 |
 |
 |
 |
|
|
|
|
|
إلي الأخ رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد احمد النور
تحية طيبة وبعد:
يا أخي الرئيس اعتزازنا بك ابنا بارا لإقليم دار فور وقائدا فذا لحركة تحرير ليس موضع مساومة أو نقاش ونحن لسنا في حاجة لأداء القسم الغليظ لإثبات مدي فخرنا واعتزازنا بك مناضلا وقائدا للثورة ولكن هذا لا يعني أطلاقا بأنك بمناي عن النقد واللوم والتوبيخ فنأمل أن يتسع صدرك وتتقبل مني نقدا لاذعا علما بأننا كلنا نعتبر أنفسنا عبد الواحد احمد النور رئيس حركة تحرير السودان
يا أخي الرئيس دعني هذه المرة اخرج من( دائرة المديح والإطراء والنفاق والكذب والمماطلة والمراوغة وتلاعب بالعبارات الفضفاضة الجوفاء) واخرج إلي نور الشفافية والنقد الهادف إذا كنا فعلا ثوريين حقيقيين بحجم حركة تحرير السودان .
يا أخي الرئيس ربما أكون قاسيا جدا معك هذه المرة كما كنت قاسيا جدا في فترة من فترات مع القيادة الميدانية التي أعلنت ضدكم حرب بيانات التلويح بالعزل والإقصاء وذلك ربما لأسباب تتعلق بتقاعس القيادة السياسية عن أداء واجبها كما ينبغي فضلا عن ابتعادها عن الميدان لفترة طويلة
يا أخي الرئيس دعني اطرح عليك عدة تساؤلات ضرورية وملحة وأحلفك بالله وبسم حركة تحرير السودان أن تكون صريحا وشفافا في تعاملك مع هذه التساؤلات الكبيرة المهمة الملحة إذا كنت فعلا حريصا علي مستقبل قضية دار فور ويمكن إيجازها فيما يلي:
يا أخي الرئيس بصفتك قائدا بحجم حركة تحرير السودان ألا تعتقد بأنه آن الأوان أن نفكر سويا لابتكار جهاز له القدرة علي كشف الثوريين الحقيقيين عن غيرهم من المنافقين والمماطلين وتجار العبارات الفضفاضة والخطب الرنانة؟ هل نحن في حاجة للمراوغة والمماطلة وتلاعب بالكلمات آم أننا في حاجة ماسة وملحة لتعزيز وحدة الصف والكلمة وتعزيز قدراتنا القتالية ؟
يا أخي الرئيس ماذا يجري خلف الأبواب المغلقة وما هي طبيعة تلك المخططات التي انتم منهمكين في نسجها ؟ هل نويتم فعلا لبيع قضية دار فور بثمن بخس أم أنكم نويتم أن تلعبوا لعبة أخرى خلف الكواليس وتطعنوا الجماهير من الخلف ؟
يا أخي الرئيس هل انتم فعلا تمتلكون إرادتكم بأيدكم أم أنكم قيادة بدون إرادة تدور في فلك صعاليك الفنادق والسماسرة الذين باعوا قضية دار فور بثمن بخس وفروا بجلودهم من منذ عقود من الزمن ؟
يا أخي الرئيس هل لماذا تربطون انعقاد المؤتمر العام المرتقب للحركة بعودة اللاجئين والنازحين ؟ بالله عليكم ما علاقة انعقاد المؤتمر بهذه العودة الوهمية للنازحين واللاجئين؟ أليس هذا هروبا عن الواقع والمنطق ؟
يا أخي الرئيس من قال لنا أن النازحين واللاجئين سوف يعودون إلي قراهم وبيوتهم التي عبثت بها الشياطين والعفاريت ؟ ومن قال لنا بأن الذين نزحوا وسكنوا علي أطراف المدن سوف يعودون إلي حيث المجهول ؟ فكيف يتركون الجنة ويعودون إلي الجحيم مرة أخرى ؟ هل النازحين واللاجئين ساذجين ومغفلين لهذه الدرجة أم أننا نتمسك بهذه الحجج والمبررات الواهية لهروب من المحاسبة والتعرية وربما مسائل أخري قد لا نستطيع أن نتكهن بها في الوقت الراهن ؟
يا أخي الرئيس ألا تعتقد بأنه أن الأوان لعقد المؤتمر العام للحركة حتى تطمئن الجماهير علي مستقبل الثورة وقضية دار فور؟
يا فخامة لماذا انتم تتوجسون من انعقاد المؤتمر العام هل انتم خائفون من فقدان الكراسي أم أنكم تخافون من المحاسبة وكشف الحسابات ؟
يا فخامة الرئيس أليس من الأجدر أن تكون فخامتك أول المبشرين والمتحمسين لهذه الخطوة الواعدة التي غايتها استعادة هيبة حركة التحرير في الأذهان وتعزيز قدراتكم التفاوضية في المستقبل ؟
يا أخي الرئيس كيف تفسر لنا قلق الحكومة من انعقاد مؤتمر العام للحركة ؟ أليس هذا دليلا بان المؤتمر في صالح الحركة ؟ وكيف نفسر لنا تلك الاتصالات المكثفة التي تجريها حكومة الخرطوم مع مصر ونيجيري وغيرها من الدول المنحازة للخرطوم وتطالب بعدم تأجيل المفاوضات وهي تتمني ألا تتمكن الحركة من عقد المؤتمر في الأراضي المحررة لان ذلك يشكل طعنة قوية لهيبة الإمبراطورية الخرافية التي بدأت تحتضر وتذبل وأصبحت ألان قاب قوسين أو ادني من مزبلة التاريخ...أليس هذا دليل علي ضرورة انعقاد المؤتمر اليوم قبل غدا
يا أخي الرئيس والله نحن لسنا في حاجة أن نتحاور مع الشياطين والدجالين والمنافقين الذين يجيدون المراوغة والمماطلة وهي بمثابة إستراتجية خطيرة وناجحة تنتهجها هذا الملة الفاسدة الملعونة لقتل قضية دار فور بالعكس نحن بحاجة ماسة لتعزيز قدراتنا العسكرية أكثر من حاجتنا لمهزلة المفاوضات التي أصابنا باليأس والإحباط والخمول والكسل .
يا أخي الرئيس آن الأوان أن نترك الفنادق ونعود فورا إلي الميادين إذا كنا جادين فعلا في إيجاد حل جذري ونهائي لمعاناة المواطن السوداني والله لا يوجد خيار آخر إلا هذا والزمن يبرهن لنا يوما بعد يوم بان سوف نكون مخطئين إذا راهنا علي وهم ومهزلة المفاوضات كوسيلة لحل هذه المشكلة ..دعونا ننتظر منا فينا يكسب الراهن ...(.من فضلك سجل معك هذه النقطة يا فخامة الرئيس)
يا أخي الرئيس من الآن فصاعدا يجب ألا نلقي اللوم علي أولئك الشباب الإبطال الذين يحملون السلاح ويعانقون الموت ليلا ونهارا ويحمون شرف أخواتنا من دنس وعبث الشياطين؟
من الآن فصاعدا نحن لسنا في حاجة لاختراع جهاز لفرز الثوريين الحقيقيين عن غيرهم لان كل الأقنعة الزائفة بدأت تنكشف وتتساقط الآن بالمراوغة والمماطلة والهروب من الميدان وهو المكان الطبيعي للمراجعة والمحاسبة ومعالجة حالة التخبط التي تمر بها الحركة كنتيجة حتمية متوقعة لفن المراوغة والتلاعب بالوقت وبأعصاب الناس .
يا أخي الرئيس كان ينبغي ألا أكون قاسيا معك لهذه الدرجة ولكن توجسي وقلقي وخوفي من مستقبل قضيتنا وحرصنا الشديد علي تماسك الحركة يدفعني أحيانا إلي مرحلة تكاد تكون قريبة من مرحلة الجنون وعند هذه المرحلة لا نجد إحراجا من النقد الحاد الهادف ولا يمكن أن نخطو أي خطوة سليمة في اتجاه الصحيح ..اتجاه التصحيح الشامل الذي يصلح الثورة والشعب والقضية ولا يمكن نكسب الرهان إلا بممارسة النقاد الذات الهادف الذي يفضح ويعري آفة النفاق والمراوغة والمماطلة والتلاعب بالوقت ومع مرور كل يوم فجر جديد تتسع دائرة التخبط والفتن والتفتيت وعندئذ نخسر المستقبل بعد أن قطعنا شوطا كبيرا وتجاوزنا أصعب اللحظات التي رافقت الثورة في بداية قيامها
يا اخي الرئيس انتم تارة تتبجحون بذريعة قومية وجماهيرية الحركة لهروب من المنطق والواقع والميدان وتارة اخرى تتدعون بان انعقاد المؤتمر العام في الوقت الراهن يعتبر تكريسا لمفاهيم السودان القديم وهنا نحن نتساءل: اليس المماطلة والمراوغة هي التكريس الحقيقي لمفاهيم السودان ام ان انعقاد المؤتمر وترتيب البيت الداخلي يعد تكريسا لمفاهيم السودان القديم سبحان الله يا لها من مفارقة ويا لها من حجج وذرائع مثيرة للدهشة والاستغراب !!
يا فخامة الرئيس لحديث بقية فرتقب...
مبارك ابراهيم