تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

العدو الخفى لأمن واستقرار السودان بقلم أيمن أحمد ادم هارون-القاهرة

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/15/2005 4:52 م

اذا رجعنا قليلا الى الوراء الى ماهية العلاقة بين السودان ومصر نجد ها عبارة عن مصالح مشتركة تربط البلدين من الناحية الاستراتيجية , ممايؤكد ذلك ان الاحتلال جاء عن طريق مصر ولم تكتفي مصر بذلك بل بدات تضع الزرائع السياسية عن طريق القوى السياسية التى استمدت مبادئها الحزبية من مصروعبر هذه الاحزاب بدات بصمات مصر السيئة تظهر فى مسيرة العمل السياسي والفكرى السوداني. ان حزب الامة والاتحادى اخذوا مبادئهم من حزب الاشقاء ووادى النيل ,وفى عام 1924 ايضا تسربت الافكار الشيوعية عبر الروادالفكرية على مجتمعنا البسيط وزرعوا جذور الايدلوجية الاشتراكية ومنها تطورت البنية السياسية عن طريق الحركات الطلابية والعمالية, فى عام 1948 كانت كل هذه التنوعات السياسية ليس لها اى اساس فى التطور الفكرى والسياسي السوداني انما لعبت دور سلبى للغاية لان مصر كانت تسعى لتقسيم افكار المثقفين والمهتمين بالشان السياسي في السودان.

لأن التوحد والتوافق الفكرى قوة تجعل السودان اكثر تماسكا يهدد عرش ريادة مصر في المنطقة , وايضا فى ثورة يوليوا التى قامت في مصر قبل استقلال السودان سنة 1953 حتى سنة 1956 ,فى تلك الفترة ساهم الجانب المصرى كثيرا فى تشويه التجربة الديمقراطية الوليدة فى السودان , وبدات المحاولات المصرية فى استقطاب الجيش السودانى اثناء حكم حزب الامة 1958 , وعندما احست مصر بان مصيرها مرتبط بالسودان حاولوا تاسيس علاقة تتلخص في طرح الحساسيات التاريخية جانبا وتسوية المشكلات التقليدية بين مصر والسودان من حيث اتفاقية مياه النيل وكانت نظرتهم اليها من جانب مصلحة مصر اولا , لان الكثير من الخبراء يتوقع فى عام 2025م هبوط دخل الفرد فى مصر من المياه العذبة الى اقل من خط الفقر المائى وهذا سوف يهدد الامن القومى المصرى وحاولت مصر القيام بتسوية لمشاكل الحدود بتدخل تحكيم دولى كوسيلة حضارية للتفاوض ومقصد من ذلك هو استمرار العلاقة السلمية لتحقيق مصالحهم الخاصة .

وما تناولته من شق تاريخى للعلاقة مابين مصر والسودان لاظهر ما بجعبة العدو الخفى ومدى السلبية التى كانوا يتعاملون بها لان مبتغاهم الاول والاخير عدم استقرار السودان ويدعون ان العلاقة ايجابية وان مصر والسودان قطر واحد لا والف لا للاذدواجية لان مصر عدو خلف الستار. ان مايثير دهشتى هو التطبيع الكامل الذى قامت به حكومة الخرطوم مع مصر والتعاون المشترك لم يقف الى حد التطبيع السياسي بدوا فى اعادة صياغة العلاقات الثقافية للدولتين حتى يكون التطبيع على المستوى العلمى بطرح التواصل الثقافى الذى يقوم على التطورات العلمية والتكنلوجية .

ان ما تقوم به حكومة البشير من ادخال مصر فى عملية الامن والاستقرار فى دار فور

هذا يزيد من هوة القضية ويعقد المشكلة اكثر لان مصر تعمل دوما على السودان العربى وان دورها عبارة عن ممثل خفى للجامعة العربية لذلك لابد من ابعاد مصر تماما من المشاركة حتى بالراى ناهيك عن الامن والاستقرار فى دارفور لانها تؤزم من القضية .

اما اذا تناولنا الجانب الاجتماعى نجد ان العلاقة بين الشعبين السودانى والمصرى لا يوجد اي توافق وان هنالك تباعد فكري وثقافى وعلمى كبير يصل الى مرحلة الكراهية بين الشعبين والسبب في ذالك هو ان الحكومات التى تعاقبت على حكم مصر المتعاقبة كانو دوما يسعون الى طرح مفاهيم خاطئةعن السودان وشعبه وان السودان من الدول التى ليس لها شان وترسخت هذه المفاهيم الخاطئة فكرة ومضمونا فى اذهان الشعب المصرى واصبحت النظرة الدونية هى سمة العلاقة بين مصر والسودان لذلك من الصعب محو هذه المفاهيم من عقول الشعب المصرى .

لابد من اصحاب الشأن السياسي اتخاذ الحيطة والحذر الكامل حتى يكون السودان امنا ومستقرا.

أيمن أحمد ادم هارون

القاهرة


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved