تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

الخرطوم مدينة فاضلة رمزها التسامح بقلم Faisal Al Zubeir

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/14/2005 10:19 م

الخرطوم مدينة فاضلة رمزها التسامح
لم استغرب أن يبدي ابوبكر القاضي شماتته على أهل الخرطوم ولا تصدر عنه كلمة شجب لإحداث العنف يوم «الاثنين الأسود» مطلع الشهر الجاري واغفل أن يواسي من أصابتهم مصيبة، وذلك لأن كل كتاباته تغذي الفتنة وان رفعت الخرطوم «الراية البيضاء» فهي رسالة سلام وليس انهزاما كما حاول أن يصور ذلك .
لقد ظن القاضي أن سكوتنا ضعف ولكنه لم يفهم الدرس وكان حريا به أن يمسك قلمه ولا يثير الفتنة أو يزدري الوطن وأهله أو يدعو إلى تمزيقه بغزوه، أو أن يخوض في انساب الناس حتى لا نذكره بأصله وهو الوافد من «صوكتو» كما اعترف هو ذات مرة فعليه أن يحترم من استضافوه وزوجوه من «الشايقية» وليست «الشامية»!
ستظل الخرطوم مهما حاول البعض ممن في نفوسهم مرض أو في عيونهم رمد المدينة الفاضلة وستظل مخزنا لقيم المجتمع السوداني الأصيل، ورمزا للتسامح وقبول الآخر حتى لو كان «وافدا» أو «بدون» أو جاء على ظهر أمه‚ وستظل الخرطوم ملتقى للحضارات وجسرا للتواصل بين مختلف الشعوب، ويكفي أن قادة التحرر في أفريقيا انطلقوا منها وستظل ملاذا للعرب إذ استطاعت أن تجمعهم بعد هزيمة يونيو 1967 بعد أن تفرقوا وان تصالحهم بعد أن اختلفوا فأي محاولة للنيل من أهل الخرطوم مصيرها الفشل كفشل أصحابها الذين يتوهمون بأنها «ستتغير إلى الأبد»، بمشروعهم الجديد أو إنها ستسقط مثل بغداد بتجريد حملة دولية وهنا ينسون إن المغول الجدد سينتحر ون على ضفاف النيل‚
الحقيقة التي لم يستوعبها القاضي «المتلفت» أن الخرطوم التي درس في جامعتها القانون‚ قدمت نموذجا في التسامح واستطاعت أن تفوت على «أعداء السلام» فرصة تأجيج «حرب أهلية» وإشعال الحريق بل لملمت أحزانها وضمدت جراحها وكظمت غيظها، وعفت عند المقدرة ولسان حالها يقول «احذروا غضبة الحليم» أما أن يسكت القاضي عن محاولة استباحة الأعراض وإزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات ظنا منه أن ذلك انتصار للمهمشين فهذا خطل الرأي بعينه ولا استغرب ذلك على شخص كان يوما ما أحد «سدنة» نظام الإنقاذ يسبح بحمده ويحرف نجور الطغيان لرموزه ليأتي اليوم ويدعي انه معارض وما يدري انه بذلك يكون كنافخ الكير الذي لن يستطيع أن يحرق الخرطوم أو يزكم أهلها برائحته لأن أهلها تصمهم طهارتهم ونقاء سريرتهم ولذلك احتضنوا كل من وفد إليها.أما حديثه عن انفصال الجنوب وجبال النوبة ودارفور فليس له الحق أن يتحدث باسمهم لأنه ليس منهم فهذه قضايا تهم أهل السودان وحدهم فأهل الجنوب تحكمنا معهم اتفاقية السلام الشاملة CPA وتقرير المصير معترف به من كل أهل السودان وكل القوى السياسية أما جبال النوبة فتعالج في إطار اتفاقية ترسخ السلام والتنمية في هذه المنطقة‚ أما دارفور فأهلها أدرى بشعابها وبينت رابطة أبناء دارفور الكبرى في الدوحة عن موقف حكيم إذ دعت إلى حل الأزمة عبر الحوار السلمي ومحاكمة المجرمين‚ والقاضي لم تكن لديه الشجاعة للاعتراف بدوره ومنصبه في حركة العدل والمساواة‚ الجناح العسكري لحزب الترابي وسبق أن كشفنا ما ظل ينكره، بل صمت عن أسئلة كثيرة ومشروعة يمكن إيجازها من السؤال التالي: لمصلحة من يعمل القاضي؟ هو الذي جعل منزله مسرحا لنشاط سياسي لا أظنه مشروعا أو يتفق مع وصفه كمقيم‚
وللقاضي مقدرة كبيرة على قلب الحقائق فالقول إن 96% يؤيدون الانفصال كما تقول التقديرات‚ فهذه النسبة أوردها المبعوث الأميركي روجر وينتر، وهي رسالة خاطئة‚ لكنها توضح ما يخطط للسودان‚ فهل القاضي يخدم وهو لا يدري هذا المخطط‚ أم انه يردد ما يقوله الآخرون دون وعي أما القول بانتصار المهمشين في العراق والسودان‚ فهذا بدوره رأي خطأ‚ فما يجري في العراق «حرب أهلية» و«احتلال» لبلد عربي يجري تمزيقه طائفيا‚ فهل الدعوة لشطب «البسملة» في السودان وعدم لفظ «التعويذة» كما يطالب الأكراد اليزيدية تعد انتصاراً! سبق أن قلت إن القاضي نحت له قاموسا في الكلام الفاضي ولذا لم يرد عليه الكثيرون، ولكنني سأظل أرد عليه وأتصدى لافتراءاته حتى لو دخل «جحر ضب» ولن نقول كما قال غيرنا إن مثل هذه الكتابات تجبر المرء على أن يكور شفتيه ويمطها إلى الأمام ويحرك لسانه حتى ينطلق التعبير المناسب!!


للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved