تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

إرهابيون .. يهددون ويتشنجون كما شاء لهم !! بقلم توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي). الرباط : المملكة المغربية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/16/2005 7:11 ص

بسم الله الرحمن الرحيم
إرهابيون .. يهددون ويتشنجون كما شاء لهم !! ..
توفيق عبد الرحيم منصور .. الرباط : المملكة المغربية
[email protected]
أصدرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) ومقرها الرباط بالمملكة المغربية بياناً تناقلته وكالات الأنباء والكثير من الصحفِ ونُشر على موقع المنظمة بالإنترنت (www.isesco.org.ma) استنكرت فيه وبشدةٍ التصريحات المتطرفة التي أدلى بها عضو الكونجرس الأمريكي (توم تانكريدو) والتي لوح فيها بقدرة الولايات المتحدة الأمريكية على تدمير (مكة المكرمة) في حالة تعرض أمريكا لهجومٍ إرهابي يقوم به متطرفون إرهابيون ينتمون إلى الإسلام .. وقالت (الإيسيسكو) بأن تلك التصريحات هي عين التطرف وتعكس (إرادة إرهابية) وتعبر عن أفكارٍ متطرفة تخدم الإرهاب ، واعتبرت (الإيسيسكو) بأن هذه التصريحات والتي أتت من شخصٍ يُفترض بأنه يمثل الشعب الأمريكي تسيء أبلغ الإساءة إلى علاقات أمريكا مع دول العالم الإسلامي وتفسد الجهود المبذولة من أجل مواجهة الإرهاب ودعم الحوار البناء بين الثقافات والحضارات .. وأوضحت (الإيسيسكو) بأن مثل هذه التصريحات الخطيرة إنما من شأنها أن تزيد في التوتر الذي يسود العالم اليوم .. هذا وللتذكير فقد دعت (الإيسيسكو) العالم الإسلامي من حكوماتٍ وبرلماناتٍ ومجالس تشريعيةٍ ومنظماتٍ وجمعياتٍ أهلية إلى استنكار هذه التصريحات وذلك من خلال وسائل الإعلام أو بواسطة رسائل احتجاج توجه للكونجرس الأمريكي ..
ونقول هنا بأن تلك التصريحات الإرهابية لم تكن الأولى من نوعها وسوف لن تكون الأخيرة ، فقد سبقتها تصريحات إرهابية من عدة مفكرين و مسؤولين وأصحاب نفوذٍ في أمريكا ، وبعضهم هدد عدة مرات من قبل بقصف (مكة المكرمة) نووياً ، والقصف النووي ليس بجديدٍ على أمريكا التي تمارس إرهاب الدولة منذ عشرات السنين والتي أزهقت وبدم باردٍ قبل ذلك نووياً وفي عدة ثوانٍ أرواح آلافٍ مؤلفةٍ من الأبرياء صغاراً وكباراً .. وهنا يحضرني التصريح الصاعق الذي أدلى به مع نهاية القرن الماضي (تيد تيرنر) مالك المحطة الإخبارية (السي أن أن) الذي أشار في مأدبة عشاء أقامها لأصدقائه المقربين وذلك عندما راودته فكرة أن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية حيث أراد أن يجس نبض المقربين منه فكانت (الوليمة) .. فقد أشار (تيرنر) في الكلمة التي ألقاها في مأدبته تلك بأن من أهم بنود برامجه للترشيح هو أن تعمل أمريكا على تطوير سلاحها النووي وأن لا تتوقف أبداً من إنتاج السلاح النووي بشتى الأشكال والأنواع وذلك لأجل الاستعداد لقصف الجياع الذين سيأتون لأمريكا عبر المكسيك ومن كل حدبٍ وصوب وذلك بعد أن ينضب بترولهم !!. ولنا أن نتخيل مثل هذا التصريح الذي يأتي من رجلٍ بحجم وأهمية (تيرنر) الذي يُفترض فيه وفي أمثاله أن يكونوا من المتحضرين والأكثر دراية وحصافة وتعقلاً من غيرهم في تناول الأمور فما بالكم بالآخرين وأصحاب المآرب المتنوعة ؟!.
