الهجمة الصليبية الشرسة وكذلك أتذكر من التاريخ الحديث جدا تعاطفي الشخصي مع الزعيم الكردي التركي عبداللة أوجلان في رحلة الكفاح من أجل هوية كرديةواضحة..
لقد ناضل الشعب الكردي في العراق من أجل حريته وهويته في اطار عراق ديموقراطي وموحد على مدى عقود ، وقام الملا مصطفى البرزاني كبطل قومي للاكراد العراقيين بقيادة المقاومة الكردية بطرق شرعية وأخرى غير شرعية -وهنا قد يختلف معي أكراد كثيرين ولهم الحق تماما مثلماهو لي والخلاف كما يقولون لايفسد للود قضية !!
فأنا أعرض تاريخا مجردا بعيدا عن الهوى والتزييف فلقد استعان الملا البرزاني في قتال الجنود العراقيين بالانجليز في الخمسينات والاسرائيليين والايرانيين في الستينات ثم الامريكان بدءا من عام1971
حيث وافقت الادارة الامريكبة على طلب الملا معونة عسكرية ب16 مليون دولار نكاية في الحكومة العراقية التي كانت تتعاون مع الاتحاد السوفيتي في حينه .
وكان الهدف الامريكي من وراء ذلك هو حصول الاكراد على حكم ذاتي وليس أكثر حتى لايؤثر دلك على استقرار أكراد تركياعضو حلف الاطلسي واكراد ايران تحت حكم حليفهم الشاه .
وقد أشارت لجنة بايك الامريكية في وثائقها ان المخابرات الامريكية كانت تعلم بل وتشرف على اتصالات اسرائيل الدائمة بالملا وقد طلبت منه تل ابيب مرة ان يشن هجوما كرديا شاملا في الشمال لعرقلة تحرك الجيش العراقي نحو سوريا للمشاركة في حرب اكتوبر .ولكن كيسنجر رفض ذلك خشية ان يطمع الملا بأكثر مما تقتضيه المصلحة الامريكية .
وفي مارس عام 1975 توصلت العراق وايران الى اتفاق تخلت العراق بموجبه عن ورقة الخميني بينما تخلت ايران بالمقابل عن ورقة كراد العراق وقد باركت واشنطن ذلك مقابل ان يتفرغ العراق للضغط على سوريا عسكريا لقبول المرحلة الثانية من فض الاشتباك
من هذه الاطلالة التاريخية السريعة نكتشف ان الشعب الكردي في العراق شأنه شأن شعوب وقوميات كثيرة كان مجرد حصان على رقعة الشطرنج الخاصة بصراع المصالح بين الدول الكبرى وتوابعها
لقد أحسن أكراد العراق صنعا –ان صدق الخبر –بتخليهم عن حلم الدولة الكردية المستقلة من أجل صيانة العراق الموحد ومن يغذي نزعة الانفصال والتقسيم من الاكراد العراقيين وبعض الشيعة عن الوطن الام مستغلا مرارات الماضي سيكتشف انه يقص الفرع الذي يجلس عليه لانه أولا سيصطدم برفض الحليف الامريكي ومن تم بمقاومة معظم الشعب العراقي وربما يتحقق حينها المثل القائل "الطمع ضيع ماجمع "..!!
ولا أدري كيف سيكون حال العراقيين في عراق مقسم -لاسمح الله – عندما ينفرد الأكراد ببترول الشمال والشيعة ببترول الجنوب بينما السنة ينكفئون -لاحول لهم ولاقوة - على الفرات والنخيل والتراب ..!!
والسؤال هل يستطيع دعاة الانفصال والتقسيم أن يعيشوا يوما واحدا دون سلسبيل دجلة أوترياق الفرات..؟!!
ان أمريكا في ظل أحتلالها البغيض للعراق تواصل عملية تمزيق النسيج العراقي
فالاكراد موزعون بين طالباني وبرزاني والشيعة تتشيع مابين الحكيم والصدر والسنة يترددون بين قبول الواقع أو المقاومة ولسوف تستغل أمريكا دائما والحالة تلك فزاعة صدام لكي تبقى فوق ظهر العراق ناهبة لخيراته وحقه الطبيعي في الحرية .مع انها قتلت في حرب تحريرها الكاذبة حتى الان أكثر من200 ألف عراقي والحبل على الجرار..!!
انني أعتقد كمثقف فلسطيني محب وعاشق للعراق بتاريخه وحضارته ونخيله وفسيفساء نهريه ان أي حلم قومي مهما كان أغراؤه و عظمته سيبدو كابوسا بشعا فوق عراق مذبوح وبالتالى فليس هناك من مخرج سوى حكومة لامركزية منتخبة تتسع لخصوصيات وحقوق وطموحات كل شريحة من أبناء الشعب العراقي في أطار عراق موحد يعتمد نهجا ودستورا ديمقراطيا ثابتا ومتوازنا ولن يتحقق ذلك الا برحيل الاحتلال الامريكي وبالتالي زوال اسباب المقاومة والعنف وحينها يجلس كافة أركان البيت العراقي كأسرة واحدة لبناء عراق جديد ينعم بالعدل والمساواة .


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved