![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
أتخيل الآن عجب القراء من تعجب متابعي المباراة ، ولإزالة هذا العجب أقول إن هذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها الصالحية طاقم السفارة، ولم يكن هذا جفاء منها، بقدر ما هو جفاء من حملوا مسؤولية رعاية الجالية بكل ألوان طيفها، وأخذوا يصنفون الناس حسب الهوى، وحسب ما يرونه مرضيًا لأصحاب القرار في المركز، ويا لجبروت الكرسي حين يتحكم فيمن يجلس عليه!!
وفي هذا الجو الذي يسود فيه أهل الولاء الضيق على أهل الكفاءة والخبرة، وجد المتسلقون مرتعًا لتشويه الشرفاء، وتصنيفهم وفق خيال مريض، واختلط الحابل بالنابل في بيت السودانيين المفترض، حتى تحول بعض هؤلاء إلى شبه موظفين رسميين يحتلون المكاتب، ويدخلون ويخرجون من غير أن يسألهم أحد، وبضاعتهم هذا معنا وذاك ضدنا، كما لو كانوا خبراء ذرة، يأتون بما لم يأته الأوائل.
ومع أن جهودًا بذلت لرأب الصدع إلا أن المستفيدين من هذا الوضع كان يتفننون في إجهاضها، وكان بينهم رسميون لهم قناعاتهم بأن هذه الصالحية لا بد أن تجتث من جذورها كما لو أنها نبت شيطاني، ولم تثنهم عن عزمهم ما وجدوه منها من إبداع في عكس وجه السودان المشرق، وإبراز المواهب، واستضافة المبدعين من المثقفين والمفكرين في كل المجالات ومن كل ألوان الطيف السوداني: الأديب الكبير الطيب صالح، والدكتور عبدالحليم محمد، والدكتور كمال شداد، والدكتور معتصم جعفر، والأستاذ مجدي شمس الدين، والبروفيسور عزالدين عمر موسى، والدكتور إدريس البنا، والدكتور حسن المصري، والكابتن مازدا، والأستاذ كمال حامد، والأستاذ محمد أحمد دسوقي، والأستاذ الصحفي الطيب شبشة، والعلماء العرب د.محمد لطفي الصباغ، ود. محمود الربداوي، والأستاذ خليل الصمادي، وغيرهم ممن يضيق المجال عن ذكرهم.
ثم كانت تلك المحاضرة المشهودة التي أبدع فيها السيد الصادق المهدي، وهو يتناول مفهوم الرياضة بأسلوب عميق.
وضربت الصالحية بسهم وافر في كل دروب العمل العام، وكانت رأس الرمح في أغلب الإنجازات التي يعتز بها المغتربون في الرياض: تكريم الفنان الكبير وردي، ودعم علاج الشاعر الدبلوماسي الفحل االحاردلو، وتكريم أسماء الدكتور الشاعر محمد عبدالحي، والدكتور محيي الدين صابر، والبروفيسير محمد إبراهيم أبوسليم، وتكريم البروفيسور عزالدين عمر موسى الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية، و دعم فعاليات المشروعات الإنسانية كحلفا 2004 وفعاليات مدني وعبري ودنقلا وغيرها، كما شاركت الإخوة السعوديين احتفالهم بمئوية تأسيس المملكة، وبصعود منتخبهم الوطني لكأس العالم ونيله كأس الخليج بتكريم مدربهم القدير ناصر الجوهر، وبالمشاركة في تكريم الكابتن نواف التمياط أحسن لاعب عربي في عام 2000م، بل جعلت الحكم السعودي علي القحطاني سكرتيرًا للجنة التحكيم.
وعلى الرغم من هذا الجفاء الرسمي فتحت الصالحية قنوات اتصال مع السفارة، وبادرت بالاتصال بأي مسؤول جديد قادم لعله يكون خاليًا من رواسب صراع لم يكن طرفًا فيه، وقدمت من الوثائق ما يؤكد موقفها الواضح الذي لا لبس فيه، والذي يقوم على أن الرياضة ساحة للمحبة، لا مجال فيها لأي شيء يعكر ما بين الرياضيين من وشائج الانتماء للوطن التي تتجاوز كل الانتماءات الضيقة.
وهذا هوالشرط الوحيد الذي تمسكت وتتمسك به الصالحية، وتحمل أعضاؤها في سبيله كل ما مورس عليه من عنت، وكان الإيمان بالمبدأ هو زادهم وزوادهم، مما جعلها قبلة لكل المنتمين للرياضة حقًا وصدقًا من دون مآرب أخرى.
وكان تفهم سعادة السفارة لقضيتهم، وتفاعله مع ما طرحوه، وتأكيده لدعم كل ما من شأنه تحقيق صالح السودانيين من أسباب دعوته التي تلقاهًا شاكرًا، ومع أن ظروفًا طارئة حالت دون حضوره إلا أن ما شهده الإخوة الممثلون له وعلى رأسهم سعادة القنصل الأستاذ أحمد يوسف من عمل جميل مشرف، وما قوبلوا به من ترحيب يكفي لبدء صفحة جديدة مع كل من كان الجفاء نصيبه في المرحلة الفائتة، يكون أول ما يخط فيها (البيت بيتكم)، ويليه مباشرة لا لجالية تقوم على الإقصاء، وهذا موضوع آخر.
حسين حسن حسين