تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

نعم انهم قضاة الانقاذ 3-3 بقلم محمد الحسن محمد عثمان-قاضى سابق مقيم بامريكا

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/23/2005 8:59 م

انشغلنا فى الايام السابقه بمقتل القائد الرمز جون قرنق .. وعصرنا الالم ومازال …وبدايه اتوجه بالشكرلكل من اتصل او كتب مؤيدا لما كتبناه عن أستقلال القضاء ..وبعضهم من ضحايا التعذيب الدين استجاروا بالقضاء فلم يجرهم وحكى لى احد الذين عذبوا فى بيوت الاشباح عن لهثه وراء العداله فقد زارهم احد روءساءالقضاء فى سجن كوبر بعد الضغوط الدوليه فحكى له عن التعذيب الذى تعرض له واثاره على جسمه فطأطأ رئيس القضاء وعندما تحدث عن معاناتهم فى السجن تصدى له احد قضاة المحكمه العليا منتهرا وقال له ان ماتجده هنا لاتجده حتى فى منزلك (والرجل موجود والاثار مازالت على جسده)وليس غريبا على قضاة الانقاذ ان يدافعوا عن الانقاذ بالقول فقد دافعوا عنها بالسلاح
واحيى من هذا المنبر الاستاذ فاروق ابوعيسى والذى نذر نفسه لقضايا الوطن وفى مقدمتها قضية استقلال القضاء كما احيى الاستاذ الشامى والذى ظل مدافعا عن استقلال القضاء لعقود ولم يفته الدفاع متبرعا لكل من انتهكت حقوقه الانسانيه وقد كتب مؤخرا فى جريدة الايام عن وقائع يعرفها لفساد فى الهيئه القضائيه ولم يرد احد …….واشكر الاستاذه ساره عيسى على كلماتها الطيبه وكذلك دكتور مؤيدوالذى اشاد بما نكتب واضيف لاشادته اشاده اخرى واوجهها لمن يستحقها من الاخوه القضاة المفصولين بالداخل (القابضين على الجمر )والذين نذروا انفسهم لهذه القضيه العادله لم يثنهم قبض وتعذيب وملاحقه فى الارزاق فصمدوا وسيظلون يبذلون الجهد فى نكران للذات وبساله حملوا عريضه يطالبون فيها باستقلال القضاء ويعددون فيها مخازى الهيئه القضائيه الحاليه وماجرته الانقاذ على البلاد بهدمها لاستقلال القضاء حملوا عريضتهم ودخلوا القصر الجمهورى وقدموها للانقاذ فى عقر دارها بلا خوف ولا وجل ومثل هؤلاء القضاه لايخافون وهم يعرفون ان القاضى اذا خاف تيتمت العداله
ان قضاة السودان ألوا على انفسهم ان لايرتاح لهم ضمير ولا يهدأ لهم بال الا اذا عاد للقضاء استقلاله (مهما كانت التضحيات)ودخل شعاع العداله لكل بيت سودانى ليضيئه وان يتم القصاص العادل لكل مظلوم فى دارفور او بورتسودان او الخرطوم او فى اى بقعه فى البلاد طالها ظلم الانقاذ
واواصل ردى على القاضى السابق والذى انكر على ان اصف قضاة هذا الزمن بقضاة الانقاذ وقد عددت له اسبابى فى مقالات سابقه واثبت اننى لم اكن الوحيد الذى وصل لهذه القناعه وانما وصلها قبلى البروفسر ماكو استاذ حقوق الانسان بجامعة هارفارد ورددها قرنق وعبد الواحد وميناوى والميرغنى وقالتها لجنة التحقيق الدوليه فى احداث دارفور واضحه لا لبس فيها وبكل لغات الامم المتحده الصينيه والانجليزيه والعربيه والفرنسيه والروسيه والاسبانيه وفى الفقره 586 فى تقريرها لمجلس الامن قالت
ونظام العداله فى السودان غير قادر وغير راغب للتصدى للوضع فى دارفور وقد اضعف هذا النظام الى حد كبير خلال العقد الماضى واضعفت القوانين التنفيذيه التى تمنح سلطات واسعه للسلطه التنفيذيه فعالية السلطه القضائيه اضعافا شديدا
وفى الفقره623 من التقرير
ينبغى ان ينظر السودان فى اصدار تشريع يكفل الاستقلال التام والحيده الكامله للهيئه القضائيه ويزودها بالسلطات الكامله التى تنكنها من التصدى لانتهاكات حقوق الانسان
كما قالها 400 قاضى من المفصولين تعسفيا فى مذكره قدموها لرئيس الجمهوريه وزعماء الاحزاب السياسيه والتى افادوا فيها
فقد بدأ احتواء القضاء باسم الصالح العام باحالة المئات من القضاه فى مختلف درجات الهرم القضائى للتقاعد ثم تبعهم عدد مقدر من باقى القضاه بتقديم استقالاتهم احتجاجا على الانتهاكات المتكرره وفى المقابل تم الاحلال فى معظمه من أهل النظام القائم
فهل نصدق كل هؤلا الذين قالوها بلسان واحد (انهم قضاة الانقاذ) ام
نصدق القاضى السابق مجاهد
نعم انهم قضاة الانقاذ الذين اصبحنا فى عهدهم نستورد العداله بدل ان نصدرها …… فقد كان قضاتنا من الرعيل الاول قد زرعوا نبتة العدل فى الامارات وليبيا واليمن والكويت فنمت وترعرعت واينعت عدلا ومازالت ذكراهم تعطر اروقة المحاكم فى هذه الدول باريج العلم والنزاهه……اما فى عهد الانقاذ التعيس فقد اصبحنا نستورد العداله فجاءت الينا لجان التحقيق الدوليه من كل الاجناس لتحقق فى جرائم ارتكبها سودانيون وفى ارض سودانيه وضد سودانيين ورغم ذلك فسيقاد المتهمين لمحاكمتهم فى محكمة الجنايات الدوليه فى لاهاى !!!!!وهذا بقرار من مجلس الامن بعد ان اقتنع المجلس ممثل الشرعيه العالميه بان القضاة الذين يحتلون منصات القضاء الان لايمكن ان يطبقوا العداله المجرده بل ان الانقاذ نفسها مقتنعه بذلك بدليل انها فى محاكمات دارفور لم تجد قاضى واحد من قضاتها يمكن ان يطبق العداله فاتت بالقاضى ابكم بعد ان ترك القضائيه منذ سنيين ليتولى محاكمات دارفور
وفى عهد الانقاذ راينا العجب فلاول مره نرى رئيس قضاء يعمل مكتبه وباسمه فى المحاماه ويعمل هو رئيسا للقضاء فى انتهاك واضح للقانون ولتقاليد هذه المهنه المقدسه فكانت تاتى المرافعات فى القضايا للمحاكم مروسه باسمه وفى نفس الوقت تاتى المنشورات القضائيه لنفس المحاكم موقعه باسمه كان سعادته يرافع ويحاكم فى نفس الوقت …..كان سعادته يقبض مرتب الحكومه كرئيس للقضاء وكان مكتبه يقبض اتعاب المحاماه من المتقاضين !!!! وفى عهد سعادته نشطت عربة الامور المستعجله سيئة السمعه والتى كانت تنقل قضايا بعينها من محكمه لاخرى فى انتهاك صريح للاختصاص وفى عهذه جاءت عربة الامور المستعجله فى صباح يوم كالح لمحكمة امدرمان جنوب لتحمل قضية دكتور على فضل من امام القاضى العادل بشاره عبد الله بشاره وليختفى هذا البلاغ وهذا لكى لاينفذ امر القبض على رجال الامن بعد ان اتضح من التشريح ان الموت نتج من ضربه على الرأس فماذا ياترى نطلق على رئيس القضاء المحامى هذا غير انه من قضاة الانقاذ
وابتدعت الانقاذ قضاة اليوميه وقد سمعنا بعمال اليوميه فى البلديه ولكن لم نسمع بقضاة اليوميه وهم قضاة اتت بهم الانقاذ بعد ان عدلت قانون الهيئه القضائيه لتعينهم قضاة باليوميه تعطيهم حوالى 5مليون فى الشهر بدون اى التزامات او ضمانات يعينهم رئيس القضاء ويفصلهم رئيس القضاء !!!وليس لديهم مكاتب انما ترسل اليهم الملفات فى منازلهم ….ومهنة القاضى من المهن التى توفر فيها كل الضمانات حتى من الفصل ليكون القاضى مطمئنا وغير مسلط عليه اى سيف يخشى منه وليمارس مهنته فى اطمئنان ورئيس المحكمه العليا فى امريكا لاينزل للمعاش الا برغبته ورئيس المحكمه العليا الان بلغ من العمر عتيا ومصاب بالسرطان ولكن لاسلطان عليه الا سلطان ضميره …ولكن الانقاذ تعين قضاة محكمه عليا ليحكموا فى ارفع القضايا ولا يدرى القاضى ما مصيره بعد ساعات فهل مثل قاضى اليوميه هذا قاذر ان يصدر قرار فى مواجهة اى مسئول او اى شخص نافذ او حتى ضابط أمن ؟؟ ان مثل هذا القاضى من السهل التاثير عليه وهذا ماقصدته الانقاذ
وابتدعت الانقاذ ايضا بعثات الحج من القضائيه وحسب فهمى هى مثل البعثه الحكوميه للحج والتى يؤمها المسئولين وتتكفل الدوله بها والحج معروف لمن استطاع اليه سبيلا فكيف يرضى القاضى ان يحج بمال اساغه الجائع فى دارفور وحتى لو تراخى ضمير الحكومه فى واجبها فى اطعام الجائع قبل الصرف على المستطيع ليحج فكيفى يتراخى ضمير القاضى ؟؟وكان على حماة العدل ان يرفضوا
اننى ارثى لقضاة الانقاذ الذين لايعرفون حجم المهمه الملقاة على عاتقهم مهمة تطبيق العداله والتى اسمها مشتق من احد اسماء الله الحسنى ….وماأقدسها من مهمه ….اننى ارثى لهم وارثى للحال الذى وصلته العداله فى بلادنا …..اننى ارثى لضميرهؤلاء القضاه الذين لم يهزهم مصرع طلاب جامعة الخرطوم فرادى وجماعات ….التايه
محمد عبد السلام …..بشير وغيرهم من الضحايا
اننى ارثى لضمير القاضى الذى لم تهزه انتهاك العداله على اعتاب بيوت الاشباح عندما اغتصب المناضلون وعذب الشرفاء وقتل امثال عبد المنعم سلمان ودكتور على فضل وضاعت دماءهم هدرا …
اننى ارثى لضمير القاضى الذى لم تحرك ضميره ماساة العيلفون عندما ضرب اولادنا بالرصاص مابين المعسكر والنهر اصطادهم رجال الامن كالعصافير وهم يتقافزون هربا ……اى ضمير قاضى هذا الذى يصيبه الخدر فيقفل القاضى مكتبه ويقول انه يطبق فى العداله والعداله قد ذبحت على شواطىء النيل الازرق وعلى بعد امتار وعلى مسمع من كل القابعين فى دار القضاء واى ضمير هذا الذى لم تحركه ماساة دارفور عندما اغتصبت النساء والبنات امام الازواج والاباء وحرك الظلم كل الضمائر على امتداد العالم ولم يحرك ضمير حماة العداله فى السودان !!!ضرب أكثر من 20 بيجاوى بالرصاص فى بورتسودان بعضهم كان داخل منزله فلاحقتهم الانقاذ حتى داخل منازلهم واخر اعمى كان يتحسس طريقه فعاجله القناصه بطلقه فاردوه قتيلا ….كل هذا والقضاء يتفرج بل ياللعار ويتستر!!! واقول لكم كيف ؟ كان عندما يشتد الحمى على الانقاذ وتتقاذفها الادانات العالميه وتهددها العقوبات تستخدم القضاء كورقة ستره لتستر عورتها امام العالم ولتخدر الراى العام العالمى فتشكل لجنة تحقيق قضائيه !! وقد كونت لجنة تحقيق قضائيه فى مصرع الطلاب بالعيلفون واخرى لاحداث بورتسودان وثالثه لسوبا وكلها لم نسمع عنها خبرا واحد …واذكر ان الانقاذ قد كونت لجنه قضائيه للتحقيق فى حوادث الاغتصاب فى دارفور برئاسة قاضى استئناف وكان اول تصريح لسيادتها ان الاغتصاب بعيد عن تقاليد واخلاق اهل دارفور وهكذا مات التحقيق فى اوله قتله القاضى بتصريح طلقه
ومن المحزن ان قضاة الانقاذ لم يكن لهم موقف حتى عندما دخل الظلم لداخل حوش القضائيه وتعدى الامن على زملائهم فقد قبض على مولانا محمد الحافظ ومولانا سورج وتم تعذيبهم فى بيوت الاشباح وضربوا بالخرطوش الاسود ومازالت اثار التعذيب على اجسادهم وفى انتظار القاضى الشجاع العادل ليقتص لهم
بل ان زميل قضاة الانقاذ قد ضرب فى سوق الخرطوم وعلى مشهد من الماره ومن شرطة النظام العام وكونت لجنة قضائيه ولم نسمع عنها بعد ذلك حتى ان الاستاذ الطيب زين العابدين (جبهه اسلاميه -صاحى ضمير)تساءل مؤخرا عما وصلت اليه هذه اللجنه …لان الحاذث قد استفز حتى ناس الجبهه ولم يستفز مشاعر الزملاء
ان الذى لايحمى العداله لايطبقها وان الذى لاتحركه نخوة الزماله (دعك عن نخوة العداله ) ينبغى ان يراجع ضميره
ان مفهومى للقضاء انه ليس مهنه كبقية المهن الاخرى كرسى ومنصب ومرتب وبعدها المعاش المريح ان المساله اكبر من ذلك واقدس انها امانه وهى مهنة الضمير الحى الضمير الصاحى الذى تورقه انتهاكات حقوق الانسان ويوجعه الظلم والقاضى صاحب ضمير نابض بحب هذا الشعب ولا يرضى له المذله يتالم لالمه والقاضى رجل وموقف …موقف مع المظلومين وموقف ضد الظالمين ورجل فى قامة الموقف ….هكذا علمنا الرعيل الاول لم يركن عبد المجيد امام للمنصب اللامع وينتظر المعاش عندما نما لعلمه تجاوز الحكومه لحدودها فقال (انا مالى )واغلق مكتبه وخدر ضميره ولكن ضميره تحرك عندما راى حكومة نوفمبر تنتهك حقوق الانسان فتبع ضميره وقاد الناس رافضا للظلم ….لقد كان ضميره بوصلته ولم يكن جيبه او مصلحته لذلك دخل التاريخ وخلد ه الناس ونسوا الاخرين الذين اثروا السلامه ونام ضميرهم فنساهم التاريخ فالتاريخ لايخلد الا أصحاب المواقف


محمد الحسن محمد عثمان-قاضى سابق مقيم بامريكا
E mail [email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved