تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

يا للهول ..!! من يتابع مثل هذه الكتابات الكارثية ؟؟؟ .. بقلم توفيق منصور (أبو مي) .. الرباط : المملكة المغربية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/21/2005 4:23 م

بسم الله الرحمن الرحيم

يا للهول ..!! من يتابع مثل هذه الكتابات الكارثية ؟؟؟ ..
توفيق عبد الرحيم منصور ..
الرباط : المملكة المغربية
[email protected]
الآن ومع بدايات مشاهد السلام والإصلاحات السياسية المتسارعة الخطى في البلاد فقد هدأت إلى حدٍ ما الكتابات التي كستها شراسة قوية ضد السودان في الفترة الماضية ، ومع هذا يرى المتتبع من الخارج بان هناك بعض الجهات وربما لمآرب مدروسة ومخطط لها أمسكت الآن العصا من النصف بحيث تبقي على بعض المواضيع الساخنة (أو خلق ملفات جديدة) وذلك لشيء منسق ومبرمج ومنظم في داخل وجدان يعقوب !.. فهناك البعض من (مجموعة الأزمات الدولية) ما زال يشكك في سلام الجنوب وتنفيذ خارطته ، وهناك كتابات (إميلي واكس) في (الواشنطن بوست) الحادة جداً في لهجتها ، وهناك من بدأ يتناول بعض الحكايا المتنوعة من هنا وهناك تتعلق بدارفور أو عودة النازحين وظروفهم أو اهتمام الصهاينة بالتطهير العرقي في السودان !! أو صلوات ودعاء أهل الكونغرس لأجل أهل السودان !! أو مواضيع بيئية (بيئسياسية) متفرقة !!.. وأي صنف من تلك المواضيع والملفات يمكن تضخيمه وتحويره وخلق قضية منه في الوقت المناسب لمن يقف وراء تلك الكتابات ، وعليه وكما أشرت من قبل في موضوع لي لم ير النور ! (علينا أن ننتبه للهجمات المرتدة) .. كذلك أود أن أشير هنا بأن متوسط ما يُنشر في أمريكا وبريطانيا على وجه الخصوص من مواضيع عن السودان وحسب إحصاءاتي ومتابعاتي الخاصة منذ بداية هذا القرن يصل يومياً إلى حوالي (9) تسعة مواضيع بعضها لا شك يجب الاطلاع عليه ومتابعته ..
كذلك هناك نوعيات مختلفة من الكتابات التي تتناول وربما بأسلوبٍ جارح الشأن السوداني وخاصة التنموي .. وعليه يجب متابعتها ، فمنها ما يجب الرد عليه ومنها ما يجب تنبيه الجهة الناشرة عليه ومنها ما يمكن متابعة من يسطرونه قضائياً سواء كان ذلك على مستوى من يكتب أو من ينشر .. وليشعر الجميع في الخارج بأن ما يكتبونه إن كان مجافياً للحقائق وتترتب عليه تأثيرات غير مرغوبة للشعب السوداني فسوف لن يمر بدون متابعة وملاحقة وذلك في حدود الإمكانات المتوفرة لدينا .. كذلك من ضمن ما يُكتب هناك بعض الأمور التي يجب أن نأخذها مأخذ الجد ونستفيد من بعض التوجيهات والمؤشرات التي تحملها .. وهنا أرجو أن أتطرق لموضوع حديثٍ نُشر في الغرب عن (سد مروي) لكي أعطي فكرة وعينة لمثل تلك الكتابات الغريبة في الطرح والتي يكمن من ورائها مجهود كبير في إعدادها وصياغتها .. كما أرجو أن يتحمل الجميع ما جاء في الموضوع بصدر رحب ولكن مع التفكر في كيفية مواجهة مثل هذه المواضيع ..
هذا الموضوع عن (سد مروي) جاء بقلم الكاتبة (جولي فلنت) (Julie Flint) وقد نُشر في يوم (24/7/2005) وجاء في موقعي (الأوبزيرفر) و (القارديان) وهذا يعني بأن عشرات المواقع والصحف الأخرى نقلت عن (الأوبزيرفر) على وجه الخصوص .. كذلك تناولت الموضوع العشرات من المواقع الإليكترونية الأمريكية المتفرقة .. كذلك وحسب متابعتنا تم إرسال الموضوع لآلاف السودانيين والمهتمين بالشأن السوداني عبر العالم وذلك من خلال البريد الإليكتروني (كبث انتقائي).. والموضوع على الرغم من أنه عن (سد مروي) ولكنه عرج لأمور أخرى بيئية وأحداث في تأريخ المشهد التنموي السوداني.. هذا وقد جاء الموضوع تحت عنوان صارخ وهو (القرويون في السودان يحاربون ديكتاتوري السد) .. سبحان الله عنوان غريب والله !.. وربما لا يصدق البعض هذا العنوان إلا إذا كُتب كما جاء باللغة الإنجليزية وهو (Villagers in Sudan fight dam dictators) .. من يقرأ هذا العنوان في الخارج يظن بأن قرى منطقة السد تحولت إلى فلوجة أخرى !.. هذا ويبدأ الموضوع بطريقة (دراماتيكية) ومؤثرة .. إنهم يبيعون أبقارهم لأن الأعلاف نفدت .. الأرض الجديدة التي أعطيت لهم متدنية في خصوبتها .. الأطفال حرموا من مدارسهم .. وعَدُوهم بالرخاء والازدهار ولكنهم الآن (victims of fear) ضحايا للخوف ! .. وتسترسل الكاتبة في تخيلاتها وأكاذيبها .. قبيلة الحمداب (Hamadab Tribe) كانت تمتلك أكثر الأراضي خصوبة ولكنهم الآن أول الضحايا لهذا السد .. وطموحات هذه الحكومة التنموية (ambitious government) تركت الآلاف دون مأوى ويموتون من الجوع (starving) ! .. و السودان بمثل هذا المشروع إنما يتسبب في أكبر عملية للفقر بعد تلك التي سادت جنوب السودان أبان الحرب الأهلية هناك .. هذا وتستمر الكاتبة على منوال هذه الترهات التي بالطبع تجد من يصدقها ويوثقها في ملفاته .. وربما يحفظ الملف ليوم ممطرٍ ..
هذا وتتكلم الكاتبة عن مشروع سد مروي فتصفه بأنه الأكبر في أفريقيا بعد السد العالي وانه سيتسبب في تشريد خمسين ألف من البشر .. وحتى من تم ترحيلهم فإنهم يواجهون الجحيم (hell on earth) .. هذا وتشير الكاتبة إلى أن مشاريع السودان العملاقة كلها كانت مثل (white elephant) الفيل الأبيض أي كناية للمردود الضئيل أو الشيء عديم القيمة .. وفي هذا السياق تشير إلى مشروع (دلتا القاش) وأزبدت وأرعدت فيه ونسبت إليه تمرد الشرق !، ومن ثم عرجت على ت(تهجير أهالي حلفا) في الستينات نسبة لقيام السد العالي بأسوان ، وأنهم (أي سكان حلفا) قد عانوا من جراء توطينهم في أرض لزراعة القطن أشقتهم كثيراً على حد قولها.. وبعدها تناولت (قناة جونقلي) التي كانت ستحرم البلاد من مستنقعاتها ومراعيها كما أشارت .. واعتبرت القناة بمثابة سكين (blade) تقطع أحشاء النيل والمنطقة وبأنها هي التي أشعلت المعارضة والتمرد في الجنوب .. ثم استدلت بمقولة مشهورة ل(أبيل ألير) ومفادها (إذا اضطررنا سندفع أهلنا للجنة باستعمال العصا) .. ثم تكلمت ما شاء لها عن القناة وختمت كلماتها بأن مشروعها قد فشل وأفشلوه وأن (حفارتها الضخمة) تحولت إلى حراب و (مواعين للطبخ) (spears and saucepans)!!...
ثم عادت الكاتبة بعد أن استرسلت ونسيت نفسها إلى موضوعها الأساسي (سد مروي) ، فقالت بأنه لا ينكر أحد بأن السودان يحتاج للكهرباء وأن السد سيضاعف توليد الكهرباء في السودان ولكن هل فكرة إنتاج الكهرباء من سد مروي هي فكرة ناجعة ؟ وأن هذا السد سيكون في منطقة حرارتها عالية مما سيساعد على تبخر المياه وهذا خطأ في حد ذاته .. (وكأني بسد أسوان في منطقة باردة أو معظم سدود العالم في القطب الشمالي أو كل من يوجد في مناطق حارة عليه أن لا يفكر في إنشاء السدود .. يا سبحان الله !!) .. هذا وتشير الكاتبة إلي أمرٍ خطيرٍ للغاية ويجب أن نستعد له فتقول أن أل (NGOs) أي المنظمات غير الحكومية تعد تقريراً أوشك على الانتهاء وسيتم نشره الشهر القادم ! (وينتظره العالم والبعض من أصحاب تحريك المشاكل على أحر من الجمر) وقد قاما بإعداده ويضعا الآن اللمسات الأخيرة عليه جهتان هما (Corner House) و .. (International River Networks) ويجتهد التقرير الذي لم ير النور بعد في الإشارة إلي أن قيام سد مروي ينتهك (violates) ثلاثة وستين (63) من ضمانات السلامة (safeguard) الخاصة بالبنك الدولي (أي والله ثلاثة وستين) .. كلام عجيب والله !!
والبنك الدولي ينتظر بفارغ الصبر هذا التقرير (تحت الإعداد) ، وللعلم فقد سبق أن حذرت من الرئيس الجديد للبنك الدولي (وولفويتز) وكتبت عنه عدة مقالات في مواقع مختلفة (وستكون مقالتي القادمة بهذا الموقع عنه) .. وهذا الرجل قبل أن يستلم مهام مكتبه بدأ بالبحث عن مشاكل للسودان فزار جهات كثيرة في أوروبا وأفريقيا ناقش معهم جميعاً أمر السودان بطريقة وأسلوب استعجبت له في حينه .. نسي (وولفويتز) مشاكل الدول التي زارها في أفريقيا واستحضر السودان .. ولم يزر السودان !.. أرجو مراجعة ما سطرته عن شخصية هذا الرجل كما أرجو عدم الخلط ما بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) ..
هذا وتشير الكاتبة إلى أن (نيكولاس هيلدارد) وهو من (كورنر هاوس) يؤكد في التقرير الخطير الذي سيصدر الشهر القادم على أن سد مروي يبتعد كل البعد عن المواصفات الدولية وخاصة ما هو مرتبط بالبيئة ، وأن موضوع إعادة التوطين إنما هو فضيحة (scandal) على حد تعبير الخبير !! (ووالله حتى ألفاظ الكاتبة وألفاظ من قابلتهم ممن يعدون التقرير المرتقب من خبراء (آخر زمن) لهي قمة في الإسفاف وعدم احترام الذات والغير ..) . هذا وقد أسهبت الكاتبة في كيفية معاملة القرويين في منطقة مروي بطريقة أقل من أسلوب احترام الموتى (less respect than the dead) ، وساقت كلمات وأمور لا يمكن تسطيرها هنا ويا للعجب كأني بها تكتب عن منطقة خارج كرتنا الأرضية مما ينذر بأن المضمر و القادم أسوأ .. وتكلمت عن مواجهاتٍ بإطلاق النار و عن قتلٍ للأطفال والنساء (التركيز .. أطفال ونساء) ! .. والله العظيم هذا الكلام تم نشره على الملايين ..

ختاماً أقول بأن السودان إذا فكر في مشروع مثل (قناة جونقلي) أحد أهدافه تقليل (كمية التبخر) من مياه النيل تحركت علينا جهات معينة !.. ولو بدأ في مشروع يؤدي إلى (تبخر) بعض مياه النيل مثل (سد مروي) أيضاً تحركت علينا جهات معينة ، إذن ما المطلوب ؟ .. هل المطلوب أن يتبخر الشعب السوداني تاركاً لهم حرية التصرف في هذه الأرض ؟ كذلك لا أقول أن الكاتبة نسيت أو تناست الكثير من الحقائق والإنجازات والإيجابيات و(جلسة مجلس الوزراء) بمنطقة السد واهتمامات المسؤولين بمنطقة السد لأهل السد .. و لكنها ربما قد تعمدت ذلك تمهيداً للتقرير (الصاعقة) الذي سيصدر بعد عدة أيام و ينتظره البعض بفارغ الصبر وعلى رأسهم (وولفويتز) رئيس البنك الدولي ليبدأ أهم تحركاته ونشاطاته فانتبهوا يا أهلنا ..
فيا جميع أهلنا .. حكومة وشعباً ومعارضة ، إن الأمرَ خطيرٌ ويبدو أن (الآخر) يريدنا أن لا نخرج من دائرة المشاكل أبداً .. أذكر هنا بأنني عندما وجدت ولأول مرةٍ خبراً منسوباً للسودان عن (الرق و الرقيق) في إحدى الصحف في مكانٍ ودولة ما وذلك مع بداية التسعينات ، حمدت الله على حظي حيث قد كانت هناك (صدفة) مناسبة للقاء وزير لنا وبعض المسوولين من بلادنا بمنزل سعادة سفيرنا بتلك الدولة ، وانتهزت الفرصة حيث الوزير ولفيف من أبناء الجالية السودانية و فتحت موضوع الخبر الذي روجت له تلك الصحيفة وأشرت بأنه علينا أن نتابع ونرد على مثل تلك الأمور و أضعف الإيمان هو أن نوثق ردودنا وذلك للتاريخ ، فكان رد بعض المسؤولين في تلك الجلسة محبطاً لي حيث أجمعوا بأن مثل تلك الأمور يجب تجاهلها وعدم الرد عليها ، وأذكر بأنني حملت صحيفتي تلك وخرجت من منزل سفيرنا وأنا مكسور الخاطر وغير مقتنع برد الوزير وصحبه !! .. وعليه أقول يجب الانتباه والمتابعة يا أهلنا لمثل تلك الكتابات وعلى من يهمهم الأمر وضع الخطة لذلك .. ألا هل بلغت ؟؟ .. وإلى متابعات أخرى لمثل هذه المواضيع التي في تقديري تهم الشعب ومستقبل أولاده لو تبقت في العمر أيام ..
توفيق منصور (أبو مي) .. الرباط : المملكة المغربية في 28/7/2005



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved