تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

طفلٌ يصارع (بالة) قطنٍ .. وفنانة (تمعط) النجيلة ..!! بقلم توفيق عبد الرحيم منصور-الرباط : المملكة المغربية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/19/2005 1:33 م

بسم الله الرحمن الرحيم

طفلٌ يصارع (بالة) قطنٍ .. وفنانة (تمعط) النجيلة ..!!
توفيق عبد الرحيم منصور
الرباط : المملكة المغربية
[email protected]
أعين العالمِ كانت تتابعنا في يوم تنصيب الراحل دكتور جون .. و صمتت الميكرفونات فجأة فأحرجت رأس الدولة وهو يخطب وأحرجتنا .. ولكن من المسؤول ؟؟!.. تكلمنا كثيراً قبل ذلك عن الكثير من الهفوات لتلفازنا وفي كل مرة كنا نجد له العذر ونضع المسؤولية على شماعة الإمكانات وما شابه ذلك !.. ولكن حقيقة هذه المرة لا أعلم على من تقع المسؤولية ؟؟ .. ولكني أقول بأن الموضوع يجب أن لا يمر مرور الكرام ، وأنه يجب أن تشكل لجنة لتحري أسباب وهفوات ما وقع في يوم (9/7) .. ما حصل فقد حصل ! ولكن كي لا يتكرر ذلك ولأجل المزيد من الضبط والربط في جميع فعالياتنا خاصة والبلاد تمر بمنعطفٍ تنموي وسياسي خطير ، إذن علينا دوماً بالتجويد ومراقبة أنفسنا كي نصلح ما بنا ..
أولاً أقول بأن (الصوت) قد انقطع عدة مرات قبل خطاب الرئيس .. أما مع الرئيس فقد كانت الطامة أكبر حيث ضاع الصوتُ لأكثر من ثلاث دقائق !!.. كذلك أحسسنا في ساعتها بأن الدنيا تكاد تبتلعنا وخاصة عندما نظر رأس الدولة متلفتاً هنا وهناك ومستفسراً في صمتٍ معبرٍ ولسان حاله يقول ..لمَ توقفت الميكرفونات ؟‍!..
كذلك قيل بأن الميكرفونات توقفت في يوم اللقاء الجماهيري للراحل (دكتور جون) لأن تدافع الجماهير أدى لذلك ، ولعمري فكم من التدافع حصل في اللقاءات الكبرى الشبيهة بذاك اللقاء عبر العالم كله (المتقدم والمتخلف) ولم نر الميكرفونات تتوقف !! كذلك مذ أن كنا صغاراً كنا نرى البعض يصلح من حال الميكرفونات في بيت (اللعبة) أي العرس فينقر تارة بإصبعه على (المايك) وطوراً يهمس (ألووو .. ألووو.. ألووو) (واحد اتنين تلاته) (ألو ألو) (أوف .. أوف) ثم تبدأ الحفلة وبعدها حتى لو (فرتق) الحفلة الصعاليك فإن الميكرفونات لا تتأثر ولو أصابها عكاز !! .. هذا في الستينات والسبعينات ولكن في هذا الزمن حتى (حزمة الميكرفونات) التي نرى البعض يحملها لأجل إلقاء الكلمات قد انتفى أمرها مع تقدم التكنولوجيا المذهل !.. وإذا فهمنا أن الأمر في يوم وصول الراحل (دكتور جون) كان مرده لتدافع الجماهير فكيف يمكننا تفسير صمت الميكرفونات في اليوم المشهود (9/7) ولعدة مرات..
وليت الأمر اقتصر فقط على الميكرفونات فقد استصحب (كالعادة) إخراج الصور واختيار اللقطات بعض ما لا يقبله المرء ، وعندها اتصل بي هاتفياً أحد الأخوة من بني وطني صائحاً وكأني به يبكي من خلال السماعة ويقول (شايف الحاصل ده)!! فأجبته (وتقطعت ألماً وأسفاً مثلك تماماً) .. ثم أردف قائلاً (والله أنا طلبت عبر الهاتف من أصحابي من عدة جنسيات وهم بالعشرات بأن يتابعوا هذا الحفل التاريخي في بيوتهم والآن ما ذا أقول لهم ..؟) .. فقلت له (قل يا لطيف) ونحمد الله على الإنجاز ، والحاصل ده ربما (عين) وليس تخلفاً أو إمكانات فنحن نمتلك الذهب الأسود والأبيض والأصفر!!.. ونمتلك الإنجازات والإصلاحات والوفاق والتصالح والسلام ..(حسدونا ساكت والله) !! عين والله .. ولا يهمك .. خلاص رجع الصوت أمشي تابع الحدث .. وتحوط من العين !!..
هذا و أريد أن أوضح هنا بعض الأمور التي حدثت في ذاك اليوم علماً بأنني لا أدري حقيقةً على أية جهة تقع مسؤولية ما وقع ؟ فقد كان اختيار اللقطات لبعض ضيوفنا من زوايا أظهرت البعض وكأنهم مغمضو العينين !!.. ولكن الأدهى والأمر من ذلك هو أن من أخرج اللقطات أصرّ على تطويل فترة ظهور اللقطات الغريبة .. وأظهر البعض من كبار شخصيات العالم وهم في حالة نوم .. ومن ثم تم تكرير الأخطاء المحرجة مرات ومرات ، ولا أدري لمَ التركيز ولفترة طويلة على شخصٍ ما وهناك من يخطب على المنصة ؟ .. كذلك كانت الكاميرا تنقل لنا أحياناً منظر القصر من الخارج في لحظاتٍ لم تكن مناسبة مع ما يجري بالداخل .. كذلك كان يخيل للمرء أحياناً بأن الكاميرا لم تكن مرتاحة في تحركاتها يمنة ويسارا ..
وعلى العموم أرجو أن أشير بأنه علينا أن نتعامل مع اللقطاتِ واختياراتها بعينٍ فنيةٍ وذوقٍ رفيعٍ خاصة وأننا أصبحنا دوماً على الهواء وعبر العالم .. وإذا استعصى الأمرُ فعلينا بمراقبة الغير كي (نَشِفْ منهم) .. و أقول أيضاً لأهل تلفازنا .. أرجو أن أشير إلى أهمية إعادة النظر في (الديكورات) وأرجو أن نميل نحو البساطة والألوان القليلة والهادئة و(مافي داعي للعفش الكتير والزحمة)! بعد ما انتهينا من فترة (الدلاقين) المطروحة أرضاً استبشرنا خيراً ولكن الزحمة زادت ..! وعلينا يا أهل تلفازنا بالتركيز على وجه المتكلم وليس المستنصت . وعلينا أن نحول الكاميرا بسرعة نحو الاتجاه المطلوب ، أو زيادة عدد الكاميرات . وعلينا أن نعمل على عدم طمس ملامح المتحدث وهي عادة انفرد بها تلفازنا دون العالمين فترى مثلاً من الشخص فقط عمامته .. وعلينا أن لا نركز الكاميرا على الآلات الموسيقية القديمة في المظهر والشكل وأن نبتعد عن منظر العود المخروم (يا جماعة المبدع صاحب الكمنجة القديمة ما يشتروا ليه ناس التليفزيون كمنجة جديدة) .. ويجب أن ننتبه للقطات غير مرغوبة في (ريبورتاجاتنا) فمن العيب أن نظهر طفلاً صغيراً يصارع (بالة قطنٍ) في أحد المحالج وتشغيل الأطفال ممنوع وعيب ! ،كذلك علينا أن ننتبه للقطات (الفيديو كليب) وأن ندرس أبعادها الفنية والتربوية بحيث لا نُظهِر في (الكليب) على سبيل المثال فنانة (تمعط) النجيلة أو تقطّع أوراق النباتات في ممرات الحدائق لأنها حزينة ، أو أن نراها تقطّع بعصبيةٍ الأزاهر لأنها (زعلانة مع الحبيب) فأين أهل البيئة كي يفهموها (انو ده غلط) ؟.. كذلك لا يمكننا ونحن نتحدث عن أهمية الماء وقدسية وترشيد استعمالاته ونرى أحدهم في أحد الأفلام التسجيلية لطريق الشمال يقف أمام (مزيرة) ثم يعلق المذيع (المعلق) عن شح الماء هناك في ذاك الطريق وترى (البطل) يهبط من (اللاند كروزر) و يتناول (كوز) موية ثم يتمضمض ثم (يكشح) الباقي على الأرض وهكذا فعل من أتى بعده (ليه كده يا جماعة) (أنحنا) بنعلم أولادنا (يملوا) الكوز قدر ما يحتاجونه .. والله حرام عليكم !!.. وأخيراً نرجو يا أهل تلفازنا عدم التطويل في الفواصل الغنائية فهي تأخذ الكثير من برامج الحوارات الهامة وتبدو مملة أحياناً وكذلك بعض فنانينا يردد المقاطع أكثر من اللازم وعلينا تنبيههم ، وعلى مخرجينا أن لا يجدوا أي حرج في قطع الأغنيات الطويلة .. ووا أسفاه فقد تم أداء رائعة (خليل فرح) في يوم الراحل قرنق على أسوأ وجه ممكن (بهدلوها بهدلة !) ويخيل لي بأن المجموعة المبدعة تلك لم تتمكن من إجراء (بروفة) قبل ذاك اليوم ، ويا ليتنا وضعنا اسطوانة (الراحل الفذ) واكتفينا بها فهي القمة الحقيقية في المناسبات القومية .. ولكن لدي تساؤل أخير .. هل فوجئنا بذاك اليوم ؟ أم كان كل شيء معروفاً قبل فترة مريحة ومبرمجاً ؟ أم صار عدم الاهتمام ديدننا ؟.. عجبي !!!
توفيق منصور (أبو مي)
الرباط : المملكة المغربية

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved