تحليلات اخبارية من السودان
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

ضياع كنز الحقيقة بين افتراءات العتباني وقراءات بروفيسور حسن مكي بقلم سارة عيسي

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
8/14/2005 2:41 م

يري الدكتور حسن مكي أن الغرض من تكوين لجنة دولية لبحث اسباب سقوط طائرة نائب الرئيس السابق الفريق جون قرنق هو اغلاق هذا الملف ، ودعم دكتور حسن مكي هذه النظرية بما حدث في لبنان عندما تم تكوين لجنة دولية لمعرفة الجهة التي أقدمت علي اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري حيث لم يتوصل الخبراء الي الخيوط التي تقود الي الايدي الاثمة علي الرغم أن كل الدلائل تشير الي تورط جهاز المخابرات السورية في هذه الجريمة ، و حسن مكي يحلل ويكتب ما يتمناه وما يراه متماشيا مع توجهه الفكري ولا يتقيد بمعايير الموضوعية العلمية، وهو بذلك يطعن في نزاهته كرجل مفكر وقارئ للتاريخ ، فاذا نظرنا الي الملعب اللبناني فسوف نجد أن هناك كلفة باهظة لاغلاق هذا الملف الحساس وأولها خروج القوات السورية من لبنان ، والجيش والمخابرات السورية كانت متواجدة في هذا البلد لمدة ربع قرن من الزمان من غير أن يزحزحهما أحد وفرضت هذه القوات علي اللبنانيين نموذجا محددا في الحكم يضع المصالح السورية في المرتبة الاولي ، والتسوية الثانية التي أدت الي اغلاق ملف اغتيال الحريري أو تنازل أولياء الدم المسفوح اذا صح التعبير هو وصول تيار المستقبل الذي يتزعمه السيد/سعد الحريري الي المجلس النيابي تحت أريكة من الاغلبية المريحة ، والحدث الثالث هو السماح بعودة الجنرال ميشيل عون من منفاه في باريس وتكوينه حزب التيار الوطني الحر الذي يدعم مصالح الطائفة المسيحية في لبنان كما تم الافراج عن الدكتور سمير جعجع قائد حزب الكتائب السابق بعد أن حكمت عليه السلطات اللبنانية في السابق بالسجن المؤبد ، وتم طرد المخابرات السورية وأذيالها من اللبنانيين أمثال اللواء لطيف السيد ، هذا هو ثمن اغلاق ملف حادثة اغتيال الحريري و رجل بهذا المستوي من الاهمية لن يضيع دمه هدرا كما يتصور استاذنا المفكر والبروفيسور حسن مكي ، وبنفس المستوي لن يضيع دم الفريق جون قرنق هدرا ولن يوافق أتباعه علي تكوين لجنة تقصي حقائق بغرض اغلاق الملف فقط من غير أن نعرف الاسباب التي أدت الي فقداننا الي هذا الرجل المهم في السياسة السودانية.في السابق تم اغلاق ملف طائرة المرحوم الزبير وطائرة المرحوم /ابراهيم شمس الدين وتم اعتبار هذه الحوداث قضاء وقدرا علي الرغم من تكرارها ، فاذا استهانت الانقاذ برموزها وأرتهنت للقضاء والقدر فنحن نختلف عنها تماما في التعامل مع هذا الحادث الذي أدي الي فقداننا الي الحبيب جون قرنق ، فالله خلق الاسباب ومن حقنا ان نعرف من هو المتسبب في هذه الكارثة.

ونعود الي الخديوي /علي اسماعيل العتباني وموقفه من هذه الحادثة ، فالرجل يحمل رؤية قبل أن نفجع بموت جون قرنق ، فالعتباني حمل هم تحول مدينة الخرطوم الي جوهانسبيرج أخري يختلط فيها السود مع البيض والملونين فتفقد بريقها العربي وصدارتها في سوق عكاظ حيث يشكو لبيد من طول الامد ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسام ..، وجزع العتباني من هذا التحول وهو يعيش نرجسية العرق الابيض الكاذبة وعشقه لاستانة اسلافه الطورانيين في تركيا كمال أتاتورك، ولم يستغرق العتباني في نومه العميق حتي ايقظه شبح المهمشين وهم علي ابواب الخرطوم ، هذه المرة كانت صوتهم داويا وأخرس كل الالسن ونالوا شرعية الشارع السوداني عندما تجمع ستة مليون محتشد في الساحة الخضراء وهم يحييون الزعيم جون قرنق ، الزعيم الذي لا يعرف تاريخ ميلاده لأنه ولد في الغابة وعمل بمهنة ( طلبة ) في خزان الروصيرص وهو يناول الاسمنت في بداية رحلة البناء الهادف للسودان الجديد ، زعيم عرف طعم ( زيت السمسم ) مع وجبة الفول السوداني في ساعات الصباح ولم يعش علي البتزا وتناول طعم المقبلات الشامية قبل التهام طبق الديك الرومي وجراد البحر ، خرج جون قرنق من رحم المعاناة السودانية ولم يرث الزعامة عن أبيه أو أمه وقاد شعب السودان في حرب التحرير الطويلة حتي حظي بثقة اهل الشمال قبل أهل الجنوب ، وراهن عليه اهل الشرق والغرب في معركة التحرر من ربق مافيا الانقاذ ، ورجل بهذه المكانة والثقل يخيف العتباني وغيره من رجال الماضي المؤلم والذين قتلوا باقلامهم الناس قبل ان يتلقفهم الرصاص ، جزع العتباني واستيقظ من نومة أهل الكهف وكتب كلمات في غاية السوء وهو يصف استقبال قائد الحشد الجديد ، تحدث العتباني عن تحطم زجاج السيارات وعن زحمة السير بسبب هذا الاستقبال وغاب عن ذاكرته أن اهل السودان بهذا الاستقبال يودعون صورة الحرب التي برع في رسمها هو ورفيقه اسحاق أحمد فضل الله ، لم تعد هناك دماء يتاجر بها ورؤي معانقة الشهداء لكريمات الحور العين هي اضغاث أحلام لم تعد هي المحرك لغريزة الحرب ، جزع العتباني من هذا التحول ومن حقه أن يجزع فهو المستفيد الوحيد من بؤس الناس ومعاناتهم ويترحل بين الاقطار مثل ابن بطوطة وينقل لنا من اسفاره رحلة السندباد البحري الي مملكة الاميرة بدر الزمان ، يتجول في قارة اسيا وينقل لنا مشاهداته عن سور الصين العظيم ويمرح في بلدان العروبة ويلتقي بالحبان ويحظي بالهدايا والاعطيات ثم يعود الي الخرطوم وقد فرحه الله بما اتاه ويلعن كل من وقف في وجه الانقاذ ، ولا نحسد العتباني علي هذه المنزلة لأنه نالها بفضل قلمه ورأيه وليس بفكره ومبادئه .

وقد أستغرب استاذنا الكبير محمد الحسن أحمد ان سعر رطل السكر قد أرتفع من 800 جنيه الي 1500 جنيه ولم يصل ذلك الي مسامع الصحافة ، وعرف استاذنا/ محمد الحسن هذه المعلومة من ( بائعة الشاي ) ، ولصحافة الانقاذ في عهد العتباني العذر فهي مشغولة بنشر مذكرات الساسة وبطولاتهم في الصفحات الاولي ، والصفحات الاخيرة مخصصة لاسفار رؤوساء التحرير وانطباعاتهم عن البلدان التي زاروها ، وحسن مكي في مجلة الملتقي ( مجلة كان يراس تحريرها محمد طه محمد أحمد وقد توقفت الان عن الصدور ) روي لنا عن حياته قصة في غاية الغرابة اثناء دراسته الجامعية حيث كان كان يطلق عليه لقب ( حسن النضيف ) لأنه كان لا يكترث لمظهره !!! فيا رواة الاخبار والسير ويا اصحاب الاقلام والفكر في العالم :

اذا قالت خزام فصدقوها فان القول ما قالت خزام

( حسن النضيف ) تعني الرجل المتسخ ..الاشعث الشعر .. المغبر الوجه .. فرحم الله رجلا عرف قدر نفسه .

سارة عيسي

Sara_issa_yahoo.com

__________________________________________________

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2004
SudaneseOnline.Com All rights reserved