تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حركة التحرير بين قيام المؤتمر العام ومحاولات التمزيق بقلم م. حسام الدين ذوالنون التجانى

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/22/2005 9:24 ص

بسم الله الرحمن الرحيم
حركة التحرير بين قيام المؤتمر العام ومحاولات التمزيق
بقلم : م. حسام الدين ذوالنون التجانى
[email protected]
21/8/2005م
" حاربت كثيراً أعدائي لم أهزم منهم ..
حاربني .. ظلي .. سيفي .. يا للعار .. "
إن ما يدور في أروقة حركة وجيش تحرير السودان ، على صفحات الصحف المحلية وعبر صفحات الانترنت ، فيما يختص بمؤتمر الحركة المزمع قيامه خلال الفترة القليلة القادمة ، وما صاحبه من نفى ونفى مضاد . في هذه اللحظة الفاصلة من تاريخ شعوب السودان ، كان لزامناً علينا أن نشارك برآينا في هذا الأمر عسى أن نعمل على أزالت بعض النقع الذي أثير .
إن محاولات الكتابة جاءت من منطلق الحرص على أهداف شعبنا الابى ، وهو يكافح الذل والقهر والاستغلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، بالإضافة إلى التقتيل والتشريد وغيرها من سلوك عدواني مريض مورس ضده ومازال يمارس .
إن دعوة الأخ عبد العزيز عثمان ذلك الفتى الرائع الذي انتبذ بلاد العلم والتقدم والحضارة ، من أجل أن يشارك إخوته في بناء وطن أجمل ومستقبل أكثر عدالتاً واستقراراً ، فله ألاف التحايا هو وإخوته القابضين على ذمام القضية دون تفريط أو تهاون ، حول تساؤله هل تحتاج حركة وجيش تحرير السودان إلى إقامة مؤتمرها العام أم لا ؟
سأحاول أن أدلى برآى فيما يحدث من تطورات داخل حركة وجيش تحرير السودان بين الرفض لقيام المؤتمر والحاجة الماسة له .
في الكثير من الأحيان نجد تلك النظرة الانتقائية التي تحاول أن ترى جانباً واحد من المشهد الموجود بالساحة السياسية السودانية ، هي إحدى أوجه القصور الذي يصيب تفكير الكثيرين من النخب المثقفة أو السياسية مما يفقدهم بوصلة الاتجاه الصحيح . ويجعل كثير من استنتاجاتهم تحمل قدراً كبيراً من التهويم وفى بعض الأحيان المغرقة في الضبابية والتشاؤم ، التي لن يبرحوها إن لم يغيروا منهجهم التحليلي إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا .
إن الدعوة إلى مؤسسية الحركة ليست وليدة الأيام القليلة الماضية بل هي دعوة أصيلة سعى لها الكثير من الحادبين على أمر الحركة منذ فترة طويلة ، حتى توجت بالمؤتمر الاستثنائي الذي قام بالاراضى المحررة في الفترة من 25/1/2005م إلى 31/1/2005م وخرج بتلك القرارات الشهيرة ، التي قامت بعزل السيد رئيس الحركة ثم اتبعتها بتجميد مكتب الأمين العام ، وبينت في أخر لاحق للبيان الأول بتاريخ 2/2/2005م سمته تداعيات فصل رئيس الحركة بينت فيه الأسباب التي دعتها إلى اتخاذ تلك القرارات . لكن بجهود الصلاح التي قام بها الكثيرين ومحاولة احتواء الآثار ، وترميم ما يمكن ترميمه بسبب تلك القرارات وتجاوز تلك ألازمة ، وتم بموجبها التوصل إلى ذلك الميثاق الذي تم بمدينة اسمرا بتاريخ 2/2/2005م بضرورة إجراء المعالجات الضرورية بأسرع وقت ممكن . وبقيت النار تحت الرماد ولكن الوضع لم يتبدل ولم يصلح الخلل ، فكان لا بد من إصلاح القصور الذي بدر من القيادة السياسية .
