محمد بشير مناوى [email protected]
الرياض – السعودية

كتب السيد / شوقى ابراهيم عثمان (سودانى ) من مدينة ميونيغ الالمانية قبل ايام مقالا مطولا بعنوان (محجوب حسين – عندما يشهد على نفسه بأنه كاذب و000 ) ونشر المقال المذكور فى موقعى سودانيز اون لاين وسودانايل الالكترونيتين. الاستاذ محجوب حسين (المفترى عليه ) كما يعلم الكثيرون هو المتحدث الرسمى لحركة تحرير السودان، كبرى الحركات المسلحة فى دار فور، وبصفته تلك هو شخصية عامة يخضع للنقد والمحاسبة فى تصريحاته وبياناته الصحفية سواء كان من عامة الشعب او من قيادة وجماهير حركته. بيد أن السيد / شوقي إبراهيم قد تجاوز كثيرا النقد الموضوعى و صوب سهاما مسمومة نال من السيد / محجوب حسين في شخصه وتجاوزت السهام ايضا الى الحركة التى يمثلها(وهى تمثل بالضرورة قطاعا عريضا من جماهير دار فور وبل جماهير الهامش على مستوى السودان )، لم يكتف السيد/ شوقي بالنيل من المتحدث الرسمى وحركته المسلحة وبل تناول ايضا طيفا واسعا من مثقفى وسياسى دار فور المقيمين فى اوربا وأمريكا في قائمة مطولة (بلا سبب واضح غير انهم من اقليم دار فور ) متهما اياهم بالعمالة للغرب وبالنضال المزيف من لندن... قلعة الاستعمار، حسب زعمه. كل هذا الهجوم من قبل المذكور على السيد / محجوب حسين ليس لسبب وجيه غير ان المحجوب قد صدم بالرحيل المفاجئ للدكتور جون قرنق قائد المهمشين في السودان في ظروف غامضة واصدر بيانا يعبر عن وجه نظر حركته فى تفسير ما جرى محملا نظام الانقاذ الكارثة التى اودت بحياة هذا الزعيم، وتفسيره ذاك هو في النهاية لا يخرج من انه تأويل يقبل الخطأ والصواب ولكنه يستند بصفة اساسية على سجل نظام الإنقاذ الملئ بالمؤامرات وبالجرائم والاغتيالات والقتل بدم بارد بدءاً بحادثة أديس أبابا المشهورة ومرورا بأحداث بور تسودان والعاصمة الخرطوم وانتهاءاً بإحياء جرائم "الهولوكوست" في دارفور.
ولان المقال مستفز لمشاعر اهل دارفور وخاصة لمناصرى حركة تحرير السودان فقد سبقنى فى الرد عليه احد الاخوة فى موقع سودانيز اون لاين قبل ايام، وهو الكاتب الساخر واللاذع " احمد الحسكنيت" بمقال اسماه "شوقى ابراهيم والهبوط الاضطرارى فى ميونيخ" .

في سياق ردى على مقال شوقى ابراهيم المطول، سأتناول الموضوع حسب التسلسل الآتي:
1) الهجوم على محجوب حسين وحركة تحرير السودان الذى يمثله، نتيجة للبيان الذى اصدره المذكور على خلفية كارثة رحيل الدكتور جون قرنق
2) الهجوم غير المبرر على زملاء المهنة من الصحفيين السودانيين (المذكور يكتب في الرأي العام ) ، وبالتحديد على اثنين من الصحفيين السودانين ، وهما الاستاذان / عثمان ميرغنى وعادل الباز وتعميم الهجوم على الصحفيين الافارقة ممثلين في " اتحاد الصحافيين المحترفين لدول شرق افريقيا "
3) نظرة التعالى والصفوية عند شوقى ابراهيم المتمثلة بدعوته للتخلي عن مصادر المعلومات التقليدية من تلفاز واذاعة وسايبر واعتماد مصادر مختارة، في اعتقاده هي الوحيدة المحايدة " المنظمات التي ثبت بالدليل القاطع أنها تماما منحازة لجانب الشعوب..محليا أو دوليا!!" ومواقع أخرى في الشبكة العنكبوتية من اختياره

1) الهجوم على محجوب حسين وحركة تحرير السودان

قال الأستاذ/ شوقي في تعليقه على مقال محجوب حسين عن رأئ الحركة فى مقتل الشهيد جون قرنق اللآتى : (وبعد قراءة بيانهم تملكني الغضب من منشورهم ال........!! ولقد كنت حريصا من قبل ألا أكتب أية شيء عن قضية دارفور أبدا..حتى كما يقال لا نصب الزيت في النار..!! ولكن بعد قراءتي هذا البيان ال..........!! وجدت أن صاحبه أتفه من المقال نفسه..!! واسألوني لماذا هذه القسوة في العبارة..!! أقول لكم أن كل السودانيين مخدوعين بقضية دارفور ولا يفهمون ما يدور في منطقة البحيرات...وخاصة الدور اليوغندى القذر 000)
بداية، لا بد من تسجيل اندهاشي لمثل هذا الأسلوب الفج في الكتابة والغضب الواضح في عبارات الرجل والذى عبر عنه صراحة بانه غاضب، ولا ادرى لماذا كل هذه " النرفزة " فى امر عام ؟ ولكنى اعده بنقاش رغم انه قاسى الا انه هادئ بعيدا عن النرفزة والغضب ، وابدأ واقول : هل صمتك يا أستاذ / شوقي عن قضية دار فور تعفيك عن المسئولية كمثقف وصحفى سودانى وسياسى مرتقب (المذكور قد بشرنا قبل ايام بأنه سوف يأتى من اوربا فى مقبل الايام ويقوم بتأسيس حزب سياسى ) ؟ وهل فهم مشكلة دار فور بذاك التعقيد الذى يجعلك تصمت منزويا بدعوى عدم " صب الزيت فى النار " ؟ وهل قول الحقيقة اوالعكس يعتبر تصعيداً للمشكلة، واين الشفافية التى تبحث عنها فى مشارق الارض ومغاربها للدرجة التى تجعلك تتمرد وتقاطع كل القنوات العربية بدعوى تضليل العقول وقنوات البلد الاوروبى الذي تعيش فيه (المانيا ) بدعوى انها " قنوات تافهة " ؟! شجاعة الصحفى ورسالته حسب فهمى (الجرمندى ) للصحافة يا استاذ / شوقى تتمثل فى ادلائه بالرأي صراحة في قضايا الساعة وتحمل مسئولية رأيه بعد ذلك لان هنالك فى النهاية الحكم المتمثل فى الرأى العام (ولا أعنى بالطبع هنا "الرأي العام " جريدتكم الموقرة ولكن أعنى أل Public opinion ) . وثم من قال لك ان (كل)السودانيين مخدوعون في قضية دار فور، وهل حتى افهم قضية دار فور لا بد لي ان أكون فاهماً و (دارسا دراسة محترفة ) لمشكلة البحيرات فى افريقيا؟ ما هذا الهراء الذى يسمعنا الاستاذ / شوقى ؟!
يقول الاستاذ/ شوقى فى سياق الهجوم (العبثى ) على حركة تحرير السودان (000.ومثل هذا الشخصيات أو منظمته لا تستحق الاحترام أصلا..!! وإذا جلست معهم الحكومة..فهو ليس اعترافا بهم.. أو احتراما لهم، بل لخلع هذا الدمل المتعفن من جسد السودان..!! فمن الذي أشهر محجوب حسين وأمثاله سوى قناة الجزيرة..التي تمولها إسرائيل..!! ) ( نأمل العلم بأن كل المقتطفات من مقال المذكور منقولة بأخطائها الإملائية )

لا أظن أن شخصاً يحترم نفسه ومهنته ويتوقع من الآخرين الاحترام ان يقول مثل هذه الكلمات فى منبر عام، لأنها توحي عن قائلها بالكثير من أمراض النفس البشرية اقلها العنصرية البغيضة، وعموما أنا لست بصدد الخوض فى احترام الحكومة او اعترافها بالحركات المسلحة في دار فور فى جلسات المفاوضات، لان ذلك امر نسبى وظرفى، ولكنى اقول للسيد/ شوقي انه لا يستقيم عقلا ولغة ان " تخلع الحكومة الدمل المتعفن من جسد السودان " بالتفاوض، لان كلمة " الخلع " اقرب الى العنف منه إلى التفاوض، اى انه اذا بامكان الحكومة " خلع " هذا " الدمل " بالحرب لما لجأت الى التفاوض اصلا، وخاصة فى دار فور، والاسباب معروفة وواضحة لنا في دار فور ! ، وأمر متوقع ومفهوم من السيد /شوقي (لسان حال الإنقاذ ) من محاولة جرجرة الأستاذ / محجوب وربطه بالاسطوانة المشروخة (إسرائيل ) عندما يقول ان قناة الجزيرة التى تمولها اسرائيل هى التى جعلت من محجوب حسين مشهورا، وفى نفس الوقت يتناسى ويغافل القراء مما قاله في بداية مقاله، من انه وفى إطار بحثه عن تفاصيل مقتل الدكتور جون قرنق - وخاصة وانه مقاطع للقنوات العربية – لجأ الى موقع الجزيرة نت فى الشبكة العنكوتية لمعرفة التفاصيل الصحيحة عن الحادث، ونسأله ونقول له ما الفرق بينك وبين محجوب حسين فى هذه الحالة ؟ لان محجوب قد استفاد من قناة الجزيرة بنيل الشهرة حسب قولك واستفدت أنت من حصولك على المعلومات "الصحيحة" من موقع نفس القناة ، الم تكونا متساويان فى الاستفادة من اسرائيل؟ !
وبهذه المناسبة، فان قناعتي الشخصية أن الإنسان وفى سبيل محاربة "الشيطان" للدفاع عن النفس وتحقيق الأهداف النبيلة يمكنه الاستعانة بشيطان آخر كأداة فقط، وقد امَن الأستاذ/ شوقى على هذا المبدأ ضمنيا ، عندما برر للدكتور قرنق في استغلال علاقاته الدولية والإقليمية بذكاء لكسب المساعدات العسكرية والمادية للوصول إلى أهدافه دون أن (يقع في العمالة) وذلك رغم علاقاته المعروفة مع إسرائيل ، حسب ما ذكره الأستاذ/ شوقى في الفقرة التالية : (كانوا يعملون مع ابن خالة الإسرائيلي ميشيل هاراري ويسمى البرتو بي. هاراريس وله شركة في ولاية فلوريدا الأمريكية تدير صفقات الأسلحة سريا وهي التي كانت تمد الحركة الشعبية بالسلاح) .
ولكن على سبيل المقارنة فقط اسأل السيد / شوقى: لماذا تبرر للراحل جون قرنق علاقات المصالح مع إسرائيل، وتصف المحجوب وحركته بالعمالة لإسرائيل في الوقت الذي لم تثبت حتى الآن اى علاقة لحركة تحرير السودان بإسرائيل غير المسرحية السيئة الإخراج التي روج لها المخابرات الأردنية بالتنسيق مع المخابرات السودانية من ان الأردن قام باعتقال أشخاص كانوا يهربون السلاح إلى ثوار دار فور ؟ ثم ماذا تعنى كلمة " العمالة " حتى في هذه
" المسرحية " عندما يكون مصدر المعلومة هي دولة ترفرف العلم الاسرائيلى في عاصمتها مثل الأردن ؟ يا عالم
" كفاية " من هذه الاسطوانة، لان لا احد يستطيع ان يدعى انه عربي وفلسطيني أكثر من الشعب الفلسطيني، القيادة الفلسطينية المنتخبة يا سادتي يجلس رئيسها في مائدة واحدة مع الرئيس الاسرائيلى أريل شارون وتتشابك أيديهما بالمصافحة أمام كاميرات التلفزة التى تظهر بسمات وفود الطرفين على طرفي المائدة !

2) هجوم الأستاذ/ شوقي على زملاء المهنة من الصحفيين

يقول الأستاذ/ شوقي عن زملائه الصحفيين (الجهل بهذه الحقائق يعزى إلى أن هنالك صحافة تافهة في السودان..!! فهنالك بغل صحفي يسمى عادل الباز..مثلا يضع نفسه وصحيفته في خدمة المخططات البريطانية وجامعاتها..!! فما زالت بريطانيا تنصب الشباك لصحفيي شرق أفريقيا الجوعى المشردين، ومعظمهم لاجئون في ألمانيا أو لندن، يشحذون..ترغب أن تخلق منهم شبكة إعلامية؟!! ولتسأل من أجل ماذا؟! ويرغب هذا الصحفي أن يخدعنا بأنه أتي للسودان بمعجزة بأنه رئيس اتحاد الصحفيين المحترفين بشرق أفريقيا..!! )

واصل الأستاذ / شوقي هجومه على زميله عادل الباز قائلا (ولقد انتظرت أن يعطينا الأستاذ رأيه في مدرسة لندن الاقتصادية LSE ومعهد ستانهوب الأمريكي-البريطاني الذي يعمل بمعية وتعاون تام مع جامعة ييشيفا اليهودية النيويوركية..ولكنه صمت صمت القبور!! على الأقل لعله يفسر لنا تعريف من هو الصحفي..)

ثم يقول في موقع آخر : (ولقد صدمت أن يشارك كاتبنا الكبير(عثمان ميرغنى ) في المعمل البريطاني هذا..!! ولعل الفائدة الوحيدة أنه كشف لنا تفاصيل البرنامج من داخله..فضلا عن الإعلان. فالمبتدئ في علم السياسة (يفهم) لماذا تنشئ بريطانيا مثل هذه المراكز الثقافية ولا نزيد حتى لا نقع تحت طائلة القذف من قبل هذا المركز) . ولم تسلم كل صحافة إفريقيا من الهجوم الغير مبرر من الأستاذ / شوقى فقد أوصل سهامه أيضا إلى اتحاد الصحفيين المحترفين بشرق أفريقيا..!! ) قائلا:
(التركيز من قبل المعهد البريطاني على أديس أبابا يرجع إلى رغبته في إذكاء الروح في هذا الاتحاد الميت لأن هذا الاتحاد ليس معروفا في السودان أصلا، بل ينشط فيه صحفيو الصومال وإثيوبيا حصرا ويلعبون الدور الأكبر فيه، نسبة لتفكك دولة الصومال وفقر دولة إثيوبيا، فنجد صحفيي هاتين الدولتين كثيرا ما يطرقون أبواب المنح والهبات الأوروبية بشكل انتهازي بدون أي بعد فكري أو أيديولوجي. )

قبل الرد على الأستاذ / شوقي في هجومه على الصحافة السودانية والإفريقية لا بد من التأكيد على أنى لا أدافع عن الصحافة عموما، سواء كان في السودان آو في بقية الدول الإفريقية ولكن انتقادي للرجل ينطلق من هجومه الغير مبرر على الصحفيين وخاصة السودانيين منهم والذي أرى شخصيا وراءه فقط انتقاد هؤلاء الصحفيين لنظام الإنقاذ من وقت إلى آخر (رغم أنهم ينتمون أصلا للحركة الإسلامية ) وربما هنالك أيضا الغيرة المهنية ! . وقبل الرد التفصيلى لا بد من توضيح فلسفة الأستاذ / شوقى الذي يدعى انه منطلق منها لهجومه المعمم على الصحافة الإفريقية بما فيها الصحافة السودانية، وهو يرى حسب الفقرة التالية: (..ومع هذا النشاط المكثف لنهب خيرات أفريقيا تتعدد وسائل التدخل..منها لا بد أن تسيطر بريطانيا على الصحافة الأفريقية..!! وهنا تحركت مدرسة لندن الاقتصادية والمعهد التابع لها في عمل شبكات إعلامية تحت شعار التدريب والتمويل..وفي حقيقة الأمر لتدجين الصحافة الأفريقية، خاصة شرق أفريقيا. ويلعب المعهدان ستانهوب Stanhope، وآخر يسمى بانوس Panos..اليد الطولى في التهام الصحفيين الأفارقة وتدجينهم، ورشوتهم..بطرق ناعمة تحت عناوين التدريب، حتى البي. بي. سي. داخلة في اللعبة. إسرائيل تدرب صحفيي اريتريا. )

ينتقد السيد / شوقي الكاتب البارع / عثمان ميرغنى لأنه فقط اشترك في برنامج تدريبي أقامه المركز الثقافي البريطاني لصفوة مختارة من الشباب من مختلف الطبقات والأعمال والأعمار وذلك لاكتشاف وتطوير الملكات القيادية لهؤلاء الشباب. يستهجن الأستاذ / شوقي على كاتبنا عثمان ميرغنى المشاركة في مثل هذا البرنامج لأنه يعتقد و بعنجهية أن مثل هذا البرنامج هو مثل " المعمل " حسب تعبيره، الغرض منه إعادة صياغة عقول الشباب في اتجاهات تخدم مصالح بريطانيا في القارة الأفريقية، وقد فات على الأستاذ / عثمان ميرغنى، حسب زعمه ، هذا الهدف المبطن ! الطريف في الأمر أن الأستاذ / شوقى نقل كامل عمود الأستاذ / ميرغنى من جريدته، والذي شرح بالتفصيل هذا البرنامج بصورة مشوقة يجعل كل من يقرأ العمود يتوق إلى الانضمام إلى مثل هذا البرنامج الرائع.

أما هجوم الأستاذ / شوقي على الصحفي / عادل الباز، رئيس تحرير صحيفة الصحافة السودانية، فقط لأنه هو الآخر تلقى دعوة وذهب لتلقى دورة تدريبية في مدرسة لندن الاقتصادية LSE ببريطانيا ، حيث نفذت الدورة بالتعاون مع معهد ستانهوب الامريكى ، وحجته في ذلك ان هذه المعاهد لها علاقات مع جهات يهودية ! .
لا أرى سببا منطقيا واحدا للهجوم على الأستاذ / عادل الباز إذا كان السبب فقط حضوره الدورة في معهد ستانهوب، كما لا أرى أيضا ما يعيب معهد " بانوس " المرتبط بالمعهد المذكور وذلك من خلال ما نقله الأستاذ / شوقى نفسه من أهداف للمعهد "بانوس " من موقعه الالكتروني باللغة الإنجليزية، وهى كالتالي:
(The Panos Institute (Caribbean and Central America, Nigeria and Washington, DC) is an international organization that works to strengthen civil society by helping journalists to cover sustainable development issues that are overlooked and misunderstood, in particular those whose impact transcends national boundaries.
Panos coordinates seminars and production of print, broadcast and electronic materials on themes such as child rights, HIV/AIDS, environmental degradation, freedom of expression, gender issues and community solutions to development challenges. Panos undertakes these activities in partnerships with local and regional associations, journalists and NGOs (non-governmental organizations )
من خلال قراءة أهداف المعهد أعلاه، فان القاري الحصيف يرى ان الأهداف المذكورة هي في غاية الرقى والسموء.
ولكن انه لشئ غريب أن يرفض الشخص في هذا العالم ذات المصالح المتشابكة الاستفادة من خبرات مؤسسات ومعاهد عالمية متخصصة مفتوحة أبوابها لكل أجناس العالم ، لا لشئ غير سكون "نظرية المؤامرة" الواهية في عقله ، وليت هذا النهج شئ ثابت في قناعاته ، لان السيد/ شوقى هو الآخر سافر وعبر البحار واستقر ردها من الزمان في مدينة ميونيخ الألمانية لتلقى العلم في محيط لا يختلف كثيرا من الذي يرفض هو لزملاء المهنة ، على الأقل هؤلاء (عثمان ميرغنى وعادل ألباز ) قد سافرا في رحلات عابرة وفى أيام معدودة ورجعا بعدها إلى السودان ، أما هو فقد جلس هنالك واستقرفيها ونهل العلم من المؤسسات التعليمية الألمانية ، عملا بقول رسولنا الكريم (اطلبوا العلم ولو في الصين) ، رغم أن هذا الحديث يقال انه ضعيف ولكن المغزى واضح ، وهو أن الصين وألمانيا وبريطانيا هم سواء من حيث أساتذة العلم الذين يمكن أن يكونوا يهودا أو نصارى أو "كفارا" ولكنهم ليسوا بمسلمين باى حال من الأحوال وخاصة في زمن سيد الخلق محمد (صلى عليه وسلم ) . ومع ذلك يعيب السيد / شوقي على زملائه الاستفادة من المؤسسات المرتبطة باليهود وهو يعترف عن غير وعى انه تلقى دراساته من أساتذة يهود وهو ما يوضحه الفقرة التالية: ( وأسلوب الإسقاط يجيده أيضا الألمان..ويطبقونه حتى في مدارس اللغة على الطلبة الأجانب، خاصة عندما يكون المعلم يهوديا،..وكنت أرفض المشاركة في هذه الشراك بأية شكل من الإشكال..كنت أرفض حتى كتابة سيرتي الذاتية C.V. لمعلم اللغة!! وتفعله الكنائس الألمانية مع اللاجئين الأجانب..خاصة الأفارقة والمسلمين بالذات!! ).

أما ما ذكره السيد / شوقي من وجود المدارس الصحفية المتخصصة في ألمانيا فان ذلك شئ طيب، ولكن هل يتوقف فقط كفاءة ومهنية كل صحفي العالم على الالتحاق في تلك المدارس الألمانية ؟ وهل من اللياقة أو المنطق ان نطالب شخصا مثل عادل الباز ان يعرف لنا معنى كلمة " الصحفي " حتى نقيم مهنيته ، وهو الذي بدأ العمل الصحفي منذ أكثر من عشرين عاما ، منذ أن كان ضمن فريق تحرير جريدة الراية الحائطية الخاصة " بالاتجاه الاسلامى " في
" نشاط " جامعة الخرطوم ؟

3) نظرة التعالي والصفوية عند شوقي إبراهيم

وفى نبرة تنم عن صفوية متعجرفة يقول السيد / شوقي إبراهيم (أقول لكم لقد أوقفت مشاهدة التلفزيونات العربية منذ أربعة سنوات..وهي أصلا صنعت بهدف تضليلك؟! أو سحب وعيك لقضايا تافهة..!! كذلك الصحافة والتلفزيونات الغربية تملكها في الحقيقة الشركات العملاقة التي لا علاقة لها بالإعلام..مثل جنرال موتورز..الخ، والسر في ذلك أن الشركات الغربية ترغب أن تمرر مخططاتها وتجاوزاتها محليا أو دوليا في صمت..وتعتيم..!! لذا السيطرة على الإعلام جزء من لعبة الشركات والكارتيلات والبنوك الدولية!! إذن ماذا تبقى لكي نأخذ منه المصادر الإعلامية الحقيقية..!! جهتان. الأولى: المنظمات التي ثبت بالدليل القاطع أنها تماما منحازة لجانب الشعوب..محليا أو دوليا!! والثانية: هي the internet blogs وهذه الأخيرة ظاهرة حديثة عمرها حوالي سبعة سنوات..!! .........)
حقيقة شعرت بنوع من الإشفاق على السيد / شوقى إبراهيم لأنه يعتقد ( وللأسف جازما ) ان في هذا العالم المتشابك المصالح هنالك قنوات(Channels) مستقلة ومحايدة و(منحازة لجانب الشعوب محليا ودوليا ) لأخذ المعلومات " الصحيحة " ، حتى كلمة صحيحة هذه صارت الآن " نسبية " . لا شئ في هذه الدنيا يا أستاذ / شوقى اسمه " مستقل أو محايد ، هل تدرى يا أستاذ / شوقى أن هنالك مشكلة كبيرة الآن تشغل الحكومات الغربية (حيث تقيم أنت الآن ) وخاصة في أمريكا، وهى ان مراكز البحوث العامة، والتي تعرف هنالك بال (Think tanks) والمكلفة أصلا بأجراء البحوث (المستقلة ) وتقديم النصح للحكومات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، صارت هذه المراكز الآن تقدم النصح بمقابل للشركات العملاقة Giant corporates ، مثل ميكروسوفت و جنرال موترس و غيرها ، مما يفقدها الحيدة والاستقلالية مستقبلا ! . المواقع الالكترونية التى يحيلنا إليها السيد/ شوقى لأخذ المعلومات " الصحيحة " هي مواقع غارقة في " نظرية المؤامرة "، احد هذه المواقع حسب الأستاذ / شوقى تخصصت في حادثة نيويورك (أحداث 11 سبتمبر ) ، ويقول في ذلك : (أن ضربة نيويورك لم تكن من قبل بن لادن بل المخابرات الأمريكية والموساد ومن فعلها، بل حتى بن لادن توفى في ديسيمبر 2001م!! وما تلك الأشرطة التي تذيعها قناة الجزيرة سوى صنع المخابرات الأمريكية!! والدليل على ذلك..أن صحيفة فرنسية كبرى لي موند أخذت أشرطة بن لادن الأخيرة التي تذيعها قناة الجزيرة لأكبر معمل متخصص في الصوتيات في سويسرا فقامت بدراستها اعتمادا على شرائط بن لادن العادية قبل أن يكون مطاردا..فوجدت أنها مختلفة!! )

ويمكن للقارئ الآن أن يتخيل إلى اى مصادر يحيلنا الأستاذ / شوقي حتى نستقى المعلومات " الصحيحة " .
بالطبع يمكن للمخابرات الأمريكية ال (CIA) والموساد الاسرائيلى ان تدبلج بكفاءة عالية صوت بن لادن وايمن الظواهرى وكل أصوات زعماء الإرهاب في تنظيم القاعدة ولكن من اين لهم بأجسامهم المتحركة التى تظهر في شاشة قناة الجزيرة، هل هي روبورتات يابانية متقنة الصنع ؟