تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

زعيم الإنهازيين علي عثمان و مجموعته إلي متى بقلم صلاح مكاشفي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/18/2005 4:52 م

بسم الله الرحمن الرحيم


زعيم الإنهازيين علي عثمان و مجموعته إلي متى

إن ما يحدث في السودان اليوم ينعش ذاكرة كل من إطلع على التاريخ بشكل عميق بل و يجعله يتأمل في هذه المآسي التي تحدث يوميا في البلاد شرقها و غربها شمالها و جنوبها , كل هذه الكوارث تكررت في التاريخ فمجموعات السادة النخب و أذيالهم تكررت في العديد من الدول و المجتمعات المتخلفة منها و المتحضرة و كلها قائمة على أساس واحد تنطلق منهم أفكارهم الإنتهازية و هو تخدير الشعوب , ففي رومانيا أستطاع شاوسسكو أن يخدر شعيه هو و زوجته بمجموعة من الأفكار التي أسميها الإنتهازية لأنها لا إشتراكية و لا شيوعية لأن الأخيرتين حتى تتحققان تحتاج إلي درجة من الصدق مع النفس فأستطاع شاوسسكو أن يحقق نفوذا و بطانة متسلقة تساعده على سرقة موارد البلاد من جهة و تعمي بصيرة الشعوب من جهة أخرى , و لكن ماذا جنى السيد شاوسسكو و زوجته في نهاية المطاف ؟ أمطر بوابل من النيران هو و زوجته داخل قصره الذي كان يحيك من داخله المؤامرات و الخطط الإنتهازية .....هذه هي نهاية المؤامرات و الإنتهازية للطغاة الجبابرة و نخبهم .
و في التاريخ القريب جدا شاهدنا أصنام الرجل البعثي البطل صدام حسين و هي تتساقط بالعشرات و يمثل بها أبشع تمثيل في جميع أصقاع العراق , من قام بهذا؟ ليسوا هم الأمريكيون أو الإنجليز أو الفرنسيون بل هم العراقيون البسطاء أنفسهم !! المواطنون البسطاء الذين ضللهم الصداميون و أذيالهم بوهم البعث الذي لم يكن إلا واجهة زائفة للدولة العراقية يتستر خلفها اللصوص و بائعوا أحاديث الثرثرة السياسية ليستنزفوا موارد و خيرات العراق الغني ؟ إن بطانة صدام من أسوأ البطانات في المنطقة العربية بأسرها إنهم أسوأ حتى من عصابات المافيا في صقلية , لقد إستخدموا فلاسفة السرقة و النهب ليدسوا سمومهم للشعب العراقي طيلة ربع قرن من الزمان فيما يسمى بالبعث و التساوي بين الطبقات و تشييد مبان متساوية الطوابق في معظم مدن العراق ليصوروا للشعب و الزائر للعراق بأن النظرية الإشتراكية نجحت في إحدى الدول العربية المتخلفة و بذلك يكون الممر لثروات العراق معبدا و مذللا لصدام و مجموعته الإنتهازية, و يكون المواطن البسيط هو الضحية لهؤلاء السفاحين فقد يظن المواطن بأن ما يعطيه صدام من مواد تموينية للعراقيين و منازل و غيره من مستلزمات الحياة هو من محاسن البعث , و لكن صدام صادر الحريات بل و صادر الأرواح هو و ثلة من المنافقين و الأفاكين ...و قد كان صدام يستمتع عندما ينقل له متسلقيه أحاديث الناس عن رعبهم منه , و قد وصل الحال بإبن صدام عدي أن يغلق طرق حي المنصورة في العراق و يفترش الأرض هو و أصدقائه ليلعبو الكارت(الكشتينه) على الشارع العام للحي ..!!! هذا هو الطغيان الذي أخرج صدام البطل المغوار من داخل تلك الحفرة كالجرذ و الجرذ أشجع لأنه لا يستطيع أن يعيش في ذلك القبو القذر, و الصورة التي عرض بها صدام في التلفاز كانت مزرية جدا و خصوصا عندما كشف عليه الطبيب لقد ذكرنا بالريف السوداني عندما كان يأتي البطري ليكشف على البقر و الخراف و غيره هذه هي نهاية الظلمة ....!
أما السودان فحثالة البشر القائمة على أمر الحكم تسير في نفس الطريق الصدامي و الشاوسسكي , فإذا أعتبرنا علي عثمان محمد طه هو قائد هذا السرب فإنني أبشره بنفس المصائر التي آل إليها الطغاة فنفس السناريو المتعارف عليه يتكرر الآن في السودان , و ما حدث لمعاوية ولد الطائع ليس بغريب ؟ فالسيد على عثمان الرجل الذي يعرف عنه المكر و الغدر و الخبث لا يعلم ما قد يفاجأه به الزمن الغدار و يمكن أن يستغرب القارئ هذا الحديث و يقول في ذهنه "إن هؤلاء الناس حريصون كل الحرص و يؤمنون أنفسهم قبل مصالحهم لا يمكن أن يأخذوا غرة حتى من الزمن نفسه " و لكن لمن يفكر بهذه الطريقة أقول له أن الزمن هو من صنع الله و الله سبحانه و تعالى جاء بنا جميعا إلي هذه الدنيا ليمتحن البشر هل سيعطونه حق العبادة و يطيعونه و يخشون جبروته ؟؟ و لكن أمثال علي عثمان و نافع و قوش و البشير و الجاز و غيرهم من العقد الخبيث لا يأبهون بما قد يفعله بهم الله سبحانه و تعالى بل و غير مقتنعين بنظرية زوال الحكم و أن الله ينزع الحكم ممن يشاء بالرغم من أنهم إسلاميي التوجه ....إلا أن المال عندما يكون ضمن متصدرات الأحكام مع الأمور الأخرى المتعلقة بالروحانيات يميل هؤلاء الساسة العلي عثمانيين إلي الدنيا و يضربون بالدين و الإسلام و الحركة الإسلامية عرض الحائط و ها هو التاريخ يثبت أن هؤلاء لا يدينون بالولاء إلا للمال و السلطة فقد أقصوا شيخهم الترابي لمجرد أنه أراد أن يقوم بفتح المجال للآخرين ليشاركوا معهم في السلطة و تتوسع دوائر المشاركة , إلا أن ما قام به الترابي شيخهم يعد من الخطوط الحمراء للمجموعة و من المحرمات , و لكن السؤال الأهم إلي متى ستصمد هذه المجموعة و أنا أسميها مجموعة و ليس نظاما لأن السودان الآن لا يدار أصلا بنظام و أرجو من الأخوة في قناة الجزيرة أن يقوموا بتعديل الكلمة التي تغيظ صحاف البشير سبدرات ب ((مجموعة الخرطوم)) و ليس نظام الخرطوم ...إلي متى ستصمد ضد هذه الإرادات و العزائم من جميع أنحاء البلاد و من المجتمع الدولي , لا أظن أنهم سينتظرون طويلا فكل المؤشرات تدل على أن الدائرة أصبحت تضيق عليم كل دقيقة و كل ثانية و ذلك كله للمراهنات السياسية الخاسرة و ممارسة نظرية الفشل التي تعرف برزق اليوم باليوم و التي تفضي بك في نهاية المطاف إلى التقاطعات الهلامية .
الآن مجموعة علي عثمان تحاول إستقطاب العنصر العربي في السودان و ترهيبهم من الخطر الأفريقي القادم من الغرب و الشرق و الجنوب , و في نفس الوقت يصبون الزيت على قضية دارفور فينهض العرب و يحرقوا دارفور بأكملها و تأتي الأمم المتحدة لتعد قائمة من 51 شخص 70 في المائة منهم من مجموعات علي عثمان و لكن كل هذا لا يتعظون به بل يواصلون الخبث و المكر ليتجهوا إلي الشرق و يكرروا المآسي بنفس صورة دارفور و يشيعوا في الخرطوم أن السلام قد اتى مع الجنوب و هو في طريقه إلي دارفور و الشرق يا لسذلجتهم السياسية ؟ هل تعلم أخي القارئ أن مهندسي الأمن الإنقاذي عقدوا إجتماعا عقب مصرع قرنق و توصلوا إلي أذكى الخطط العبقرية التي لم أجد لها إلا تفسيرا واحدا هو أن صلاح قوش و نافع أتخمت عقولهم فتوقفت عن التفكير من كثرة مال السحت المتدفق عليهم , لقد كانت أجندة الإجتماع عن ما هي الطريقة المثلى لإيقاف الفوضى التي عمت بالعاصمة؟ و في الختام توصل السادة أصحاب ديوان المخايرات و الشرطة إلي أن نشر شائعة مفادها أن فاولينو ماتيب قائد قوات دفاع الجنوب قد لقي حتفه و بالفعل أصبح السودانيين في ذلك اليوم على تلك الشائعة التي نشرت بالرسائل القصيرةSMSو غيرها بإيغاز من الدولة و قد حدث جراء هذه الإشاعة الكثير من الخراب و الموت و هلم جرا .....و لا تعليق !! لماذا نسمح لمجموعة من حثالة البشر أن يستخدمونا كفئران تجارب ثم يأتونا في يوم آخر و يقولون إن هنالك جهات وراء هذه الأعمال ؟ أي جهات يا ترى هل هم الشيوعيون كما كان يتهمهم هؤلاء في السابق و هم الآن معظمهم قد تعدى العقد السابع إن لم يودع هذه الفانية , هل هم المؤتمر الشعبي و هم الآن ما زالوا يلملمون أطرافهم بعد الفراغ الذي تركه لهم شيخهم طيلة الخمسة عشر شهرا , هل هم حزب الأمة الذي يعرف عن زعيمه الصادق في فترة الأخيرة البعد عن العنف و الإحتكاكات التي تؤدي إلي ذلك غير أنه رجل ذي منطق و حجة و يعلم أن لا فائدة مما قد تؤدي إليه إثارة نعرات كهذه , من إذا يا ترى له اغراض لأن يحدث بلبلة لا تقود إلا إلي شئ واحد و هو إنفلات امني لا نهائي .
لكل هذه الأفاعيل و المكائد التي لا أستطيع أن اصفها بالقذرة في كل مرة بل هي القذر على مر التاريخ السوداني , و الان تقوم مجموعة علي منذ ما يقارب السنتين بعد أن نظمت صفوفها جيدا بنهب منظم و مدروس لموارد و خيرات السودان كما كان يفعل صدام و شاكليته من الزعماء العرب و الأفارقة الفاسدين , إنهم يؤمنون بالمال لذلك فقد قاموا بتسليط جلادي المن الإقتصادي في السوق السوداني في شتى المجالات لتضييق الخناق على التجار و إفساح المجال لشركات الأمن الإقتصلدي صاحبت الأسماء المستعارة للتحكم في السوق و بالفعل لقد بلغت أرباح شركاتهم ذروتها في السنتين المنصرمتين و ها هم الان يتحكمون في السوق السوداني ككل إنعدمت كلمة المنافسة لأول مرة في تاريخ التجارة من سوق السودان لأن الأمن الإقتصادي ضيق على كل الناجحين و أصحاب المال الحلال حتى تركوا البلاد و هاجروا تماما إلي أستراليا و أمريكا و بريطانيا و الصين و الخليج و...إلخ , أين سيفر أفراد المجموعة من هذه التراكمات داخل السودانيين حتى الشماليين غير راضين عن هذا النظام و نجد هذا واضحا بعد أحداث الخرطوم الأخيرة الجميع يلوم مجموعة علي عثمان و لا يلوم الأخوة الجنوبيين , لقد فشلوا في إستقطاب الشماليين بخطاباتهم العنصرية داخل البيوتات و الأعراس و المآتم و ذلك لأن أبناء الشمال واعيين جدا لما يحدث في السودان من قبل هؤلاء الذين سيورثوا الأجيال هموما و أحقادا و معاناة بسبب هؤلاء الأنجاس .
و لذلك فليتذكر كل الأخوة المهتمين هذه الكلمات "ستدون أسمائكم داخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية في الجرائم يا علي عثمان , و سوف تكون نهايتكم أسوأ من نهاية قارون نفسه" , و الشعب الآن أوعى من ذي قبل و الحركــة الشعبية التي شاركتكم لن تكون لقمة سائغة في حلوقكم كسائر الأحزاب المؤجرة و كلنا تابعنا أحد أقطاب الحركــة مالك أقار و هو يصب بسوط جراءته على ظهر أحد الإنتهازيين المدعو أحمد البلال صاحب البوق العلي عثماني و صاحب الحصانة القوشية ....و أنا أرى أن أقلامنا فقط هي التي ستسقط هذه المجموعة بإذن الله و ليبارك الله جميع أخوتنا الذين يتضورون جوعا في شوارع الخرطوم و في معسكرات دارفور و شرق السودان و شماله و المتظلمين من هؤلاء الإنتهازيين و لنا عودة مرة أخرى.


صلاح مكاشفي
[email protected]


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved