تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أصحيح.. البيت بيتنا؟ بقلم حسين حسن حسين

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/20/2005 10:56 ص

سبحان مغير الأحوال، قالها كل من شهد مباراة فريقي ود حبوبة ونجوم الجزيرة في عصر يوم الجمعة الماضي في دوري كأس الوفاء بالرابطة الرياضية للسودانيين بالخارج (الصالحية)، ولم يكن لهذا التسبيح علاقة بما شهدته المباراة من تحول النتيجة من هزيمة لنجوم الجزيرة إلى فوز وصعود لنصف النهائي، ولكن علاقته المباشرة كانت بالأجواء التي لفتها، حيث استعداد الإخوة في اللجنة التنفيذية لاستقبال سعادة السفير الجديد الأستاذ محمد الأمين الكارب، وأصوات المعلقين التي تعلو معلنة القدوم الميمون، ولم يكن هناك شيء جديد غير هذا ، لأن ملعب الصالحية يشهد أسبوعيًا مؤتمرًا سودانيًا جامعًا، حيث يتحلق الجميع حول الملعب متابعين المباراة التي تأتي في الغالب ساخنة، وفي أياديهم ما لذ وطاب من الماكولات والمشروبات من مسعودية وأنجلو، وهذا وجه آخر للصالحية التي أبرمت اتفاقية السلام والتعايش امع بدء نشأتها، وهذا ما يجعل السؤال قائمًا عن دور الرياضة في مرحلة السلام، وعن هذا الدور قدمت الصالحية رؤيتها في المؤتمر الرياضي للمغتربين، وذلك في عام2002م قبل ما نشهد هذا الحديث المحموم عن السلام، واقترحت أن يرفع الاتحاد العام شعار (نعم للسلام.. لا للحرب)، وأن تجري منافساته تحت هذا الشعار، لكن لا الاتحاد رفع، ولا أحد سأل، وذهبت كل المقترحات الجميلة التي تضمنتها ورقة الرابطة إلى مكان قصي في أرفف الاتحاد، هذا إذا كان قد حرص على أن يأخذ نسخة من هذه الورقة القيمة التي سهر على إعدادها ثلة من الرياضيين يتقدمهم رئيس الرابطة الخبير الأستاذ عبدالمنعم عبدالعال أسبغ الله عليه أثواب الصحة.

أتخيل الآن عجب القراء من تعجب متابعي المباراة ، ولإزالة هذا العجب أقول إن هذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها الصالحية طاقم السفارة، ولم يكن هذا جفاء منها، بقدر ما هو جفاء من حملوا مسؤولية رعاية الجالية بكل ألوان طيفها، وأخذوا يصنفون الناس حسب الهوى، وحسب ما يرونه مرضيًا لأصحاب القرار في المركز، ويا لجبروت الكرسي حين يتحكم فيمن يجلس عليه!!

وفي هذا الجو الذي يسود فيه أهل الولاء الضيق على أهل الكفاءة والخبرة، وجد المتسلقون مرتعًا لتشويه الشرفاء، وتصنيفهم وفق خيال مريض، واختلط الحابل بالنابل في بيت السودانيين المفترض، حتى تحول بعض هؤلاء إلى شبه موظفين رسميين يحتلون المكاتب، ويدخلون ويخرجون من غير أن يسألهم أحد، وبضاعتهم هذا معنا وذاك ضدنا، كما لو كانوا خبراء ذرة، يأتون بما لم يأته الأوائل.

ومع أن جهودًا بذلت لرأب الصدع إلا أن المستفيدين من هذا الوضع كان يتفننون في إجهاضها، وكان بينهم رسميون لهم قناعاتهم بأن هذه الصالحية لا بد أن تجتث من جذورها كما لو أنها نبت شيطاني، ولم تثنهم عن عزمهم ما وجدوه منها من إبداع في عكس وجه السودان المشرق، وإبراز المواهب، واستضافة المبدعين من المثقفين والمفكرين في كل المجالات ومن كل ألوان الطيف السوداني: الأديب الكبير الطيب صالح، والدكتور عبدالحليم محمد، والدكتور كمال شداد، والدكتور معتصم جعفر، والأستاذ مجدي شمس الدين، والبروفيسور عزالدين عمر موسى، والدكتور إدريس البنا، والدكتور حسن المصري، والكابتن مازدا، والأستاذ كمال حامد، والأستاذ محمد أحمد دسوقي، والأستاذ الصحفي الطيب شبشة، والعلماء العرب د.محمد لطفي الصباغ، ود. محمود الربداوي، والأستاذ خليل الصمادي، وغيرهم ممن يضيق المجال عن ذكرهم.

ثم كانت تلك المحاضرة المشهودة التي أبدع فيها السيد الصادق المهدي، وهو يتناول مفهوم الرياضة بأسلوب عميق.

وضربت الصالحية بسهم وافر في كل دروب العمل العام، وكانت رأس الرمح في أغلب الإنجازات التي يعتز بها المغتربون في الرياض: تكريم الفنان الكبير وردي، ودعم علاج الشاعر الدبلوماسي الفحل االحاردلو، وتكريم أسماء الدكتور الشاعر محمد عبدالحي، والدكتور محيي الدين صابر، والبروفيسير محمد إبراهيم أبوسليم، وتكريم البروفيسور عزالدين عمر موسى الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية، و دعم فعاليات المشروعات الإنسانية كحلفا 2004 وفعاليات مدني وعبري ودنقلا وغيرها، كما شاركت الإخوة السعوديين احتفالهم بمئوية تأسيس المملكة، وبصعود منتخبهم الوطني لكأس العالم ونيله كأس الخليج بتكريم مدربهم القدير ناصر الجوهر، وبالمشاركة في تكريم الكابتن نواف التمياط أحسن لاعب عربي في عام 2000م، بل جعلت الحكم السعودي علي القحطاني سكرتيرًا للجنة التحكيم.

وعلى الرغم من هذا الجفاء الرسمي فتحت الصالحية قنوات اتصال مع السفارة، وبادرت بالاتصال بأي مسؤول جديد قادم لعله يكون خاليًا من رواسب صراع لم يكن طرفًا فيه، وقدمت من الوثائق ما يؤكد موقفها الواضح الذي لا لبس فيه، والذي يقوم على أن الرياضة ساحة للمحبة، لا مجال فيها لأي شيء يعكر ما بين الرياضيين من وشائج الانتماء للوطن التي تتجاوز كل الانتماءات الضيقة.

وهذا هوالشرط الوحيد الذي تمسكت وتتمسك به الصالحية، وتحمل أعضاؤها في سبيله كل ما مورس عليه من عنت، وكان الإيمان بالمبدأ هو زادهم وزوادهم، مما جعلها قبلة لكل المنتمين للرياضة حقًا وصدقًا من دون مآرب أخرى.

وكان تفهم سعادة السفارة لقضيتهم، وتفاعله مع ما طرحوه، وتأكيده لدعم كل ما من شأنه تحقيق صالح السودانيين من أسباب دعوته التي تلقاهًا شاكرًا، ومع أن ظروفًا طارئة حالت دون حضوره إلا أن ما شهده الإخوة الممثلون له وعلى رأسهم سعادة القنصل الأستاذ أحمد يوسف من عمل جميل مشرف، وما قوبلوا به من ترحيب يكفي لبدء صفحة جديدة مع كل من كان الجفاء نصيبه في المرحلة الفائتة، يكون أول ما يخط فيها (البيت بيتكم)، ويليه مباشرة لا لجالية تقوم على الإقصاء، وهذا موضوع آخر.

حسين حسن حسين



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved