تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

طوكر من يعيد شبابها بقلم حسن يوسف على

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/22/2005 2:52 م

طوكر البلد او الدلتا من مناطق الشرق الحبيب وهى تقع غرب الشط الجنوبى الشرقى للبحر الاحمر وهى دلتا رسوبية تكونت بفعل الاطماء من الهضبة الارتيرية حيث تحمل مياه الفيضان القادمة من المرتفعات الارتيرية عن طريق خور بركه (وتسمى المنطقة ببركه فى الجانب الارتيرى) كميات مهوله من الطمى متجهة نحو البحرالاحمر مكونة دلتا طوكر بمساحة تتجاوز 450 الف فدان وطوكر ولها تاريخ قديم ازدهرت مع الفترة التركية حيث ادخل القطن اول ما ادخلت زراعته بواسطة ممتاز باشا بدلتا طوكر فبل انتقاله الى منطقة الجزيزة حيث يزرع بها الاقطان طويلة التيله ودلتا طوكر قسمها المستعمر بتخطيط رائع الى احواض ومربعات حيث تبدأ من منطقة دولابياى ذات المياه العذبة النقية وللاسف بدا باكرأ المسكيت (شجيرات ) فى تغطية معظم اراضيها وادى الى استقطاع مسا حات كبيره منها وهذه تزاد يوما بعد يوم دون اى حلول من الدولة او السكان بسبب الرعى 0وقد اشتهرت طوكر قديما بالثراء نتجبة للعائد المجزى من زراعة الاقطان وكانت اعظم فترات ازدهارها ابان الحكم الانجليزى حيث تم ربطها بخط حديدى صغير من المدينة للبحر عبر الدلتا لتصدير الاقطان وتم ربطها فى عهود بعيده هاتفيا ببورصة لندن للاقطان ومازالت هذه الاثار موجودة وخاصة الهواتف فى مبانى موسسة دلتا طوكر وقد اندثرت فى منطقةالسوق كاحال مصنع المياه الغازية والسنيما وان كانت المبانى الحكومية مازالت ماثله للان0 وطوكر البلد قسمت الى احياء رغم انها مخططه تخطيطا جيدا بواسطة الاستعمار من حيث الشوارع والازقة واحياءها تسمى بالصفوف يطلق عليها صف واحد الى صف تسعه وهذا التخطيط القديم لم تعرفه مدنا ا نشاءة بعد طوكر كامدرمان مثلا وكنت تجد بجانب المنازل اعمده الكهرباء للمحطة القديمه ويصل الماء للبيوت من محطة كرمبت بالدلتا ومن المبانى العريقة المشيدة بالحجر مبانى مكتب الزراعة (مؤسسة دلتا طوكر) ومبنى الشرطة واستراحة المؤسسة والقطاطى المشيدة من الطوب الاحمر على نمط قطاطى السكة حديد وهى لموظفى الحكومة وفى الوسط الشمالى للمدينة تجد صهريج المياه الرئيسى وفى شرقه المستشفى اما سوق طوكر يعتبر كبيرا جدا مقارنة باسواق مدن اشهر من طوكر من حيث المعرفة والاسم وهومخطط وبه عدد المحال التجارية والمطاعم والقهاوى وسوقها وذو حركة نشطه والتجار من اهل المنطقة الا ان الغالبية من شمال السودان وقد استطنوا تلك البقعة منذ فترات طويلة وتصاهروا مع السكان حيث ان طوكر منطقة ليست لعنصر واحد ونشاءة اقتصاديا بفعل زراعة القطن ويحدها من الجنوب الشرقى مرافيت واذا اتجهت شرقا تجد ميناء عقيق وبعد المناطق كاعييت وعدوبنا وعلى الحدود قاروره السودانية وفى الجنوب الغربى دولابيياى 0
السكان هم خليط من فبائل مختلفة من البجه (الهدندوه والارتيقة والكيملاب والاتمن والامرار والتقرى والنوارب والحسناب (البنى عامر )بمختلف بيوتهم معلا والاسفدا والمادا بيت شيخ والحباب والنابتاب وبقية بيوت البنى عامر وكذلك الفلاته والهوسا والبرنو والحضارمة والاتراك وذو الاصول الايرانيه والصعايده والهنود وان اندثرت اصولهم والشايقية والجعليين والعليقات ومن دارفور ومن النوبة وهنالك أسر معروفه كاالبيوماب وباصره وباكاش وكنتيباى نظار الحباب وبيت ابوعلى وصهيب وابودبيب وشنقراى وهنالك من الاسماء الكبيره والخالده والتى شكلت اسرهم حاضر بورسودان الحالى وتعايش سكانها فى امان لانها امنه ويمتاز سكانها بالهدوء واهتمام اهلها باخبار قديم والمثل يقول خبر ياطوكر والمصريين يقول اديك كده اوديك طوكر لبعدها وانقطاعها رغم ان هنالك اثار للطريق المسفلت من سواكن0والغريب فى طوكر معروف عنها ان الاخبار مشاعه وفى فترة ثراءها يقال ان اهلها كانوا يشعلون السجائر باوراق البنكنوت العمله الورقية لتوفر المال لديهم ومن عادات اهل الشرق عدم الاستعجال ولديهم الرويه والتفكير والهدوء وذكاء بالغ الحدود لايتوفر لكثير من مناطق السودان وليس من السهل الدخول فى علاقات حميمه الا بعد التاكد من الشخص والامام يشخصيته ويسمون اولاد البلد بالبلويت وهم بالبيدويت ويطلقون على البجه عدا البنى عامر اسم العرب ومجتمعهم محافظ ليس هنالك اختلاط بين الجنسين وكان الطلاب بعد مرحلة المتوسط يشدون الرحال الى بورسودان لاكمال مراحل التعليم لاهمال الحكومات المتعاقبة الاهتمام بالمنطقة عامة خاصة التعليم والصحة حيث تتنشر الاوبئة وخاصة السل والحميات نتجية للتداخل السكانى مع سكان الحدود وللبن مكانة خاصة لدى اهل الشرق عموما لاينازعه الا التمباك ولبن الابل 0
واهم مايميز دلتا طوكر الحرور وهو رياح تهب من الجهة الشرقية ويطلقون عليه الاهتبيت ويبدا فى ثورته من يونيو ويستمر الى بدايات اغسطس ويعمل معه اطنان من التراب الناعم فى شكله اقرب الى الرمال وتنعدم فيه الرؤيا الى 3 الى امتار ويبدا من الفجر وتخف قوته فى منتصف النهار او فترة العصر ويختلف من موسم لآخر ويتفاءل به الناس رغم هروب الكثير منهم فى موسمه الى سنكات وبورسودان وسبب التفاءل انه كلما اشتدت هبوبه يعنى ان خيرأ وفيرأ سوف يحل وذلك لما يعقبه من فيضان يروى اجزاء كبيره من الدلتا من حوض كرمبت جنوبا الى دبة سالم شمالا كما لايصاحب هذه الرياح اى مشاكل صحية حيث تطرد البعوض والحشرات وتحدث كشطا للتربة اشبه بالغسيل ولايدخل الدلتا فى موسمه الامغامر او ذو معرفة والغريب فى هذه الريح انها محصوره فى شبه الدلتا 0 ويلى موسم الهبوب موسم الفيضان (كرمبت جاء) يعنى ان المياه انسابت من خور بركه ويتناقل السكان اخبارها بانها روت كذا وكذا وهذا الفيضان يتم توجيهه عبر جسور ترابيه تنشاء قبل تدفقه بواسطة أاليات قسم الرى بمؤسسة دلتا طوكر الزراعية سابقا وبمساعدة من وزارة الرى وبعد ذلك يبدا الجو فى التحسن وينتظر السكان لحين جفاف التربة للخروج الى الزراعة فى الارض المرويه والغريب ان الارض تظل لشهور طويلة رطبة ولايسقى الزرع بعد زراعته سوى كان قطن او خضروات ويكتفى بالماء الموجود بالتربه بل يمكن الحصول على ماء الشرب بالحفر الى الاتزيد عن 30سم 0 ومن شهر ستمبر الى مارس يسود جو ربيعى فى غاية الروعة تتخلله امطار شتوية وشبورة وتخضر الارض على مدى البصر وهذا المناخ حقيقة لايدانيه مناخ فى السودان عموما وفيه تكثرالمنتجات الزراعية من خضر بمختلف الانواع والدخن وتتكاثر الانعام وهو موسم الزواج وبنهايته يتوفر المال من حصاد القطن والخضر 0
والنشاط الاقتصادى يعتمد اساسأ على الزراعة وغالبية المزارعين من قبيلة البنى عامر الكبيره العدد وان كان هنالك شرائح اخرى ولكن ليست بذات العدد وملاك الاراضى من مختلف القبائل وان كان الهدندوه بعمومهم والارتيقة وهم الاكثر ملكية ويتم بيع الاقطان عن طريق وكلاء ويسمو بالخانات (الاسم تركى الاصل) حيث تورد الاقطان لاصحاب الخانات سلبقا ويتم استلامها وتوريدها للدولة ممثلله فى المؤسسة الزراعيه وغالبية السكان من المزارعين وان كان هناك اقطاعيين ملاك للاراضى ولكن حالتهم الاقتصادية لم تعد كما كانت مما استدعى الى هجرة معظمهم الى بور سودان للعمل والاقامة او للعاصمة مؤخرا والتى لم يكونوا يعرفونها ولاحاجة لهم بها اصلآ 0وطوكر كمنطقة عاشت ماضا تليد فى امس الحاجة الى احياء دورها وخاصة فى الاستثمار الزراعى القليل التكلفة (لااسمدة ولا رى) كما يمكن الاستفادة من المناطق الشمالية للدلتا فى اقامة منتجعات شتويه على شاطى البحر الهادى ذو الالوان المتعدده ومشاهدة انواع شتى من الاسماك وهى تمارس العابها بالقفز ويجب على ابناءها الالتفات اليها وتسويقها سياحيا0

حسن يوسف على



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved