ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
كان من الاجدر ان لايشارك القوات المصرية فى بعثة الاتحاد الافريقى لمراقبة وقف اطلاق النار لاسباب عدم الحياد والمصداقية بقلم ادم عبدالكريم ادم
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/17/2005 1:35 م
كان من الاجدر ان لايشارك القوات المصرية فى بعثة الاتحاد الافريقى لمراقبة وقف اطلاق النار لاسباب عدم الحياد والمصداقية
ما ان سمعت بان مصر من ضمن الدول التى تشارك فى بعثة الاتحاد الافريقى لمراقبة وقف اطلاق النار فى دارفور حتى تيقن لى بان قضية دارفور سوف تطول امد حلولها اكثر وان تم حل القضية فان الاخراج النهائى سوف يكون من غير صالح دارفور لذا اتوقع ان تـطول امد الحرب لسنوات قادمة بالرغم من ان هناك تعهد لوقف اطلاق النار لكنه هش جداًهذا بالاضافة الى الوضع القائم داخل مركزية الحكم لايشير الى وجود تحسن فى الحريات العامة للشعب وهذا يعود بنا الى معرفة وقراءة مرة اخرى لاتفاقية السلام التى وقعت بين الطرفين اذ جعل امر تنفيذه يقلق الكل ومن هنا يتضح ان التغير سوف يطول ايضاً ، اذ لنا ان نعرف بان الفترة الانتقالية هى فترة لاعداد النظام نفسه لكى يدوم السيطرة على الوضع لان الواقع يقول بان الجنوبيون سوف يصوتون لصالح الانفصال على الرغم من اننى كنت استبعد الانفصال قبل مقـتل دكتور قرنق لكن بعد مقـتـله تبين لى انه لامحالة له وان فعلت النظام بكل طاقته اضف الى هذا وجود نبرة شمالية للانفصال وهذا النبرة ارتفعت اكثر بعد مقتل القائد قرنق ولنا ان نفسر هذا التغير فى الوسط الشمالى .
نعود الى موضوع وجود مراقبين مصريين فى دارفور اذ من المعروف بان مصر هى التى تؤيد وتساند النظام السودانى فى كل اعماله التى يقوم به النظام السودانى وبما ان ماساءة دارفور هى اكبر ماساءة فى العالم حسب تقارير الامم المتحدة فان النظام المصرى لم تقف مع الشعب الدارفورى فى محنته بل ذهب النظام المصرى الى القول بان الضغوط على الخرطوم هى فى الاصل حملة امريكية غربية صهيونية والمنوط بها هم العرب والمسلمين فى حين ان كل سكان دارفور هم من المسلمون فهل يحق للمسلم العربى ان يقتل المسلم الافريقى واذا كان الاجابة بلا فلماذا السكوت على النظام السودانى عندما يقتل اكثر من 300الف شخص الهم الا ان كان هناك موضوع اخر ربما يرتبط بالقومية وهذا هو الاقرب للتفسير وربما يتقبله العقل لان دعم اكبر دولة عربية لنظام سودانى يدعى بانه شقيق بالمال والسلاح وكل الدعم المعنوى لابادة رعايه يعد موضوع جدير بالاهتمام كما يمكنك ان تشاهد مثل هذا الامور فى الدول الشمال الافريقى والتى غالباً ما يعتبرون انفسهم خارج الاطار الافريقى وهذا ما يشجعهم على استئصال العنصر الزنجى فى دولهم وكثيراً ما راينا ذلك فى موريتانيا وتونس و المغرب وليبيا ومصر والجزائر فكل هذه الدول تهضم حقوق الزنوج عندما تصف نفسها انها دولة عربية وهذه هى قضية الساعة الان فى السودان .
ان كل ما اريد ان اقوله هو انه من الخطأ الفادح ان يسمح لبعثة المراقبة المصرية بالتواجد فى دارفور لان فى ذلك خطر على حياة الثوار وحياة اهل دارفور عامة وينبغى على الاتحاد الافريقى ان تعمل بارادته وليس بارادة واملاء الاخرين هذا مع وضع اعتبارى عضوية مصر فى الاتحاد، كما ان سكوت الحركتين ربما يجعلهما نادمين على هذا السكوت اذ كيف لنا ان نضمن بان هولاء المراقبين لا يمدون النظام السودانى بالمعلومات الحساسة حول المناطق التى تسيطر عليها الثوار ونحن نعرف ان النظام حاول عبر الاتحاد الافريقى ان يحدد الثوار مواقعهم الا ان المحاولات باءت بالفشل واخاف ان يجد النظام ضالته فى البعثة المصرية خاصة مع الاخذ فى الاعتبار التحسن الملفت فى العلاقات بين النظامين واذا جاز لنا ان نقول وبكل صراحة نحن نشعر بكثير من القلق فى التطور فى هذه العلاقة وكان من المعلوم بانهما اعداء للغاية حتى كان هناك محاولة اغتيال على المستوى الرئاسى لكن من اين اتت هذه الطرية فى العلاقات ؟
ان طلبى الى الاتحاد الافريقى بان يعيد النظر فى ارسال مثل هذه البعثات الامنية الى دارفور وان يراعى البعد الاجتماعى والاثنى لاهل المنطقة وان يراعى الحياد فى البعثات الامنية ، كما اطلب من الحركتين ان يطلبا من الاتحاد الافريقى الغاء عمل بعثة الامنية المصرية العاملة هناك لانها حتماً سوف تكون غير محايدة بالبتة وتفقدها المصداقية واِلا سوف تزرع الحركتين لنفسها الدمار التنظيمى الذى نحن فى غنى عنه .
