السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

لكي لا يصدأ الهلب بقلم صلاح شكوكو

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/1/2005 11:05 م

لكي لا يصدأ الهلب

( صلاح شكوكو )

نادي الموردة ... ضلع هام وتاريخي في مثلث القمة الرياضية في السودان .. نادي له سجل حافل في سماء الرياضة والريادة والتاريخ السياسي للسودان .. هذه العراقة وهذا المجد لم يستطع أهل الموردة توثيقه في ذاكرة الرياضة السودانية الحديثة .. بل لم يستطيع أهلها أن يقنعوا الحاضر بعراقة الماضي ..
من أهل الرياضة من لا يعلم أن نادي الموردة هو أول نادي سوداني يسافر للقاهرة ليلعب مع نادي الملك فاروق وينتصر عليه بستة أهداف .. ليغضب الملك فاروق و يأمر بتغيير اسم النادي من نادي الملك إلى نادي الزمالك .. في وقت كانت في الساحة المصرية حافلة بالنجوم السودانيين .
كثيرون أيضا لا يعلمون أن نادي الموردة هو اقدم الأندية تأسيسا في السودان .. بل لعل الكثيرين لا يعلمون أن إستاد الموردة هو أول إستاد يبنى لناد في السودان ..
ورغم كل هذه العراقة وهذا التاريخ الرياضي المشرف .. ظل هذا النادي وعبر تاريخه الطويل يدار بعقلية محليه متقوقعة إذ لا يزال أهل الحل والعقد من أبناء الموردة لا يفرقون بين إدارة حيّهم بجغرافيته المحدودة و إدارة النادي كمؤسسة فنية تربوية عامة .. ذلك أن النادي مؤسسة يأتي إليها الناس حبا ومناصرة .. بينما الحي ميلاد ورباط اجتماعي لا خيار للمرء فيه غالبا ..
صحيح أن هناك أندية كثيرة تحمل أسماء أحيائها وهذا شأن كائن في كثير من الاندية في السودان ( شمبات - الصبابى - الهاشماب - توتي ) وهذه أيضا تعاني ذات المشكلة .
فلا يعقل أن يدار النادي داخل هذا الطوق الإداري الضيق و المحدود ... صحيح أن للموردة رجالاً لا نشك مطلقا في كفاءتهم الادارية وولائهم لهذا النادي .. إلا أن هذا النادي ما عاد يعبّر عن الموردة بمفهومها المحدود .. بل أضحى هذا النادي ملكا عاما وجزءا من تاريخ السودان .. مما يحتم على أهله ضرورة الانفتاح على مساحة الوطن الواسعة الممتدة .. من خلال استقطاب العضوية والكفاءة الإدارية .. بدلا من أن يكون ( هلبهم ) لا يرسو إلا عند ضفة الموردة .. بينما النيل يجري على امتداد الوطن .. لأن هذا الإنذواء يؤدي حتما إلى تآكل الرصيد البشري للنادي .. ونخشى أن تجدوا أناسا بينكم يتحدثون بأكثر من لسان تحسبونهم منكم وهم عليكم .. نفوسهم هنا وقلوبهم هناك .. ويصفقون في حضرتكم للبدور والنجوم .
صحيح أن أندية كثيرة خارج السودان أيضا تحمل أسماء لمناطق جغرافية تنتمي إليها .. لكنها أندية منفتحة بإدارتها .. منتشرة على الأقل في إطارها المحلي الكبير .. تماما كما هو الشأن في نادي الزمالك والإسماعيلي وغيرهم .
صحيح كذلك أن هذا النادي تحت ضغط الضرورة الواقعية و العملية ، قد اصبح لا يعتمد على أبناء الحي كلاعبين بل انفتح نوعا ما تحت ضغط الحاجة .. وتبقى للإدارة ذات الحاجة .. لكن أهل الموردة ما زالوا أسيرين لمفهوم المحدودية البالي ... ولدرجة وموغلة في المحلية ، والتي بدورها قد جعلت هذا النادي يتأرجح بين فئتين من الناس فئة داخل المجلس وأخرى خارجه تتربص في مقاعد المعارضة .. ( معارضة ) تتحلّق حول نفسها تستقطب الناس والبيوت . وتكيل السباب واللوم للآخرين ..
صحيح أن المعارضة وجه من وجوه العمل الديمقراطي بل تعتبر ظاهرة صحية في جسد العمل العام .... لكنه في وسط محلي متماسك ومترابط اجتماعيا فإنها حتما تقود في أحايين كثيرة إلى انشقاقات و مصادمات تؤثر سلبا على العلاقات بين الأهل وأبناء الحي الواحد .. وتجعل الكثيرين يؤثرون الإنزواء والإبتعاد عن العباد فرارا من لظى الإختلاف والخلاف والتقاطع في حي معتق بالعلائق والصلات .
متى يعي أهل الموردة ورجالها أن نادي الموردة ما عاد واجهة تمثل أهل الموردة فقط .. بل اصبح النادي ملكا عاما للوطن و أهله .. ولقد آن الأوان لهذا النوع من البناء العتيق من الانفصام .. مثلما حدث في مرحلة ما للهلال والمريخ في مطلع تكوينها .. حيث كانا يحملان أسماء لاحياء حتمت الضرورة عليهما التغيير للخروج من بوتقة المحلية الضيقة إلى رحاب القومية الواسعة ..
إن هذا التفكير المفعم بالانتماء الضيق يعتبر نوعا من الانعزال ، ويولد نوعا من التقوقع و المحدودية التي لا تساعد على انتشار النادي .. وبالفعل فان عضوية نادي الموردة لا تكاد تخرج من إطارها الجغرافي إلا فيما ندر وحتى هذه مردها إلى نزوح بعض سكان الحي إلى مناطق أخرى خارجها .
ولا اعتقد أن الموردة بمفهومها هذا قادرة على استقطاب عضو جديد من خارجها .. بل أننا لنجد بعض شبابها اليوم قد تحول ولاءهم لاندية أخرى رغم وجود الانتماء الجغرافي للمنطقة ..
حتى نحن الذين لعبنا بالموردة لم يستطع نادى الموردة أن يغلغل فينا الانتماء أو أن يشدنا إليه .. فقد ولجنا بابه لاعبين وخرجنا من داره عابسين ولولا بعض من بيوتاتها ونفر من رموزها لأوصدنا باب متحفها وتركنا كل شيء في ارفف الزمان و متحف التاريخ كحفريات تتنتظر المكتشفين .. وأكثر ما أخشاه أن تضم مصلحة الآثار إستادهم العتيق اليها وهم مشغولون ببعضهم .. إذ يعقل أن ننتظر الصدفة لتصنع لنا المجد ..
كلمات نهمس بها في آذان رجالها وأهلها .. انداحوا استقطبوا كل قادر على العطاء ولو كان من جوبا .. وليس عيبا أن تغيروا حتى المسمى إن لزم الأمر ذلك .. إذ لا معنى لاسم بضّيق دائرة الانتماء .. والتغير ليس عيبا .. وعلينا أن نصنع التاريخ لا أن يصنعنا ويصبح قيدا علينا ..
و اجعلوا مرساكم لكل الناس وكل المراكب التي تحمل الخير للوطن . .
اعلم أن هذا الحديث سيغضب بعض المعتنقين للفكر القديم والحرس القديم .. والمتشدقين .. والموهومين ولكنها الحقيقة المرة التي يجب أن تقال ولا مناص منها حتى لا يذوب هذا النادي العريق فيصبح اسما ثم رسماً غائبا عن العقول ..
ولولا مخافة أن أتهم بينهم بالخيانة لإقترحت عليهم بيع إستادهم العتيق وإستبداله بأرض رحبة يشيد عليها إستاد راق بأقل من قيمة الإستاد القديم .. بدلا من أن يعيدوا القديم بسعتة المحدودة فلا يتناسب مع الواقع الآني وهذا بعض ما تعاني من الأندية الأخرى .
المغفرة والرحمة لنصر الدين الضحاك .. هذا الرجل الذي أرغمنا على نحترم الموردة ..
والتحية والتقدير للمعلم الغيور الذي عرفنا من خلاله الموردة ولم تعرفه الموردة حتى الآن إنه الأستاذ الفاضل مبارك عبدالله خلف الله … التحية للرائع أزهري عثمان هذا الذي مازال قلبه ينبض بحب هذا النادي رغم الإنكسار والإنحسار .. وأمنيات الشفاء للأستاذ / كمال محمد علي هذا الذي ذوبت أيامه لوعات الموردة وهو يغالب معها الأيام ويصارع الألم .
أدركوه ولا تتركوه .. رجاءا ….


صلاح محمد عبد الدائم ( شكوكو ) « أبوظبي »
[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved