تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الديـــن المعاملة بقلم دحنان باشري

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/23/2005 9:34 ص

بسم الله الرحمن الرحيم
الديـــن المعاملة
من منطلق معنى العنوان يتضح التعامل بين المؤمنين , ولقد بُعث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم لا ليعلمنا وحدانية الله فقط , حتى الكفار أقروا بتوحيد الربوبية ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يُأفكون )- العنكبوت آية61 .
لكن جاء المصطفى صلى الله عليه وسلم ليعلمنا كيف نكون خلائف الله في أرضه حتى يرث الأرض وما عليها , وكان الدستور القرآن الذي نحتكم إليه في كل كبيرة وصغيرة في حياتنا الدنيوية والآخرة , قال صلى الله عليه وسلم عند خطبة الوداع : " فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده كتاب الله وسنتي, ألا هل بلغت ؟! اللهم اشهد "
وإني لأقول للذين يتشبهون بالدين والدين عنهم براءة اتقوا الله وتذكروا أنكم ستقفون بين يديه يوماً ولتسألن عما كنتم تفعلون , أقول هذا بعد تجربة العمل العام بمدينة الرياض في المملكة وقد كان وراء قيام كل جمعية ناجحة أو عملٌ وطنيٌّ عام يزيد في رصيد الجالية السودانية بالرياض ويرفع إسم السودان كان لحنان باشري القدح المعلى والجميع يعلمون ذلك علم اليقين رغم أنوفهم لأني أعمل من منطلق " لله ورسوله " في المقام الأول , ومن أجل حب الوطن رغم بقائي في الغربة أكثر مما عشت فيه , أعمل بمنتهى الشفافية والصدق والوطنية دون أي توجه أو طمعٍ في منصب أو مال وأنا التي أدفع من جيبي لذلك وهم على ذلك شهود , وتابعت مشاكل المغتربين مع الجهات الإعلامية حتى سمعت أن ليَ جهة تدفع لي وإلا لماذا هذا الحماس ؟! أقول لهم لأنهم لا يملكون القيم الدينية أو الضمير الإنساني أو الحس الوطني وأردد قول الحق سبحانه وتعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً إن الله غفورٌ رحيم ) الحجرات آية 14.
يدَّعون الإيمان الكامل وهم بعيدون عنه لأنهم لا يتصفون بذرة من أخلاق الحديث : " الدين المعاملة " , يضحكون في وجهك ويطعنون من الخلف ويرددون شعارات القرآن والسنة لا يتعاملون بها, هم أهل صفوة والناس دونهم جهلاء, يدَّعون الحكمة والناس غيرهم حمقى , وللأسف يقتلون كل مواطن الجمال في المعاملات الإنسانية وهم يعلمون , وإني لأتساءل من أجل ماذا يفعلون ذلك ؟؟؟!!
هل من أجل حزبهم ؟ ألا يعلمون أنهم يضرون بذلك مصالح بلادهم ؟ والحمد لله الذي جعل من بعض السودانيين ينطبق عليهم قول الحق عز وجل : ( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدَّلوا تبديلاً ) الأحزاب آية 23.
لكن في الرياض بالمملكة أناس يحتاجون إلى أن يُصاغوا كبشر أولاً, بعدها نسألهم عن مبادئهم , لأن التعامل معهم يسيء للإنسانية , لأن نجاح الآخرين يُؤرِّق مضاجعهم , وإذا زاد رصيد حب الآخرين يدمرهم ذلك لأنهم جند الشيطان , فقد تلوثت ساحة العمل العام بوجودهم , لذا أنسحب من كل عملٍ عام ولي نجاحاتي في مجالات ما أكثرها, ولست الوحيدة التي تعتزل لكن يوجد الشرفاء الذين انسحبوا في هدوء , تاركين الساحة لأمثال هؤلاء الذين يركضون وراء المنصب ويبيعون ضمائرهم بالريال والدينار , ولا يعيش في الماء الآسن إلا البراغيث , لكن أشد ما آلمني تشدقهم بالدين وإدعاءهم بالتمسك بتلاوة كتاب الله وهم لا يفقهون معانيه ولا يطبقونها , ونجد المسبحة التي تفوق المائة حبة لا تجرد إلا في المجالس وأمام أعين العالمين ولا أدري هي تسبيح لله؟؟! أم أعداد يجرونها لمآرب أخرى؟! الله أعلم بهم وليعلموا أن وعد الله حق ومسؤولون عما يفعلون .
وتركي للساحة ليس جبن أو ضعف أو فتور حماس لكن بحسابات بسيطة يجب من أقف أمامه ويكون خصمي أن يكون لي نداً في القيم الدينية أولاً , وإلا أحارب الشيطان بكتاب الله وسنة رسوله والبعد عن مداخله , وما أكثرها في العمل العام .
ولاأقول أن المسؤولين في السفارة يجب أن يضبطوا الوضع أو ينظفوا الساحة ولا حكومة السودان تستطيع أن تفعل ذلك أو أي قوى في الأرض , يمكن أن يضعوا القوانين وينفذوها ولكن لا يستطيعوا أن ينظفوا النفوس , ما لم ننظف نحن أنفسنا من الداخل لأن قول الله جلَّ وعلا واضح : (إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد الآية 11 , وتبقى الأزمة في مشاكل العمل العام الأخلاق والضمائر ودرجات الإيمان , فبما أنه عمل طوعي لن أتركه يؤثر في مبادئي وسوف أظل حنان وأعيش حنان وأموت حنان , والحمد لله القائل : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ) المجادلة آية 11 .

بقلم / حنان باشري .

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved