مابين الإنفصال أو الوحدة برحيل د. قرنق

بقلم فاسكوالي فيليب توحا./ جبال النوبة- كاودا

كلمات ظلت يقوله أينما ذهب . وحدة الهامش والسودان وإفريقيا رسالتي في الحياة - الحرية ليست مجرد التخلص من الأغلال لكن الحرية أن تعيش حياة تحترم فيها حرية الآخرين وتعذذها إننا في بداية المحك الحقيقي لإختبار مدي إخلاصنا.

في الوقت الذي دخلت فيها البلاد مرحلة جديدة ومتطورة من تاريخها السياسي. بهدوء الكل بدأ يترقب إعلان حكومة وحدة وطنية ببداية شهر أغسطس فلجأ البلاد نبأ إستشهاد فريق اول د.جون قرنق ديمابيور نائب رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب وزعيم الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان SPLA/M . أصدر مجموعة من مرسم دستورية كأولويات الحركة والحكومة في المرحلة المقبلة منها دارفور - شرق السودان - المليشيات والفصائل المسلحة - حسم مسألة جيش الرب - حوار مع كافة القوي السياسية من أجل السودان كامل ومتكامل. كانت ذلك في أول مؤتمر صحفي بعد توليه هذا المنصب بثلاثة أسابيع الماضية ..... والسؤال الذي يطرح نفسه الي أي مدي يمكن ان يتأثر بشكل او آخر مقتل دكتور جون قرنق . تجاه الإنفصال او الوحدة... هل رحيل قرنق سياسياً سيزيد نسبة أصوات الإنفصاليين بشكل أوتوماتيكية ام العكس صحيح سيقاتل الحركة برمتها من أجل السودان الجديد ولن يزيد المهمشين إلا الإصرار والماس والإستمرارية من أجل تحقيق الهدف المنشود. او ما المتوقع حدوثها في المستقبل ... هل الإنفصال حتماً ام الوحدة ؟؟؟؟ للإجابة حول هذه الأسئلة أنفا ... يجب ان نلاحظ الآتية - قرنق رجل له ثقله السياسي والإجتماعي ورقم لا يجاوز أحد سوي كان في الشمال أو الجنوب . والحشد المليونية من السودانيين في مطار الخرطوم حتي إستقبالها دليل علي ذلك . فمثلاً علي مرة تاريخ جنوب السودان علي مدار خمسين رجل تأثر ودخل نفوس ووجدان الشعب في كل من الإستوائية - بحرالغزال - أعالي النيل. استطاع في ظرف محددة إزالة التشوهات القبلية والجهوية الذي كان يسود علي مر السنين شكل إختلافات في مؤتمر جوبا 1947 _ المائدة المستديرة 1965 - إتفاقية أديس ابابا 1972 -الخ. بذل قصار جهده من أجل توحيد الرؤي ولم الشمل والصفوف من أجل مواجهة الظلم وإقتنعت عدد مقدر من أبناء جنوب السودان ان القضية الأساسية في جوهرها ليست الشمال والجنوب أو العرب والأفارقة كما يراه البعض ضيق الأفق السياسي.بل المسألة الأساسية في السودان تتمثل في الظلم والإضطهاد والتهميش في كافة أنحاء السودان .. وجعلت مقاتلوا في صفوف الجيش الشعبي متشبع بفكر السودان الجديد الذي يسع للجميع. أريد ان اوضح نقطة في غاية الأهمية من خلال مقالي هذا. ربما أخطأ الكثيرون من خلال تحليلاتهم وتفسيراتهم وقرآتهم لشكل وطبيعة واقع الجنوب ومصيره برحيل القائد البطل رجل الحرب والسلام الدكتور جون قرنق ديمابيور من الساحة السياسية السودانية مثله مثل علي عبدالطيف - وليم دينق والتاريخ يعيد نفسه بشكل او آخر . حتماً مسألة الإنفصال سيكون في أرض الواقع. كما يراه هؤلائي لكنهم نسوا ان نسبة الوعي القومي من خلال نظرية السودان الجديد أقرب لواقع حدث عن بعده.

نعم السودان تأثروا بشكل لايختلف الأثنان برحيل القائد الفذ أبرز قادة قادة الثوار في القرن الواحد والعشرون .لكن تجارب الشعوب من حولنا يعلمنا الكثير . إغتيال إستيف بيكو في أسوأ الظروف جنوب إفريقيا تحتاج اليه لكنه ترك البصمة والإصرار.النضال والكفاح إزداد في جبال النوبة برحيل الشهيد المبي يوسف كوه إبن السودان البار. رحيل قرنق قد لا يتأثر إن طالت او قصرالزمن بل ستمضي قدماً الي الأمام والإنسان يتعلم من خلال المشقات والصعاب والمارة حسابات من جديد هؤلائي المهمشين في جنوب البلاد سوف يدافع بضراوة عن الفكر الذي يحمله الدكتور قرنق لانه فكر والأفكار تبقي جيلاً بعد جيل . والأجسام تمضي علماء النفس يقول . إن الإنسان سريعة الغضب وسرعن الرضعبإمكاننا نسمع الكثير وردود الأفعال برحيل قرنق في هذه الايام سيكون بأشكال مختلفة من الذين إستقبلوه في مطار الخرطوم . والأقلام سوف تكتب بعاطفة او غير ذلك .... ولكن الأمور سوف تهدأ رويداً رويداً بمجي رجل المواقف الصعبة سلفاكير ميار ديت الذي صرح في أول مؤتمر صحفي له بنيو سايت إنه سيعامل جاهداً في نفس المنوال الذي كان يسير فيه الدكتور. لأن الحركة الشعبية حركة برامجية ذات أهداف ومبادئ تحمل معاني سامية وبداخلها خواطر تستطيع ان تقود السودان الي بر الأمان.

عليه نستطيع القول بان الرؤية المستقبلية لبقاء السودان كقطر واحد وموحد من نمولي الي حلفا ومن طوكر الي جنينه بمفهموم السودان الجديد أمل ستظل باقية ان طالت او قصر الزمن. نحن أمام مهمة ومسئولية تاريخية كأبناء الوطن الواحد - خطاب محلليين سياسيين - صحفيين - أي اصحاب الأقلام. يجب التريس والدقة في كل ما نكتبه بآمانة وطنية ونضع السودان في حداقات أعيوننا بعيد من المصالح الخاصة حتي لا يكون وطن مبعثرة في طريقها.