مسرح الريحاني بالقاهرة مشاركا في مسرحية " دو ري مي فاصوليا " مع
الفنانين سمير غانم ودنيا وشعبان عبدالرحيم ونخبة من نجوم السينما والمسرح . ولكن أكثر ما ملأني فخرا وإعزازا لهذا الفنان إلمامه الواسع بقضايا السودان وفهمه العميق لمجريات الأمور فيه وهو ما يندر أن نجده بين أشهر الفنانين المصريين والعرب ، فنان لا يمكن أن يستخف به أحد لأنه يعي كل شيء حوله ويتأصل فكره وفنه يوما بعد يوم ، ولا أملك في هذا المجال إلا أن أنشر بعض الذي قاله عن السودان مؤخرا لكي أترك القاريء أن يحكم بنفسه على فنان عملاق مثل غسان مطر .
يقول غسان " لقد كانت فرحتي غامرة للغاية بتوقيع إتفاق السلام السوداني بين أولئك السودانيين الوطنيين والمحبين للوحدة والسلام ، ولن أنسى تلكم اللحظة الخالدة في التاريخ التي جمعت بين الرئيس السوداني عمر البشير والراحل الدكتور جون قرنق ، الذي حزنت جدا لفقده العظيم والذي أعتبر أن فقده كان عظيما لكل السودانيين ولكل من يعشق السودان وأرضه الطيبة ، وطبعا ما حدث عقب وفاة الدكتور قرنق كان فوضى غير مسبوقة ، وكل ذلك كان بسبب التهور والإندفاع دون النظر لموقع الأقدام ، فهذه العاصمة عاصمة قومية لكل السودانيين ، وهي رمز للوطن السوداني الكبير الذي يضم كل السودانيين وضيوفهم من كل الإتجاهات ، ولا يجب أن يحدث فيها ما حدث ، وفي إعتقادي أن الشعب السوداني بكل قطاعاته ونخبه السياسية والثقافية يرفض ذلك رفضا باتا ، بل ويجرمه ، ولكن عليه أن يسعى من جانبه في الفترة القادمة للقضاء على بؤر التوتر والقضاء على الدوائر الداخلية التي تسعى للنيل من وحدة وإستقرار هذا الشعب الطيب ، أما بالنسبة للسينما السودانية فأنا على إستعداد تام للمشاركة في أي عمل سوداني في الفترة القادمة خصوصا إذا ما إرتبط بدعم السلام والوحدة والإستقرار في ربوع هذا البلد الطيب الذي أعشق فيه طيبة أهله وسماحتهم وسعيهم للمحبة والإستقرار دون النظر لصغائر الأمور " .
إنتهى حديث غسان ولكن الأمر لم ينته ، فقد تذكرت غسان كنفاني كما أتذكر الآن غسان إبن الشاعر الرائع علي عبدالقيوم ، وبإنتظار أن نرى غسان في السودان .