تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

هل تسلح الحكومة القبائل العربية في الخرطوم؟ بقلم أبو بكر القاضي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/24/2005 9:16 ص

أبو بكر القاضي - هل تسلح الحكومة القبائل العربية في الخرطوم؟
نقلت الانباء من السودان ان الحكومة قد شرعت في حملة امنية واسعة في الخرطوم لاعادة الانضباط بعد الفوضى التي عمت اثر وفاة الشهيد قرنق, وقد اسفرت الحملة عن ضبط 380 متهما بينهم 14 من معتادي الاجرام وقد اعلنت الحكومة ان الحملة استهدفت اماكن السكن العشوائي واوكار معتادي الاجرام وقد تمت ازالة اعداد كبيرة من تجمعات السكن العشوائي (المصدر- الرأي العام - 16/8/2005), من حيث المبدأ لا يوجد عاقل في الدنيا يعترض على الاجراءات الامنية المهنية الاحترافية خاصة التي يقوم بها رجل الشرطة العادي لانه حبيب الشعب فالناس تبغض رجل الامن بالمفهوم السياسي ولنا وقفة بعد قليل عند هذا الموضوع, تقول ان الاجراءات الامنية التي تقوم بها الحكومة جاءت متأخرة فمن سوء الادارة ان نتحرك بعد وقوع الفأس على الرأس فالامن الساهر على مصالح العباد هو الامر القادر على القراءة السريعة للاحداث واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية المواطنين, اننا نحذر من الاجراءات الامنية الناتجة عن ردة الفعل والتي لم تستند الى دراسات علمية وورش عمل يشترك فيها كل ذوي العلاقة, ان اي معالجة لآثار احداث يوم الاثنين الاسود يجب ان تتسم بالحكمة والتعقل وتقوم على معايير المواطنة والمساواة بغض النظر عن العنصر او اللون او الدين او الموقع الجغرافي, هذا هو الوقت الذي يستلهم فيه الناس قيم اتفاقية السلام والدستور الانتقالي وانزال هذه القيم في ارض الواقع, في دولة التحول الديمقراطي,, نعم للشرطة,, لا للأمن نظام الانقاذ لم يأخذ من الاسلام إلا رمزية العدد خمسة, فأركان الاسلام خمسة وعدد الصلوات في اليوم خمسة,, وعدد الرجال الذين يحكمون السودان حتى صباح 9/7/2005 خمسة من ابناء النخبة النيلية وقد اقاموا نظاما «امنيا» وليس بوليسيا «شرطيا» وما الفرق بين «الأمن» والشرطة؟! جهاز الأمن في دولة الانقاذ هو الكل في الكل, فهو الذي يدير السياسة في البلاد ويدير الاقتصاد, ويدير الحرب في دارفور والسلام مع الجنوب, يقوم بتسليح القبائل «العربية» وحدها ودون غيرها ضد القبائل الزنجية في كل مناطق التماس في جنوب السودان, وجبال النوبة وفي دارفور, ولم يفعل نظام الانقاذ فعلته البغيضة في شرق السودان لأنه تعلم من اخطائه وتاب وأناب,, لا,, وانما لأن القبائل في شرق السودان متجانسة عرقيا وبالتالي فان اي سلاح حكومي يعطى للقبائل سوف يصل الى المتمردين ويساعد في توسيع رقعة التمرد في الشرق, اما الشرطة فقد كان لها «شنّة ورنّة» في عهد عبود (1958-1964) حيث لم ينشىء نظام عبود «جهاز امن» مستقلا عن الشرطة بدأ جهاز الأمن في عهد مايو (1969 ـ 1985) وتطور وتضخم, لذلك كان هدفا شعبيا بعد انتفاضة ابريل 1985, فقد كان الشرطي العادي (ضابط الصف) يتمتع بسكن عائلي مميز على مستوى العاصمة ومدن السودان (قشلاق البوليس) وراتبا يعفه, أما في عهد الانقاذ فقد اصبح الشرطي يعاني الامرين العناية والتدريب والامكانات اللوجستية زائد الازدراء, فكل من لبس ملابس الجيش من دفاع شعبي وخدمة الزامية يزدري الشرطة! في التحول الديمقراطي نريد فقط التعامل مع الشرطة بالزي الرسمي لان الشرطي العادي هو حبيب الشعب, اما جهاز امن الانقاذ فهو لم ولن يكون حبيبا للشعب لانه سيف السلطان, صحيح ان ترتيبات نيفاشا قد خلصت الى ان تكون مهمته قاصرة على جمع المعلومات فقط دون صلاحيات تنفيذية ولكننا نعلم ان الفطامة قاسية ولن يتخلى جهاز الامن عن صلاحياته بالساهل, مفهوم بسط الأمن الشامل في عقد التسعينيات من القرن الماضي اقامت الحكومة في العاصمة المثلثة ما يسمى بأكشاك بسط الامن الشامل, اخشى ان تعالج حكومة الانقاذ آثار استشهاد الدكتور جون قرنق بهذا المنظور الضيق لمفهوم بسط الامن الشامل الذي لا يتعدى امن النظام الحاكم, بسط الامن الشامل هو امر اكبر من وزارة الداخلية بل اكبر من حكومة الانقاذ وشريكتها الحركة الشعبية, كما سنبين هنا ادناه, ويلزمني قبل الدخول في التفاصيل ان اقول ان للمهمشين تجارب ثرة مع جهاز الأمن في عمر مايو وطريقة معالجته للاوضاع الأمنية في العاصمة في الظروف المشابهة للقضية التي نحن بصددها حيث كان النظام يقوم بحملات (تنظيف العاصمة) من الذين يعملون بوظائف (هامشية) في العاصمة قبل تعميم مصطلح المهمشين على الشخص نفسه, فالحل الامني كان دائما استئصاليا ينظر للمهمشين النازحين للعاصمة باعتبارهم جسما سرطانيا يجب استئصاله ولا ينظر لاسباب النزوح المرتبطة بالحرب والتنمية غير المتوازنة,, الخ, لقد ابتدع نظام مايو البطاقة الشخصية خصيصا لتعطي الاجهزة الامنية نفسها العذر لتأخذ أي شخص لا يحمل بطاقة وتبدو ملامحه انه (غرابي أو جنوبي أو من جبال النوبة) فورا الى قطار نيالا (قطار الغرب) الذي ابدع في وصف ركابه الاستاذ محمد المكي ابراهيم وتحكي طرائف ان هذه (الكشات) قد شملت اشخاصا مهمين لمجرد ملامح وجوههم, الأمن الشامل في السلام الشامل لقد ابرمت حكومة الخرطوم اتفاق سلام محور نيفاشا (الجنوب والمناطق الثلاث) وذلك بضغوط أميركية ثم بضغط من مجلس الأمن الذي انعقد في نيروبي في 18- 19 نوفمبر 2004 ومنح المفاوضين في نيفاشا انذارا بامهالهم حتى 31/12/2004 لابرام سلام نهائي وشامل بشأن هذا المحور, وفور انجاز هذه الخطوة اعلنت أميركا والمجتمع الدولي ان السلام في السودان يجب ان يكون شاملا بمعنى أنه يتوجب على طرفي الاتفاق «الحكومة والحركة» السعي لاتمام السلام على محور أبوجا- سلام دارفور- ومحور الشرق, أحداث الاثنين الأسود هي نتاج لثقافة الحرب في الاتجاهات الثلاثة «الجنوب والغرب والشرق» هي نتاج لثقافة الكراهية التي تبث من خلال الإعلام الرسمي والمناهج الدراسية كما سنبين لاحقا باختصار أمن الخرطوم مرتبط بأمن الجنوب والفاشر والطينة وقرية يس, موقف أهل الخرطوم يوم الاثنين الأسود يشجع الانفصاليين في الغرب والشرق لنقل الحرب للخرطوم ويلزمني في هذا الخصوص بيان الآتي: 1- الاضطرابات الأمنية التي ترقى إلى الفتنية التي وقعت فور الاعلان عن استشهاد د, جون قرنق في يوم الاثنين الأسود يمكن ان تتكرر مرة ثانية وثالثة لأن نبأ موت د, قرنق كان مجرد الشرارة التي فجرت برميل البارود والثورة المعتملة في الصدور نتيجة لتراكم المظالم خلال خمسين سنة, ان موقف أهل الخرطوم الانهزامي كرد فعل لأحداث يوم الاثنين الأسود يشجع الانفصاليين الجنوبيين لتكرار التجربة للتعجيل بالانفصال كما يشجع أبناء الجنوب والغرب والشرق لنقل المعركة للخرطوم حتى يرفع أهل الخرطوم الراية ويقولون لا نريد وحدة مع أهل الغرب وعرض نسائنا أولى لنا من الوحدة على حد قول الكاتب الصحفي محمد عوض العائد لتوه من الخرطوم وعبر بلسان أهل الخرطوم في مقاله بـ الوطن بتاريخ 21/8/2005, لقد علق أحد الجنوبيين الظرفاء على موقف أهل الخرطوم قائلا «لقد حاربنا 21 سنة من أجل السودان الجديد والوحدة الطوعية الجذابة ولو كنا نعلم أن أهل الخرطوم سيطالبون بالانفصال في معركة يوم واحد لنقلنا المعركة للخرطوم قبل 20 سنة وأغلقنا ملف الحرب وتوجهنا للبناء, باستثناء أهل أم درمان الذين هم أنصار الإمام المهدي فإن ذاكرة أهل الوسط والشمال خالية من الحروب والجهاد لأنهم بالأصل نصارى ثم كانت مشاركتهم هامشية في الثورة المهدية التي سرعان ما تحولوا إلى معارضين لها فور وفاة الإمام المهدي, علق أحد المهمشين على مقال الأستاذ محمد عوض آنف الذكر ان الجلابة طالبوا بالانفصال المبكر وطرد المهمشين من الخرطوم ليس فقط لأنهم يخشون على نسائهم من سبي العدو ولكن لأنهم يخشون على نسائهم الأرامل ان يصرن عنيمة لوجهاء الانقاذ المرتاحين, 3- إننا نحذر الحكومة من التشخيص الخاطئ للقضية ومحاولة اظهارها كأنها قضية لصوص ومجرمين وأطفال مشردين من الذين يشمون البنزين,, الخ, لا وألف لا, القضية هي سياسية واقتصادية واجتماعية وتربوية لها علاقة مباشرة بثقافة الحرب والعنف والكراهية التي ظلت تبث من أجهزة الإعلام الرسمية خلال 21 سنة ولازال برنامجا في ساحات الفداء ينشر ثقافة العنف حتى بعد توقيع سلام الجنوب وتعيين د,قرنق نائبا أول, هكذا تعاملت الحكومة مع متمردي دارفور وظلت تصفهم بأنهم لصوص وقطاع طرق حتى وصلت قضيتهم إلى مجلس الأمن واعترف بها المجتمع الدولي كله, حكومة الخرطوم تدرك التحذيرات السابقة من متمردي دارفور بنقل الحرب إلى الخرطوم,, فهل تسلح الحكومة القبائل العربية في الخرطوم كعادتها في الجنوب وجبال النوبة وفي دارفور؟ ان فتنة يوم الاثنين الاسود تؤكد ان الأمن الشامل في السلام الشامل, واشراك المجتمع كله, وإعادة النظر في مناهجنا ومساجدنا وائمتنا الذين يبثون ثقافة الكراهية, وتكريس ثقافة السلام والتسامح وقبول الآخر بدلا من ثقافة الحرب,


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved