تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

استطراد لمقال طفل الرأي العام المدلل(ابن المقفع علي العتباني): بقلم د/عمر عبد العزيز المؤيد-نيوكاسل

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/20/2005 2:42 م

كتب الأستاذ الصحفي محمد ابراهيم الشوش في عموده (علامة استفهام ) بتاريخ العشرين من الشهر الجاري مقالا دافع فيه عن السيد علي العتباني, وبما أني لست من أهل الصحافة فان أفضل الطرق التي يمكن استخدامها ستكون الاقتباس من مقال الأستاذ الشوش نفسه (تعرض الاستاذ علي اسماعيل العتبانى منذ عدة ايام لحملة لفظية بلغت حداً بعيداً من السفه والاسفاف، ذلك لأنه اقترب من منطقة الخطر، منطقة الالغام والنفايات اللفظية، حيث لا همس ولا حوار ولا تفاهم ولا أدب، وحيث تتساقط كالشهب النارية كلمات التهافت والخبث والغرض والتضليل والعنصرية والكذب والحقد ومعادة السلام والوحدة، وحيث تتحول الافكار الأمية البسيطة القابلة للخطأ والصواب. والمعرضة بحكم الطرح العلنى فى الصحف للتصويب والمناقشة المهذبة والمواجهة الحضارية، الى غول مخيف كاسح لا سبيل الى مواجهته إلا بالصواريخ التى تفرض الصمت والخنوع فى مجتمع مخملى ينشد فيه المثقف السلامة بحشر نفسه وسط الزحام فى بيوت الافراح والعزاء واندية العجز والبطالة) انتهى الاقتباس.

لقد صرح ياسر عرمان في ندوة عقدتها جريدة الرأي العام السودانية بتاريخ العشرين من أغسطس بأنه عندما وصلت أنباء سقوط طائرة الراحل قرنق اتصلت الحركة الشعبية بالسيد علي عثمان طالبة منه عدم نشر الخبر الى حين اكتمال الاستعدادت الأمنية, ولكن ورغم ذلك ودن سابق انذار فوجيء الجميع بعد فترة وجيزة من الزمن بالسيد وزير الاعلام اليساري السابق سبدرات على التلفاز يذيع النبأ.

ولكن وقبل التعليق على هذا الأمر سأنحو الى مقال العتباني مجددا لأقتبس منه التالي ( لأن كثيراً من الذين خرجوا في مواكب الاثنين كانوا جنوداً منذ صغرهم ولم يتعلموا شيئاً غير لغة سفك الدماء والهدم كما أنهم شحنوا من قبل اليساريين واللادينيين بشحنات قوية عن وثبة الجنوب وعن حكم المهمشين وعن أنهم يستطيعون تغيير الدنيا ولعل هذا ما عناه المرحوم عباس محمود العقاد حينما تحدث عن المباديء الهدامة وكيف أنها تمثل أفيون الشعوب في رده على شعر الاشتراكية الماركسية (الدين أفيون الشعوب) لأنها تعبيء الدهماء وتقول لهم إنهم يستطيعون تغيير الواقع بقفزات في الظلام وأنها تعدهم الأماني والسلطة وهم لا يملكون شيئاً لبناء القدرات ولا يعرفون كيف تدار الأمور فلذلك ما حدث بالأمس كان نتيجة منطقية لتربية أمس الأول) انتهى الاقتباس.

يقول العتباني كثيرا ممن خرجوا كانوا جنودا منذ صغرهم, ولم يتعلموا شيئا غير سفك الدماء والهدم!!

وأسأل أين كانوا جنودا هؤلاء الصغار؟ في صفوف الحركة الشعبية؟ الجيش الأحمر؟ في الخرطوم؟؟ أين بالضبط؟ هل هذا استنتاج من السيد العتباني؟؟ أم أنه كلام له مايدعمه؟

الا يتفق الجميع أن حادثا كمقتل جون قرنق يعد أمرا شديد الحساسية ولا يجب أن يلقى فيه الكلام على عواهنه دون وجود دليل؟ فما هو دليل السيد علي العتباني؟؟ هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين.

والسؤال هنا: كيف يمكن تبرير نشر خبر تحطم طائرة جون قرنق رغم طلب الحركة الشعبية بعدم فعل ذلك وموافقة علي عثمان ؟؟ بناء على رأي السيد العتباني فقد كان لليساريين القدح المعلى في اثارة الاضطرابات والفتن, ولكن وبنظرة موضوعية وفي ظل اعتراف السيد ياسر عرمان والذي ليس لديه أبدا مايدعوه للكذب , ألا تتحمل الحكومة وزر ماحدث؟ أوليس الخطأ الذي ارتكبته الحكومة يعد قاتلا؟ أنا أترك الاجابة للأستاذ محمد ابراهيم الشوش, وأسأله أيضا هل هناك أي نوع من الاسفاف والتجريح فيما ذكر أعلاه؟

ان المتابع لمقالات علي العتباني خلال الفترة الماضية كلها يدرك تماما أنه كان يجر الموضوع كما يجر الثور من قرنه ليصل به الى هذا الاستنتاج الفقير المعدم الذي نشره بتاريخ الخامس عشر من الشهر الجاري, وأدعوك أستاذي الفاضل محمد أحمد الشوش الى أن تعود الى مقالات علي العتباني لترى ذلك واضحا وضوح الشمس في كبد السماء.

اٌقتبس هنا جزءا من مقال السيد علي العتباني المنشور بتاريخ الثامن من الشهر الجاري, يقول العتباني كاتبا(لنعود ونحاور المجموعة الشمالية التي جاءت لتتفاوض وتتقاسم السلطة باسم كتاب السودان الجديد ونسأل هذه المجموعة :على ماذا تتفاوض ؟ .. وماذا جاءت به في كتابها ؟ وهل هذا هو السودان الجديد الذي جاءت تدعو له ؟ إن ماحدث في الخرطوم يوم الاثنين لا يختلف عن ما حدث في كسلا من قبل وما حدث في شرق السودان وأن ذات الذين شجعوا الناس على حرق آبار البترول وأنبوب البترول وعلى إستباحة طوكر وعلى زرع الألغام وعلى قطع طريق بورتسودان وعلى نسف الاستقرار في بورتسودان هم ذات الذين جاءوا يتفاوضون على تقاسم السلطة بعد التوقيع على اتفاقية السلام .. وهم الذين يتحدثون ويعبئون الناس باسم المباديء الهدامة وباسم الشعارات البراقة الخاوية وباسم السودان الجديد) انتهى الاقتباس.

وأسألك أستاذي الفاضل الشوش , وأسأل السيد علي العتباني , ألم تسقط الحركة الشعبية من قبل طائرة الخطوط الجوية السودانية؟ ألم تزرع الحركة الشعبية الألغام؟ ألم تهدد الحركة الشعبية مرار بمهاجمة مناطق البترول؟ ألم تهاجم الحركة الشعبية بنطونات الطعام الذاهبة الى جوبا؟ أليس في الخرطوم قوات للحركة الشعبية كانت قد قدمت من الشرق؟ من همشكوريب حيث خلاوي القرآن؟

ألم تحتل الحركة الشعبية كبويتا أثناء مفاوضات نيفاشا؟ ومع ذلك ظل التفاوض قائما, وباب الحوار مفتوحا.

هل تتقاسم الحركة الشعبية السلطة الآن مع الحكومة؟ ولماذا يستنكر سيادة علي العتباني أن يتم التفاوض مع التجمع؟ اذا كنت أستاذي الشوش تتحدث عن أعداء السلام والوحدة , فماذا تسمي الذي يكتب مثل مقالات علي العتباني هذه؟ ماذا تسمي من يتهم الناس في مبادئهم بأنها هدامة وخاوية؟؟ هل هذا من حسن الأدب؟ هل هذا اجتهاد من العتباني؟ أولم يكن من الامكان أن يعبر عن رأيه بطريقة لاتجرح مشاعر الآخرين؟ ألم يكن بامكانه أن ينقل فكرته بأسلوب رزين متزن يحافظ فيه على الروح السودانية؟

وفي الخامس عشر من أغسطس يقول السيد العتباني كاتبا(وفي هذا الإطار فإن الرزانة التي يتصف بها سلفاكير وخفض خطابه يدل على أنه ينطوي على سر مكنون وأن هذا السر المكنون سيبرز في الوقت المناسب وسيكتشف الناس أنه مسكون بالجنوب وأنه مشغول بتنمية الجنوب وأن الذين يراهنون على توظيف الحركة الشعبية لمصلحة سياسيي الشمال ومصلحة أجندة الحزب الشيوعي واليساريين أو ما يسمى بالتجمع الديمقراطي هي من الأمور الخيالية التي تدخل في باب التمنيات. ولذلك نقول ان من الأفضل للتجمع واليساريين وغيرهم أن يصرفوا النظر عن توظيف المسألة الداخلية ومسألة دارفور وأن يدخلوا في حوار حقيقي وجاد مع المؤتمر الوطني)

في الثامن من أغسطس , يسأل السيد العتباني التجمع سؤالا استنكاريا, عن الشيء الذي يتفاوض عليه مع الحكومة, وفي الخامس عشر من نفس الشهر يدعوه الى ادارة حوار جاد مع المؤتمر الوطني, هل هذا منطقي؟؟ ألا يناقض العتباني نفسه؟ اذا كان التجمع يمتلك مباديء هدامة كما قال العتباني, فلماذا يدعوه العتباني نفسه الى الدخول في حوار جاد؟؟

بناء على كلام السيد علي العتباني فان تعليق التجمع الوطني لكثير أمل على الحركة الشعبية هو ضرب من الأمنيات, ولكن هاهو رئيس الحركة الشعبية , النائب الأول يوافق على التنازل عن جزء من أسهمه لصالح التجمع في حال رضيت الحكومة بفعل نفس الشيء. فهل تسعى السلطة للم الشمل؟ وهل تتناول من أجل وحدة الوطن؟

يقول العتباني كاتبا في الثامن من أغسطس (لا نريد لابناء الجنوب وابناء الشمال أن يكونوا من طبقة متكسبي مرتادي الفنادق الاجنبية والعاطلين عن العطاء والقادرين فقط على التحريض والتشكيك والتدمير)

لماذا لايسأل العتباني نفسه عن الشيء الذي أجبر هؤلاء الناس على الفرار من السودان؟ هل هناك من يرغب في ترك بلاده؟

ياأستاذي الشوش ان هناك الوف من الشباب السودانيين الذي ضاقت عليهم الأرض بمارحبت, لماذا؟ ولما لا يكتب عنهم العتباني؟

ياأستاذي الشوش ان السودانيين من طالبي اللجوء السياسي بالمئات, لماذا؟ولما لا يكتب العتباني عن ذلك؟

يا أستاذي الشوش ان الايدز ينتشر في السودان انتشار النار في الهشيم؟ لماذا؟ ولما لايكتب العتباني عن ذلك؟

ياأستاذي الشوش, ان السودان مصنف وحسب تقارير المنظمات الدولية ضمن أكثر الدول فسادا في العالم؟ لماذا . ولما لايكتب العتباني عن ذلك؟ لماذا لايكتب العتباني انهيار بناية الرباط؟ هل هذه هي دولة المشروع الحضاري؟

يا أستاذي الشوش, ان أزمة درافور وأزمة الشرق هي قضايا حقيقية, قضايا تنمية, قضايا توزيع سلطات وثروات؟ لماذا يختصرها العتباني في أزمة ماء ومرعى؟ عار عليه , عار عليه, عيب ,عيب , فليتق الله .

مشردون ولاجئون بمئات الألوف, والعتباني يصفها بأنها باكورة حرب المياه

غارات جوية , والعتباني يقول بأنها باكورة حرب مياه

قتلى بالألوف, والعتباني يقول حرب مياه.

يا أستاذي الشوش , بفضل سياسات حكومة الجبهة التي يمدحها العتباني أدرجنا ضمن الدول راعية الارهاب

لا أعتقد أن هامة قلم العتباني تصل الى قامات أقلام كثيرة موجودة على ساحة هذه الصحيفة, ولكن يبدو أن كثيرا من الأمور تفرض فرضا على الناس.

عذرا للأطالة ياأستاذي الفاضل محمد ابراهيم الشوش ولكم أيتها القارئات الكريمات وأيها القراء الكرام.

متعكم الله بالصحة

د/عمر عبد العزيز المؤيد.

نيوكاسل


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved