تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

حركة تحرير السودان المؤسسية القائمة على رئيس ونائبه وأمين عام وكبير مفاوضين بقلم عباس عبد الماجد الماحي- ساوباولو - البرازيل

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/16/2005 3:38 م

حركة تحرير السودان المؤسسية القائمة على رئيس
ونائبه وأمين عام وكبير مفاوضين

الواضح أن إشكالية حركة تحرير السودان مع المؤسسية ستظل القشة التي ستقصم ظهر البعير ، فالمظهر المخيب للآمال الذي ظهرت به الحركة إبان الجولة الاخيرة من المفاوضات كما أبلغنا به الأصدقاء وحسبما يحكي المراقبون ، مظهر ينبيء عن ضعف في الصياغة التنظيمية للحركة وهشاشة في تكوينها الهرمي . فقياساً بإنجازاتها العسكرية المذهلة ، عجزت عن تحويل نفسها إلى كيان قادر على إرساء تنظيم مهيكل وتشكيل مؤسسية تضع قناعة مواطن دارفور خاصة والمهمشين في السودان عامة كأولوية لتؤكد لهم بأنها حركة قادرة على الإنتقال بطوحاتهم من قعر الخيبة إلى عنان التفاؤل .

إن المرحلة المقبلة التي يتطلبها السودان الجديد تفرض حقيقة أن على الكيانات التي ستشكل منظومة الحكم في السودان أن تكون كيانات مؤسسة وقائمة على بنيان ديموقراطي وتنظيم متكامل في الرؤى والبرامج والكوادر والخطط ، ولا أحسب أن واقع حال حركة تحرير السودان يعكس ذلك ، ففي الوقت الذي تطالب فيه قواعده بضرورة المؤسسية وضرورة قيام مؤتمر للحركة ، نجد أن قيادة الحركة قد إستمرأت هذه الفوضوية وانزوت ليس لها من المبادرات إلا الحديث في بعض أجهزة الإعلام على سبيل الظهور ، إنه لغريب أن تكون حركة بهذا الحجم والدعاية وتتبنى قضية ، ساندها العالم أجمع ، إنه لغريب أن يكون لها رئيس ونائبه وأمين عام وكبير مفاوضين ، ترى كيف تقنع حركه بهذا الفهم أنها يمكن أن تكون شريكة في بناء السودان الجديد الذي يحلم به المهمشون ، وهل تستطيع حركه بهذا التشكيل أن تقارع حكومة الإنقاذ . عندما طالعنا بياناً صادراً من الامانة العامة للحركة يدعو عضويتها بأن الجولة المقبلة للتفاوض قد أجّلت لأجل إتاحة الفرصة للحركة لإقامة مؤتمرها وهي تدعو كل عضويتها للترتيب لقيام المؤتمر ، سعدنا كثيراً لاننا فسرنا موافقة الإتحاد الافريقي والامم المتحدة على التأجيل كدلالة واضحة بعدم رضاهم لمظهر الحركة في الجولة الاخيرة ، حسبما سمعنا . ولعل تلك الجهات ربما أرادت إتاحة الفرصة للحركة لتنظيم نفسها ولعل ذلك سيساعد الوسطاء والمشاركين من المجتمع الدولي في الوصول إلى حل في جولة معافاة تعطي فيها حركة التحرير المنظمة عطاءاً يتسق مع حجمها ، غير أننا فوجئنا ببيان ممهور من رئيس الحركة عبد الواحد نور وخميس أبكرنائبه الذي شاهدناه لأول مره من خلال النقل التلفزيوني لحفل توقيع إعلان المبادئ في أبوجا ، فوجئنا بالبيان يتحدث عن أشياء إنصرافية وكأنه قصد به نقل أعضاء الحركة والمتعاطفين معها بعيداً عن أجواء التفاؤل التي بثها نداء الامانة العامة للحركة ، حيث ذهب بيان الرئيس يتحدث إن حركة تحرير السودان حركة عسكرية جماهيرية شعبية قومية لكل قطاعات الشعب السوداني وبناء متكامل يشد بعضه بعضاً فلا يمكن إغفال دور أي قطاع من القطاعات سواء كان ذلك المواطن ، النازح ، اللاجئ ، المقاتل . نحن لم نقرأ في بيان الأمانة شيئاً سناقض هذا الحديث ، ولكن نود أن نسأل رئيس حركة تحرير السودان إين هذه الحركة متكاملة البناء التي تشد بعضها بعضاً ونحن لا نعرف لها من البناء سوى رئيسها وأمينها ، وها هو رئيس الحركة يناقض بيان أمانتها . ويقول بيان الرئيس أيضاً أنه لم يصدر منه كأعلى سلطه في الحركة طلب تأجيل وأن التأجيل وتأخير المفاوضات يناقض حرص الحركة لعودة اللاجئين والنازحين ، ترى لماذا أجلت حركة التحرير الجولة التي إنتهت قبل أسابيع منذ يناير الماضي، هل كان عودة اللاجئين والنازحين في ذلك الوقت لا يمثل أهميه للحركة . ويقول بيان رئيس الحركة أن السلام في دارفور للسودان عامة وللشعب وليس لفرد أو مجموعة أو تنظيم أو حركة ، هذا الحديث لم يرد في بيان الأمانة، على من يرد رئيس الحركة بهذا الحديث ، هل يتخيل ثم يرد على خياله ؟. وقال بيان الرئيس أن أي شخص أو جهة أو مجموعة تسعى لتأجيل المفاوضات هي ضد مصلحة شعبنا وتعتبر مثل هذه الخطوة مؤامرة ضد النازحين واللاجئين (علماً بأن التأجيل الذي تم للجولة قبل الأخيرة ولمدة خمسه شهور كان سببه حركة التحرير ) ولم يحدثنا وقتها رئيسها عن حرصهه على عودة النازحين واللاجئين . كذلك جاء في بيان رئيس حركة التحريرأنه ليس في إستطاعة أحد تحويل مكتسبات شهدائنا من جيش الحركة إلى مكسب شخصي أو فئوي ، هل قرأتم مثل هذا الحديث في بيان الأمانة أم هو أيضاً في سياق الحديث الإنصرافي ، كذلك قال أن الحركة ستقوم بالتقصي لمن قام بتزوير لسان الحركة في هذا الامر ومن ثم إجراء اللازم . لا يمكن أن نأخذ الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي بالسزاجة التي يتحدث عنها رئيس حركة تحرير السودان ، هذه المؤسسات أدرى بكيفية التعامل والمخاطبة ليس فقط مع حركة تحرير السودان بل هي تتعامل مع دول وهي تعي تماماً إذا كانت المخاطبات التي تصلها من حركة تحرير السودان مزورة أم حقيقية لا سيما وأن الجهة التي تتعامل مع الحركات وتخاطبهم هو مجلس السلم الأفريقي . الذي يقرأ هذا الحديث ويحاول الربط بينه وبين البيان المقتضب الذي نشرته أمانة الحركة والذي تحدث فقط عن نداء لأعضاء الحركة في الداخل والخارج بأن يستعدوا لقيام المؤتمربعد أن لبت الجهات المعنية طلبها بتأجيل الجولة المقبلة إدراكاً منها بمنطقية الأسباب ، الذي يقرأ بيان رئيس الحركة ليجد غرابه فهو حديث لا يمت إلى موضوع المؤتمر بصله ، وهو ليس رداً على دعوة إقامة المؤتمروإنما هو بيان إنصرافي لينقل أعضاء الحركة والمتعاطفين معها عن الموضوع الأساسي . ترى هل فعلاً رئيس حركة تحرير السودان قد تعلم كثيراً من مراوغة مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي الديموقراطي الذي كلما طالبته القواعد بمؤتمر خرج عليهم بمبررات واهيه وإنصرافيه . أنا أدعو القراء للإطلاع على بيان الأمانه العامه لحركة تحرير السودان وبيان رئيس الحركة ومحاولة الربط بين الإثنين ، أنا أجد أن كل بيان يغرد في واد ، لكن الحقيقة التي نتحدث عنها نحن المتعاطفون مع الحركة و المراقبون لوضعيتها بإعتبارها الحركة الكبرى وهي إحدى الحركات التي تتحاوروتتفاوض لتحقيق طوحات المهمشين ، هذه الحقيقة أنها حركة هشة في بنيانها السياسي وأن قادتها قد إستمرأو وضعيتهم ، فرئيس الحركة ونائبه يعيشان معزولين بنفسيهما في نيروبي كما يحدثنا بعض أعضاء الحركة بينما أمينها العام يقال أنه آثر التواجد في ما يسمونه الأراضي المحررة . وحسب متابعتنا للساحة فإننا لا نشهد أي مبادرات من هذه القياده تقنعنا بأنها قادرة على ملئ الفراغ في المرحلة المقبلة . حتى عمل التفاوض لا ندري كيف تنجزه هذه الحركة بهشاشتها هذه وفي ظل غياب كامل لإي مظهر من مظاهر المؤسسية . إذا كانت دعوة الأمانة العامة بخصوص قيام مؤتمر للحركة نابعة بصدق وليست تكتيكاً فإن على قواعد الحركة أن تنتفض وتدعم هذه الدعوة وإنجاحها وعلى رئيس الحركة أن يبادر بالعمل والتوجيه بما يضمن قيام هذا المؤتمر لإقناع قواعد الحركة بحرص القيادة على تلبية رغبتها ، فهو رئيس الحركة وهو المناط به المبادرة دائماً وعلى أمينها العام القيام بدوره التنفيذي في تشكيل لجان المؤتمر ومباشرة المتابعة، وخطوة الأمانة العامة بدعوة جماهير الحركة خطوة من صميم عملها، والمؤتمر في نهايته سيكون مؤتمر لأعضاء الحركة وليس مؤتمراً مفتوحاً لكل سكان السودان ، كيف يعقل أن تعقد جبهة الشرق ( البجه والأسود الحره ) مؤتمرها في أراضيها المحررة قبل أن تبدأ منبرها التفاوضي ، إذا صح ما قرأناه قبل عدة شهور، بينما حركة تحرير السودان تتشدق بأنها تسيطر على 80% من أراضي دارفور ولا تقيم مؤتمراً حتى الآن ، أقنعوا عضويتكم و أقنعونا نحن المتعاطفين يا قيادة حركة تحرير السودان ثم أقنعوا المراقبين من الشعب السوداني ومن ورائهم المجتمع الأممي لأنكم إذا بقيتم ثلاثه أشخاص تمثلون كل مؤسسات الحركة فأنتم غير جديرين بأن تمثلوا المهمشين ولا أهل دارفور في بناء السودان الجديد الذي ينشده أهل دارفور خاصة والسودان عامة.

عباس عبد الماجد الماحي

ساوباولو - البرازيل



للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved