خسرت افريقيا احد اعظم رجالها..هذه حقيقة لا مراء فيها....
جون قرنق دخل تاريخ السودان الحديث من اوسع ابوابه ....
موته الاخير هو خلود له الي الابد ..
مكانه ليس دمعة تسيل علي الخدود ..فتسقط علي الارض ..او تجف عليها..
مع انه حقيق البكاء عليه ..
لكن الرجل قاتل رجلأ ...وسالم رجلأ ..و مات رجلأ ...فأحق ان يبكيه الرجال ..
وبكاء الرجال ليس عويلأ وانتحابأ ..واهالة التراب علي الرؤؤس ..انما الصبر الجميل ومن الصبر عدم اطلاق الاتهامات جزافأ ..
ومن الصبر عدم استعجال الوقائع ......
ومن الصبر ..مقابلة الفقد العظيم ..بالحكمة ..
ومن الحكمة ...الصمت ..اذا لم يكن هناك خير في الحديث ....
الحرائق التي تشتعل في الخرطوم الأن لن تكون لصالح السودان الجديد ...
الكاسب هو ..منبر الظلام الشامل ..دعاة نازية العصر الحديث ..الذي يبشر اتباعه بأن الخرطوم ستشهد ليل دامية........
واذا افترضنا ..ان الرجل العظيم قد قتل ..فهل يكون الحل ..هو بالغضب ..واحراق الكل بالكل ..
ما يفعل الان في الخرطوم لن يعيد قرنق الي الحياة ..انما يقتل كل ما قاتل الرجل من اجله..مد اليد برمال الفتنة امام الاوجه..يعني حرقنا جميعأ ..بما فيهم صاحب المديدة حرقتني ..
الحريري حين قتل ..لم تشتعل بيروت المحروقة اصلأ حريقأ اكثر ..العقلاء من تيار الحريري
احالوا موته الي انتصار لكل الشعب اللبناني ..فتحرر لبنان والي الابد ..ممن كانوا يستعبدون اهله ..
الدرس اللبناني درس لنا جميعأ .. يااصحاب الفكر والرأي ...
فاذا كان هناك من يشك في قتل قرنق ..فيمكن ان تكون هناك مطالبة وبكل هدوء بلجنة تحقيق دولية وما أسهل ذلك ..لتقرر هل قتل شهيد السودان الجديد ..ام كان الحادث قضاء وقدرأ..
وبغض النظر الي ما تخلص اليه اللجنة ..المنتصر سيكون السودان الجديد الذي كان يبشر به
دكتور جون قرنق هذا اذا كان هناك من يشكك اصلأ في موته بهذه الكيفية..
هناك وسائل عدة لاحقاق الحق ..لكن ليس من بينها قتل الابرياء ..واحراق السيارات ..ونهب المحال ..قرنق لم يكن زعيم مافيا ..وانما كان نبي السودان الجديد ..
محمدين محمد اسحق – بلجيكا
[email protected]