يحضرني ذلك التعليق الساخر الذي أورده الأستاذ ميرغنى حسن على بعموده الاسبوعى ( مع الحياة ) بجريدة الرآى العام العدد (2751) بتاريخ 25/4/2005م في معرض حديثه عن الأستاذة سلمى التيجانى مثال للصحافي الناجح ، ولها أن تفخر حقاً لأنها امتلكت الشجاعة والقدرة والعزيمة . نعود لما أورده الأستاذ ميرغنى وتسأله عن أي قانون يطبقه الثوار في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم ؟؟
إن محاولات تنظيم شئون أي مجتمع هو أمر من الضرورة بمكان ، وليس هناك اختلاف في ذلك ، فماذا يعيب من يسيطرون على مناطق في تنظيم شئونها ، وإدارتها بطريقة تحفظ الحقوق وتسهل التعامل وتمنع الانفلات ؟ أما بما يختص بالقانون الذي يطبق فهذا شان يخص أولئك الذين يطبق عليهم ويقعون تحت تأثيره ، ولكن أن نقول رآينا دون معرفة ومعايشة لهو أمر يدعو للعجب ! من ذلك التسأل الاستنكاري انطلق بالقول إن القيادة الميدانية وقيادة حركة التحرير كانت دائماً مهمومة بتنظيم العمل وإدارة شئون المناطق التي تقع تحت سيطرتها وإدارتها ، كان من باب أولى سعيها الدؤب من أجل تنظيم وترتيب شئونها الداخلية .
إن انعدام المؤسسية في الكثير من التنظيمات السياسية السودانية أضحى امراً لا يدعو للتعجب والاستغراب ، بل على النقيض من ذلك إن اى مجموعة تتواجد في المحيط السياسي أن تمارس قدراً من المؤسسية لا يهم مقدار تلك الممارسة صغر أم كبر لكن ما يهم هو المبدأ في حد ذاته ، إلا ونجد قد صوبت نحوها السهام من كل حدب وصوب ، بانتقاد لا يترك اى جريرة إلا ووصمها بها ، إن هذه الانتقادات ليس هدفها التقويم والإصلاح ، النقد فعل ايجابي بغرض التقويم السليم لاى تجربة كانت ، ولكن هذه الانتقادات هدفها الهدم والتكسير وإعطاء صورة مشوشة عن الحركة كما يحدث في هذه الحالة .
إننا نحتاج اليوم وليس غداً إلى تشجيع كل المجموعات السياسية ، وخاصتاً تلك المجموعات ذات البعد العسكري في تكوينها ، لكي تتبنى النهج المؤسسي القائم على الحوار في داخلها ، وممارسة قدر من الديمقراطية حتى تستطيع أن تنمو بطريقة سليمة معافاة من الأمراض التي أصيبت بها تنظيماتنا السياسية التاريخية ، التي نجدها في كثير من الأحيان تلهث خلف الأحداث فلا تدركها ، لانعدام المؤسسية والقنوات التنظيمية الحقيقية التي تستطيع أن تقوم بواجباتها على أكمل وجه .أن النهج القائم على إصدار الأوامر عسكرية أو فورمانات أبوية من الأوصياء ذوى المعارف الأسطورية التي قادت البلاد إلى هذا الدرك السحيق ،آلا يستحق ذلك منا أن نتسأل هل قدر بلادنا دوماً أن تكون منكوبتاً بابناءها ؟ هذا ما اقعد ببلادنا عن النمو واللحاق بركب الأمم المماثلة .
لا يوجد نهج أفضل من تشجيع كل هذه المجموعات على تبنى النهج القائم على استيعاب الأخر المختلف فكرياً ، إذا شئنا أن نخرج بهذه البلاد إلى بر الأمان ، ونقيها شر التفتت والتمزق الذي يلوح في الأفق . فمحاولة تقويض هذه الجهود تسهم إسهاماً كبيراً في جعل هذه التنظيمات تنغلق على نفسها وتنبذ مبدأ الحوار وتلجأ للعنف ، وبهذا المسلك نكون قمنا بدور كبير في اطالت أمد المعاناة التي يكتوى بنيرانها أهلنا في جميع بقاع السودان بصفة عامة ودارفور بصفة خاصة ، ونتركهم يعانون الأمرين شظف العيش وعدم اطمئنانهم على حياتهم وأموالهم .
لكي نضع أقدامنا على أول عتبات الإصلاح والتصحيح ، لابد من الاعتراف بالأخر الذي أصبح أمراً واقعاً لا يمكن تجاوزه ، ومن ثم تعريف ما حدث بصورة قاطعة وحقيقية لا لبس فيها أو غموض ، لتحديد المسببات الحقيقية والأخرى التي لحقت بها ، وصارت تكوّن في مجملها جوهر المشكلة التي يبحث لها عن حلول ، وبادراك أن عصرنا هذا الذي تلاشت فيه الحدود ، وأصبحت المصالح هي المحرك للكثير من الاهتمام الذي يوجه نحو القضايا ذات الطابع الانسانى في اى بقعة من أنحاء المعمورة ، واستخدامها لتحقيق المصالح الخاصة بالدول التي تتربع على عرش العالم ، فلا يكفى معرفة هذه المصالح ومحاولة الالتفاف عليها ، وتمرير بعضها كأجندة يمكن أن تنهى حالة الوصاية والتدخل في الشئون الداخلية ، لابد من أن يتبع ذلك عمل وسعى جاد لإيجاد حلول حقيقية لهذه الأزمات ، وما يفرق أبناء الوطن الواحد ، كما أن توحيد الخطاب الاعلامى الصادق له دور كبير في تفكيك هذه المشاكل ، أما محاولات الالتفاف والتعتيم الاعلامى لا يجدي فتيلاً .
احد أهم مقومات الحل لهذه الأزمات المعقدة بتداخلها وتعدد أطرافها ، هو جلوس أطراف الصراع الدائر كل على حدا ، مع أنفسهم أولاً لتبنى رؤية موحدة واضحة المعالم ، لحل هذه المشاكل ومن ثم تفويض مؤسساتهم التي تعبر عن رؤاهم ، بمعنى آخر هو ترتيب بيتهم الداخلي ، وحلحلت جميع الخلافات والتباين في الرؤى ، حتى لا نجد أن هناك مجموعة خرجت عن الإجماع أو ما اتفق عليه بدعوى أن ما تم لا يعبر عن رؤيتها للحل . إن لم يحدث هذا فسوف يؤدى إلى اطالت أمد الحرب ومعانات أهلنا المغلوبين على أمرهم .
يجب وضع حقيقة أساسية في الاعتبار ، انه بعد مرور أكثر من عامين على انطلاق العمل المسلح بغرب السودان ، إن هناك مياه كثيرة قد جرت تحت الجسر ، وحدث تطور كبير ومفصلي في العقلية التي تقود العمل المسلح ، كما حدث تبلور للكثير من المفاهيم والأفكار والرؤى حول المستقبل وطرق الحل المتاحة . وهذا يستوجب بالضرورة تطور في فهم الأخر والارتقاء بالوسائل التي يمكن أن تأتى بالحلول المرضية ، التي تحفظ الحقوق غير منقوصة ، والا فان ما سوف تأتى به مقبل الأيام يصعب التكهن به .
إن حركة وجيش تحرير السودان في اشد الحاجة إلى هيكلة مؤسساتها السياسية وبناءها خاصتاً وإنها تشهد كثيراً من الاضطراب ، في كثير من الأوقات يصعب على المراقب المهتم بمسيرة الحركة ، فهم ما يدور في دهاليزها ، أن هذه الحركة كما اتفق مع الأخ عبد العزيز في حاجة ماسة إلى عقد مؤتمرها العام بغرض بناء مؤسسات لا تقوم على الأفراد ورؤاهم الذاتية ، فبالرغم من تطور الحركة تطوراً كبيراً خلال الفترة الماضية ، إلا إن العقلية التي تدير الحركة لم تجاريها في ذلك التطور ، ولا ترى في ذلك التطور إلا ازدياد كمي وليس نوعى ، يجب إتاحة الفرصة له ليسهم بطريقة حقيقية وفعالة في مسيرة الحركة .
إن ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة والتشبث بالمناصب ، داء كنا نتمنى أن لا يصيب هذه الحركة ولكن يبدو إن الرياح جاءت بما لا نشتهى . إن الحرص على حياة أولئك الأبرياء الذين شردوا من ديارهم وأبناءهم وتفرقت بهم السبل لا يكون بالحديث فقط ! يفترض أن الأولوية للجميع هي إعادة أولئك المبعدين قسراً عن ديارهم وليس التشبث بالمناصب والطموحات الذاتية . فان كان ذهاب القيادة الحالية بخلافاتها الحالية التي لا تخفى على لأحد ، والإتيان بقيادة أخرى أقدر على قيادة المرحلة الحالية والوصول إلى الحقوق السليبة غير منقوصة هو مطلب أساسي في هذه المرحلة . بهذا المسلك المعيب نجد أن قيادة الحركة أسهمت بصورة مباشرة في اطالت معانات أهلنا في دارفور بصفة خاصة والسودان بصفة عامة. إن قيادة الحركة بهذا المسلك الذي يعرفه جميع المتابعين لهذا الشأن والذين يترفعون عن النظرات الضيقة ، ويقرون بأن قيادة الحركة ممثله في رئاستها هي التي جعلت هذه الحركة تدور في حلقات ضيقة لا تخرج عن الهموم الذاتية والشأن الداخلي في كثير من الأحيان ، دون إعطاء الهدف السامي الذي قامت من اجله حركة التحرير الأولوية القصوى وتم تبديد جهودها ، لم ينجح فيها النظام وأجهزته الأمنية ، كما فعل بالحركات الأخرى ، وهذا لم يكن ما يمنع حدوثه لو لا يقظة والقدرات العالية التي يتمتع بها الإخوة الميدانيين .
إن الأسلوب الذي يقوم على التشكيك ، الذي اتبعته قيادة الحركة لهو أمر محبط ، أن يبدر من حركة مثل حركة تحرير السودان . وهذا يمنح كل أولئك الذين ينظرون بعين السوء إلى التطور والنمو الذي يجرى داخل حركة التحرير ، فرصة ما كانوا يحلمون بها بغرض تفكيكها ومن ثم تدميرها .
القرارات الميدانية الشهيرة ، التي صدرت في 31/1/2005م على خلفية المؤتمر الاستثنائي ، كان قراراً بغرض تصحيح أوضاع خاطئة افرزها بعد القيادة السياسية عن الميدان لفترات طويلة، وهذه القرارات التي قضت بعزل السيد رئيس الحركة ثم اتبعها تجميد مكتب السيد الأمين العام ، بعد اخطارهما بانعقاد مؤتمر الاستثنائي بالاراضى المحررة لكن كدأبه فان الأخ الرئيس رفض الحضور إلى هذا المؤتمر والالتقاء بقادته الميدانيين ، فاى رئيس هذا الذي يخشى الالتقاء بقادة حركته ؟ التي يتربع على رأس قيادتها .
هذه الخشية التي تبلغ حد الرعب من الذهاب إلى الاراضى المحررة ، لابد أن يوجد ما يبررها ! من يخشى الحضور إلى المؤتمر العام ، فقط من كان لديه ما يخشاه ، سواء أن كانت هذا الأسباب ذاتية أم موضوعية إن وجدت ! أقول إن وجدت لان عدم الحضور نفسه غير موضوعي .
اللجوء إلى التشكيك ومن ثم التبرير بحسبان إن محاولات هيكلة الحركة ما هي إلا محاولات للسيطرة على الحركة من قبل مجموعة عرقية معينة ، لهو أمر يجافى وقائع الأحداث ومحاولة غير سليمة لصرف الأنظار عن المؤسسية وما يتبعها من إعادة ترتيب للكثير من الأشياء .
إن إخلالاً شديد يحدث عند محاولة حصر الخلاف بين رئيس الحركة والأمين العام ، فليس هناك مثل هذا الخلاف بحركة تحرير السودان ولكن يوجد اختلاف في الرؤى والأفكار حول أنجع الطرق والوسائل ، التي يمكن أن تتبعها الحركة حتى تقوم بدورها كاملاً وتحقق أهداف شعبها ، إن محاولات التحليق على أجنحة الخيال أمر لا يمكن أن يكون احد مبادئ الحركة أو عضويتها ، بل هي حركة تعرف تماماً لماذا قامت والى أين تتجه دون وصاية ، لكنها تحتاج إلى جهود الجميع وإسهامهم بالأفكار والبرامج من اجل تجويد الأداء حتى تكون النموذج الذي يحتذي .
حركة التحرير بحكم تكوينها السياسى والعسكري ، فإنها تحتاج إلى قيادة أكثر دراية ومعرفة واتساع الأفق ، حتى تستطيع أن تكون قيادةً للجميع ، بما تمتلكه من شمولية الرؤية لكي تستوعب الأخر ، ولا يجد أعضائها أنفسهم يهيمون في وادي أخر غير الذي تتواجد به قيادته ، إن وجود قيادة أكثر انفتاحاً لهو من الضرورة بمكان في هذه اللحظة الفاصلة ، حتى تعمل على تأطير الأفكار المختلفة في برنامج عمل حقيقي تعبر عنه قيادة الحركة ، سواء أن كان ذلك في مواقفها المرحلية أو الاستراتيجية . هذه الحاجة الماسة لهذا المؤتمر بغرض استيعاب كل مكونات الحركة وتسخيرها من أجل تحقيق الهدف الأسمى الذي قامت من أجله ، لخدمة قضايا أولئك المشردين قسراً المفترشين العراء ويقتاتون الجوع والسقم ، يفتقدون الأمان في حلهم وترحالهم .
ما يدور من أحداث عاصفة بدارفور ليست حرب أتارى يمكن إدارتها عن بعد في واقع افتراضي ، إن قيادة الرجال تستوجب النموذج الملهم ، الذي يجعل من يلتفون حوله يثقون فيه ومن ثم يطيعونه ، ولكن إن فشل القائد في أن يكون ذلك النموذج فلا مكان له بينهم لأنهم لن يقدموا شئ تحت ظل قيادته .
المفارقة المبكية المضحكة في آن معاً ، التي يلحظها المراقب في حين يتجه الأمين للعام للحركة ، إلى الاراضى المحررة ويكون بين القيادات الميدانية وجنود الحركة ، حتى كتابة هذا المقال كما ورد بالبيان الصادر من الأمانة العامة لحركة وجيش تحرير السودان بتاريخ 16/8/2005م ، نجد رئيس الحركة يواصل جولاته الخارجية ويبتعد عن الحركة ، إن هذا المسك يبدو جلياً انه الذي أدى إلى تلك الشقة بين رفاق الدرب والنضال . التلاحم بين القيادة والقاعدة لهو من أبجديات التواصل حتى يمكن قيادتها بسلاسة .
ذلك الابتعاد غير المبرر لقيادة الحركة عن الميدان طيلة السبعة عشرا شهراً الماضية لهو أمر محزن ، فلذا أدعوا كل الإخوة للحضور إلى ذلك المؤتمر ، ويتركوا تلك الهواجس والمخاوف غير المبررة جانباً ، والجلوس مع رفاقهم ، يناقشون أخطاء الماضي والالتزام الجاد بالمضي في طريق المؤسسية والإدارة الجماعية لهذا العمل وترك الطريقة الفردية المتشككة في نوايا الأخر . بالرغم من أن الشرخ الذي حدث قد تضخم بصورة كبيرة ، إلا إن الشجاعة في مواجهة المواقف والقدرة على الاعتراف بالأخطاء التي صاحبت المسيرة في الفترة الماضية ، هو احد صمامات الأمان التي تقي الجميع شر الافتراق . فهل امتلكنا القدرة والشجاعة لفعل ذلك ؟؟؟
إن مسيرة الحركة ماضية في طريقها لن يوقفها ذهاب أشخاص ، فالتعقد حركة وجيش تحرير السودان مؤتمرها ولتبني مؤسساتها دون الالتفات لكل من لم يستطيع مواكبة مسيرة الحركة ولم يستطيع التطور بتطورها .
وليذكر الجميع قول الأخ الشهيد محمد موسى بأن " الثورة مثل اللحية لن تزال بالحلاقة المتكررة فهي سوف تنمو حتماً مرةً أخرى " .
لينعقد المؤتمر العام وسوف يغرق كل من ظن انه سوف يستعصم بجبل يحميه .
المجد والخلود للشهداء والنصر للوطن



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved