قبل اكثر من شهر مضي كنا كتبنامقالة باسم المؤتمر العام لحركة تحرير السودان
..البندقية المصوبة نحو الرؤوس ..حيث كان المقال يتناول بصورة نقدية دعوة
الامين العام لحركة تحرير السودان لعقد المؤتمر ..وقد ركزنافي ان الزمان ليس
مناسبأ لانعقاد المؤتمر اذ اعلن له بداية الاسبوع الاول من شهر اغسطس ولا
المكان مناسب ايضأ .. وقد وجهنا دعوتنا علي ان يكون هناك انفتاح عاجل علي
المجموعات العربية في دارفور وذلك حتي يكون لهم تمثيل واضح في ابوجا بحسبان ان
المرحلة القادمة من المفاوضات هي مرحلة ذات شكل مختلف وهي تضع امورأ واشياء
تؤثر علي مستقبل دارفور كله . وقد طرحت ان يلغي مكتب الامين العام مع أشراك
المكتب القيادي في الحركة بصورة واسعة اذ ثبت ان وجود هذا المكتب والمكاتب التي
تتبع له هي عقبة رئيسية في توحيد مواقف حركة تحرير السودان وفي نفس الوقت اصبحت
هذه المكاتب اي مكاتب الامانة العامة في حركة تحرير السودان تسعي وبلا كلل الي
تقويض رئاسة الحركة بداْ من المحاولة الفاشلة التي قام بها جمعة حقار ضد رئيس
الحركة وحقيقة بعد تلك المحاولة اتخذت هذه المكاتب التي تتبع للامين العام
سياسة ثابتة لم تتغير وهي احراج رئيس حركتها عبد الواحد محمد نور ووضعه بصورة
رئيس بلا سلطات وقد تبدي ذلك في ابوجا وحين مقتل رئيس الحركة الشعبية لتحرير
السودان د.جون قرنق حين اصدر محجوب حسين بيانأ وجد استهجانأ من قبل كثير من
الناس ولكن بعد يوم ما لبث ان خرج بيان مشترك من رئيس الحركة ونائبه وكان
بيانأ مسئولأ ومتزنأ . وفي يوم 12/8/2005 اصدرت الامانة العامة لحركة تحرير
السودان بيانأ تدعو قواعدها الي الاعداد والتجهيز لقيام المؤتمر العام في
القريب العاجل واتضح ان هذا المكتب كان وراء اعلان تأجيل مفاوضات ابوجا من
تاريخها المعلن سابقأ في 24 اغسطس 2005 . وفي اليوم التالي صدر بيان مشترك ايضأ
من عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان ونائبه خميس عبد الله ابكر وقد
اوضح فيه ان طلب تأجيل مفاوضات ابوجا لم يصدر منه بصفته اعلي قائد في الحركة
وسمي البيان ذلك الطلب بأنه مؤامرة ضد اهل دارفور. وبنظرة محايدة يعتبر هذا
البيان يحمل نظرة استشرافية لمستقبل الحركة ودارفور حيث تأكيده علي ان ان
الحركة هي عامة لكل الشعب السوداني فبالتالي لابد ان تتوسع مواعين الحركة
لتشمل قطاعات اخري . اشارته الي ان قضية السلام في دارفور هي قضية قومية لا
تقتصر علي فرد او حركة تعتبر نقلة كبيرة . اخطر ما قاله البيان هو استنكاره
لعملية تزوير صوت الحركة وانه سيكون هناك تحري حول الامر وسيتخذ اللازم مما
يعني ان المبادرة الان اصبحت في يد مكتب رئيس الحركة ونائبه والايام القادمة
ستكشف الي اي مدي يمكن لعبد الواحد محمد نور اعادة الاعتبار الي دور منصب
الرئيس في قيادة حركة تحرير السودان . هناك أسئلة كثيرة تدور في الاذهان لماذا
تسعي قيادات معينة داخل حركة تحرير السودان الي تقويض وتهميش رئيسها في قرارات
مصيرية مثل تحديد المؤتمر العام او المخاطبات التي توجه الي المنظمات الدولية
والخاصة بمفاوضات ابوجا . ولماذا تخشي هذه القيادات من عملية توسيع مواعين
الحركة الاستيعابية لتضم اكبر عدد ممكن من ابناء دارفور بكافة اطيافهم والوانهم
.
ونواصل .
محمدين محمد اسحق –بلجيكا .
[email protected]