هذا وإذا تركنا جانباً (توم تانكريدو) و (تيد تيرنر) سنرى الأسوأ من ذلك ألا وهو (بات روبرتسون) .. فالرجل هذا خطير ، وفي الملامح والشبه كأني به (رامسفيلد) أو (بوش الصغير أو الكبير) وكذلك يشبه جميع من على شاكلتهم مواصفةً ومضموناً (سبحان الله الجماعة ديل كلهم من خشم بيت واحد والا شنو؟)!. هذا الرجل المرعب تطرق لتصريحاته (موقع هام) من مواقع أمريكا الإليكترونية ... (وشهد شاهد من أهلها) ألا وهو موقع (تقرير واشنطن) !. حيث جاء في الموقع هذا العنوان الخطير والمعبر عن الموضوع بدقةٍ وأنقله كما هو .. (الخطر الكبير على أمريكا ليس الإرهاب بل بات روبيرتسون الذي يقود أمريكا نحو نهاية العالم) ..
و(روبيرتسون) هذا ليس فقط بالإرهابي العادي ولكنه من الإرهابيين المتدينين الذين لديهم طموحات لولوج الجنة على حساب كل مساكين العالم .. وأمثال (روبيرتسون) هذا وهم كثر في أمريكا يتمنون أن لا يكون هناك أي سلام في الشرق الأوسط وينتظرون معركة (الهر مجدون) حيث الانتصار الأكبر والأعظم ومن ثم الجنة .. هذا وقد سبق أن أشرت في ما مضى من كتاباتٍ نُشرت خلال التسعينات لموضوع (الهر مجدون) وإلى مواضيع خاصة ب (جمعية الجمجمة والعظام) التكساسية السرية ، ويبدو لي بأنني ربما أعود وأسطر المزيد عن تلك الأمور العجيبة والغريبة حقاً والتي يعيب علينا البعض تناولها على الرغم من أنها تشكل أحد ركائز المشاكل التي تواجه العرب والمسلمين والكثير من خلق الله في العالم ، وهي لا تقل خطورة من أفكار (هانتنغتون) و (فوكوياما) .. والإلمام بتلك الخزعبلات وبفلسفتها يوضح لنا الكثير من الأمور ويسهل علينا ثبر أغوار وفهم ما يجري في أمريكا من أمورٍ يصلنا شررها وشرها..
ورجوعاً ل(بات روبرتسون) وللموضوع الذي سطره الأستاذ (يحي عبد المبدي) في (تقرير واشنطن) ، وعلى ضوء ذلك أقول بأن (روبرتسون) هو قس ذو نفوذٍ وتأثير كبير في المجتمع الأمريكي وهو أيضا صاحب شبكة التلفزة (CBN) ويقدم أيضاً برامج تلفزية وإذاعية .. وهو مرشح سابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية .. أما أقواله وتصريحاته ومواقفه فهي مثيرة للجدل ، ويعده البعض في أمريكا متطرفاً .. ومن أقواله (لا ينبغي تعيين قضاة في الولايات المتحدة من غير المسيحيين واليهود ، فالقاضي لا بد أن يؤمن بالقيم المسيحية = والمسلمون يقسمون العالم إلى دار إسلامٍ ودار حربٍ ويؤمنون بالجهاد ضد أمريكا فهل تريدون أن يصبح واحد منهم قاضياً ؟) .. وعلى ضوء (تقرير واشنطن) فقد كانت تلك الكلمات عبارة عن إجابة (روبرتسون) في برنامج (The Week) الذي تبثه شبكة (ABC) الإخبارية عندما سأله مقدم البرنامج (جورج ستيفانوبولس) عن اعتراضه على احتمال تعيين قضاة لا يؤمنون بالقيم المسيحية من اليساريين والليبراليين وأصحاب الديانات الأخرى.. فتعيين قاضٍ من تلك الفئات يعتبره (روبرتسون) بمثابة أكبر خطرٍ يمكن أن تواجهه أمريكا عبر ماضيها ومستقبلها بل يفوق خطر إرهاب القاعدة والنازية والحرب الأهلية الأمريكية على حد تعبيره ..
هذا وكما يشير (تقرير واشنطن) فإن (روبرتسون) اعتاد في برامجه التلفزية على توجيه إساءات بالغة إلى الإسلام والنبي الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .. فقد وصف القرآن الكريم في برنامجه نادي السبعمائة (Club 700) بأنه سرقة دقيقة من اليهودية .. هذا وقد نقلت (مؤسسة كير) المعنية بالدفاع عن حقوق المسلمين بأمريكا بعض ما تفوه به (روبرتسون) في لقاءٍ مع شبكة (فوكس نيوز) الإخبارية وقد قصد به رسولنا الكريم ، وهنا تمنعنا أخلاقنا من أن نعيد تلك الجمل التي تفوه بها ذاك الملعون على الهواء مباشرة وعلى الملأ دون خجلٍ أو مراعاة لشعور الآخرين ودون أية اعتبارات للمسلمين أو للديانات الأخرى وذلك لأنها كلمات لا تأتي إلا من أفواه الصعاليك وأيضاً لأن أمنيته هي أن نتناقل تلك التفاهات التي يجترها في أنديته وبرامجه التلفزية وتجمعاته يومياً .. هذا ويصف دوماً (روبرتسون) الدين الإسلامي في برامجه على الهواء ب(دين تجار العبيد) ويصف الأمريكيين الذين يعتنقون الإسلام بأنهم يعانون من الجنون .. (أين حقوق الإنسان وحرية الأديان؟) !..
هذا ومن المعروف عن شخصية (روبرتسون) كما جاء في (تقرير واشنطن) هو ربطه ما بين الكوارث الطبيعية والحروب وانتقام الرب . فقد ربط في برنامجه التلفزي (Club 700) بين الحرائق التي شهدتها ولاية فلوريدا وتعامل الولاية بتسامحٍ مع المثلين جنسياً .. وأشار أيضاً في نفس البرنامج إلى أن مرض الإيدز ناتج عن سلوك المثلين جنسياً . أما بالنسبة لهجمات (11 / 9) فقد أشار إلى أنها نتاجٌ لانتقام الرب بسبب سماح المجتمع الأمريكي بأن تحكمه (العلمانية المنحرفة) التي قتلت ملايين الأجنة عن طريق مشروعية الإجهاض والتي أتت بقضاة يتحدون إرادة الرب و (يضعون أصابعهم بوقاحة في أعين الرب) ، وكذلك بسبب حرمان تلامذة المدارس من دراسة الكتاب المقدس ..
هذا وتجدر الإشارة إلى أن (روبرتسون) كان من أشرس المؤيدين ل(بوش) الابن في حملته الانتخابية للجولة الثانية ، ووصفه بالمبارك وبأنه رجل صلاح وأن مباركة الرب له قوية وتتنزل عليه أي (بوش) البركات من السماء ، وانتصاره المؤيد من عند الرب كان لا شك فيه وبأنه سينتصر على الإرهاب بجندِ السماء ومباركة الربِ وما إلى ذلك من ترهات ..
ومع كل ما تقدم تبقى الفكرة الأساسية والمحورية التي ترتكز عليها أفكار (روبرتسون) تتمثل في النبوءة القائلة بنهاية العالم وعودة المسيح إلى الأرض وهو ما يفسر على حد تعبير (تقرير واشنطن) دعم (روبرتسون) غير المحدود لليمين الإسرائيلي ومناداته بعدم التنازل عن أي جزء من مدينة القدس ، وأيضاً يفسر جميع مواقفه المعارضة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بالطرق السلمية وإقامة دولة فلسطين على أساس أن الحل السلمي للصراع ربما يحول دون عودة المسيح !. هذا وقد نقلت تقارير صحفية عن روبرتسون أثناء زيارته لإسرائيل في (14/10/2004) قوله بأن الكنيسة الإنجيلية تؤيد تماماً الرئيس بوش بسبب سياسته المؤيدة لإسرائيل ، ولكن إذا ما مس (بوش) القدس وغدت نيته لتحويل شرقي المدينة إلى عاصمة لدولةٍ فلسطينية أمراً جدياً فإنه سيفقد (أي بوش) تماماً دعمنا له ..
هذا والجدير بالذكر هو أن (روبرتسون) لا يؤيد اليهود بصورة مطلقة (كلٌ يلعب على الآخرِ من أجل الجنة .. يا سبحان الله)! فقد هاجم على سبيل المثال (روبرتسون) في كتابه (الألفية الجديدة) الصادر في عام (1990) اليهود الليبراليين لدورهم في الحد من التأثير المسيحي في الحياة الأمريكية ..
وختاماً نسوق تأكيد (تقرير واشنطن) بأن قطاعات كبيرة من المجتمع الأمريكي والعالم اعتادت أن تُصدم بأفكار هذا الرجل المتطرف ، وأنه أصبح أكثر نفوذاً وتأثيراً في الحياة السياسية والمجتمع الأمريكي في ظل صعود اليمين الديني وانقسام الولايات المتحدة الأمريكية على نفسها بين ولايات ديمقراطية ليبرالية زرقاء وولايات جمهورية محافظة حمراء .. ولنا عودة للموضوع إن تبقت في العمر أيام .
توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved