تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أرفعوا أيديكم عن الشهادة السودانية فهي لا يعلى عليها بقلم عثمان النعيم

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/23/2005 5:53 ص

بسم الله الرحمن الرحيم


(توقفوا عن هذا العبث)
أرفعوا أيديكم عن الشهادة السودانية فهي لا يعلى عليها
الجامعات الحكومية السودانية لمن يجلسون لامتحان الشهادة السودانية الوطنية
جامعة المغتربين مصيبة جديدة في الطريق

منذ مدة طويلة ظلت قطاعات مقدرة من حملة الأقلام من قدامي المغتربين الذين لارغبة لهم في العودة للسودان نهائياً - على ما أظن - تصدع رؤوسنا وتسود صفحات المنابر السودانية من صحف ومجلات وصفحات إنترنت وغيرها من الوسائط ومؤتمرات المغتربين - بكتابات تعبر عن أنانية مفرطة ومقيتة وصلت لحد مرضيّ بأهمية مساواة الشهادات العربية التي يجلس أبنائهم لامتحاناتها مع الشهادة السودانية وذلك ليضمنوا لأبنائهم مقاعد في كليات القمة على حساب حاملي الشهادة السودانية.
والغريب في الأمر أن هنالك صمت مريب عن الرد عليهم من قبل الجميع بدون أية أسباب موضوعية، في حين أن جميع ما يتطرقون إليه وما يحاولون إلباسه صوت الحق هو باطل محض لا لبس فيه، ويتمثل ما أعنيه فيما يلي:
أولاً: أن هنالك من تتلبسه حالة من الأنانية المفرطة فيطفق في الإساءة للشهادة الثانوية السودانية العريقة ويمجد الشهادات العربية والخليجية ويشيد بها لسبب فيه الكثير من المرض والغرض ألا وهو فتح أبواب الجامعات السودانية لأبناء المغتربين خصماً على أبناء الداخل الذين جلسوا لامتحانات الشهادة السودانية في ظروف سيئة لا يعلم بها إلا الله، وهم بحملتهم هذه يعنون على وجه التحديد فتح أبواب كليات الطب والهندسة في جامعات الخرطوم والجزيرة وغيرها من الجامعات الحكومية التي تقع مقراتها في العاصمة القومية، ولا يوقفهم عن ذلك أي وازع أخلاقي أو إنساني وإنما تتملكهم أنانية مفرطة فيها الكثير من المرض كما أسلفت، والغريب في هذا الأمر أن الإساءات المذكورة تتم بجماعية وتناسق غريبين وقد سخروا لها حملة الأقلام من أصحاب الأبواب في بعض الصحف وهو أمر يجعل المرء يضرب كف بكف ويقول لاحول ولاقوة إلا بالله (أكل هولاء مرضى بالأنانية وحب الذات واللتين تشكلان جزءاً كبيراً من آفة السودان القديم).
ومجمل القول أن أقوالهم وأفعالهم هذه فيها الكثير من الافتراء والتجني البيّن على الشهادة الوطنية وعلى أبناء الداخل وعلى وجه التحديد أبناء الهامش الغبش من مواطني بلادي العزيزة، فالمعادلة واضحة في أذهان الكل تماماً فأبناء هولاء المتغربين جسداً وعقلاً يحصلون على نسبة (99%) وما يزيد عنها في امتحانات بعض الدول الأجنبية التي يعلمها الجميع - والتي يطلق عليها مجازاً امتحانات وهي ممتلئة بالمآخذ التي نعد منها ولا نعددها:
1. إن لكل دولة أهداف لمخرجات التعليم ويتم وضع المناهج وأسئلة الامتحانات فيها على ذلك الأساس، ففي دول النفط الخليجية تكون من ضمن أهداف الدولة المعنية تشجيع طلابها - وليس طلاب السودان أو غيرهم من الطلاب الأجانب- على الحصول على الشهادة الثانوية للتوظيف محل العمالة الأجنبية وبالتالي يكون هدف أغلب طلابها النهائي هو ذلك القدر من العلم، وعلى ذات مستوى التشجيع تكون مستويات الامتحانات التي يطلق عليها هذا الاسم مجازاً (وهناك المزيد لمن يريد التفاصيل فبعض مؤسسات ووزارات هذه الدول تستوعب الطلاب قبل النتائج فتوظفهم وتبتعثهم للدورات والمنح ليعملوا معها مستقبلاً في قطاعات البترول والطاقة والخارجية وغيرها من الإدارات، ولا قدح في ذلك فهو أمر يتناسب مع متطلبات دولهم وما حباها الله به من قلة سكان ورزق وهو مثبت لا مجال لإنكاره).
2. إن الامتحانات في كثير من هذه الدول المعنية تعقد مرتين في العام الواحد بمنهج منفصل لكل فترة من السنة حيث يتم جميع الحاصل كنتيجة نهائية، وهو نظام مثالي لمناسب لتلك الدول وطبيعة طلابها الزاهدين في الحصول على الشهادات، وبالتالي وفي مثل هذا الظرف يحصل الطلاب الأجانب ضمن هذه الكوتة التحفيزية - ومن ضمنهم بالطبع الطلاب السودانيون – على نسب تقارب (99%) إن لم تزيد عليها، وليأتي أولياء أمورهم ليتاجروا بهذا الأمر وليسبوا بها الشهادة الوطنية، هذا إضافة إلى أن الامتحانات محل الحديث هي امتحانات فيها الكثير من الضعف ومعلوم للكثيرين ما يعتريها من ضعف في المراقبة والتصحيح.
3. إن امتحانات بعض الدول المعنية يستوي فيها الذين يعلمون والذين لا يعلمون وحاشا أن يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون في الشهادة السودانية، أما حجة قوة المناهج التي يتشدقون بها فمردود عليها بأن لكل دولة خصوصيتها والفرق الحقيقي يكمن في الامتحانات والمعينات التي تتوفر لأبناء المغتربين، وغني عن القول أن السودان ليس ملزم باستيعاب من يدرسون على غير منهجه الوطني ليحصلوا على شهادات من جامعاته على حساب الشهادة الوطنية وأبناء الغبش وغيرهم من الصامدين القابضين على جمر القضية من الذين لم تتح لهم فرصة الاغتراب.
إن الحقائق أعلاه وغيرها ليست غائبة عن أولياء أمور الطلاب المغتربين والمتغربين المعنيين ولكنهم يتعامون عنها لأنها تقف حائلاً بينهم وبين أنانيتهم وحب ذاتهم وذوات أبنائهم، وهي أنانية نقف ضدها بكل قوة من أجل الشهادة السودانية الوطنية ومن أجل محمد أحمد المغلوب على أمره في كافة ربوع السودان وكذا من أجل عزة ورفعة الشأن الوطني الذي يتشدق به بعضهم في المنابر والمحافل الرسمية التابعة للدولة ليصل لأهدافه ويرضي أنانيته، والغريب أن نفس الشخص ومن نفس المنبر يدين انتهاك سيادة السودان وفي نفس الوقت يريد أن يضيف إليها انتهاكاً جديداً بطلبه مساواة شهادة الدولة الأجنبية التي يعمل بها بالشهادة السودانية لتحقيق هدف تعليم أبنائه على حساب الشعب السوداني الصابر المحتسب في الهامش وسبحان الله.
والغريب أيضاً أن أبناء المتغربين المعنيين - ولا أقول كل المغتربين الشرفاء – يريدون فقط كما ذكرت كليات الطب والهندسة في جامعات الخرطوم ويرفضون الكليات الأخرى التي تم تخصيص مقاعد لهم فيها على نظام (الكوتة) الكريه والذي ظلت المقاعد التي تم منحهم إياها ضمنه شاغرة حتى الآن فشعارهم هو طب وهندسة لنا وليذهب غيرنا إلى الجحيم، علماً بأن النظام المعني أضاع الفرص على الكثير من طلاب الشهادة السودانية، وقد سعى أولياء أمورهم لتعميد نظام جديد أسموه ( النسبة المئيئة) بدلاً عن نظام الكوتة ليتيحوا لأبنائهم مزيد من الفرص على حساب محمد أحمد الأغبش ولكن هيهات أن يكون هذا هو الحل الأمثل فهي محاولة أخرى فاشلة للتحايل وحسناً فعلت وزارة التعليم العالي بأن فطنت لها في الوقت المناسب لتحفظ لأبناء الوطن في الداخل عموماً وفي الهامش على وجه الخصوص حقوقهم ولتحفظ للشهادة الوطنية هيبتها.
عليه، فإننا نرجو من المعنيين التوقف فوراً عن الإساءة للشهادة الوطنية تصريحاً أو تلميحاً وتمجيد المناهج والشهادات العربية الأخرى، وليخجل الذين يقومون بذلك على أنفسهم ونقول لهم إن أمام أبنائكم الجامعات الخاصة التي ملأت البلاد أو القبول بخصم نسبة (11%) وهي قليلة ينبغي زيادتها لا إنقاصها إن جئتم للحق أو اللجوء للخيار الأوضح والعادل والمثالي للجميع وذلك بأن يدرس أبنائكم أنى شاءوا ولكن في النهاية يجب أن يجلسوا لامتحان الشهادة السودانية الوطنية مع غيرهم ليكون التنافس شريفاً في حده الأدنى ويكون الاختلاف فقط في المكان والظروف التي تتهيأ لطالب دون الآخر بما فضل الله الناس بعضهم على بعض في الرزق.
أما الأمر الثاني: فهو مؤتمر المغتربين والذي ظل يخصص في كل دوراته الأربع السابقة لموضوع تعليم أبناء المتغربين الذين تمت تعريتهم أعلاه فهم أنفسهم الذين يسيطرون على مقاليد الجاليات وظلوا يتجاهلون قضايا المغتربين الحقيقية المتمثلة في الرسوم والجبايات والزكاة والضرائب والجمارك والأراضي وقضايا العودة النهائية فقد تمخض مؤتمره الخامس فولد وعداً بمزيد من المعاناة حيث تم بذل وعد بقيام جامعة خاصة للمغتربين وهي بشير بمزيد من الرسوم والجبايات التي ندعو الجميع للوقوف ضدها منذ الآن ولتكن المساهمة فيها لمن يريد أن يدرس أبناؤه بشهادته العربية فيها، وأن لا يتم فرض أي رسم أو غيره على غير المستفيدين منها وكذلك غير الراغبين، ونحذر وننذر بأن هناك لجنة في منبر سودانيزأون لاين لرفع دعوى دستورية ضد تحصيل الضرائب والزكاة بلا سند من الدستور أوغير من التشريعات فندعوها للانتباه لهذا الأمر الجديد والتصدي له منذ البداية وتضمينه دعواهم الدستورية متى ماجاء الأوان المناسب.
أما الأمر الثالث: فهو أمنية بأن تؤول وزارة التعليم العالي للحركة الشعبية في الحكومة المؤقتة ليتم بعث الروح في الجامعات السودانية من جديد برؤى وأفكار جديدة وخلاقة تتيح التبادل والتعاون مع الجامعات المعروفة عالمياً كما كان في السابق ولتعود الحرية والهيبة لإدارات الجامعات بعد تعديل قوانينها لتتم إداراتها على أسس أكاديمية صرفة بعيداً عن تغول الساسة وكذلك ليكونوا حائلاً بين من يريد العبث بمستقبل الشعب السوداني بعد ما لحق به ما لحق من مصائب في أعز استثمار.
وختاماً، أقول لكل لأولئك الذين ذكرتهم أولاً أوقفوا هذا العبث فوراً وتحلوا ببعض الوطنية وقليل من الموضوعية وغلبوا المصلحة العامة على أهوائكم ودعوا أبنائكم يجلسون للشهادة السودانية ليحصلوا على مقاعد في الجامعات على قدم المساواة مع طلاب الداخل والتفتوا للقضايا الحقيقية لتسهموا في بناء الوطن.

والسلام على من اتبع الهدى،،،


عثمان النعيم

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved