ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
على بعد سنتمتر واحد من الجنه ترجل الفارس ـــ بقلم عمر باب الله الهندى-مصر - القاهره
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/16/2005 3:49 م
حصاد غريب لنضال اشد غرابه البكاء فيه اكثر من الضحك والاحزان فيه اكثرمن الافراح واللطم والنحيب فيه اكثر من التهليل والتشجيع وعلى بعد سنتمتر واحد من الجنه التى حلم ان يبنيها على ارض السودان الجديد ترجل الفارس القائد وابت الفرحه ان تكتمل وماتت الجنة الفكره مع صاحبها ونعى الثوار القائد الرمز وانتحبت فتيات الابنوس فى جوبا العاصمه وبكين الدكتور الاب وترك رحيل الدكتور قرنق الخرطوم تبكى حزناً وغضباً ورعباً حينما تحول الحزن الى غضب اعتقاداً ان الحادث مؤامرة اخرى من الشمال العربى وتحول الغضب الى عنف ورعب واقتتل الشمال والجنوب فى شوارع الخرطوم واحيائها لاول مره بعد حوالى نصف قرن وسالت الدماء ومات الناس وجرحوا بعضهم برىء والبعض الاخر جاء ليقتل اخاه فقتل والحصيله 130 قتيلاً و300 جريحاً ودمار وخراب وحرق للمحلات التجاريه والاسواق والسيارات وقامت الدنيا ولم تقعد وارتفع الصراخ والعويل حينها ادرك الشمال العربى ان شوارع الخرطوم اصبحت ارض معركه وقتال وان الحرب بعد اكثر من عشرين عاماً ادارت لهم وجهها القبيح وان موت الاخ والجار والشقيق والاب واغتصاب الاخت العائده من المدرسه حتى الموت امر مؤلم يزرع فى النفس الحقد والكراهيه ويدعوها للثأر والانتقام والاشد الماً ان يموت المواطن البرىء الاعزل فى طريقه الى صفوف الدراسه او العمل لكن هذا الوجه القبيح للحرب كان هناك فى جنوب السودان وجبال النوبه على مدى اثنين وعشرين عاماً وفى دار فور على مدى ما يذيد من عامين وما ذال وبطريقه اشد الماً واكثر قسوة قتلت هذه الشعوب الذنجيه وعملت فيها الة الحرب ما قدر لها ان تعمل قتلاً وتدميراً وتهجيراً وتطهيراً واذلالاً. الجنود المدججين بالسلاح فى المقدمه والمدفعيه الثقيله فى المؤخره والطائرات فى السماء والذنوج الفلاحين الرعاة الفقراء نيام فى قراهم لا حولة ولا قوة لهم لا حركه شعبيه ولا جيش شعبى يحميهم .لهم الله. المنازل والمدارس والمزارع ودور العباده احرقت والماشيه والممتلكات الاخرى نهبت والنساء والفتيات فى سن المراهقه اغتصبن عشرات المرات وبعضهن حتى الموت والرجال عذبوا واعدموا وكل ذنبهم انهم ذنوج افارقه عبيد نوبه وجنوبيين وفور عملاء للحركات المسلحه (الشعبيه والعدل والتحرير) . وحينما مات الدكتور قرنق واقتتل الافارقه والعرب فى شوارع الخرطوم ومات من مات وجرح من جرح ارتفعت اصوات عربيه عديده مطالبه بالانفصال عن جنوب السودان وان الشمال العربى لن يجوع بدون الجنوب والشمال ليس فى حاجه للجنوب وبتروله وخيراته. مع انى من دعاة الانفصال ولا يوجد ما يجعلنى اغضب او ابكى اوحتى احزن ان قسم السودان الى سبعه وعاشت كل هذه الدول السبعه فى امن وسلام نعم لن يجوع الشمال ولن يحتاج الى الجنوب وبتروله وخيراته حسب قولهم ولكن يبقى السؤال مطروحاً لماذا اختار بعض العرب الشماليين هذا الوقت بالذات وطالبوا بالانفصال ؟ أهى عرقلة لمسيرة السلام التى بدأت خطاها الاولى! ام لانهم تذوقوا طعم الموت المجانى فى شوارع الخرطوم عن غفله دون ان يجدوا الوقت لكيد المكايد والغدر. هذا لا يعنى بالضروره اننى اؤيد القتل و الخراب الذى حدث فى شوارع الخرطوم وان ما حدث غى جنوب السودان وجبال النوبه لا يعنى ان نار الانتقام والثأر لن تخمد فى نفوسنا فنحن شيمتنا التسامح خلاصة قولى ان الالم والموت الذى تذوقته الشريحه الشماليه بالخرطوم خلال ايام فقط وجعلها تطالب بالانفصال تذوقته بطريقه اكثر قسوة واشد الماً الشريحه الذنجيه فى الجبال والجنوب ودارفور ولسنوات طوال والفرق شاسع. هنا فى الخرطوم 130قتيلاً و300جريحاً من الطرفين وهناك اثنين مليون فى الجبال والجنوب وثلاثمائه الف فى دار فور وامة كامله جريحه. وهنابعض البقالات والمتاجر والاسواق احرقت ونهبت بالاشتراك مع العرب وهناك قرى ومدن كامله احرقت ونهبت بمذارعها ومواشيها على مدى سنوات طويله. هنا تعطلت الحياة وشلت الحركه لمدة اسبوع كامل وهناك لا حياة اصلاً لا مدارس ولا مزارع ولا مؤسسات صحيه او خدميه والمواطنون هناك بلا وطن نازحون كالعصافير على خارطة السودان اينما تكل تقيم على اطراف المدن وفى بيوت الصفيح والكرتون بلا شك ان الذى حدث فى الخرطوم حدث ألاف المرات فى الجنوب والجبال ودار فور ومع ذلك قبلنا نحن فى الجبال والجنوب بالسلام ورحبنا بفكرة الوحده ونستنا افراح السلام جراح الحرب وقبل الذنوج فى دارفور التفاوض ولكم اقول ان مطالبكم الانفصاليه جاءت متأخره وان صحيفه السلام قد جفت ورفعت اقلامها ومات بطلها والان نحن فقط من يقرر الانفصال او الوحده.ـ
عمر باب الله الهندى مصر - القاهره [email protected] __________________________________________________
