ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
طالما هناك ظلم إذن هناك نظرية السودان الجديد/عبدالغني بريش /أمريكا
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/22/2005 12:11 م
بسم الله الرحمن الرحيم -------------- طالما هناك ظلم إذن هناك نظرية السودان الجديد/عبدالغني بريش /أمريكا رحل عنا الدكتور /جونق قرنق وانتهت مدة الحداد ،وانتهت مقالات الرثاء التي تلفعت بعباءات الكذب والنفاق عند بعض اهل الظلام الذين كانوا ينظرون الى الراحل تهديدا لمصالحهم التي ارتبطت بنظام الإنقاذ ورأووا في وصوله الى العاصمة السودانية الخرطوم احتلالاً لها------------ ان هذه المقالات التي ظهرت على صفحات الجرائد السودانية واللقاءات التي قامت بها الفضائية السودانية "إذاعة ام درمان" بعد رحيل الدكتور /قرنق مع اهل النظام وكُتابه الذين أشبعوا اسرة المرحوم مدحا وثناءً أرادوا بذلك ان تبقى بينهم وبين الورثة جسور تواصل ليخفوا جرائمهم التي بدأت منذ وصول الانقاذ الى الحكم--- و في الواقع كل من قرأ ورصد هذا الكم الهائل من الكذب والنفاق ولم يكن يعرف اهل الانقاذ وجرائمهم ربما كان سيقول لنفسه Oh my goodness هؤلاء من أولياء الله ولا يمكن ان يكونوا متهمين في اغتيال د/قرنق لكن عندما يتصفح تاريخ اهل الانقاذ الدموي سيضطّر بقبول الحقيقة وهي انهم قادرين على فعل كل شئ من أجل بقاءهم في السلطة 0 الشئ الذي غاب في زحمة الموت المفاجئ لقرنق وفي هرج الزعيق،هو ان اهل الانقاذ نسوا أو تناسوا انهم قاموا من قبل بتصفيات جسدية لأبسط السودانيين،واعضاء مجلس قيادة انقلاب 1989، وعدد من قادة الجيش الاكفاء ، وكانوا لا يترددون في إزاحة كل من يعترض طريقهم حتى لو كان ذلك رئيسهم عمر احمد البشير،او أي شخص وهم قد تنازلوا من قبل عن مشروعهم الحضاري الاسلامي الذي جاءوا به بضغوطات دولية واقليمية ،وكان لابد لهم الاحتفاظ بالسلطة حتى لو تطلب ذلك اغتيال قرنق" وهم كما يقولون لايريدون ان يفقدوا الخرطوم كما فقدوا الأندلس الاسبانية" وفق كل المعطيات ما بعد مقتل د/قرنق وخاصة في هذه الأيام فإن الانقاذ وبطانته وضعوا أنفسهم في بوتقة القول"نحن او الطوفان" يرتبون كيف يبعدون اي تهمة عنهم و التي قد ترسلهم الى نار جهنم ابدا ،وعلى ذلك اختطفوا الشعب كرهينة في أيديهم وأخضعوها لحساب إختزال بائس وقح وهو " الانقاذ والانجازات والسلام" وما الى ذلك من اضفاء هالات القدسية لنظام قتل خيرة ابناء السودان طيلة ستة عشر عاما،ومن حول هذا النظام المرتعش اقامت بطانته ساحات للدبكة وتقديم القرابين واطلاق البخور واحضروا شيوخ الطرق والمشعوذين والدجالين والكجور والسلاطين---- الخ لإثبات نفسه قبل الأخرين انه موجود على الخارطة الداخلية والإقليمية لانه اصبح في ورطة حقيقية بعد موت د/قرنق المفاجئ وقد تنكشف اوراقه،وادرك النظام ان الملايين الذين خرجوا لاستقبال د/قرنق قد يخرجوا ثانية خاصة اذا اشارت لجنة التحقيق الدولية الى ان تحطم طائرة د/قرنق كان بفعل فاعل امام هذه التطورات المتلاحقة ليس غريبا ان يصيب افراد مافيا النظام الهلع والذعر فيكون همهم الاول من حين لاخر تشكيل مايسمى بحكومة الوحدة الوطنية لتوريط الاخرين،و ابعد مايذهب اليه هؤلاء المأفونون في تنظيراتهم قولهم بان اي مساس بكيانهم ونظامهم سيجعل من السودان لقمة سائغة لما يسمونهم بأعداء السودان لكن اصدق رد لهذا القول هو التساؤل التالي " اليس هذه اللقمة تم ابتلاعها منذ ان قدم هذا النظام كل ملفاته للولايات المتحدة الامريكية مقابل تحسين صورته عالميا واقليميا وهل السلطة اغلى من الإسلام فكفى متاجرة ومزايدة وكفى ارتزاقا0 و وفق كل تنظيراتهم هذه الايام فان الخوف يتملكهم من ان تاتي اللجنة الدولية بتهمة النظام لذلك زادوا من حملتهم الاعلامية ضد يوغندا التي طالما ساندت الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ تاسيسها لا مصلحة لها ابدا في اغتيال د/قرنق والآ كان من الممكن ليوغندا ان تفعل ذلك اثناء الحرب ،انها حملة اعلامية يائسة وفاشلة لان العالم يعلم أي من النظامين كان يحتضن الارهابيين من اسامة بن لادن الى كارلوس وراشد الغنوشي ----------الخ ان الخروج من هذا المأزق واضح وسهل وميسور وهو ان النظام الزمن الماضي يتحتم عليه تقديم كل ما تحتاج إليه لجنة التحقيق الدولية بخصوص مقتل د/قرنق والتعاون معها وكفى كذبا ان الحكومة كانت لا تعرف زيارة النائب الاول لرئيس الجمهورية د/قرنق الى يوغندا، وتعاون اهل النظام اليوم مع لجنة التحقيق هو اساس الخروج من عتمة النفق وهو بات مطلبا مصيريا شعبيا ملحا بعد رحيل د/قرنق لان المبادئ عند الانقاذ اصبحت لاقدسية لها وتباع في أسواق النخاسة بأبخس الاثمان،ولكن العزاء التلاعب بمطالب الجماهير لان ارادة الشعب السوداني قادرة على قتلاع النظام وزمرته المتخلفة،ولن تستطيع كل قوى الظلام والهيمنة تحريف مطالب شعبنا السوداني الذي يعرف جيدا طريق الحرية،وهو هدف شعبنا الأسمى وكل الاحرار بانتظار نتائج لجنة التحقيق الدولية 0 ان الإفلاس الفكري والسياسي والسلوكي لنظام الانقاذ قد وصل منتهاه الاخير ومحطته الاخيرة بعد اغتيال د/قرنق حيث قام طغاة النظام بتكوين اكثر من لجنة سودانية على مايبدو للتحقيق في مقتل د/قرنق والشغب الذي تلى خبر وفاته، وهم يعلمون ان هذه اللجان سوف لن تصل لنتائج مقنعة للشعب السوداني لانه عندما يقفز الى ذهنه اسم الإنقاذ يذكرون كل مساوئ البشر وكل مثالب الحكام الذي يقف عاهة بينهم لا نظير لها 0 انه النظام الوحيد الذي تولى في عصر الديمقراطية والشفافية وحقوق الانسان ولكنه صم ان يحكم بالاستبداد والتعذيب والفساد موليا ظهره لثقافة العصر وحتمياته،وبدون أي انجاز أو مبرر سوى كراهيته المتأصلة للشعب السوداني 0 ومن جانب أخر بدأت بعد المقالات المبتورة في الظهور والتي تقول بان موت د/قرنق هو نتيجة حتمية لأفعاله والأنكى في الأمر ان هؤلاء يقطنون على بضعة كيلومترات من مكة المكرمة وبعضهم أئمة مساجد ودعاة اسلام جميعهم يوالون الإنقاذ،لكنهم تناسوا وهم في اعتقادنا لايعرفون في الإسلام الآ قشوره،ان المسلم لايفرح لموت أخيه في الإنسانية ------ فمثلا عندما أُغتيل رئيس وزراء اسرائيل السيد اسحق رابين وهو يهودي حضر دفنه عدد من الرؤساء والزعماء العرب والمسلمين وحزنوا له حزنا عميقا ،كما نسى هؤلاء القاصرون ان الجيش الشمالي الذي يفترض أنه مسلم وقاتل نيابة عن الأنظمة البائرة في الخرطوم قتل اكثر من مليوني من الجنوبيين والشماليين عدد كبير منهم مسلمين"الحركة الشعبية" ، كما نست هذه الأقلام ان د/قرنق الذي رحل عنا كان قد اصبح شريكا للإنقاذ الذي تنتمي إليه هذه الأقلام، اذن أي اسلام يتحدث عنه هؤلاء ؟ كما ذهب اخرون الى القول بان رحيل د/قرنق قطع آمال كل المهمشين خاصة في الشمال لتحقيق أي مكاسب سياسية لهم ،لكن ما لا تعرفه هذه الأقلام ان مفهوم السودان الجديد منظومة سياسية ضخمة لها طلابها ومنظريها وكان العقيد قرنق فقط جزءا منها سوف لن تتأثر هذه المنظومة بموت او فقد اهلية احد اعضاءها،والسؤال لماذا يرفض هؤلاء مفهوم المواطنة،العدالة،المساواة -----------الخ وهي مفاهيم مدرجة ضمن نظرية السودان الجديد؟ ان الظلم هو الذي دفع ابناء السودان الاحرار المجئ بمفهوم السودان الجديد وهذا لايعني ترحيل جزء من سكان السودان الحاليين ومجئ بأخرين كما يتوهم البعض انما ببساطة تاكيد على الحقوق التي اعطاه الله سبحانه لأي انسان في هذا الكون كما قال الصحابي الجليل عمر بن الخطاب "متى ما استبعدتم الناس فقد ولدتهم أمهاتهم احرارا" اذن نظرية السودان الجديد ليست تآمرية كما يذهب بعض المرتجفين والخائفين على مصالحهم التي ارتبطت بظلم واستغلال الضعفاء والمعذبون في الأرض، نقولها عاليا سينال كردفان حقه ودارفور حقه والبجة حقوقهم وكذلك النوبة والأنقسنا حتى لو إنفصل الجنوب ذلك لان قضية الظلم والتهميش لاعلاقة لها بموت د/قرنق [email protected]