ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
رسالة القائد سلفاكير الثقافية في أول ظهور له بـ «قراند بوبو»؟ بقلم أبو بكر القاضي
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/21/2005 4:18 م
أبو بكر القاضي - رسالة القائد سلفاكير الثقافية في أول ظهور له بـ «قراند بوبو»؟ في أول ظهور للقائد سلفاكير النائب الاول لرئيس الجمهورية بعد الاعلان الرسمي لنبأ استشهاد سلفه د,جون قرنق, اختار القائد سلفاكير ان يوصل رسالة قوية لحكومات وشعوب غرب افريقيا وهي معظمها شعوب اسلامية يطلق عليها اهل سودان وادي النيل «فلاته» والقبائل المعنية بهذه الكلمة هي «الفلات, الهوسا, البرنو والسونفي» وتشمل كلمة الفلاته في اطار أوسع كل شعوب الحج العابرة القادمة من غرب افريقيا, وذلك باسنادهم جميعا الى مشروع الشيخ عثمان دان فوديو الذي اقام دولة الجهاد والعلم والايمان والثقافة والتربية انطلاقا من مدرسة الشيخ عبدالقادر الجيلاني البغدادي, ثم شكل العالم المجدد الشيخ عمر الفوتي حقبة متميزة في دولة الفلات اقام فيها التربية بالمدرسة التجانية الفاسية «نسبة الى مدينة فاس المغربية العريقة», فما هي رسالة السيد سلفاكير في شكلها ومضمونها؟ في يوم جنازة الراحل المقيم جون قرنق وبمدينة جوبا عاصمة حكومة جنوب السودان, وفي اول ظهور رسمي للفريق سلفاكير كخليفة للشهيد الراحل قرنق اختار ان يلبس «قراند بوبو» بلون افريقي ازرق وهي لبسة تمثل الزي القومي لشعوب غرب افريقيا وتحديدا سكان تشاد, النيجر, مالي والسنغال ونيجيريا والكاميرون,, الخ, وتحديدا اكثر, دول تجمع الساحل والصحراء, القائد سلفا كير يعلم تماما اهمية العلاقات الخارجية, ويدرك بصورة خاصة اهمية العمق الافريقي, في هذا الاطار يدرك القائد سلفا مناطق القوة والضعف في علاقات الحركة الشعبية الخارجية, فهو يدرك ان منطقة وسط وشرق افريقيا والقرن الافريقي تقف بجانب الحركة الشعبية قلبا وقالبا, ويكفي ان نذكر اسماء دول الجوار في هذه المنطقة لندرك قوة الصلة بينها وبين الحركة الشعبية وهي: (افريقيا الوسطى زائير, يوغندا, كينيا, اثيوبيا وارتيريا) , وقد تجلت هذه العلاقة في حضور قادة هذه الدول مرتين خلال فترة شهر واحد, مرة بالخرطوم لحضور تنصيب الدكتور قرنق واخرى لحضور جنازته في مدينه جوبا, بالطبع كان لغرب افريقيا حضور مميز وتحديدا دول الساحل والصحراء في مناسبتي تنصيب وجنازه د, قرنق, ولكن القائد سلفا كير يدرك ان هذه الحلقة (غرب افريقيا) تعتبر الاضعف مقارنة بحلقات وسط, وجنوب افريقيا (حيث شارك الزعيم ثامنيبكي بحضور في المناسبين) وشرق افريقيا, ونعني (بالاضعف) بصورة خاصة انها اقرب إلى الخرطوم منها إلى جوبا لكونها شعوبا السلامية, لهذا السبب بادر القائد سلفا كير بارسال رسالة قوية إلى شعوب وحكومات غرب افريقيا مفادها اننى احترم ثقافتكم وفكركم, ولمن لا يعلم فان الملابس التي ظهر بها الدكتور قرنق منذ لحظة وصوله إلى مطار الخرطوم يوم 8/7/2005, ثم ظهر بها لاحقا في القصر الجمهوري بعد تنصيبه, اصبحت هذه الملابس (موضة) في الخرطوم, مشجرة بالوان حمراء وخضراء وهي لبسات وسط افريقيا (ارتبطت باسم الكونغو برازافيل) اذن الفريق سلفا كير اراد ان يضيف (موضة) جديدة اكثر ارتباطا باهل الشمال المسلم, مصدرها غرب إفريقيا, وهي رسالة حضارية للسودانيين من اصول غرب افريقية, فهو يقول لهم اذا كان من حق الشمالي المسلم لبس العمامة العربية والافتخار بنسبه القرشي المكي, فإن من حق السوداني الشمالي من أصول غرب افريقيا ان يفتخر أيضا بثقافته الغرب افريقية «القراند بوبو» وأصله الذي يعود إلى حوض بحيرة تشاد أو حوض نهر النيجر أو هضاب فوتاجالون, متى يلتفت البشير وعلي عثمان إلى همية نسبهما الفلاتي؟ الحقيقة الناقصة التي لا تريد ان تعترف بها حكومة «الجعليين والشايقية والدناقلة» أبناء النخبة النيلية هي ان حكومتهم معزولة دوليا في مجلس الأمن ومعزولة اسلاميا وعربيا وإقليميا وقد تجلى ذلك بصورة واضحة فاضحة في مناسبتي تنصيب وجنازة الشهيد د, جون قرنق فالحضور المميز في المناسبتين كان من رصيد دكتور قرنق وليس حكومة النخبة «المستعربة», موقع الحكومة السودانية المستعربة في خريطة النفوذ والقيادة العربية في الذيل أمام الصومال بدرجة واحدة المنطقة الوحيدة التي تحب أهل السودان «سودان وادي النيل» وتكن لهم التقدير هي منطقة غرب افريقيا, منطقة ثقافة «القراند بوبو» لذلك سعى القائد سلفا كير لبناء جسور الصداقة والود معها فأرسل لها رسالة قوية من جوبا وأمام زعماء افريقيا الذين حضروا للمشاركة في جنازة د, قرنق ليس غائبا عن الفريق البشير أهمية مثل هذه الرسالة بدليل أنه ذهب إلى مصر ذات مرة أثناء وقت التصعيد في مثلث حلايب ذهب وهو يرتدي الزي القومي لأهل شرق السودان وهي رسالة مفادها ان حلايب سودانية كما ذهب البشير ذات مرة إلى تميكتو عاصمة مالي التاريخية والثقافية الحضارية وهو يرتدي «قراند بوبو» في رسالة ثقافية دخلت كل بيت في غرب افريقيا كانت أبلغ من الكلمات التي أدلى بها البشر في كل زياراته, فالزي الذي اختاره القائد سلفا كير يوم جنازة د, جون قرنق لا يقل أهمية عن علم الحركة الشعبية لتحرير السودان عندما كشف الكاتب السوداني حسن نجيلة المقيم بدولة الامارات عن الهوية الفلاتية لكل من البشير وعلي عثمان محمد طه والطبيب سيخة طلينا من المذكورين الاعلان عن هويتهم الفلاتية وقلنا ان هذا هو مخرجهم الوحيد من مصيدة مجلس الأمن والمحاكمة الدولية تأكيدا لهذا الكلام أفيد بالآتي: - لقد استمدت الحركة الاسلامية والانقاذ قوتهما من تحالف الغرّابة والنخبة النيلية عندما وقعت المفاصلة في عام 1999 كانت بإبعاد أبناء غرب السودان عن السلطة بالمقولة الشهيرة «يحكمنا المصريون ولا يحكمنا الغرّابة», ومنذ ذلك فقدت الانقاذ هيبتها, - سقطت هيبة الانقاذ تماما عندما مارست الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاغتصاب ضد شعب دارفور, فوقعت عليها اللعنة فسلَّط الله عليها القرارات الدولية, - إقليم دارفور هو امتداد لشعوب غرب إفريقيا لذلك إذا تخلى نظام البشير وعلي عثمان عن مشروعه الاسلامو عروبي المصري وتوجه نحو غرب افريقيا منطلقا من دارفور فإن هذه الخطوة سترفع عنه اللعنة, إن شعوب غرب افريقيا الاسلامية تكن محبة كبيرة للسودان والشعب السوداني ويكفي ان نعلم ان في نيجيريا وحدها اكثر من عشرين مليونا من طائفة السمانية من تلاميذ العارف بالله بروفسير حسن الفاتح رحمة, وفي خطوة موفقة تنم عن الحنكة السياسية والتسامح استقبل القائد سلفا كير يوم الاربعاء الماضي خليفة العارف بالله الشيخ حسن الفاتح بالقصر الجمهوري ووجه الأخير الدعوة للسيد النائب الأول سلفا كير لحضور حفل تأبين الشيخ حسن الفاتح الذي كانت له مساهمته المقدرة في سلام نيفاشا باعتباره رمزا لإحدى مؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بالمجتمع ورتق النسيج الاجتماعي ولا تسعى للسلطة, د, مشكلة النخبة النيلية التي حكمت السودان خلال فترة الخمسين سنة الماضية انها افرغت السودان من مضمونه التاريخي والجغرافي, الفضاء الطبيعي والتاريخي والثقافي (لسودان وادي النيل) هو فضاء افقي وليس رأسيا, وبمعنى آخر انه فضاء يقوم على خطوط العرض وليس الطول, بكل أسف فإن علاقات خط الطول (وادي النيل) كانت علاقات استعمارية وقمة ولم تكن علاقات طبيعية اتفاقية البفط التي وقعها عبد الله بن ابي السرح مع النوبة السودانيين كانت علاقة «جزية» وغزو محمد علي باشا للسودان كان علاقة استعمار (من أجل الذهب والرجال)! ثم انتقلت هذه العلاقة بين مصر والسودان جنوبا بذات الطريقة بين شمال السودان وجنوبه لتكون أيضا تجارة رقيق رموزها الزبير باشا رحمه وكرم الله كركساوى, الفضاء الطبيعي لسودان وادي النيل القائم على التواصل الحضاري هو الذي عبر عنه كتاب محمد بن عمر التونسي والذي بعنوان «تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان» والمعني به دارفور حلقة الوصل بين حضارة السلطنة الزرقاء في وادي النيل والحضارات الاسلامية في حوض بحيرة تشاد ونهر النيجر والحديث في هذا الموضوع ذو شجون لاحقا بإذن الله, هـ - مشكلة البشير وعلي عثمان انهما بلا هوية لأنهما نتاج هجين (خلق آخر) يحمل خصائص الدماء الافريقية والعربية وان كانت الملامح الزنجية والثقافية الافريقية بفنونها وطمبورها ورقصها هي الاكثر بروزا في سودان وادي النيل, لقد اختارت النخبة النيلية خلال الخمسين سنة الماضية الهوية العربية واهملت العلاقة الافقية التي هي امتداد السودان الطبيعي الذي يكن له كل محبة وإجلال وتقدير لقد كشفت الايام الماضية 9/7-9/8/2005 عن الانيميا الحادة في علاقات السودان العربية كما سبق القول, إذن الفضاء الوحيد المفتوح امام البشير وعلي عثمان هو فضاء غرب افريقيا ,, فضاء الـ «قراند بوبو» وقد سبقهم عليه القائد سلفا كير فالسيد علي عثمان يستطيع ان يقول انه «فلاتي - برناوي», وان البرنو هم أصل دولة الفونج وأصل سكان الخرطوم, ويلبس قراند بوبو ويتوجه الى غرب افريقيا وليأخذ معه مشايخ السمانية والتجانية والقادرية فسوف تنحل كربتهم أمام المحكمة الجنائية ,, (بي عرق ,, بي آية, بي محابة) ,,, ومن ضاعت هويته فليبحث عنها في فم بقرة,
للمزيد من االمقالات