تعليق علي مقال:
حركة تحرير السودان، المؤسسية القائمة علي رئيس ونائبه وأمين عام وكبير مفاوضين
للأستاذ/عباس عبدالماجد الماحي/ ساوباولو- البرازيل
بقلم/عبدالعزيز عثمان سام
مكتب الأمانة العامة لحركة تحرير السودان/أسمرا/ إرتريا
16/08/2005م
السيد/ رئيس تحرير سودانيزأونلاين.كوم، بعد التحية والتقدير أرجو نشر هذا التعليق علي المقال أعلاه لعموم الفائدة.
أبدأ بتقديم الشكر الجزيل لكاتب هذا المقال من ساوبالو /البرازيل .. بلد السامبا وأمجاد كرة القدم السحر الذي بهر العالم بابداعات بيليه الجوهرة ودكتور سقراط وسرجينيو والقائد دونقا ورماريو المشاكس ورونالدو الرهيب وكارلوس ورنالدينو الفنان الفذ وكافو المخلص وبقية العقد الفريد . فلك ياعباس ولهم جميعاً التحية والثناء العطر
.. ثم انني يا أخي الكريم قد إعتزلت الكتابة علي صفحات الصحف ومواقع النت منذ ديسمبر 2004م عندما قررت التفرغ التام لخدمة قضية دافور وإلتحقت بمكتب حركة تحرير السودان/ الامانة العامة وإتخذت من مدينة أسمرا الجميلة مقراً وسكناً إمعاناً في تكريس العمل المؤسس للحركة ، ساعياً بجد وأخلاص مع الآخريين لتحقيق ذلك الامل الذي يراود جماهيرنا في الداخل والخارج وكذلك المتعاطفين مع الحركة لأجل تحقيق حلم السودان الجديد الذي بدأه وأرسي قواعده شهيد الحرية وأمل المهمشين الفريق الدكتور/ جون قرنق دي مابيور الذي رحل عن دنيانا الفانية تاركاً غصة في الحلوق وذهولاً يزداد مع الايام ، ولكن حتماً سيظل الدكتور / جون قرنق، فكراً وقضية ومؤسسة ممثلاً في الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة وقاعدة إجتاحت كل ربوع السودان سيفاً مسلطاً علي رقبة مؤسسة الجلابة المجرمة التي ظلت تمص دماء الشعب السوداني منذ فجر الاستقلال وظهرت في أسوأ صورها في النظام الحكم الآن .
في مقالك الموضوعي أخي عباس ما يستحق التعليق لإماطة اللثام عن بعض الحقائق التي ما باتت ملكاً لقيادة الحركة الذين عنونت بهم مقالك ، فاستميح أولئك عذراً لأورد بعض الحقائق حول محاولة بناء مؤسسة تعبر عن إرادة الحركة وبرامجها وخططها لتحقيق حلم السودان الجديد الذي بات واقعاً لا ينكره إلاّ سقيم أو منكفيء دافن رأسه في الرمال كعادة النعام القديم ، فلا أعتقد أن نعام العولمة والمعلومات ظل متمسكاً بتلك العادة.
وألخص تلك الحقائق التي شاركت فيها كشاهد عيان بأنه في فبراير 2005م تنادي قيادات الحركة لاجتماع تفاكري في أسمرا/ إرتريا لوضع اللبنة الاولي للمؤسسية ونقل الحركة من مرحلة الشرعية الثورية والقيادة التاريخية التي افرزتها النضال المسلح الي مرحلة الشرعية الدستورية القائمة علي حكم القانون والمؤسسية وفصل السلطات مع التنسيق بينها من خلال هياكل معلومة تجيزها المؤتمر العام للحركة يعقد داخل الاراضي المحررة للحركة باقليم دارفور وفاءاً للشهداء الذين رووا بدماءهم تلك الثري الطاهرة. حضر لملتقي أسمرا فبراير 2005م مناديب المكاتب الخارجية للحركة من السعودية والأمارات العربية المتحدة والصين وقطر وبريطانيا وفرنسا وهولندا فضلاً عن رئيس الحركة وأمينها العام وممثلين للقيادة العسكرية الميدانية للحركة كما أرسلت مكاتب الحركة بليبيا وتشاد إسهاماتها ومقترحاتها التي ضمنت في التشريعات المقترحة المزمع تقديمها للمؤتمر العام للحركة لإجازتها .. وأثناء فعاليات الملتقي صدرت قرارات القيادة الميدانية الشهيرة بعزل الرئيس وتجميد الامين العام إحتجاجاً علي سوء الاوضاع التنظيمية السائدة حينها، فعكف الملتقي علي معالجة ذلك الامر الطارئ بمساعدة ورعاية الاصدقاء الاوفياء في دولة إرتريا الصديقة الوفية للشعب السوداني بمختلف فصائله حيث تم التوصل الي حل وإتفاق تم
بموجبه تجاوز تلك المحنة وصدر ميثاق أسمرا بتوقيع رئيس الحركة وأمينها العام ومباركة القيادة العسكرية الميدانية بتاريخ/10 فبراير 2005م وأهم بنود ذلك الميثاق هي:
- الإبقاء علي رئيس الحركة وأمينها العام لحين عقد المؤتمر العام للحركة خلال تسعون يوماً من تاريخه أي (في أو قبل العاشر من مايو2005م)
- التأمين علي الاستاذ / خميس عبدالله أبكر نائباً لرئيس الحركة.
- التأكيد علي القائد العام لجيش الحركة/ جمعة محمد حقار قائداً عاما لجيش الحركة.
هذا ويجدر ان الأخ رئيس الحركة كان قد سمي شخصاً آخر نائباً له بدلاً من الاستاذ / خميس الذي رُد الاعتبار والشرعيه له بموجب هذا الميثاق.
- التصديق علي نظام أساسي إنتقالي (دستور) ولوائح تننظيمية لتسيير أمور الحركة لحين إنعقاد المؤتمر العام في التاريخ المحدد لإجازة التشريعات الدائمة للحركة وإنتخاب قياداتها، وإنفض ملتقي أسمرا/ فبراير 2005م علي تلك الاشراقات التنظيمية بعد تسمية لجان للإعداد للمؤتمر العام وحددت سقوف زمنية وجداول لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه .
بعد مضي شهر علي ملتقي اسمرا أنجزت اللجان المهام الموكلة لها لانعقاد المؤتمر العام للحركة وأبلغت القيادة جاهزيتها فسافر الأمين العام للحركة الي الاراضي المحررة في بداية أبريل 2005م للوقوف ميدانياً علي إنفاذ المؤتمر العام للحركة.
بعد إعداد ميزانيات المؤتمر وتكاليفه المالية بواسطة اللجان ، طـفـق الامين العام للحركة واللجان المزكورة في سعيٍ دؤوب لإستقطاب الدعم المادي والمعنوي والأدبي اللازم من المجتمع الدولي ممثلاً في الامم المتحدة والاتحاد الاوربي والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والدول الشركاء في منبر أبوجا حيث وجدوا تجاوباً منقطع النظير وتم التوصل الي صيغة بأن يكون الدعم عبر الأمم المتحدة بحيث يساهم كل المجتمع الدولي من خلال صندوق ينشأ ويخصص لذلك الغرض لدي الامم المتحدة ، ولكن ماذا حدث ؟
الذي حدث للأسف هو أن رئيس الحركة المحترم رفض قيام المؤتمر وبالتالي تقديم أي دعم لقيامه معللاً رفضه بأن الحركة تهيمن علي مفاصلها فئة معينة ممثلة في القيادة العسكرية الميدانية والامين العام للحركة ومعلوم أن رئيس الحركة قد غادر الميدان (الاراضي المحررة) منذ ما يقارب العامان جراء العمليات العسكرية الشرسة للجيش السوداني ومليشيات الجنجويد التابعة لنظام الخرطوم علي مناطق سيطرته ولم يتمكن من العودة الي الداخل حتي الآن وكذلك نائبه ، ولعل هذا يجيب علي سؤال الاخ عباس عن إقامة الرئيس ونائبه بنيروبي/ كينيا حيث إنقطعت صلتهم المباشرة بالاراضي المحررة، وهي حقيقة تشكل 80% من مساحة إقليم دارفور الذي يساوي مساحة فرنسا.. وإزاء ذلك لم يكن ممكناً قيام المؤتمر العام للحركة في الموعد المحدد له وتوالت الاحداث عاصفة، وحتي لا نسوق الحديث هكذا يجدر بالذكر هنا أن الاخ رئيس الحركة قد أقر بإعتراضه علي قيام المؤتمر وأوقف تمويله في إجتماع عام لقيادات الحركة إنعقد في طرابلس / ليبيا في في الاسبوع الاخير من يوليو2005م بُعيد إنتهاء الجولة الاخيرة لمفاوضات أبوجا يونيو/ يوليو2005م، ضمه شخصياً ونائبه والامين العام وأعضاء الوفد المفاوض البالغ عددهم ثلاثون ونيف وساق المبررات ذاتها المتمثلة في أن الحركة تهيمن عليها القيادات العسكرية الميدانية والامين العام وينحدرون في مجملهم من قبيلة وآحدة هي قبيلة الزغاوة.. تلك هي حجة الرئيس .. والحل عنده لمعضلة المؤسسية هو أن تستمر اللامور علي هذا النحو لحين الوصول الي الاتفاق النهائي وتوقيعه ومن ثم النظر في أمر المؤتمر العام للحركة ، ولكن بعد نقاش محتدم وإصرار الوفد المفاوض علي ضرورة المعالجة التنظيمية والهيكلية لأمور الحركة إنصاع الرئيس لرأي المجموعة فوافق علي قيام المؤتمر العام للحركة داخل الاراضي المحررة في أكتوبر 2005م علي أن يسبقه تكوين هيكلية مؤقتة لتسيير الامور والاعداد للمؤتمر وعليه سافر الرئيس ونائبه الي نيروبي حيث يقيمان ولاحقاً غادر الامين العام والقيادات العسكرية الميدانية براً الي الداخل حيث الاراضي المحررة ، الي ذلك يجد القاريء الكريم ان البيانات والنداءات الصادرة من الامين العام للحركة لقيادات وجماهير الحركة في الداخل والخارج بشأن الاستعداد والاعداد المؤتمر العام للحركة ليست مُنبتة ولا هي نبت شيطاني من بنات أفكار الأمين العام والقيادة العسكرية الميدانية للحركة يرغي ويزبد لهولها رئيس الحركة ونائبه الميامين ويسوقون الاتهامات يمنة ويسرة ، ولكنها تأتي في إطار تنفيذ بنود ميثاق أسمرا فبراير
2005م وإتفاق طرابلس يوليو 2005م الذين حددا موعد قيام المؤتمر العام للحركة في مايو2005م ثم أكتوبر 2005م تباعاً ، ولو كان الشيء بالشيء يذكر يجب أن أذكر هنا أن ميثاق أسمرا لم يقرر فقط المؤتمر العام للحركة في مايو 2005م ولكنه قرر أيضاً إعتماد الاستاذ/ خميس نائباً لرئيس الحركة فأضفت عليه الشرعية التي يتمتع بها الآن ومكنته من التوقيع علي إعلان المبادئ في أبوجا يوليو 2005م .. فلا يجوز تبعيض الاحكام والقرارات فأما أن تؤخذ جملة وآحدة أو أن تترك جملة واحدة كما يقول أهل القانون وفقهاء التشريع.. فهل أخطأ الامين العام عندما نادي قيادات وجماهير حركته للإستعداد للمؤتمر العام للحركة وربط الاحزمة لحمل التكاليف وإنجاز المهام التي تقي الحركة عنف وسخونة السياط التي تعلو ظهرها من القاصي والداني ليل نهار ؟؟ .. هل يعلم الأخ عباس وقراء مقاله القييم أن رأي المجتمع الدولي وشركاء منبر أبوجا في الشكل التنظيمي الهمجي لحركتنا خلال جولة المفاؤضات الاخيرة أسوأ بكثير مما سطره قلمك الشجاع المخلص؟؟ وهل يعلم القارئ الكريم أننا أثناء جولة المحادثات الاخيرة كنا ننصرف معظم الوقت عن القضية الاساسية الي مسائل إنصرافية داخلية لاتمت الي جوهر التكليف والواجب المقدس في بناء دولة السودان الحديث بصلة؟؟ فما أن تعـلن جولة مفاوضات حتي نغرق في يـــــم إعداد قائمة الوفد المفاوض وما أن ننتهي من إدخال الجمل في ســمِ خياط تلك وتنفرج أساريرنا حتي نفاجأ بأن رئيسنا الهمام قد أرسل كشف خاص آخر للإتحاد الافريقي علي أته كشف الوفد المفاوض للحركة، فنعود مرة أُخـــري الي الطاولة لمعالجة خرمجة (ديـــك العـــدة) وتكون الجولة قد بدأت والرئيس قد سافر مع جوغته الخاصة لحضور الجلسة الافتتاحية وإلقاء خطاب ضافي عن جدية الحركة وجاهزيتها لحسم قضية السلام في تلك الجولة و رئيس وفده المفاوض لم يتحرك من موقعه ناهيك عن بقية الوفد الرسمي المتفق عليه من قِبل أجهزة الحركة وتكويناتها المعقدة ، وملفات التفاوض!! أين هي .. أين هي؟ آه ، مع ريئس الوفد المفاوض في أسمرا وقد يحضر إذا تمت معالجة ما خرمجه الرئيس، أقصد موضوع الكشف الخاص بالوفد المفاوض للحركة.. هل تعبت يا عباس أم تريد المزيد؟؟ نسيت أن أحدثك عن المساكين من مفوضي المجتمع الدولي وشركاء الايقاد الذي يفترشون دهاليز فندق شيراتون /أبوجا يحلمون بحضور وفد حركة التحرير المفدي ويدعون الله ليل نهار أن يفك كربتهم ويعّجل بحضورهم الانيق المنتظر.. أما الاتحاد الافريقي وموظفوه فأجارهم الله فينا ، كشوفات تتري (كشوفات تجي وكشوفات تمر) فهم مثلنا تماماً يغرقون في (verification) الكشوفات لتحدد أيهم الرسمي فهم كُـثر ؟؟ .. الأخ عباس والقراء الكرام إستحلفكم بالله العظيم أو بما تؤمنون به من دونه والعياز بالله أن تجيبوا علي هذا السؤال البسيط: هل تحتاج حركتنا/ حركة جيش تحرير السودان (SLM/A) الي مؤتمر عام عاجل لحل معضلاته التنظيمية قبل الخوض في أي مفاوضات وجولات هتر تريق بها ما تبقي من قدسية قضية دارفور التي أرقت العالم وأدمت كبده ؟
أليس ِملكاً لجماهير الحركة وضحاياها من النازحين داخلياً واللاجئين الي الخارج ولافراد المجتمع الدولي الذي ظـــل يسقط علي أهلنا من أجواء دارفور الغذاء والغطاء والكساء في الوقت الذي كانت طائرات الانتنوف والابابيل التابعة لنظام الخرطوم تسقط علي أهلنا القنابل الحارقة والغاز السام وتطلق يد مشاتها من الجيش السوداني الذي تخصص منذ فجر تاريخه في قتل الشعب السوداني لإبادة من بقي منهم علي قيد الحياة ، أليس ِملكاً لكل هؤلاء ومن حقهم أن يعلموا أن رئيس الحركة الذي يتشدق الآن بحرصه علي قضايا النازحين واللاجئين قد إفتتح جولة المفاوضات الاخيرة يونيو/ يوليو2005م بأزمة يحمل ماركته الخاصة بإيداع خطاب ممهور بتوقيعه وختم الحركة لدي منبر المفاضات بالاتحاد الافريقي وشركاء المنبر (الامم المتحدة ، الاتحاد الاوربي، جامعة الدول الافريقية
والشركاء والوسطاء والمسهلين) فحوي الخطاب أن حركة تحرير السودان تطالب بطرد الوسيط التشادي من منبر أبوجا كشرط للسير في هذه الجولة !! .. كأن رئيسنا الهمام هو من عين دولة تشاد وسيطة في هذا المنبر !! أُبلغ وفدنا المسكين بذلك النبأ الذي نزل علي رأسه كالصاعقة فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فعكف الوفد كعادته يحلحل هذه الأزمة ولم يأخذ ذلك وقتاً طويلاً حين قرر الوفد المفاوض أن ذلك الخطاب باطل وكأن لم يكن وهو يحمل رأي ووجهة نظر كاتبه وموقعه ولا يمت الي الحركة بصلة ، كانت هذه الازمة كفيلة بأن تطيح ليس بجولة المفاوضات التي يتباكي عليها الرئيس ولكن بالمنبر من أصله وساعتها لا نعلم ماذا يفعل الرئيس الحريص علي اللاجئين والنازحين .. هل يعلم القارئ أن دولة تشاد تأوي جميع الاجئين من إقليم دارفور ولك أن تتصور ان مشروع الرئيس الباكي علي اللاجئين قد تم قبوله وطُرد الوسيط التشادي وعاد يلملم غضبه الي بلاده كيف يكون حال أهلنا الذي إستجاروا بدولة تشاد الكريمة الفاضلة التي شاركوا مواطنيها كل شئ فهم قربي ورحم
لا يمنون علينا أبــــداً، ثم أن هذا المنبر قد بدأ في تشاد والكل يتذكر أبشي وإنجمينا التشاديتين ومن ثم إنتقل المنبر الي أبوجا بطلب من دولة تشاد لتوفير مظلة أكبر برعاية الاتحاد الافريقي كمنظمة إقليمية .
إن الرياسة عطاءٌ وبذل وليس حقاً مكتسباً وإلاّ لما قامت حركة التحرير ضد مؤسسة الجلابة الجاثمة علي صدر الشعب السوداني وريثة شرعية للمستمر بل وأسوأ منه وهم يقولون (التركي ولا المتتورك ) وأن القيادة مناطهُ الحِكمة والصبر والمثابرة والتضحية لاجل الآخرين وليست شعارات وبيانات تطلق هنا وهناك وأن القضية في دارفور ليست ملكاً لرئيس حركة أو نائبه أو غيرهم من القيادات . فهي قضية في شقها السياسي يحمل لوائها حركة تحرير السودان نيابة عن كل المهمشين في دارفور وتطالب نيابة عنهم بحقوق مشروعة لهم برعاية وإشراف ومتابعة المجتمع الدولي، وقضية إنسانية ضحيتها إنسان دارفور البسيط المسكين الذي بطش به نظام الخرطوم المجرم أما صاحب القضية الانسانية فهو البشرية جمعاء ويحمل لوائها ممثلة البشرية الامم المتحدة وقد أصدرت قراراتها من أعلي مؤسساتها مجلس الامن الدولي وأحال الوضع في دارفور منذ يوليو2005م الي المدعي بالمحكمة الجنائية الدولية والاجراءات تسير علي قدم وساق وعليه فالمسئول عن اللاجئين والنازحين ليس رئيسنا القائد والحل لا يتأتي من بياناته الصادرة من نيروبي الجميلة ولكن الحل يكمن في أن نذهب جميعاً الي دارفور لتجميع البينات وتصنيفها ومعاونة المدعي الجنائي لسوق المجرين الذين أبادوا أهلنا الي لاهاي/ هولندا لينالوا جزائهم جميعاً دون تفريط بدءاً بكبيرهم الذي أعلن أطلاق يد الجيش لإبادة شعب دارفور من مدينة الفاشر أبو زكريا مهد السلاطين في أبريل 2003م الي أضغر مجرم قام بقتل أو حرق أو إغتصاب الشريفات العفيفات من بنات دارفور الشرف والكرامة والعفة .. الدين في دارفور ليس شعارات يغلف في داخلها الحقد والكراهية والابادة الجماعية ، الدين عند أهل دارفور هو من باب المؤمن لا يكذب والرحمة والعفو عن المقدرة والكرم (لو كان هذا في غير هذا كان خير)
ان هيمنة الفرد والمجوعة هو ما يسعي لتكريسه الآن رئيس الحركة ، إنفراد بالسلطة مطلقاً بالتحكم من علي البعد ومحاولة قمع الآخريين وتقزيمهم وإنكار دورهم البطولي الذي أسس عليه مجده الزائف هو ومن شايعه، فلا يعيب الإنسان أن يعيش وسط ناسه وأهله ويعيبه البعد والتمادي فيه وليس عيباً ان يـُدعي القائد الي قاعدته ووشعبه ولكن العيب أن يجفل القائد من قاعدته ويحّرن كأنه يساق إلي الجحيم !! فماذا دهي القادة في هذا الزمان الرخــــو؟؟
الذي يزّور لسان الحركة هو من وقّّـــع علي المواثيق وإتفق مع إخوتـــه رفاق النضال وحلف بأغلظ الايمان علي الوفـــاء أول النهار وحنث بكل ذلك آخـــره ، ومن شب علي شئ شاب عليه.. لن يكتمل هذا البناء أخي العباس فأترك ذلك وتمتع بمؤسسية السامبا العزبة المنهل حلو المزاق .. ونعدك بالحـــل الناجع قريباً ، فأمهلنا حتي غـــدٍ ، أبعيدٌ غداً ؟؟
أختم بالقول أن إعجابي الشديد بهذا المقال وموضوعيته وطرحه للأسئلة الجوهرية التي تستحق الإجابة فنحن لسنا شركة خاصة محدودة المسئولية في حدود راسمالها الاسمي يدفع معظمه رئيس الشركة ويوزع الباقي بين أفراد أسرته زوجته والابناء لاجل إضفاء الشرعية وإستيفاء الشكل القانوني للمؤسسة ، لا، نحن حركة ثورية قامت لاجل كل الشعوب التي تنشد العيش الكريم وبنضالها تسببت الحركة في نتائج إنسانية كارثية عندما قرر النظام الفاشي القابض علي زمام الحكم في دولة السودان الجريح إطلاق يــد جيشه الذي تخصص في قمع الشعب لحماية مؤسسة الجلابة فأدي الي كارثة لم يشهد له التاريخ القريب مثيلاً علي المواطنين بدارفور ، ولآن هذا المقال سطره شخص متعاطف فقط مع حركتنا قررت أن أُفطــر قلمي بعد طول صيام علي هذه الكلمات التي لا أعتذر علي مرارتها وهي حتماً لن تعجب من قيلت في حقهم أو يزعمون كذلك عن جهل لانها قيلت في حق عام وملك عام بغية التقويم والاصلاح فدعهم يصيحوا ويعووا كما شاءوا فهم لم ولن يقتلوا يوماً نملة بل يقتتلون علي ثريـــد أعفـــر ، وادعوك وقراءك الافاضل أن هيا الي المؤتمر العام لحركة تحرير السودان داخل الاراضي المحررة / دارفور الكبري لنحيي الشهداء الذين رووا بدمهم الطاهرة أرض الوطن ولنزرف الدمع علي خيبة قادتنا وجبنهم وأن نعاهد الشهداء علي المضي قدما بالقضية حتي نهاياتها التي لاجلها قدموا أرواحهم مهرا .. ً فهل قلت شيئاً ذو بال يا عباس؟؟ تحياتي أكررها لك ولآهل البرازيل ودمت.
.. والمجد والخلود لشهدائنا الابرار القائد الفذ عبدالله أبكر وصحبه المامين الذين أدبوا جيوش و مليشيات الطغمة الحاكمة مصاصوا دم الشعب السوداني الباسل الصابر المحتسب... وأرجوك لا تلجئنى الي الكتابة مرة أُخري ولا عتبي لأحد.. والسلام..
--------------------------------------------------------------------------------